2007-07-29

بهامة سوري

حرام حريرو بهامة سوري و حزام بالألوان
- تراث بتصرّف -

أمّا بعد،

فقد رأيت أمس في منامي رسول الله عليه صلوات الله و سلامه و كلامه ،و معلوم من الدين بالضرورة أن الشيطان لا يتمثّل في الرّسول فمن رآه في منامه فقد رآه حقّا كما جاء في حديث الرّسول الصحيح في البخاري، و بالتّالي فإنّ إثم من يكذّب روايتي هذه إثم عظيم و كفر مبين. فقد جائني رسول الله إذا في المنام و أوصاني أن أنقل بيانه للنّاس، فقلت له يا رسول الله أهو بيانك السابع فقال لي أتترهدن ؟ فقلت لا و رب الكعبة لكنّي احصيت ستّ بيانات أرسلتها من عندك عن طريق حلم أناس صالحين مثلي فقال يفعل الله ما يشاء، أكتب يا عماد حتى لا تنسى فكتبت :

إنّي رأيت نساء كثيرات من أمتي قد خرجن من نار جهنّم بعد أن تحجّبن في الدنيا في السنين الأخيرة بفظل التجّار الجدد، لكن و يا لخيبة المسعى لازالت مؤخراتهن تصطلي في الفحم الحامي في جهّنم و هنّ عالقات، ذلك أنهنّ رغبن عن سنّتي و سنّة آل بيتي و أمّهات المؤمنين و المؤمنات و لم يقضين حاجتهنّ في الخلاء كما هو ثابت في صحيح سنّتي و من رغب عن سنّتي فليس منّي، و لا يشطفن أطيازهنّ بقليل من رمل أو حجر ناعم قد أطنبت في وصفه في البخاري، و استعملن بدع الغرب الصليبي الكافر من تواليتات و دوبليويات و بارفانات و كلّ هذا بدعة و كل مستحدث مثله بدعة و كلّ بدعة ظلالة و كلّ ظلالة في النّار. قال قوله هذا و أغمي عليه و في رواية أخرى أجهش بالبكاء، و إن كنت انا شككت في وجود ابتسامة سخرية على محيّاه لكن الموقف كان رهيبا فلم أسأله. ثمّ قال أو يؤمنون ببعض الكتاب و بعض الحديث و بكفرون بغيره
أفلايعقلون ؟
أفلا يقرؤون و يطّلعون على دينهم كما فعلت طالبان؟

للعلم فقط و هذه سمعتها بنفسي من شاهد عيان، أجبرت عصابة طالبان الناس أن تقضي حاجتها في الحفر اتباعا للسنّة و لكن هذه كانت بهامة عربي موش سوري.

ثمّ طلب منّي أن أرسل وصيّته هذه على الانترنت، الحرام شرعا و لكن الضرورات تبيح المحضورات، و أن كلّ من قرأها عليه إعادة نشرها و طبعها و توزيعها حتّى نغيض أعداء الله من المتبرّين في المراحيض، و حتّى لا تبرح القوارير بيوتهنّ، فكما هو معلوم من الدين بالضرورة و كما أجمع علماء الأمة و اليساريين السابقين المتخونجين أنّلإسلام كرّم المرأة أيما تكريم، بأن قال لهنّ في بيوتكنّ، فمكانها البيت، و لا يحقّ لها تزويج نفسها دون ولي، و زاد في إكرامها بأن كاد بأمرها أن تسجد لزوجها الذي لو دعاها فأبت لعنتها الملائكة حتّى تصبح، و التكريم الأكبر هو قضاء حاجتها في الخلاء تشبّها بالرسول و أمهات المؤمنين و ما جاء في السنّة المطهّرة و البعد عن كل البدع، ثمّ ليكون الحجاب و الجلباب ذا معنى فتعرف الآمة من الحرّة فلا يؤذيها أحد،

و ها أنا أبلّغ الرّسالة و لكلّ من سيتّهمني بالكذب أقول ما قاله أبو هريرة رضي الله عنه يوم أتّهموه مثلي هذه التهمة الشنيعة : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من كذب علي عامدا متعمّدا فليتبوّؤ مقعده يوم القيامة من النّار

ألا هل بلّغت
الله فأشهد

و حرام حرير و بهامة سوري


ملحوظة : سوري باللهجة التونسيّة تعني فرنساوي أو افرنجي أو غربي عموما و لا علاقة لها مبدئيا بسوريا، مبدئيا فقط لكن ما يحدث في سوريا يكذّبني

2007-07-27

لا إلاه و لا شيطان إلاٌ الإنسان


وجدت أولى أشكال الأحماض الأمينية و التي تشكل أبجدية الحامض النووي، الدي أن اي، في صخور نيزكية رجمت بها الأرض منذ أكثر من ثلاثة مليارات سنة و نصف. وجدت الحياة على كوكب الأرض منذ أكثر من مليار عام، تطورت الخلايا لبكتيريا لطحالب لتتنوع أشكال الحياة من الفيروسات حتى الديناصورات، لم تكن القردة العليا سيدة كوكب الأرض، لكن أحدها كان عرضة لطفرة جينية، ، فكان مختلفا، نزل من على شجرته في وسط إفريقيا، وقف على قدميه ليرفع قامته حتى يرى ما وراء السفاسف التي تغطي السهل و حمل حجرا أو عصى بيده و بدأ خطوة صغيرة.

شاقة و متعبة تلك الرحلة التي إمتدت لأكثر من مليوني سنة، و هي فترةقصيرة جدا مقارنة بالمليار سنة التي هي عمر الحياة، لكنها رحلة أوديسية بكل معنى الكلمة، بمحطاتها الجليدية و الكهفية و الحجرية و النارية، بأنواع البشر المنقرضة، وسيادة الهومو سابينس سابينس، الذي سيخطوا أحد أبنائه خطوة أخرى صغيرة على سطح القمر.

كانت الآلهة إحدى المحطات المتأخرة، بدأت مع بداية التاريخ، و بداية الوعي و بداية الأسئلة. الآلهة إجابة على سؤال تعني لا أملك جوابا. ليطمن قلبه صدق أنها إجابة، خانة يضع فيها كل الغامض و المجهول، لا أعلم، الله أعلم.

و انفصلت الخانة عن باقي الجدول و بدأت بالتقلص، مع كل إجابة يحملها العلم . تقلصت منذ نيوتن و دي كارت أكثر مما تقلصت في الألف سنة الأخيرة. و تقلصت في المائة سنة الأخيرة بما يعادل كل آلاف السنين الماضية. لازالت الخانة لم تفرغ تماما، لازال الله بالتالي حيا لم يمت ، لكنه يتجه ليلحق بجدوله الأصلي ، إنه مستقبل الإنسان و مصيره.

المرأة هي حتما مستقبل الإنسان. لم تعد حتى بحاجة لذكر لتلد، الإستنساخ حل المشكلة.

الله هو مستقبل المرأة.

سيجد الإنسان حلا لكل الأمراض و الأوبئة، للأخطاء الحاصلة في الجينات الوراثية عند انقسام الخلايا جاعلة من الموت مآلا لا بد منه، سيبلغ الخلود يوما و يرحل عن الأرض، ربما للكوب الذي جاءت منه أولى النيازك المحملة ببذور الحياة، ستخضع له النجوم كما خضعت الأرض

و سيستوي على العرش

و سيكون أنثى
هكذا حدّث عماد حبيب
:))

2007-07-23

هي لا تدور يا جاليليو


تأبى الأمطار أن تتوقف لحظة و نحن في عز الصيف، لا شيئ يشجع على الخروج نحو جو كئيب و قد خلعت باريس زيها الصيفي و مدت لسانها لسواحها المخدوعين ، و لسبب ما، أراني أتجول بين مدونات بني وطني

من منكم يذكر بني وطني لعلية ؟

مذا حدث لتونس و أي جيل هذا ؟

هل كبرت و تمرد لون الفضة المشاكس في شعيرات ما في رأسي حتى صرت أتكلم كالعواجيز الذين لا يعجبهم شيئ من الأجيال اللاحقة ؟

تبا و سحقا و ما إلى آخر العبارات المستعارة من زمن فات و مات
لا علاقة للأمر بصراع أجيال بل بصرخة تحذير

أي تعليم و أية ثقافة سوداء تزحف على منارة الحداثة فتجعل أبنائها يؤمنون أن الأرض تقف على قرني ثور و أن الشمس تشرق بين قرني شيطان؟ و أن جاليليو هذا لا يعرف أكثر من سيدنا محمد

هي لا تدور يا جاليليوا إذا
هي لا تدور

لا الأرض مكورة و لا هي تدور حول نفسها و حول الشمس بل تطلع الشمس بين قرني شيطان

و من أنت يا جاليليو حتى تكذب سيدنا محمد أو سيدنا البخاري؟

ربما لم يعد السؤال هل سيعود الإستعمار بل فقط متى ؟

يعيد التاريخ نفسه، مهزلة بعد هزلة، ينتشر التفكير الديني و يشل العقل، فتنتشر الخرافة و الشعوذة و مظاهر التدين بكل آثارها الجانبية المدمرة

في النهاية من آمن أن البخاري صحيح و آمن بحديث الحجاب فلم لا يؤمن أن الأرض لا تدور و أن الشمس تغرب في عين حمئة و لم لا يقتنع أن جاليو كاذب و أن الأمريكان لم يصعدوا للقمر بل صوروا الفلم في هوليود

لم لا

حين تكون الدروشة اليومية و دعاء يوم الجمعة بنصر المسلمين و خسف الأرض بالقردة و الخنازير أمرا عاديا فتوقعوا إرهابيين حمقى و توقعوا جيلا جديدا سيكون وفيا لجيل أجداده منذ قرن عاجزا ذليلا ينادي يا أمم العالم إستعمروني
الغريب، أن نفس هذا الجيل هو الذي يكتب بلهجة هجينة لا هي دارجة و لا فرنسية بل خليط غريب و بأحرف لاتينية و أرقام كمن يرقص على السلالم يؤمن أن العربية لغة الجنة و لا يتقنها و يتكلم الفرنسية و لا يتقنها و يرفع اللهجة لمقام اللغة و لا يعرف لها نحوا من صرف و لكنه كما قال نجم يقول استغفر الله العظيم من باب الإحتياط
بأي علم و عمل و أسلحة و صواريخ و قوة ستدافع عن هذا الوطن لو أرادت مالطا مثلا أن تستعمره ؟

بالدعاء ؟
أم ستقرأ قرآنا على حفنة تراب و تلقيها على دبابة الأعداء فتفجرها كما كان يقول لنا مبروك الزرن ؟


الأمطار لا تتوقف خارجا لكن ما أحوجنا إليها هناك في الأرض الخضراء لتغسل العقول العفنة يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

الشيطان كخالق للعالم: مقدمة في الغنوصية

رقيم من مجموعة نجع حمادي

فراس السواح



الغنوصية مذهب فضفاض لايقوم على إيديولوجيا دينية متحجرة، أو دوغما مذهبية. وقد بدأت بواكيره في الظهور مع مطالع القرن الأول الميلادي، بتأثير من الفسلفة الأفلاطونية الوسيطة، والتعاليم الهرمزية المنسوبة إلى شخصية غير تاريخية هي هرمز المثلث العظمة. وهذه التعاليم الهرمزية مبثوثة في ثماني عشرة رسالة تمثل نوعاً من الغنوصية المبكرة، صاغها على ما يبدو عدد من المؤلفين الذين ينتمون إلى أخوية روحانية ألفت بينهم وجمعتهم على حب المعرفة. يظهر في الرسائل الهرمزية عدد من الأفكار الرئيسية المؤسسة للغنوصية، وأهمها مثنوية الإنسان وانقسامه إلى جزء مادي وآخر روحاني؛ حيث يمثل الجسد كل ماهو مادي ومظلم وفانٍ، ويمثل العقل (الذي يتطابق مع الروح) كل ماهو نوراني وحقيقي وخالد؛ وهو الذي يقود في النهاية إلى الخلاص من سجن المدة، وتُجسد فعالياته سعي الروح إلى الانعتاق، ودعوتها إلى العوالم النورانية العليا، إلى الله الذي تدعوه النصوص الهرمزية بالأب الكلي.


جاءت تسمية الغنوصية – Gnosticism من الكلمة اليونانية غنوص- Gnosis التي تعني المعرفة الحدسية الباطنية، أو العرفان بمصطلح التصوف الإسلامي. فالعارفون هم الغنوصيون- Gnostics الذي يتواصلون مع الحقيقة من خلال بصيرتهم الداخلية، أما الآخرون فهم غير العارفين، الذين يقفون عند ظاهر التعاليم الدينية ولا ينفذون إلى حقيقتها الباطنية. فإذا كان الطريق إلى الجنة يتمثل عند اليهود في الالتزام بأحكام الشريعة، ولدى المسيحيين في الإيمان بيسوع المسيح مخلَّصاً، فإن الخلاص عند الغنوصيين يتأتى عن طريق فعالية روحانية داخلية، تقود إلى معرفة النفس؛ وفي أعمق مستوياتها تقود إلى معرفة الله ذوقاً وكشفاً وإلهاماً. هذه المعرفة هي التي تحرر الروح الحبيسة في إطار الجسد المادي والعالم المادي الأوسع، لتعود إلى مصدرها حيث كانت قبل الهبوط.

خلال الفترة المبكرة لانتشار المسيحية في مصر وبلدان الهلال الخصيب، تحولت جماعات غنوصية عديدة إلى المسيحية، ونتج عن ذلك تيار غنوصي مسيحي عبَّر عن عقيدته من خلال أدبيات غنوصية غزيرة، بينها أناجيل صُنِّفت بعد ذلك بين الأناجيل المنحولة. ولقد نافست هذه الغنوصية المسيحية في كل مكان المسيحية التقليدية، وشكلت تهديداً للكنيسة الناشئة، قبل أن تتلاشى إثر حملة قمع شاملة قادتها الكنيسة منذ القرن الرابع الميلادي، أدت إلى إتلاف معظم المخطوطات الغنوصية، وأما ما تبقى منها فقد ضاع أثره تدريجياً بعد فترة لابأس بها من التداول السري. لهذا فقد بقي المهتمون بالتأريخ للفكر الغنوصي يعتمدون على ما كتبه آباء الكنيسة في معرض نقدهم للغنوصية، وما أوردوه من مقتطفات أمينة من كتبها الأساسية. ولكن في عام 1945 تم اكتشاف مكتبة غنوصية في موقع نجع حمادي بمصر، احتوت على اثنتين وخمسين مخطوطة مخبأة في جرار فخارية، ويعود تاريخها إلى نحو عام 400 للميلاد، وهي ترجمة قبطية لنصوص مكتوبة باليونانية ترجع إلى تواريخ أبكر من ذلك بكثير. وقد صدرت الترجمة الإنكليزية الكاملة لهذه المكتبة في مجلد واحد ضخم أشرف على تحريره J.M. Robinson عام 1972 تحت عنوان "The Nag Hammadi Library". وهو مرجعنا في كل المقتبسات التي نوردها في هذه المقالة.

قبل أن نشرع في بسط عقائد الغنوصية المسيحية وعرض بعض من أهم الأساطير التي حاولت عرض أفكارها من خلالها، لابد من التوقف عند شخصية فكرية ولاهوتية مهمة هي مارقيون الذي يشكل مرحلة وسيطة بين المسيحية التقليدية والمسيحية الغنوصية.

ولد مارقيون في منطقة بونتوس على البحر الأسود في أواخر القرن الأول الميلادي، وانتمى في مطلع شبابه إلى المسيحية القويمة، ولكنه سرعان ما أخذ بصياغة عقيدته الخاصة المتلونة بالغنوصية، والتي تسببت أخيراً في حرمانه من الكنسية عام 144، فنظَّم لنفسه كنيسة خاصة شكلت في ذلك الوقت أخطر تهديد على كنسية روما. ينطلق مارقيون في تفكيره من مبدأ الفصل التام بين العهد الجديد والعهد القديم، وكان معارضاً للطريقة المسيحية في تأويل العهد القديم لجعله متلائماً مع العقيدة الجديدة. وإله العهد القديم يهوه ليس الأب السماوي الذي بشر به يسوع، بل هو الإله الخالق، أو الديميرج باللغة اليونانية، الذي صنع العالم المادي الناقص، وصنع الإنسان أيضاً وفرض عليه الشريعة التي كانت بمثابة لعنة، على حد تعبير بولس الرسول. هذا الإله الحقود والمنتقم (على حد تعبير مارقيون) لا يستحق الطاعة والعبادة التي يطلبها، وهو ليس أباً ليسوع كما يعتقد المسيحيون القويميون. أما الله الحق فهو الأب السماوي الذي يدعوه مارقيون بالإله المتعالي والإله المجهول؛ وهو لا يتدخل في أحداث العالم لأنه ليس صانعه؛ ولم يفعل شيئاً إلا إرسال ابنه يسوع المسيح الذي هبط من السماء إلى هذا العالم السقيم والتافه، وصلب من أجل الإنسان الذي أحبه وأراد له الخلاص. فلقد ظهر المسيح فجأة وهو يُعلم ويُبشر بملكوت الروح، فظنه بعض اليهود المسيح القومي المنتظر، كما أن تلاميذه أنفسهم لم يفهموا المغزى الحقيقي لرسالته. ونظراً لجهل يهوه بقيمة المخلِّص فقد دفع به إلى الصلب.

اعتمد مارقيون إنجيلاً واحداً فقط هو إنجيل لوقا، بعد أن حذف منه قصة ميلاد يسوع وسلسلة النسب التي تربطه بالملك داود، واعتمد إلى جانبه عشر رسائل لبولس اعتبرها أصلية. وبذلك كان مارقيون أول من وضع كاتالوجاً معتمداً للعهد الجديد. ولكي تواجه كنيسة روما النفوذ المتزايد لفكر مارقيون، فقد أسرعت من ناحيتها لوضع أول كاتالوج رسمي للعهد الجديد، وذلك نحو عام 180م.

على أن ما يجعل مارقيون في نقطة الوسط بين المسيحية القويمة والمسيحية الغنوصية هو توكيده على عنصر الإيمان المسيحي؛ فهو لم يقدم للمؤمنين وعداً باستنارة الروح، بل بمباركتها عن طريق شفاعة ابن الله المتعالي، بينما يقوم المعتقد الغنوصي على العرفان لا على الإيمان. لقد قال يسوع في الأناجيل الرسمية: "من آمن بي وإن مات فسيحيا." وقال: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي." أما في الأدبيات الغنوصية، فإن المسيح ليس وسيطاً للخلاص بل هو رمز لمعرفة الحقيقة بالكدح الشخصي. ففي إنجيل توما الغنوصي قال التلاميذ ليسوع: "أرنا المكان الذي أنت فيه، لأنه من الضروري أن نبحث عنه." فقال لهم: "من له أذنان فليسمع. هنالك نور داخل إنسان النور، من شأنه أن يضيء العالم. ولكن إذا لم يضء فلا شيء سوى الظلمة." مثل هذا القول يوجه ذهن المريد إلى ذاته الحقيقية، وخبيئته التي تنطوي على طاقة هائلة، وإلى النور الداخلي الذي يساعده على اكتشاف طريقه بنفسه.

وفي "كتاب توما المنافح" قال يسوع: "من لم يعرف نفسه لم يعرف شيئاً، ولكن من عرف نفسه حقق معرفة بأعماق الكل." وفي نص "حوار المخلّص" لدينا مثال على طريقة يسوع في تحويل السائل إلى نفسه ليجد عندها الجواب. فقد سأله أحد التلاميذ أن يريهم مكان الحياة حيث النور النقي. فأجاب يسوع: "من عرف نفسه منكم فقد رآه. وسأله آخر: "من الذي يبحث ومن الذي يكتشف؟" فأجاب يسوع: "إن من يبحث عن الحقيقة هو الذي يكتشفها." وفي نص "بيان الحقيقة" يقول المؤلف: "إن المريد هو في الواقع تلميذ عقله الخاص، وهو الذي يكتشف أن عقله هو أبو الحقيقة، ويعرف ما يتوجب عليه معرفته من خلال التأمل الباطني الصامت." فيسوع الحي بالنسبة إلى الغنوصيين ليس إلا رمزاً لمعرفة الحقيقة، وهو لا يدعوك إلى الإيمان به بل إلى الإيمان بنفسك وبقدراتك الكامنة الكفيلة بتحقيق خلاصك. وفي هذا ما يذكرنا بقول البوذا لأولئك الذين يبحثون عن شفاعة الكائنات الإلهية من أجل الخلاص: "يا أيها الإنسان أنت صديق نفسك، فلماذا تبحث عن صديق آخر؟"

إن بؤس الشرط الإنساني يعود إلى الجهل لا إلى الخطيئة الأصلية التي تقول بها المسيحية القويمة. فالبشر في هذه الحياة هم في حالة غفلة ونسيان وعدم إحساس بذواتهم الحقيقية. يقول المعلم فالينتينوس في "إنجيل الحقيقة": "إن الوجود أشبه بالكابوس. فالنائم يرى أحياناً أنه يسقط من جبل عالٍ، أو تطارده الوحوش المفترسة، أو يلاحقه قاتل، أو يطير في الهواء بغير جناح، ولكنه حين يستيقظ من نومه يتلاشى كل ذلك. وهذا هو حال أهل العرفان الذين تخلصوا من جهلهم مثلما يتخلص النائم من كابوسه، تاركين حياة الجهل مثلما يترك من أفاق من نومه لليل أحلامه وكوابيسه، مقبلين على عالم جديد يتلاشى فيه الجهل مثلما يتلاشى الظلام أمام نور الصباح."

هذا السعي نحو الاستنارة يتطلب الكفاح ضد مقاومة داخلية هي أشبه بالرغبة في البقاء على حالة النوم ورفض الصحو. يقول المعلم سيلفانوس في نصه المدعو بالتعاليم: "قم من هذا النوم الذي يثقل عليك، اصح من الغفلة التي تملؤك بالظلام. لماذا تطلب الظلام مع أن النور متاح لك؟ الحكمة تناديك ولكنك تطلب الحماقة. الإنسان الأحمق يتبع طريق الرغبات والشهوات ويغرق في مستنقعها، إنه مثل سفينة جانحة تدفعها الرياح في كل اتجاه، أو مثل حصان جامح بلا فارس، يحتاج لجاماً هو الرشد. قبل كل شيء اعرف نفسك... اعتمد على مرشدك الذي هو العقل، ومعلمك الذي هو الرشد... عش وفق ما يمليه عليك عقلك... اكتسب القوة لأن العقل قوي... أنر عقلك... أشعل النور الذي في داخلك... اقرع على باب ذاتك وامش عليها كما تمشي على درب ممهد ومستقيم، فإذا مشيت في هذا الدرب فإنك لن تضل أبداً."

فالغنوصية معتقد خلاص، وكل مفاهيمها وتصوراتها الكونية تتلخص أخيراً في مفهوم واحد عن التحرر والانعتاق. ولكن الخلاص الغنوصي لن يتأتى من خلال الطقوس والعبادات الشكلانية، إذا لم تترافق مع العرفان. إن الصراع الرئيسي الذي يخوضه الإنسان هو صراع بين العرفان الذي يقود إلى الخلاص، وبين الجهل الذي يبقيه في دورة الميلاد والموت، كلما بلي جسمه وآل إلى الفناء تقمصت روحه جسداً آخر، وهكذا إلى ما لا نهاية إذا لم تفلح في الانعتاق. من هنا فإن الحكمة القديمة المنقوشة على جدار معبد دلفي في اليونان والمؤلفة من كلمتين هما "اعرف نفسك"، تتخذ أهمية مركزية في كل النُظُم القائمة على العرفان. فلقد استخدمتها الأفلاطونية وفسرتها بمعرفة النفس الإلهية في داخل الإنسان؛ وكذلك الهرمزية التي نقرأ في إحدى رسائلها: "إن الله الآب الذي جاء منه الإنسان هو نور وحياة. فإذا عرفت أنه نور وحياة وأنك صدرت عنه، فسوف تستعاد إلى الحياة مرة أخرى."

فعلى عكس الزرادشتية وبقية النظم الدينية التي تبشر ببعث أجساد الموتى في اليوم الأخير، فإن البعث الذي تبشر به الغنوصية هو بعث الأرواح، إنه خلاص من الجسد ومن العالم في آن معاً، لا من الخطيئة ومن الذنوب. وإذا كان من مفهوم عن الخطيئة الأصلية في العقيدة الغنوصية، فإنه سقوط الروح في عالم المادة، وإذا كان هنالك من مفهوم عن التوبة، فإنه وعي الإنسان للقبس الإلهي الذي في داخله، وبحثه عن الوحدة المفقودة. مع انبعاث هذا الوعي تبتدئ الروح رحلة خلاصها وانعتاقها، ويتحول الموت من بوابة تؤدي إلى القبر أو إلى دورة تناسخ جديدة، إلى بوابة تؤدي إلى العالم الروحاني الأعلى.

وفي هذا يقول مؤلف العمل الغنوصي المعروف بعنوان "رسالة في البعث": "إن الوجود الإنساني هو نوع من الموت الروحي، أما القيامة فهي لحظة الكشف والاستنارة التي تنقل العارف إلى عالم جديد. وإن من يصحو على هذه الحقيقة يغدو حياً من الناحية الروحية. إن باستطاعتك الانبعاث من عالم الموتى هنا والآن. هل أنت مجرد جسد فانٍ؟ هلا تفحصت نفسك ووعيت بأنك قد قمت من بين الأموات." أي إن من حقق العرفان قد بُعث من الموت قبل أن يموت، وما عليه سوى انتظار واقعة الموت التي تنزع عنه رداءه المادي وتحوله إلى روح منعتقة. وفي هذا يقول إنجيل فيليب الغنوصي: "إن من يعتقد أن عليه أن يموت أولاً ثم يُبعث هو على ضلال، لأن بمقدوره أن يبعث وهو حي." لذلك قال يسوع في إنجيل توما الغنوصي: "هذه السماء ستزول، والتي فوقها ستزول. ولكن الذين هم أموات لن يحيوا، والذين هم أحياء لن يموتوا."

إن إنكار القيامة العامة للموتى في نهاية الزمن، يستتبع عند الغنوصيين رفضهم لمفهوم التاريخ الدينامي الذي يسعى إلى نهاية معينة يتخلص عندها العالم من بذور الشر التي زرعها فيه الشيطان، ليغدو نقياً وكاملاً كما كان في البدء. فالعالم ليس خيِّراً في أصله بل هو شر من حيث الأساس، والتاريخ لا يسعى إلى غاية وليس له معنى، وما على الإنسان إلا الهروب من العالم ورفضه بدلاً من انتظار نهايته السعيدة، لأن الروح الحبيسة في الجسد لن تنعتق إلا من خلال الغنوص، وما الجسد إلا ثوباً نرتديه لفترة مؤقتة ثم نتخلص منه إلى الأبد. وهذا ما دعا الغنوصيين إلى احتقار الجسد واعتبار وظائفه غير مهمة بالنسبة للكائن الروحاني. قال يسوع في إنجيل توما: "إنني أعجب لهذه الثروة العظيمة (= الروح) تقيم في هذا الفقر المدقع (= الجسد)."

إن الصراع ضد شهوات الجسد يقع في صميم الأخلاق الغنوصية. والغنوصيون يرون أن الأخلاق السائدة في المجتمع هي أخلاق براغماتية. فالذي يعمل بقاعدة "لا تسرق" يفعل ذلك لكي لا يتعرض هو نفسه إلى السرقة، والذي يعمل بقاعدة "لا تقتل"، يفعل ذلك لكي يحمي نفسه من القتل، والذي يعمل بقاعدة "لا تزن" يفعل ذلك لكي يحمي نساءه من الرجال الآخرين. إن مثل هذه النواهي الواردة في الشرائع الدينية ليست بالنسبة للغنوصي أخلاقاً حقيقية، والالتزام بها لا ينشأ عن تلمس حقيقي للخير الكامن في النفس الإنسانية وإنما عن الخوف. أما الأخلاق الغنوصية فتنشأ عن الحرية التي يحققها الغنوص للإنسان، وعن اكتشافه لمصدر الخير الأسمى في داخله. فالمعرفة تحقق كمال الإنسان، والكامل لا يستطيع إلا فعل الخير بعيداً عن الخوف وعن الطمع. إن الأب النوراني الأعلى لا يطلب من الإنسان إلا أن يعرفه في داخله، وعندما يعرفه يغدو حراً وكاملاً وخيّراً. ومَنْ شأنُه كذلك لايرتكب الخطيئة.

فيما عدا الغنوصية المانوية التي تحولت على يد معلمها ماني خلال أواسط القرن الثالث الميلادي إلى ديانة مؤسساتية ذات إيديولوجيا ثابتة وتنظيم كنسي مراتبي، فإن الفكر الغنوصي عامة لم يطور إيديولوجيا دينية موحدة ومنمطة، وبقيت الفرق الغنوصية أشبه بالطرق الصوفية الإسلامية التي يتبع كل منها شيخاً ذا نهج خاص، على اشتراكها جميعاً بالأفكار العامة الرئيسية. ولقد قاد تعدد المدارس الغنوصية وتوكيد معلميها على حرية الإبداع، إلى خلق تيارات فكرية غنوصية لم تنتظم أبداً في كنيسة واحدة ذات هيكلية مراتبية، تفرض عقيدة يُعدّ الخروج على واحد من بنودها هرطقة وخروجاً عن الإيمان القويم. هذه التيارات لم تتصارع ولم يستبعد بعضها بعضاً، وإنما تعاونت وأغنت بعضها بعضاً، ووجدت في التنوع إثراءً لفكرها المشترك. من هنا فإن الغنوصية لم تعتمد نصوصاً مقدسة بعينها، ونظرت إلى نصوصها باعتبارها مقاربات للحقيقة الكلانية، لا تعبيراً حرفياً عن هذه الحقيقة التي لا يمكن إداركها إلا من خلال تنويعات رمزية اتخذت في الغالب لديهم شكل الأساطير.

على أن أهم ما يميز المسيحية الغنوصية عن المسيحية القويمة هو اعتقادها على طريقة مارقيون بأن عالم المادة الذي يتخلله الشر ليس من صنع الله الأب النوراني الأعلى، بل من صنع الشيطان الذي هو يهوه بالذات إله التوراة. وهذا ما سنتابعه في مقالة تالية.

2007-07-21

دين أم تجارة ؟

ما هو الإسلام ؟

ثمّة مسلّمة فلسفيّة تقول باستحالة إدراك كنه الإشياء في حدّ ذاتها. و بالتّالي لا يمكن أن نصل لتعريف أو إدراك لما هو الإسلام في حدّ ذاته. كلّ ما هو ممكن هو فقط أن ندرك خصائص و تفاعلات الإشياء، أي علاقاتها و نتائج تلك العلاقات. و عدم الإهتمام بالبحث عن كنه الأشياء في حدّ ذاتها و لكن دراسة علاقاتها مع غيرها هو المبدأ المؤسّس للرّياضيّات. و الرياضيّات هي العلم المشكّل للعمود الفقري لكلّ العلوم الصحيحة,

حين نقول رياضيّا أن س عدد صحيح و بالتّالي لا يقسم إلا ألا على نفسه أو على واحد، فكلّ خصائص و علاقات س تنطبق على أي عدد صحيح كان، و هذا تعريف، أي إعطاء إسم و هو صحيح، لعدد و لخاصيّة هي القسمة على نفسه وعلى واحد فقط، ليس ثمّة من حاجة لأيّ برهان هنا. البرهنة تكون على الخصائص، اي نتائج العلاقات، فمثلا لو قلنا أن مجموع عددين صحيحن هو عدد صحيح، وجب برهنة ذلك برهنة رياضيّة و ليس أن نقسم أن ذلك صحيح أو نقول أن ابن عباس عن ابن فرناس عن ابن حمير قال ما اجتمع صحيحان إلاكان المجموع صحيحا.

حين أقول لك أن 2 عدد صحيح، و 3 عدد صحيح و 2+3=5 و هوأيضا عدد صحيح، قد تميل لتصديق الحديث، لكن حين تجمع 5+5=10 ف10 هنا ليست عد صحيحا لأنها تقسم على إثنين و على خمسة, يكفي هذا المثال لبرهنة أن مجموع صحيحن ليس بالضرورة صحيحا. هذا البرهان دليل أن الحديث موضوع أو أنه في حالة ثبوته عن الرسول أن الرسول أخطأ. ذلك أن المبدأ الأساسي لكلّ العلوم الصحيحة هو مبدأ الحتميّة التّاريخيّة. نفس الأسباب في نفس الضروف تؤدّي حتما لنفس النّتائج. حتما ، و لا مكان لسياق تاريخي في خصائص الأرقام.

لا توجد أحاديث أو آيات تتكلّم عن الحسابيّات و الجبر بمثل المثال الذي اوردته أعلاه، فقط أوردته لتتضح الفكرة بأبسط طريقة ممكنة، لكن ثمّة الكثير منها يتكلّم عن الطب و الفلك و التاريخ و الجغرافيا. و ثمّة تجارة بدأت منذ سنوات و انتشرت اليوم بشكل وبائي لاستغلالها في ما بات يسمّى بالإعجاز العلمي في القرآن و السنّة. هذا الإعجاز المزعوم، هو الذي يمكن و ببساطة برهنة انه غير صحيح، و أن الآيات و الأحاديث مليئة بتناقضات مع الحقائق العلميّة، و بالتّالي هي ليست ذات مصدر إلاهي، إمّا أنّها وضعتبعد موت محمّد أو أنّه هو من قالها فعلا و بالتّالي هو فقط ضحك على عقول المغفّلين من حوله و ألّف لهم من خياله حينا و ممّا قرأه من أسفار اليهود و كتب التلمود و الهاغاده اليهودية و الأناجيل المسيحية، المليئةهي ايضا بنفس الخرافات المتوارثة عن الديانات القديمة في شبه الجزيرة العربيّة.

كلّ عربيّ تاجر. قيل هذا قديما لكن مكانة التجارة عند العرب لازالت قائمة لليوم، و احتقار المهن، الصناعات و الفلاحة و الفنون لازال قائما إلى اليوم. و ينظر العربي المسلم، و لا أتكلّم عن العربي كعرق بل كثقافة، ينظر إلى علاقته مع الله كعلاقة تجارة، حسنات و سيّئات، بيع و شراء، تشتري منه قصرا في الجنّة بمسجد تبنيه على الأرض ، أنت لا يمكنك أن تبني لنفسك قصرا في الجنّة طبعا، و هو يبدو أنه لا يمكنه ان يبني مسجدا على الأرض، و إن بدى كلامي غريبا أو سخيفا فصبرا آل ياسر، عفوا، صبرا جميلا سأوضّح ذلك بعد حين.

بدأت المهزلة في الإنتشار مع و ما كان يقدّمه الدكتور مصطفى محمود في برنامج العلم و الإيمان. كنت صغيرا مدمنا لذلك الرنامج، و لسخف الأقدار كان البرنامج العلمي الوحيد المتاح على قناتنا الوحيدة آنذاك، و ربّما لليوم لا توجد برامج علميّة على فضائياتنا و لا حتّى مترجمة، لكن توجد برامج لزغلول أفندي الفشّار. كان مصطفى محمود يعرض الدراسة العلميّة أو الكشف العلمي و يخلص بسرعة إلى أنّ التعقيد في وضائف الكائنات الحيّة أو الظاهرة المدروسة لا يمكن أن يكون نتيجة عامل الصّدفة. و بالتالي لو قلنا أن الطبيعة هي التي تقف وراء ذلك، فالأمر كلّه تغيير إسم الله بإسم الطبيعة، لكنّنا في كلّ الحالات نتكلّم عن خالق.

في النقطة الأخيرة كان د مصطفى محمود على حق رغم أنها بنيتعلى مغالطة من الحجم الثقيل لم يكن بإمكاتني إدراكها ساعتها : ما هي نسبة التعقيد، أو لمذا نقول أن هذا الأمر معقّد و محكم و لا يمكن أن يتاتى صدفة و الآخر بسيط و بديهي ؟ هذا موضوع أول سؤال اعلاه، الحكم سيكون ذاتيّا و ليس موضوعيّا، و علميّا لا يمكن أن نتكلّم عن تعقيد، فوضى، تنظيم إلاّ مقارنة بنظام مرتّب ما. من أهم نظريّات الفيزياء الكميّة التي ندرسها ثمّة نظريّة العدم، و التي تقول أن ما نعتبره فوظى ليس سوى شكل من التنظيم نحن فقط غير قادرين على إدراكه.

لكن الأمر يزداد سوءا حين يشرع دكتورنا العزيز، و الذي قالت آخر الأخبار أنه إعتكف في بيته أخيرا لأسباب مجهولة، يشرع في محاولة برهنة أن الحقائق العلميّة التي كان يتحدّث عنها موجودة في القرآن.ساعود بامثلة مفصلّة في الجزء القادم الحق يقال، كان مصطفى محمود يحترم نفسه قليلا و لم ينزل إلى أحاديث السنّة ليثبت لنا أن جناح الذبابة فه داء و جناحها الآخر فيه الدواء. كان الوعي العام ساعتها أفظل بكثير منه اليوم حيث يمكن لأي كان و ليس زغلول النجّار فقط أن يسخر من الملايين التي تشاهده و يتحدّث عن أي شيئ و هالة القدسيّة لا تفارقه لأن العقول مغيّبة تماما و لأن النفوس تريد أن تصدّق، أن تتشبّث باي وهم يقنعها أنها على حق و أن دينها هو الحق وسط عالم فاتها بقرون من التقدّم العلمي و الحضاري، شعوب مهزومة محبطة صارت تشرب بول النوق، بكل مواده السامة، طمعا في الشفاء، و جامعات تصرف المليارات لإثبات الإعجاز الطبي في بول النوق. و يا طلبة كليّات الطب قد كذبوا عليكم، البول ليس مادة سامة يفرزها البدن ليتخلّص من السموم بل في حالة النوق في دواء لكلّ شيئ.

لمذا يحتاج المسلم لحكاية الإعجاز العلمي هذه و يفعل المستحيل ليصدّقها ؟ إنها أكثر من أزمة وعي أو أزمة هويّة، الأمر بكلّ بساطة شك شرعي في بدايته لكن ثقافتنا تجعل منه ذنبا يجب شراء العفو عنه، تجارة، كما كان الإسلام دوما تجارة، و تجارة دنيويّة، و أما العبادات فتبقى مجرّد طقوس، و أمّا العقل قيجب أن يغيب بأي شكل، إنه عورة المسلم الحقيقيّة التي يجب إخفائها، أستئصالها حتى لا يشعر بأي ألم.

و كيف لا يشعر بألم من درس شيئا من الفيزياء و هو يقرأ أن الشهب إن هي إلاّ قذائف ناريّة تضرب الجن الذين يسترقون السمع في السماء. في حين ليس ثمّة من سماء و لا هم يحزنون. كيف لا يصاب بألم و قد إتضح أنّ الأرض التي هي مركز الكون و خلقت مع السماوات في ستّة أيام، أو أكثر حسب الآية، ليست سوى جرم متناهي الصغر يسبح في مجرة درب الحليب، وسط مائة مليار نجم و نجم، و أن هذه المجرّة ليست الوحيدة بل ثمة مئات مليارات المجرّات في الكون و أنّ هذا الكون ليس وحيدا فلا شيئ يمنع من وجود أكوان أخرى. كيف يمكن أن يفهم أن نوحا جمع كل الكائنات الحيّة اثنين اثنين، و هو يعلم اليوم أن ملايين الأنواع موجودة على الأرض بحيث لا يمكن لأي سفينة مهما بلغ حجمها أن تجمعهم في سلام حتى إنتهاء الطوفان، و أن الطوفان ليس سوى ميثولوجيا استمرت من الحضارات و الديانات القديمة و لا ديليل علمي واحد أنه حدث، في حين استمرّت مرحلة الجليد مثلا آلاف السنوات على الأرض و ليس لها أي ذكر.


أمام هذا التناقض، و أمام وضعه المزري مقارنة بدول العالم المتحضّرة، يجد المسلم عزائه في دينه، الدين الحق و في جنّته الموعودة، و لكن الأمر لا يتوقّف هنا، هو يستمرّ في البحث عن أي تفوّق وهمي، مهما غيّب عقله في سبيله، و هو يستمرّ في ردّ فعل عدائي، يبدأ بأن ينسب منجزات الحضارة التي يستعملها لدينه، و كأنه يقول نحن عندنا كلّ هذا، و لا يسأل نفسه لمذا إذا لسنا نحن من اكتشف أو إخترع، و يتطوّر ردّ الفعل العدائي هذا لمحاربة الآخر بعد كرهه، إرهابه و قتله.

يكتب زغلول النجّار في صحف قوميّة مصريّة، ليس فقط ناشرا لخرافات يقبظ عليها أموالا طائلة من مراكز بدويّة خليجيّة، متحدّثا عن دراسات لا وجود لها في جامعات غربيّة، و لاحظ أنه حتّى هنا، النسبة إلى الغرب تكون معيارا لصحّة الدراسة و جديّتها، عن دواء أثبته العلماء في جناحة الذبابة الأيمن. أي دواء و أي علماء ؟ لن يسأل أحد لأن الجميع يريد أن يصدّق. و المسألة لا تتوقّف هنا، فالرزق يحب الخفيّة، و لا بأس مع اثبات أعجاز السنة أن نثبت أن الإنجيل مليئ بالأكاذيب و الخرافات، و إن كنت أرى أنه فعلا كذلك إلاّ أن الأمر يختلف حين ننشره في جريدة دولة فيها ملايين المسيحييّن، نحقّر ديانتهم في حين نرفع من شأن ديانة الآخرين. إمّا أن تدرس بنفس الحيادية و تنتقد بنفس الموضوعيّة أو أنك تكون موقدا لنار الطائفيّة، و مشاركا في مخطّط لأسلمة دولتك يموّله شيوخ النفط الوهّابي.الأمر ليس صدفة ، فالمخطّط واحد، و دافع الثمن واحد، و الأمر تجارة و ليس دينا، بل دين و تجارة و هكذا كان الأمر منذ أول يوم.

يكتض تراثنا بآيات و أحاديث التجارة و بأدلة علميّة أنها مناقضة للحقائق العلميّة بل مجرّد أكاذيب و خرافات. الخلل هي وجود أمثال زغلول النجار و مصطفى محمود الذي قيل مؤخّرا أنه قد خاوى الجن، و الخبر مضحك و مع ذلك نشرته العربيّة و صدّقه آلاف من المعلّقين، الخلل هنا، في رشاد خليفة الذي إدعى اكتشافه إعجازا رقميّا في القرآن، ثم إدعى أنه رسول الله، هذا هو الخلل الحقيقي،
و للحديث بقيّة

2007-07-19

أختي المحجبّة : أنت معاقة ذهنيّا


أنا لا أقصد و لا أوجّه أية إهانة بحديثي عن الإعاقة الذهنيّة، بالعكس، أنا ألتمس العذر و أبحث عن تبرير لتصرّف تهينين به نفسك و تساهمين به في تخلّف مجتمعك و ضحك الأمم على أمّتك. و إلاّ ما الذي يدعوك إلى وضع تلك الخرقة المضحكة و المهينة في نفس الوقت على رأسك، و بكلّ أشكالها المتناقضة أحيانا ؟ صدّقت شيوخ الجهل و دعاة البزنس الجدد أنها أمر من الله إليك ؟ و أين عقلك إذا ؟ هل قرأت القرآن أم قرأه عنك شيخك ؟ و هل درست الحديث أم أقنعتك صديقتك أنّ الحجاب أمر شرعي صريح ؟

كيف تصدّقين لو لم تكوني معاقة ذهنيّا أنّك مجرّد شيئ، عورة يجب إخفائها و عار يجب إراقة الدم على جوانبه لو رفعت الريح طرف ثوبك ؟ ما الذي يجعلك تؤمنين و تصدّقين هذه الأحاديث التي رواها في اغلبها أبو هريرة، هذا الذي لا يعرف أصله كاملا و الذي لم يصاحب الرّسول إلاّ قليلا و مع ذلك هو يروي عنه أربعة عشر حديثا جديدا كلّ يوم، و هو الذي روى كلّ الأحاديث المحقّرة من شأن المرأة فجعلك مثل الكلب و الحمار و حاشاك البراز تنقضين الوضوء و الصّلاة، هل ترضين لنفسك تلك المنزلة أم تقولين ما قالته عائشة : سوّيتمونا بالكلاب و الحمير.

هل تعرفين أصلا أنّ كلمة حجاب هي الساتر الحاجب للشيئ و ليس قطعة القماش التي تلبسينها، أي أنك يجب أن لا تخرجي أصلا من بيتك و لا ترين أحدا ؟ هل هذه هي المرحلة القادمة ؟ عصر الحريم، هي نفس النصوص التي يسمّونها شرعيّة. قرن في بيوتكنّ. ذلك ما ينتظرك. و لا تصدّقيهم حين يقولون لك كرّم الإسلام المرأة، إسلامهم الذي صنعوه بالأحاديث الموضوعة لم يكرّمك بل يروي البخاري، في ما يسمّى صحيحه أنك لو دعاك زوجك و أبيت، مهما كان السبب أو حالتك، المهم أنه رغب هو، فإن الملائكة ستدعوا عليك حتّى تصبحين. هل تريدين المزيد ؟ حسنا، لو لم يكن السجود لغير الله حراما لأمرت أن تسجدي لزوجك. أرأيت التكريم ؟ أريت مذا تريدين بنفسك بعد قرن من النهضة و التنوير و تضحيات الروّاد من قاسم أمين للطّاهر الحدّاد مثلا لا حصرا.

ثمّ أن هذا الشكل من اللباس لا علاقة له لا بالتراث و لا بالإسلام و لكن بالثورة الإيرانيّة و جماعة إخو الخراب الأخوان المسلمين، و مشروعهم الظلامي للوصول للحكم. كانت النساء تتوضئ في مسجد الرسول مع الرجال جنبا لجنب حتى جزء من خلافة عمر. فكيف يكون الحجاب شرعا و يكون الإختلاط في الأسواق و الوضوء جنب الرجال أمام الرسول و أبو بكر و عمر شيئا عاديّا ؟

أليست الإعاقة الذهنيّة تفسيرا معقولا أو أفظل من أن تكوني بالحمق و الغباء الذي تتنازلين فيه عن إنسانيّتك لأجل رؤية جنسيّة مريضة لأناس مرضى.




إلاّ أن تكوني غير مقتنعة و لكن لبسته فقط خضوعا أو نفاقا. في حالة الخضوع و أنا أعلم الكمّ الهائل من الترغيب و الترهيب المموّل من أموال البترول، فشيوخ الخليج المتمتعين بثروات لم يحلموا بها أو يتعبوا و يشقوا لأجلها يكفّرون عن سيّئاتهمو زيجاتهم و نزواتهم اليوميّة ببناء الجوامع و نشر الفكر الوهّابي. إنّها علاقة تجارة مع الله. فكلّ عربيّ تاجر. لكن الله جلّ جلاله ليس تاجرا و لا تزر وازرة وزر أخرى. و في حالة النفاق، تكونين فقط تضعين علامة شكليّة لتقولين أنا محجبّة و تفعلين بعد ذلك ما تشائين، و هذا ما يحدث غاليا و ما كان يحدث طوال القرون الفائتة، كلّ شيئ في السر ، مخفي، و هنا أيضا أفظّل الإعاقة الذهنيّة على هذا التصرّف الخبيث.

في ثلاثينات و أربعينات القرن الماضي كان ثمّة أمة مايو في مصر، اليوم في هذا القرن ثمّة أزمة نقاب و حجاب. و أنت تشاركين في جعل هذه الأمة متخلّفة و منحطّة و تضحك من جهلها الأمم. حتّى الله لن يغفر لقوم يحطّون من شأنهم بأيديهم و جهلهم و تعطيلهم عقلهم حتّى ركبتهم كلّ امم الأرض.



أختي المحجّبة، كوني أنت، إنسانة و أخت حقيقيّة، لا عورة و متاع جنسي و أداة هدم في يد إخوان الخراب، إقري بنفسك و حكّمي عقلك، و لا تصدّقي من قال لك أن العقل و الفكر حرام، هو نعمة من الله، إحمديه عليها باستعمالها، و كان الله في عون الجميع

2007-07-15

كتبي أو بلائي

لا باس من استربتيز من حين لآخر فربّما لم تكن المدونّة كلّها سوى إستمناء نرجوه فكريّا.
دعاني ماني الأفريقي، و اليوم أيضا آدم مشكورا، و في كلّ الحالات هي فرصة لأتذكّر بدوري ما كنت اقرأ في طفولتي و ما قرأت بعدها و لليوم و لمن يجب أن اقرأ مستقبلا.
كنت مدمنا للقراءة في صغري، حتّى قراءة لفافات الجرائد التونسيّة التي كانت أمي تشتري فيها السمك، مع رائحتها صيفا. لم تكن لدينا مكتبة في بيتنا، و وحدها كتب الدراسة هي المتوفّرة، لكنّي كنت مدمنا للألغاز،المغامرون الخمسة طبعا و على رأسهم تختخ، و لكن بالنسبة لي، كنت لا أفوّت لغزا للمغامرين الثلاثة و خالهم العقيد ممدوح. هل كان اسمه كذلك ؟ ثم الشياطين ال 13 و زبيدة التونسيّة و مجلّة ماجد، و للعلم لم أشتري يوما عددا واحدا منها و قليلة هي الألغاز التي أقتنيتها، قليلة جدا لكني كنت أبادلها مع بقيّة الأصدقاء.

الكتاب الوحيد المجاني و الذي كان متوفّرا كان القرآن، و كنت أقرأه بإدمان طالبا للمعرفة، في المرحلة الأولى ثانوي اشتريت كراسا ب24 صفحة لأدوّن فيها تفسيري للقرآن. البلاء إذا كان منذ الطفولة. لازلت لليوم أقرأه و أقرأ الكتاب المقدّس ، أي التوراة و الإنجيل و لكن بعيون مختلفة، و مع ذلك لا أجرأ أن أضعهم في مكان غير طاهر أو ألمسهم بيد متّسخة حتّى و أنا اسخر من كميّة الأساطير التي يحتوونها. في فترة ما بدأت قراءة فقه السنّة لسيّد سابق و هناك ابتدأت الصدمة الأولى. بصراحة لم أكمله و لم أكن مهتما ساعتها بإكماله، علمت أن السنّة كذبة سخيفة كبرى ، لكن لم أنتبه لخطورتها إلاّ فيما بعد.

الفلسفة و الشعر مخدّران أو مسكران مقدّسان بالنسبة لي.

ضد المسيح أو عدو المسيح لنيتشة
هكذا حدّث زردتشة لنيتشه
نيتشة هو ما قرأت له و يجب أن اقرأ له ، و لا أعلم هل هو رفاعة في أولاد حارتنا أم كارل ماركس ؟ لكن المهم أنه هو من قتل الله
كل روايات نجيب محفوظ تقريبا، قرأتها و أحتفظ بها، و لكن تبقى أولاد حارتنا، الممنوعة لحد وقت قريب بسبب الأزهر أهم عمل فلسفي، و أكرّر فلسفي عربي على الأطلاق. سأعود إليها في موضوع آخر
رسالة الغفران للمعرّي،
حدّث أبو هريرة قال لمحمود المسعدي و السدّ أيضا

لا يمكن أن لا أذكر هنا نبيل فيّاض و أم المؤمنين تأكل أولادها، أو فرج فودة و الحقيقة الغائبة، أو الدين في الجزيرة العربية لأبكار السقاف.

الشعر :
نزار قباني كان إلاه الشعر عندي و كنت أحفظ عن ظهر قلب اغلب قصاءده
في فترة ما أدمنت نجيب سرور، و لا زلت ، و تدعوني لمائدتك فلا ألقى سوى جيفة، ألا فأهنابها جيفة، و لست ذبابة زرقاء تعزف لحنها الدّامي على الموتى ، لحاك الله أتعمى لهذا الحد
بروتوكولات حكماء ريش، المكتوبة عن النخبة، بقلم أحد أعلام النخبة، كفّرتني في النخبة نفسها، لكنّي لم أكفر بسرور، سرور نبي أضاعه قومه، و نحن عادة كأبناء عمّنا نقتل أنبيائنا، و بسببه كنت أقول اتبعوني أنا اهوى العري و الصرمحة و شعاري النكاح.

ترى عن أية بلد كان يتكلّم حين قال :
بلد المنايك بلدنا الكل ناك فيها
شوف الخريطة تلاقيها فاتحة رجليها
ربّك خلقها كدا راح تعمل إيه فيها ؟

ثمّة عماد حبيب قبل الجداريّة، و عماد حبيب بعدها. أتكلّم عن جداريّة محمود درويش طبعا، و أيها الموت انتظرني ريثما أنهي تراتيب الجنازة في الربيع الهش. من قال أنه ابدع بلاغيّا أكثر من ابداع القرآن البلاغي المزعوم نفسه ؟ انا قلتها و أكرّرها. هذا هو اسمك، قالت إمرأة و غابت في الممر اللولبي، و غاب معها و مع قرائتي للجداريّة إدراكي لمعنى كلمة شعر نفسها

كزهراللوز أو أبعد، اشتريتها ككتاب الكتروني، و فقدته مع فقداني القرص الصلب لجهازي.

بيرم التونسي، حادي قافلة الشعراء المصريين المنفيين، نجم قال عنه هو عمنا و أبونا ، و سرور و صلاح جاهين ، كلّهم أقرأ لهم بشغف و أحفظ، بل و كتبت رباعيات ، فاشلة طبعا، باللهجة المصريّة. المهم يبقى بيرم بالنسبة لي علما شامخا أفخر به، لا لأنه تونسي، بل لأنه عبقري سابق لعصره، و قال إيه يكفّي ابن آدم؟ قلت له طقّة، قال إيه يكفي منامه ؟ قلت له شقّة ، قال إيه يعجّل بعمره ؟ قلت له زقّه، قال حد فيها مخلّد ؟ قلت له لاأه.

فؤاد حدّاد، بليغ العاميّة من العام الأول للعام ميّة.

الأبنودي و سيرة بني هلال و شغفه بها، لكن لو ثمّة قصيدة تحطّمك من الداخل، تمزّقك، فهي جوابات الأسطى حراجي القط لزوجته فاطنة أحمد عبد الغفّار، في جبالية الفار.

هذه اهم القراءات العربيّة أو المترجمة للعربيّة، و إلى حد وقت قريب، باستثناء مراجعي العلمية بالفرنسية و الإنجليزية، لم أكن أقرأ إلا بالعربيّة. بعد استقراري بفرنسا، اجبرت أن أقرأ بالفرنسيّة،

آخر ما قرأت و أنا الآن أعيد قرائته للمرة الثانية بالفرنسيّة هو الكتاب المقدّس مكشوفا أو عاريا أو بدون حجاب لإسرائيل فلكنشتاين
أيضا الكتاب المقدّس بالفرنسيّة، و كم كنت أتمنى أن أتقن اللاتينية أو اليونانية، لأقرأه بأقدم لغة ممكنة بعيدا عن الآثار الجانبيّة للترجمة.
لا أذكر الآن كتبا أخرى بالفرنسيّة على نفس القدر من الأهميّة أثرت في، لكن استمتعت قطعا بشيفرة دافنشي و زوربا، زوربا قرأته باللغتين، و ترجمته للعربيّة لم تكن موفّقة جدا، لكن تبقى القصّة ممتعة.
رغم إتقاني للإيطالية ربّما أكثر من الفرنسيّة، إلا أني أكتشف الآن أنني لم أقرأ بها سوى ألبارتو مورافيا، و قصّة فلسفية واحدة، هي ربّما من أهم ما كتب : العذاب إمرأة



لمن يجب أن أقرأ قريبا ؟
عبد الرحمن منيف
سعدي يوسف، و قيل و الله أعلم أنه هو من بكتب لأحلام مستغانمي، لا بأس بشيئ من النميمة وسط الستربتيز
ابن رشد
عبد الرحمن ابن خلدون
نعم، أعترف بجريمتي التي لا تغتفر، لم أقرأ كل أعمال ابن خلدون، بل لم أكمل المقدّمة نفسها، و يجب و لا عذر لي أن أقرأها. قلت سابقا أن تونس أنجبت عبقريّتين و أهدتهما للعالم، ابن خلدون و بورقيبة. هذا رأيي الشخصي، دون أن أؤلّه أيا منهما، يبقى ابن خلدون باحثا عن مجد سياسي شخصي أهلكه، و يبقى بورقيبة مستبدّا أبويّا.


كتب سأعيد قرائتها
كل كتب السير و الأحاديث، رغم أني أكاد أحفظها بدورها، لكن دراستي لها تجبرني أن أعيد قرائتها مرّات و مرّات ، من الصحيحين و خاصة البخاري سفر الأكاذيب و الخرافات إلى السير كسيرة ابن هاشم و تاريخ الطبري، أحاول أن أركّز على المراجع السنيّة لأن أقل رد يمكن أن تجابه به هو أنّك متأثر بأكاذيب الشيعة. في تراثنا السني و الحمد لله ما يكفي ليهدّ جبالا من الإطمئنان و القدسيّة و ليفسّر الاستبداد و التخلّف.

و عجبي

عثمان و أصول الفساد في ممالك الإستبداد

لمذا تدار أغلب الدّول على هذه الرقعة من الأرض كما تدار المزارع بما عليها من خيرات و قطعان تقطع بأمر الحاكم المباشر أو بصمته أو بتشجيعه على الفساد بين أهله و صحبه من المقربين من العرش ؟ و لم كان الأمر كذلك منذ مئات السنين حتى بات و كأنّه مكتوب في جينات هذه الشعوب الوراثيّة و مكوّنا اساسيّا لثقافتها حتّى أنّها يمكن أن تهبّ للدّفاع عن كلّ ذلك باعتباره مكوّنا لهويّتها و تهدر دم كلّ من وقف على الجانب الآخر من القطيع ؟

لكلّ حضارة بداية، ترتبط بما قبلها بالتّأكيد، تأخذ منها وترث، و تتفاعل محدثة هويّتها الخاصّة و مصيرها و مآلها بما ستتفاعله مع الحضارات المحيطة. و لا زلت مصرّا على أنّ المكوّن الثّقافي الأبرز لكلّ شعوب و دول ما يعرف بالأمّة، عربيّة كانت أم إسلاميّة، هو و للآن الدين الإسلامي، و الذي يحلوا للبعض أن يردّ إليه كلّ ما بلغته من عظمة و مجد و حضارة خالدة سادت الدنيا في يوم ما، أي بإختصار حلاّ ممكنا إن لم يكن أوحدا لكل مشاكلها، أي مشاكل الأمة، من تخلف و قهر و استبداد و ظلم و استعمار إلى آخر القائمة المملّة التي تابى أن تنتهي.

و مذا لو كانت الحقيقة مختلفة نوعا ما، أو على الأقل ليست بتلك البساطة؟

مذا لو كان هذا المكوّن الثقافي الأبرز هو الذي حكم على هذه الأمة حكما نهائيّا بمصيرها الذي نراه اليوم : قطعان من البشر مقسّمة في دول مستبّدة تدار كالمزارع الخاصّة، إن لم تكن مستعمرة استعمارا مباشرا، فهي بالتّأكيد خاضعة للدول الكبرى و تحت حمايتها، و لا دور لها و لا نتاج حضاري يذكر، بل صارت اليوم المصدّر الأول للإرهاب و الخطر الأبرز على الحضارة.

متى بدأت موجة الإرهاب الدولي ؟ و لمذا مازال متثيقفوا العرب السكارى بالقضيّة المقدّسة يرفضون المشاركة في مقاومته ولازالوا لليوم يقولون ما يسمّى بالإرهاب ، و ليس الإرهاب ؟ و لازالوا يغسلون أدمغة العامّة الغارقة أصلا في توفير قوت يومها و المشي تحت الحائط بموّال نظريّة المؤامرة و الغرب الصليبي الكافر الذي نحمّله كلّ مشاكلنا، حتّى صار الحل هو غزوه و سلبه ثرواته و خيراته التي ندّعي أننا أصحابها أو أحلّها الله لنا ؟

بدأ الإرهاب، و هنا سأرتكب جريمة كبرى، مع تفجير الميلك بار، و هو مقهى و حانة فرنسيّة بالجزائر و قام بالعمليّة المجاهدة أو المناظلة الجزائريّة البطلة جميلة بوحريد. أنا لا أستهزئ حين أقول بطلة، جميلة في سنّها تلك و أمام جرائم الفرنسيّين و مستوطنيهم في الجزائر بحق المدنيّين العزّل فعلت ما كان يعتبر ساعتها بطولة. لكن لحظة، كيف يمكن أن تكون البطولة تفجير مقهى ، أي أن الهدف هو قتل أكبر عدد من المتواجدين، مهما كان وضعهم ، مع العلم أن من بينهم بالتأكيد مدنيّين، نساء و أطفال ؟ هل ثمّة قضيّة عادلة في هذه الدنيا تستأهل قتل الأبرياء، و النساء و الأطفال، حتى لو كانوا مدنيوا و نساء و أطفال فرنسا أو النازي أو إسرائيل ؟

صفّق العرب و كانوا في عزّ نشوتهم و سكرتهم بالقوميّة العربيّة و عبد الناصر و الأمة الخالدة التي ستتوحّد غدا لتقهر أعدائها، و أخرج يوسف شاهين فلمه الشهير، و صفّق العرب بعد ذلك لعمليات الفدائيين الفلسطينيين الإرهابيّة و التي راح ضحيّتها مدنيّون أوروبيّون قد لا يكونون على معرفة أصلا بمشكلة الشرق الأوسط ، و غنيّنا جميعا لتلك البطولات، و كان ثمّة خلايا سرطانيّة نائمة صحت بعد النكسة أو الهزيمة و رعاها السادات الرئيس المؤمن حتّى قتلته، فكر شمولي عفن و فكرة حمقى لمدرس ثانوي وجدت عند يساري فاشل تائب مادة لكتاب و فكر انتشر كالنار ليئد ما بان أنه نهضة هذه الأمة أخيرا بعد قرون الإنحطاط و ليعود بها إلى المربّع الصفر، و ها هي اليوم لا تذكر إلا بالإرهاب و لا تدار دولها إلاّ كمزارع خاصة ينخرها الفساد. هل يعقل أن يكون فكر رجل ما أو جماعة ما سببا لخرب أمة كاملة ؟ أم أن الأمر أقدم و أعمق من ذلك ؟

كم مائة سنة أو الف سنة يجب أن نعود إلى الوراء لنجد الخليّة المسرطنة الأولى ؟

إلى زمن الرسول أو زمن عمر ؟

رغم كلّ ما كتبته عن عمر، و رغم بعده عن كلّ هالة القدسيّة المحاطة به عنوة عند أهل السنّة، إلاّ أنه لم يذكر عنه أنه استكرش أو حابى أهل بيته، بينما تجمع المصادر أن عثمان، و تحت زعم أنه كان غنيّا قبل الدعوة، هو من ابتدع مبدأ أن بيت مال المسلمين هو بيت ماله و أن الأقربون أولى بالمعروف. الأقربون أولى بالمعروف هذه صارت مبدأ عاما بصبغة دينيّة أي مقدّسة.

الثروات الخياليّة التي جمعها الصحابة في زمنه لا تصدّق بكلّ المقاييس، و العرب لم يكونوا أهل مهن أو فلاحة أو صناعة بل كانوا يحتقرون المهن و أصل الكلمة في اللغة كفيل بتفسير ذلك، العرب أهل تجارة، ذلك ما كان بإمكانهم فعلهم وسط صحرائهم حتى قيل قديما كلّ عربي تاجر، لكن ثروة هؤلاء لم يكن مصدرها التجارة بل خراج الأمصار المفتوحة، اي المستعمرة، من العرب، كانت ثروات الإمبراطوريّة القرشية، بل الهاشمية التي انشأها محمد و التي و يا لسخرية الأقدار صارت أمويّة بولاية عثمان و بمقتله و بسنّته التي تركها فينا لليوم.

لا يتّسع المجال هنا لذكر كلّ ما فعله عثمان و ما خصّ به أهل بيته، من الأمويين الذين كانوا أشد الناس عداوة للإسلام في بدايته، فقد وصل الأمر إلى عزله عمرو ابن العاص مثلا لتولية عبد الله ابن أبي السرح، و هو نفسه كاتب الوحي الذي اكتشف أن{ محمّدا يكتب القرآن من عنده فكفر به، فأحلّ محمّد دمه و قال اقتلوه و لو على استار الكعبة، لكن شفع عثمان له. هذا أيضا درس في العدل و المساوات أمام الشرع ، دليل أن النّاس سواسية كأسنان المشط، عثمان كان صحابيّا مقرّبا و غنيّا و بنوا أمية سادة قريش الذين سيحتاجهم محمد لذلك عفى عنهم و عن ابن أبي السرح، و الذي دارت الأيام فصار واليا على مصر و نهب منها و بنى قصورا و ملأها بالجواري مفتتحا ما سيعرف فيما بعد بزمن ألف ليلة و ليلة.

لكن يكفي أن تذكر كيف قتل عثمان و من قتله و كيف منع أهله من دفنه وسط قبور المسلمين حتّى أنّهم دفنوه خلسة بليل في مدافن اليهود لتعرف كميّة الحقد و الثورة التي ولّدها طريقته في الحكم، و مات عثمان، الخليفة الثاني كما مات عمر مقتولا، و كما سيموت كلّ الخلفاء بعد ذلك، إمّا مقتولا ليؤول الأمر لغيره أو موتا طبيعيّا ليؤول الأمر لإبنه، ليرث الأرض و من عليها و ليتّبع سيرة عثمان. إلى يوم الناس هذا، و نحن لازلنا نقول رضي اله عنه ذو النورين المبّشر بالجنّة، و نرد عنه الشبهات و نقتل كلّ من قال يوما حرفا من الحقيقة.

لذلك لم أستغرب أن سار خمسة ملايين مسلم في جنازة الخميني أو ملايين الأردنيين الذين يبكون صدقا ملكهم الحسين حفيد الرسول الذي أعلن بنفسه أنه أمر جيشه بالانسحاب من القدس و الضفة دون إطلاق رصاصة واحدة، لا بل و أخذ طائرته و قادها بنفسه ليلتقي جولدا مائير ليبلغها بالهجوم المصري السوري على اسرائيل. خيانة ؟ لا طبعا، هو سيدنا و حفيد سيدنا و نحن لسنا شعوبا بل قطعان بهائم، نثور لرسم كاريكاتور في أوروربا و نقتل قسيسة في السبعين في الصومال لنثار، أم خلفائنا و أهل بيت رسولنا و شيوخنا و الآن صار عندنا إمام، يا فرحتنا، اسمه القرضاوي، و هو أيضا من أغنى الأغنياء، هؤلاء لحومهم مسمومة و الكلام عنهم حرام.

هنا تكتمل الدائرة و أعود لمجموعة المتفيقثين و المتفيقهين الذين يقولون : ما يسمّى بالإرهاب. القابضين من كوبونات نفط صدّام أو أموال البنوك الإسلاميّة المشاركين في ملتقى الإمام القرضاوي و صحبه و تلاميذه، و بشراكم، قد يعلنونه خليفة غدا أو بعد غد، و أقسم أنه ثمّة من سيصدّق و يصفّق، فهذه الجموع تكاد تكون قد استكملت عمليّة تسكينها و غسيل مخّها للتقّدم بثبات للمذبح طامعة في الجنّة الموعودة، بعد موتها، ليهنأ علمائها و حكامها و سادتها بالجنة قبل موتهم، كما تمتع بها عثمان و أهله و أصحاب محمد قبلهم، أو ليسوا خلفنا الطالح، عفوا الصالح، و سيرتهم هي الحل ؟

الفكر، العقل، الحريّة و الديمقراطيّة هي العدو اللدود لهؤلاء، هي ترياق الشفاء من ورمهم الخبيث، لكن تحالف هذا الثالوث النجس يمنع إستجابة الجسد للعلاج و رفضه له، بكلمة سخيفة جدا لكن القطيع تعود منذ ألف سنة ترديدها، هي : الإسلام هو الحل. متى يدرك الجميع أن الإسلام هو المشكلة و ليس الحل، عندما نعترف بالمرض، تكون تلك أولى مراحل العلاج

و للحديث بقيّة

2007-07-11

ضجر




لأن الشمس تأبى أن تبسم لباريس

و لأن ضجر البحث عن القافية يهز الوزن هزا



أستعير صورة


2007-07-08

هل شارك عمر في كتابة القرآن؟

مكانة عمر في الإسلام كانت من المسائل التي استنزفت منّي جهدا كبيرا و غير عادي منذ طفولتي لفهمهما و استيعابها، و أذكر أني في مرّة و أنا بالمرحلة الأولى بالثّانوي، قمت برسم صورة له لأزيّن بها ملفّا أعددته عنه في مادّة التّربية الإسلاميّة، و ثارت ثائرة زملائي الصغار قبل أستاذي لهذه الجريمة المنكرة التي قمت بها، فالخلفاء الرّاشدون لا يصوّروا، أو لا يمثّلوا، تماما كالرّسول ، و علمت فيما بعد ان فتوى غبيّة أطلقها أحد جهلاء الأزهر، الكنيسة الإسلاميّة المتخلّفة ، حرّمت حتى تمثيل دور الذين يزعمون أنهم العشرة المبّشرون بالجنّة.
لم أقتنع يوما أنّه ثمّة عشرة مبشّرون في حياتهم بالجنّة، حتّى قبل أن أقرأ تاريخ هؤلاء الدّموي، و أكتشف أنهم قتلوا بعضهم البعض طمعا في السلطة و المال و متاع الدنيا، و لو إقتتل مسلمان فكلاهما في النّار. في النّار و في الجنّة في نفس الوقت ؟ ليس هذا أوّل التناقض و لا آخره.

لم أكن أفهم كيف يمكن أن نرفع عمر لمرتبة هي أحيانا أكبر من مرتبة الرسول، على إعتبار أنّ محمد هو آخر المرسلين و لا نبي بعده، و لم أكن أقتنع كثيرا بكلّ روايات التراث التي تجعل منه أعدل الخلفاء على الإطلاق، و مؤسّس الدولة الحقيقي (و هو كذلك فعلا) الذي كان قادرا أن يبطل العمل بآيات من القرآن غير منسوخة، مدوّنة و صريحة، في حين يروى عنه وجود آية الرجم التي لا وجود لها في القرآن، و هذه غير آية إرضاع الكبير التي أكلتها الدّاجن تحت سرير عائشة، و إنّا نزّلنا الذكر و إنّا له لحافظون. نعم، و لكن عمر تحديدا فوق رأسه ريشة، يفعل ما يشاء و رأيه الصّواب، كيف لا و هو الذي ما رأى رأيا إلاّ و جاء القرآن به، نزل الوحي مطابقا لما رآه، في حياة محمّد نفسه، فكيف الحال و قد آلت إليه الخلافة ؟

الوحي ينزل عادة على هوى محمّد، و هذه قالتها له زوجته عائشة، و لم أقلها أنا، أو ينزل بما يرى عمر، في الأمر هنا شيئ يدعوا إلى التسائل قليلا مهما بلغت درجة قدسيّة النص أو الرسول أو زوجاته أو صحبه، تسائل يؤرّق كلّ من لا يترك عقله جانبا لينعم بطمئنينة الإيمان و الطمع في الجنّة. من قال أن العقل نعمة و أن حمد الله عليها هي استعماله ؟
تذكر لنا كتب التراث المقدّس إذا أنّ القرآن جاء موافقًا لرأي عمر في مواقف عديدة من أبرزها: قوله ـ يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى: فنزلت الآية ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) [ البقرة: 125]، وقوله يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب: (وإذا سألتموهن متاعًا فسألوهن من وراء حجاب) [الأحزاب: 53].

وقوله لنساء النبي وقد اجتمعن عليه في الغيرة: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن) [ التحريم: 5] فنزلت ذلك.

ولعل نزول الوحي موافقًا لرأي "عمر" في هذه المواقف هو الذي جعل محمّد يقول: "جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه".

وروي عن ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر رضي الله عنه"

إلى هنا و الأمر يمكن أن يكون مكرمة من الله على عباده الصّالحين، المختارين، و جزاء لعمر على خدمته للإسلام، و طاعته للرسول، لحظة أقلت طاعته للرسول و حبّه له ؟ حسنا، سوف لن أتكلّم عن قتله لرجل إحتكم للرّسول فلم يرضه حكمه فلجأ لعمر ليحكم له، فقتله مباشرة و هو المسلم الموحّد الذي كان بين يدي رسوله و أذن له بالإحتكام لعمر، فخالد إبن الوليد أيضا قتل مالك ابن نويرة الفارس المسلم الذي استسلم و من معه لجنود خالد و لم يرفع سيفه لمّا علم أنهم مسلمون، قتله و نزل بإمرأته في اللية نفسها، و لكن لنرى مذا فعل عمر تحديدا حين مات محمّد و حين آلت إليه الخلافة.

ربّما كانت اهمّ الأحداث التي حدّدت مستقبل الإسلام و أعطته صيغته الشبه نهائيّة هي موت محمّد و ما وقع في السقيفة، فمعلوم أنّ أبا بكر وعمر لم يشهدا لا غسل ولا تكفين ولا حتى دفن محمّد، اكرّر، محمّد رسول الله و صاحبهما و حبيبهما قبل كلّ شيئ، بل قام بذلك أهله في جوف الليل (انظر أبن هشام 4 / 336 ، والمقدسي في البدو والتاريخ 5 /65 وشرح المنهج 2/2 واليعقوبي 2/103 وكنز العمال 3 /140 وتاريخ الخميس 1 /189 وأبو الفدا 10 /152 وتاريخ الذهبي 1/321!!
ومعلوم أيضاً أن بعض الأنصار وجميع بني أمية وجميع بين هاشم قد رفضوا هذه البيعة وامتنعوا عنها ، وتصل بعض المصادر بهذا الامتناع إلى ستة أشهر كاملة ظلت فيها شرعية أبي بكر تتأرجح ، حتى حصرهم (عمر بن الخطاب) وهم في اجتماع ببيت (علي بن أبي طالب) ومعه رجاله مشاعل النار والحطب منادياً المجتمعين : "والله لأحرقن عليكم البيت أو لتخرجن إلى البيعة".. "الطبري / التاريخ / 3/202"
هل يختفي الحبّ و الإيمان بمجرّد موت محمّد ؟ و هل يستأهل الملك ، أو الخلافة، أن نحرق من إمتنع على بيعة أبو بكر، علما و أن عمر نفسه هو من عيّنه ، و بسيفه ، بذكاء خارق و حديث حزم الأمر، رواه إبن إبي قحافة نفسه و لم يروه غيره أحد يقول أن الخلافة في قريش ؟ بأمارة مذا ؟ و لمذا ؟ قريش أيضا على رأسها ريشة كعمر ؟ سيعلمنا التاريخ فيما بعد أن عائلتين من قريش هما من ستتوليان الخلافة لما يقرب من الألف عام ، في أطول مدّة حكم لعائلة مالكة، و سنقرأ من خلال السطور بأن لعبت هاشم بالملك فلا ملك اتى و لا وحي نزل

حين يقول خليفة محمّد أمير المؤمنين، لا وحي نزل، فيجب أن نتوقّف كثيرا و نحاول أن ننسى المسلّمات، فالأمر أصبح سخيفا جدا هنا

لنعد لعمر، الخليفة العادل،و هو لم يكن عادلا إلا بين العرب، فالرعيّة عنده هم العرب، و قد قتل أساسا بسبب عصبيّته تلك، لا بل و حتى بين العرب و بين قريش نفسها لم يكن عادلا، فحين قسّم غنائم الفتوحات، دعى نسّابة قريش و كتب لكل عائلة على حسب نسبها أو سبقها للإسلام و شهودها بدر، أي لا سواسية مثل أسنان المشط و لا هم يحزنون، عمر الذي وحّد الجزيرة تحت حكمه و أخذت الدولة شكلها الشبه نهائي، فكيف كان يحكم ؟

لو عثرت معزة بأرض العراق لسؤل عمر عنها، تناقض آخر ؟ معزة بأرض العراق، و البشر من العبيد و الجواري، السبايا أسرى الحرب ، لا يحق لهم دخول المدينة ، العلوج، الغالية جدّا على قلب الصحّاف، العلوج و هم بشر كانوا يقسمون مع أراضيهم و يقطعون، إقطاعا ، للعرب ، الأرض و من عليها، أحلّت لكم الغنائم و لم تحلّ لأحد من قبلكم، و لكلّ حديث حديث أو آية، و إيّاك إيّاك أن تسأل، و إحذر عقلك، فسيهلكك و تكفر

كلّ هذا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، و هو يمرّ ، رغم أن النصوص و الوقائع أمامنا، لكن قدسيّة عمر تمنع أي كان من أن يفكّر أو يجهر بما يفكّر به، و لكن ثمّة أمر لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يجد تفسيرا مقنعا أو حتّى شبه مقنع، كيف يجرؤ عمر على إبطال العمل بنص قرآني ؟ لو كان مؤمنا فعلا ، كيف يجرؤ ؟
المثال الأوّل لذلك هو إبطاله العمل بسهم المؤلّفة قلوبهم، و هم حديثوا العهد بالإسلام ، و حتّى من غير المسلمين من الذين نزلت فيهم آية صريحة بسورة التوبة و أقطع لهم الرسول نصيبا لكن لما ولي أبو بكر جاء المؤلفة قلوبهم لاستيفاء سهمهم هذا جريا على عادتهم فكتب أبو بكر لهم بذلك ، فذهبوا بكتابه إلى عمر ليأخذوا خطه عليه فمزقه وقال : لا حاجة لنا بكم فقد اعز الله الإسلام وأغنى عنكم ، فان أسلمتم والا السيف بيننا وبينكم ، فرجعوا إلى أبي بكر ، فقالوا له : أنت الخليفة أم هو ؟ . فقال : بل هو ان شاء الله تعالى وأمضى ما رآه عمر، إن كان الوحي يمضي رأي عمر و إن كان عمر هو من عيّن أبا بكر، فهل يجرؤ على مخالفته
تفسير القرطبي ج 8 / 179 - 180 ، فتح القدير للشوكاني ج 2 / 355 ، الدر المنثور للسيوطي ج 3 / 251 ( * )
لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها. قمّة العدل و التساوي أما شرع الله بين كلّ عباده، أليس كذلك، رغم همجيّة و بربريّة العقاب البدني ، لكن مادامت فاطمة بنت محمد نفسها لو سرقت فستقطع يدها، و مادام هذا شرع الله، فلا إعتراض هناك.
لا، عمر إعترض، و ابطل العمل بحد السرقة، ليس في عام الرمادة فحسب، و حتّى في ذلك العام، عام المجاعة، لم يكن ثمّة من شيئ يبيح مخالفة القرآن، كلام الله نفسه، جلّ جلاله الذي لا يحق لمخلوق مناقشته، لا عمر و لا غيره، بل حتّى في غير ذلك حين جعل نصابا للمسروق، رغم أنّ آية السرقة لم تحدّد نصابا و لا هم يحزنون

من هذا الذي يجرؤ على مخالفة نصوص صريحة من القرآن ؟ و إضافة نصوص أخرى ؟ و هو الذي ما رأى رأيا إلاّ جاء القرآن بمثله ؟

مؤمن حقيقي بالله و بنبوّة محمّد و بأن القرآن كلام الله ؟
أم مشارك في كتابة القرآن أو على الأقل عارف بأن القرآن ما هو إلا كلام يكتب لغاية في نفس يعقوب ، لأرضاء هذا و استمالة ذاك و لحل مشاكل الآخر الجنسيّة؟

هل شارك عمر في كتابة القرآن ؟

لم لا ؟ و عموما لا تهمّ الإجابة كثيرا، سواء شارك أم لم يشارك، لا تفسير منطقي، مرة أخرى ندرك لم يعادي علماء المسلمين المنطق، لأنه ينسف كلّ ما لديهم بالنصوص التي بين أيديهم نفسها، منطقيّا إذا، لم يكن عمر يعطي المنزلة أو القدسيّة التي يستحقّها لهذا النص ، فحين يقضي الله أمرا ليس لمسلم الحق و لا حتى في النقاش أو السؤال، و لا استثناء هناك ، و لا حتّى محمّد نفسه ،لكن يبدوا أن هاشم لعبت بالملك فلا ملك أتى و لا وحي نزل

و الآن، لو انطلقنا من هذه الرؤية، يمكن أن نفهم لم كان عمر متشدّا مع كبار الصحابة في عهده حتى أنه منعهم من مغادرة المدينة، و لم نهى عن تعلّم رطانة العجم ، و لم أخضع الجزيرة كلّها بسيفه و قسم الأرض و العباد الذين يسميهم علوجا بين أهله من قريش و لم أنفرط عقد الدولة التي بناها بعد موته بقليل،

و للحديث بقيّة



2007-07-07

الفضائية المصرية وملك اليمين : مقالي بالقدس العربي



الفضائية المصرية وملك اليمين
07/07/2007


في إطار المزايدة علي قنوات الدروشة والسحر واتباعا لموضة الأصولية والهوس الديني، وربما أيضا لجلب المشاهدين أو لغاية في نفس يعقوب، بدأت البرامج الدينية أو الفقرات الدينية في البرامج الحوارية تزهر وتينع علي الفضائية المصرية.


هذه الفضائية بالذات شهدت سقوطا مروعا جعلها من أقل الفضائيات متابعة وجودة بعد أن كانت والحق يقال تتربع علي عرش الإعلام الفضائي العربي في بدايته.


المهم،


عشية أمس كان ثمة برنامج إسمه فتاوي النساء، تقدمه دكتورة محجبة، في عالما العربي المتقدم جدا جدا، لا تري ولا تقرأ إلا للدكاترة وللعلماء، حتي لو كانت علاقة ما يعرفونه بالعلم علاقة دائرة المعارف البريطانية بدليل التلفونات السوداني، أو علاقة مقدمة إبن خلدون بكتيب الحصن الحصين للحماية من الإصابة بالعين.


وصادف أن كانت الفتوي التي أوقعني حظي العاثر فيها تخص زوجة كان زوجها المؤمن الذي يعتمر كل سنة ويؤدي كل واجباته الدينية يخونها مع خادمتها، لأنها كما قال ملك ليمينه. الإجابة كانت كارثية أكثر من السؤال. فعالمتنا الموقرة أدام الله علمها وإن أنكرت أن تكون الخادمة ملك ليمين الزوج، إلا أنها راحت تشرح من هن ملك اليمين اللواتي يحل وطؤهن لاحظوا أن الأمر برنامج علي الفضائية المصرية، مصر أم الدنيا وقاطرة الحضارة العربية، أو لنقل الإسلامية لنكون علي الموضة، وأننا في سنة 2007، وأن العالم كله يشاهد، وأن المتحدث إمرأة، تفسر وتبين، أن ملك اليمين وإن كان وطؤهن حلالا إلا أن ذلك له شروط، هو أن يكن من أسري الحرب دفاعا عن الإسلام.


لقد كذبت الدكتورة العالمة وأعمتها وهي تظن أنها تكحلها


ليس صحيحا أن ملك اليمين في الإسلام مصدره فقط أسيرات الحروب الدفاعية أولا سبايا الغزوات الدفاعية والهجومية علي حد سواء هن من فئة ملك اليمين

ثانيا الجواري من الرقيق هن ملك يمين يبعن ويشترين

ثالثا لو كان قصد المفتية أن الرق ألغي لذلك هي لم تذكر الجواري اللواتي يتم شراؤهن فذلك عذر أقبح من ذنب لأنه كما ألغي الرق فأنه أيضا ثمة شيئ إسمه معاهدات جنيف لمعاملة الأسري وما تحلله سيادتها في فتواها إسمه إغتصاب لأسيرات حرب وهي جريمة حرب



ولكن مر الأمر عادي جدا جدا لا شيء يصدم في ذلك وإلي الجحيم معاهدة جنيف وحسن معاملة الأسري ومرحبا بإغتصاب نساء الأعداء


في تاريخنا صفحات مقرفة جدا ولكننا نعمل جاهدين أن يكون حاضرنا ومستقبلنا أكثر قرفا.

ومن فات قديمه تاه

وعجبي





ولاية غزة

تركت حماس شعار الاسلام هو الحل، ورفعت شعار السلاح هو الحل، والانقلاب هو الحل والانتقام هو الحل والقاء المعارضين من الدور العشرين هو الحل، لم تقدم حماس حلا لثورتها بخلاف كل ماتقدمة الانظمة الارهابية فى العالم العربى ، الخطف والقتل والسحل والتمثيل بالجثث وحرق الممتلكات وتدمير المنشآت والمؤسسات، الاسلام هو الحل اصبح شعارا مستهلكا ولايمكن الضحك به على احد، الاسلام هو الحل لباس يرتدونه حتى يحين وقت الانقلاب والانقضاض والفوضى واشاعة الرعب فى كل الانحاء

الاسلام هو الحل حتى يتمكن الجنرالات الاسلاميون الجدد من الجلوس على مقاعد الحكم، الاسلام هو الحل لمداهنة العامة والققراء حتى ينتهى الاخوة المناضلون من تأسيس دولة العنف الخاصة بهم، اعرف جيدا ان لصوص حركة فتح وفاسديها وعملاءها هم السبب، هم الذين قادوا الفلسطينين الى هذا المصير، اعرف انهم فاسدون مثلهم مثل اغلب القادة والمسئولين فى كل انظمة العالم العربى، اختلف الامر الان بصورة كاملة، ولم يعد لهذا الكلام من قيمة، سوى الاعتبار بالدرس الفلسطيني المروع هو ماسوف يحدث فى المستقبل القريب، سيتم حصار امارة غزة الاسلامية، وسوف تحاصر حركة حماس داخل قطاع غزة سيقف العالم متفرجا على الجوعى والمرضى من ابناء القطاع المحاصرين وسوف يتم يتم توريط طالبان الفلسطينية فى ادارة شئون القطاع الجائع البائس الفقير، ستتحول حماس الى حركة طالبان اخرى،
الى مجموعة مارقة متخلفة تسعى الى الردة والعنف والارهاب، فى المقابل سوف يسرع الاوربيين والامريكيين وحتى الاسرائيلين الى نعنشة الضفة الغربية، وزهزهة اقتصادها، وإشعار الفلسطيين هناك بالفارق الكبير بين الحياة فى امارة غزة الاسلامية وبين الحياة فى واحة الضفة الغربية، ستقسم قطعة الارض المضحكة التى كان من المفروض ان تقام علية دولة فلسطين باعتبارها اصغر دويلة فى العالم، الى فلسطين الشرقية وفلسطين الغربية، هنا ارهابيون وهناك معتدلون، متخلفون هنا، ومتحضرون هناك، ان السطو على السلطة فى قطاع غزة هو اغبى مافعلته حماس على الاطلاق، لان اصحاب الحركات الاسلامية ودكاكين المتاجرة بالدين، لاعلاقة لهم بالسياسة، ولايجيدون التحرك ضمن اليات تضع العقل فى اعتبارها ، لقد قدمت حماس عناصرها على طبق من فضة للحصار، وسوف يجد المحاصرين لها فرصتهم الذهبية للانقضاض، مستغلين مناخا من عدم التعاطف وعدم المبالاة لدى المواطنين العرب عموما، لقد مل المواطن العربى من سخافات حماس وجعجعات حركة فتح، ضجر المواطن العربى من ذلك الاقتتال المشبوة من اجل اغتنام السلطة، لم يعد المواطن العربى المطحون والمهموم والمقموع فى بلادة يعبأ كثيرا بما يجرى بين ذئاب السلطة فى الاراضى المحتلة الانقضاض على حركة طالبان الفلسطينية واقع لامحالة، واشتعال الحرب داخل القطاع بين حماس وفتح او من بقى منها داخل القطاع امر لاشك فية ، ستقف اسرائيل لمشاهدة الاخوة الاعداء يقتتلون، او ستنقض عليهم اغتيالا وسحلا وتقتيلا وسوف تقول للعالم كلة ان الجيش الاسرائيلى المحتل لم يقو فى يوم من الايام على القاء مواطنا فلسطينيا من الدور العشرين كما فعلت حماس

محمد حلمي هلال - مصر
================================
ملحوظة
هذا المقال صادرتة الدستور ولم تنشرة
ولاية غزة هى المقال التى رفض الدستور اليومى نشرها بعمود عالم قذر للكاتب محمد حلمى هلال

2007-07-03

أطبّاء إرهابيّون


هل من الممكن الحديث بهدوء عما بات يعرف منذ ليلة أمس بفرع الأطباء الإرهابيين ؟ و كلهم طبعا عرب مسلمون مقيمون في الغرب ، في وضع يحسدهم عليه ملايين الشباب في بلدانهم الأصلية من الذين يفترشون الأرض أمام السفارات طمعا في فيزا أو يلقون بأنفسهم في البحر على أمل بلوغ شاطئ الجنة الموعودة، و هم كإرهابيي 11 سبتمبر من طلبة الدراسات الجامعية العليا في إختصاصات علمية ،
من أين يأتي الهدوئ و نحن نتكلم عن نخبنا و عن ديننا و عن علاقتنا بالآخر و صورتنا التي باتت أقرب للقبائل البدائية من أكلة لحوم البشر و لكن ببدلة عصرية

بهدوئ إذا قد يصل درجة الملل من تكرار كلام قلناه مرارا و مرارا و منذ سنوات، سأكرر مرة أخرى، الخلل أعمق بكثير من أي تفسير قد يصنف هذه الأحداث في خانة الأعمال الإستثنائية التي لا يقاس عليها، الخلل ثقافة أمة كاملة و ميراث قرون من الإستبداد و احتقار النفس البشرية و الجسد الآدمي و رفض الآخر حد قتله لو لزم الأمر

يبدأ الخلل من التربية الدينية المتزمتة التي نشأنا عليها كلنا، تربية تجعل طبيب المستقبل مجرد حرفي صحة ، يأتي موروثه الديني قبل تفكيره العلمي، فلا يجد حرجا مثلا في القيام بعمليات بتر للأعضاء التناسلية تحت مسمى سنة أو واجب الختان، ، حين يعجز الطبيب أمام حديث ضعيف أو نص قرآني و يتبع تفسيرا هو ضد مهمته كطبيب و عكس رسالته فلا تستغرب أن يتحول إلى قاتل في سبيل معتقده

لكن واقعيين

هؤلاء خططوا لتفجيرات إرهابية يموت فيها مدنيون
على مدار الساعة يفتي فقهاء الإرهاب على الفضائيات بجواز قتل المدنيين
و على النت في المواقع السلفية و الجهادية نفس الخطاب الإرهابي
و على صحفنا و بأقلام كتابنا إلا ما ندر أذن من طين و أذن من عجين
و لو تكلمنا نسارع لتبرئة الإسلام و نعت شيوخ الإرهاب بالإعتدال و الوسطية و تحميل الغرب المسؤولية

يعني نحن نبرر الإرهاب

و فقهاء الإرهاب أمامنا، يطلون من الجزيرة أسبوعيا في عملية غسيل متواصلة لأدمغة هي أساسا على إستعداد لإتباع أي خطاب تحريضي غيبي يعدها بالجنة و الحور العين
الخلل أمامنا في مليارات الدولارات التي تصرف على الفياغرا في مجتمعات تسير أكثر و أكثر نحو كبت جنسي و فقر مدقع
بهدوئ إذا أكرر فتش عن أس البلاء في هجوم حضارة الرمال بفلوس البترول و بأقلام فقهاء الإرهاب على واحات الحضارة في لبنان و مصر و تونس
كل أفرع القاعدة لا تساوي شيئا أمام أموال الوهابية التي هي في أيدي الإخوان فعليا،

القرضاوي وهابي بامتياز ، و الغنوشي وهابي بامتياز و ليس صحيحا أنهما و لا محمد عمارة أو كل من يتم تلميعهم على أساس أنهم مجتهدون من شيوخ الإعتدال ليس صحيحا أنهم ضد الفكر الوهابي، بل هم أساسا حملة لواء عصابة طالبان التي لازالوا يعتبرونهم إخوة و يعتبرون كهفهم إمارة، لا بل إن فهمي هويدي، المعتدل جدا جدا كتب متباكيا و ممجدا للحكومة الوطنية جدا للمحاكم الإسلامية في الصومال
هذا حال المعتدلين و حال الأطباء و الجامعيين
بهدوئ إذا أقول بتنا عالة و خطرا على الحضارة و إن لم نستدرك الأمر سيكون حلالا كل ما سيحل بنا

2007-07-01

حريّة التّعبير و صورة

لأنّ ضوضاء السوق الشعبيّة و بيّاعي الكلام و حبوب منع الحمل و حرّاس مفاتيح الوهم و الجهل و المسترزقين من المنافقين جهلا أو سفالة ، و المتفلسفين المنفوشين كالنّعام ، و لأنّ ابن خلدون زنديق كما يأكّد مولانا و سيدنا ابن باز ، و لأنّ الإسلام هو المشكلة ، فستكفي اليوم صورة و أسئلة :
هل أثارتك هذه الصّورة جنسيّا ؟
اعرض إذا نفسك حالا على طبيب نفسي
هل أثارت غيرتك على دينك ؟
الغيرة مرض و قلّة ثقة في النفس و الحبيبة ، فأنت لا ثقة لك اذا لا في نفسك و لا في دينك
هل شعرت بلحظة أن من حقك أو تمنيت موت صاحب الصورة ؟
قد فعلها فعلا شاب مغربي جاهل و قتله ، فالصورة من فلم للمخرج الهولندي فان غوغ ، و القاتل مسلم شبع من كتابات الكره و القتل المتاحة على النت في هولندا بفضل حريّة التّعبير المتاحة في هذا الغرب الكافر ، الذي باحتضانه للمسلمين إنّما يدفئ أفعى سامّة ، و ما حدث في لندنستان البارحة دليل آخر
لذلك فإنّ صورة واحدة قد تكفي لتقول
لا