2007-01-12

الشامتون ـ عن أحداث تونس و نخبها

لمن لازال يعتقد أن طريق الخلاص يمكن أن يكون قصيرا و لا يمر حتما بتغيير عقلية و ثقافة الأمة ـ التونسية لو سمحتم لي أن أسميها أمة ، أو قس على ذلك أمة الأعراب أو أمة الإسلام ـ , لمن يعتقد أن تغييرا قريبا يمكن أن يقع أقول: فكر قليلا في ما حدث و في تداعياته و ردود أفعال من يعدون نخبا لتدرك أن الخلل ليس سوى ثقافة القوة و الإستبداد و العنف التي تسري في دمائنا و نقدسها و نسميها عروبة و إسلاما، هوية هي هدف في حد ذاته و ليست وسيلة
نحن نحب القوة، و نعشق القائد القوي ، و لا نريد أن نرى فيه إلا ضرورة لأجل أمجاد العروبة أو الإسلام ، تغذينا و لازلنا من ثدي نظرية المؤامرة، و نؤمن كما أن الله حق، أن الاخر يكرهنا و يستغلنا و يتآمر علينا و أن من ينقذنا و يعيد أمجادنا هو فقط الزعيم الضرورة، لذلك حولنا صدام حسين الذي كان يقتل ساعة غضب من شك بأمره أو وشى به أحدهم، دون محاكمة، دون دفاع، بل دون إتهام، ثم حين يزول غضبه و يتبين أنه ظلمه، يطلق عليه شهيد الغضب ، صدام الذي فر من أم المعارك و أسر كفأر في حفرة و لم يقاتل حتى الموت كما ولداه، حولناه لبطل و شهيد الأمة، فقط لأنه قال لا لأمريكا , لا يهم الاف المواطنين الذين قتلهم أو عذبهم أو شردهم و لا ملايين القتلى في حروبه العبثية، فنحن لا تهمنا المواطنة و لا نعرفها و ليست من ثقافتنا، نحن نحب الحجاج ابن يوسف الثقفي لأن عصره كان عصر الفتوحات و إنتشار الإسلام و لا يهم الرؤوس التي أينعت و حان قطافها
و هذا ليس مجرد تاريخ أو واقع عراقي بعيد بل هو في صلب ما حدث بتونس
لذلك لم أستغرب تعاطف بعضهم و محاولة تبريره لما حدث، ليس فهمه و تحديد أسبابه، بل تبريره و الرقص طربا و شمتاتة لأن ثغرة أمنية ما وجدت و تسللت منها عناصر ما لتغزوا غزوة أخرى لحساب القاعدة أو غيرها، و رغم فشل الغزوة الذريع، و رغم أن درجة الإحتمال الصفر لحدوث أعمال إرهابية لا توجد علميا و لا في أكبر الدول و أقواها و أعرقها ديمقراطيا، برغم كل ذلك لم يتمالك البعض نفسه من إبداء شماتته متناسيا أن الدم الذي سال هو دم تونسي من الطرفينهل هي صدفة أن يتزامن حديث المرزوقي عن مؤامرة ضد الإسلام و الشابي الذي كاد يجعل من صدام إلاها مع ما حدث.
فالرجلان من أقطاب المعارضة اللائكية، لكن يبدوا أن تقدمهما في العمر دون أمل في الوصول للسلطة يوما أيقض موروثهما الحضاري، فاللائكية و الحرية و حقوق الإنسان لم تعد تطعم خبزا، و الشعب الغارق حد أذنيه في براثن نظرية المؤامرة و الفكر الديني و مناحات الجزيرة لموت الزرقاوي و دروس القرضاوي و الدعاة الجدد و مناحات الإخوانجية عن الحجاب و نصرة الإسلام في تونس، كل ذلك جعلهما يكونان أكثر واقعية و أكثر تسرعا و إلى الجحيم أيها البديل الديمقراطي، هذا زمن القوة
هل هو شيئ مستغرب أن يحمل أحدهم السلاح، سواء كان قادما من أفغانستان أو من الجزائر أو حتى رجل أمن أو جندي في الخدمة، و نحن ننام و نصحوا على فقه الإرهاب و نواح السلفيين و أبشع التهم التي تكال لتونس لا لشيئ إلا لأنها واحة حضارة و تسامح في صحراء التخلف. القبضة الأمنية في تونس حقيقة، و لكن الذي حمل السلاح لم يكن هدفه سوى تسلم تلك القبضة و مزيد إحكامها باسم الدين هذه المرة و ما فعله قد يجعل هذه القبضة ضرورية و شرعية. و تدني مستوى الحريات في تونس حقيقة أيضا و لكن الذي حمل السلاح لا تهمه الحرية لا من قريب و لا من بعيد، و لا مشاغل الناس و لا نسب البطالة و الفقر و الإقصاء، هدفه شيئ آخر إسمه نصرة الإسلام و إقامة شرع الله. شرع الله هذا و الذي لا يملك مخلوق حق مناقشته ليس سوى مشروع إستبداد ديني رهيب ،
لمن نسي أن أبناء النهضة هم من وضع القنابل في النزل وأعتدى بماء الفرق و عطل الدراسة بالقوة و العنف في الجامعات، لمن نسي أسس فكرهم الديني الغارق في فقه الولاء و البراء التكفيري و غره لمعان شعارات حقوق الإنسان و لم يفهم أن حقوق الإنسان التي أسلموها و أخضعوها لأحكام الشرع هي غير حقوق كل البشر،لهؤلاء من نخبنا و الذين تحالفوا باسم حق كل تيار في التعبير عن نفسه أسأل و مذا عن الإرهاب ؟ و مذا عن العنف المسلح و من ينظر له ليل نهار و من يبره و من خانته حكمته فشمت و فرح قبل الأوان ؟
مذا عن تيار لا يؤمن لا بحرية و لا ديمقراطية و لا حقوق إنسان و هدفه إقامة نظام ديني و لو بالقوة و جميعنا يرى إلى أين يمكن أن يحملنا ذلك التيار و أبناؤه و هم قطعا تونسيون مثلنا، هل يستحق أي مكسب سياسي خطر التحالف معهم أو تحميل النظام وحده مسؤولية ما حدث؟
وأخيرا أسأل، ألا تدرك هذه المعارضة بمواقفها أنها تدعم ثنائية القطب، المر و الأمر، النظام أو الإخوانجية من حيث تعلم أو من حيث لا
تعلم ؟

10 تعليقات:

في 1:23 م , Blogger Naddo_O يقول...

barradtli 3la 9albi ! ya3tik essa77a!

 
في 5:01 م , Anonymous غير معرف يقول...

Hatta inti yezzi Blé trahdine, plus royaliste que le roi même ,Tu crois encore que c'est jmaaet ennahda houma mté mé el fark wel knabel.
Samahni mék fahem kaaba.

 
في 5:03 م , Blogger Adem Salhi يقول...

رغم كل ذلك لم يتمالك البعض نفسه من إبداء شماتته متناسيا أن الدم الذي سال هو دم تونسي من الطرفينهل هي صدفة أن يتزامن حديث المرزوقي عن مؤامرة ضد الإسلام و الشابي الذي كاد يجعل من صدام إلاها مع ما حدث
لم افهم ما تريد ان تقوله هنا؟ هل تقصد ان المرزوقي شامت في النظام التونسي لانه وقعت ضحيايا في العملية الاخيرة.
آسف جدا و لكن هذا تحليل اقل ما يقال عنه انه سطحي جدا حتى لا اقول شيئأ آخر. الكبت و الظلم و الاستبداد يولدون الانفجار ؛ هذه الاسباب الحقيقية للارهاب ؛ هذا ما قاله المرزوقي؛ هل في وجهة النظر هذه شماتة؟؟؟؟ ماذا نعرف انت عن المرزوقي حتى تتهمه بالتخلي عن مبادئه الديمقراطية؛ الرجل اختار الرجوع الى البلاد و النضال هنا في الوطن رغم ما يلاقيه يوميا من اعتداءات و مضايقات؛ لتأتي انت هكذا و بكل بساطة توجه التهم و تسقط الاحكام؛ يجب عليك ان تكون اكثر تعقلا في حكمك على الناس. ماعدا ذلك انا اوافقك في اغلب ما قلت.

 
في 6:06 م , Blogger عماد حبيب يقول...

nadia,

thanks dear.

khaouef,
:)
wrasek mahou trahdeen, ama bkolhem kif kif, les freres musulmans, al quaida, assalfiin, el nahda, ...

ken tfahamni enti w tekseb fya thwab moch kheer zaama ? :)

adam

أعرف المرزوقي أكثر مما تتخيل و أفخر به كمفكر و كاتب و لا ألومه الا على تبنيه لنظرية المآمرة على الإسلام و سؤالي كان واضح ، هل هؤلاء يمكن التحالف معهم؟

من حقي نقد أي كان، من النظام إلى المعارضة لكن الإرهاب خط أحمر و التنظير له أو تبريره خط أحمر و التحالف مع الإرهابيين ـ أقول الاإرهابيين هنا ـ خط أحمر

 
في 7:15 م , Anonymous غير معرف يقول...

Je n'ai pas grand chose à dire, le seul fait que tu mettes ta photo et ton nom suffit amplement. Je pense que je peux regarder tv7, c'est la même chose .

 
في 9:08 م , Blogger Adem Salhi يقول...

هل تريد ان تقنعني الآن بات المرزوقي يريد التحالف مع الارهابيين ام ماذا؟؟؟ لانه حسب ما اعرف كل من يتحالف مع الارهابيين هو ارهابي

 
في 1:49 ص , Anonymous غير معرف يقول...

Répéter la propagande des impérialistes occupant l'Irak : Saddam capturé comme un rat etc..., est une honte en soi

 
في 3:41 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@arab
me comparer avec TV7 est pire pour moi que de me dire que je suis nul. je respecte ton avis, et je ne te dis même pas écris avec ton nom et ta photo toi aussi, ou ne juges pas les gens. Tout le monde n'a pas forcément les mêmes contraintes d'autocensure ou les mêmes objectifs que toi, et si te relis bien l'article, tu trouvera que je suis suffisemant critique envers les uns et les autres, et que je risque gros moi aussi, sacahnt que j'écrit avec ma vraie identité


@mendef,

brabbi kolli, c ki qu'ils ont attrapé dans le trou alors ? un autre ? qui a fuit bagdad et son armée ? qui a massacré son peuple ? la propagande impérialiste ?

quand allons nous regarder la vérité en face et sortir de ce cycle infernal ?


@adam

و هل المرزوقي أو غيره فوق النقد؟ أنا أرى أن حديث مفكر ديمقراطي عن مؤامرة ضد الإسلام و هي نفس أدبيات القاعدة حرفيا شيئا يستحق الوقوف عنده


أنا لم أقصده لا بالشماتة و لا بالتحالف مع الإرهابيين و لكن قطعا تبنى الرجل

خطابا متشنجا يشبه إلى حد بعيد خطاب الإخوان، المرزوقي الذي تعلمت أنا منه أن إرتياد المساجد المتزايد و كلمة إن شاء الله التي يكررها البعض في كل كلامه هي علامات سلبية و دليل إباط و لجوء الى الغيب لحل مشاكلنا و اقرار بالعجز، صار مدافعا عن نفس هذا التيار، و لا يحق لي أن أتسائل؟

تحياتي آدم

 
في 12:19 ص , Anonymous غير معرف يقول...

Ils ont aussi trouvé les armes de destruction massives
Ils ont démocratisé l'Irak
Ils ont transformé l'Irak en pays modèle pour tout ce moyen orient arriéré
Je rêve ...
Pourtant ya Imed , la lecture de tes articles donne l'idée de quelqu'un pour le moindre progressiste, se donner à la légéreté et la facilité de répéter la version des faits fabriqué de toute piéce par les impérialistes qui occupent l'Irak n'est pas du tout objectif.

 
في 2:40 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@mefed

Mais en quel moment de mon article, ou de mes écrits j'ai pris la position de défense de l'administration de bush, ou j'ai nié les crimes commis par les GIs ?

Il ne faut pas faire d'un dictateur sanguinaire un héros juste par pique aux USA,

RE : il faut voir la vérité en face, et l'accepter.

mendef, à un moment dans le passé, moi aussi, j'ai vu en saddam, un héro et un symbole, et espoire pour la nationalisme arabe ... avant de me rendre compte, que ce nationalime à la façon de saddam est juste du fachime.

merci pour le comment

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية