رحمك الله أيها الأب بيار
كتب أحدهم مقالا عن موت الأب بيار، الشخصية الأكثر احتراما و حبا و إجماعا من طرف المجتمع الفرنسي بكل أطيافه، الرجل الذي عاش فقيرا و مات فقيرا و وهب نفسه للفقراء دون تمييز بسبب عرق أو لون أو دين، و الذي لم يكن له يوما في نظاله مرجعية دينية معلنة أو غايات تبشيرية و هو القس المنتمي للكنيسة، و رغم ذلك، كتب صاحبنا ناسبا لقومه و دينهم كل الخير الذي رآه بعضهم في الأب بيار و تسائل لم ليس في شيوخ المسلمين و علمائهم و أئمتهم رجل مثله أو مثل الأم تيريزا مثلا، و نافيا عن دين الرجل كل تلك القيم لأنه محرف، و خاتما قوله أنه لا يجوز الترحم على غير المسلمين
هكذا إذا يثبت معتنقوا هذا الفكر ما قلناه مرارا من أن خللا جسيما يقلب الحقائق عندهم، يرفض الآخر، يكرهه، و يجعل من الصعب عليهم النظر إلى عيوبنا و نقدها لأننا و بكل بساطة خير أمة أخرجت للناس و أن تخلفنا هو نتيجة مؤامرة من الغرب الكافر
الأب بيار الذي صلى جماعة مع المسلمين، لم يقحم منصبه الديني يوما في معركته، إحترم علمانية الدولة، و حق مواطنة كل أبناء بلده، و كان وزنه المعنوي يفوق بمراحل كل السياسيين المنتخبين لأن حب الناس و إحترامهم له صادق بلا نفاق كإلتزامه بمساعدة الفقراء و كإختياره العيش و الموت فقيرا لأجل الغير حتى صار رمزا للجميع بكل دياناتهم
حين طرح كثيرون هذا السؤال:
لم لا يوجد بيننا مثل هذا الرجل،
تذكرت أن شيوخنا ، و علمائنا عادة من أغنى أغنياء الناس، من الشيخ الشعراوي الذي سوق لشركات توضيف الأموال الإسلامية، السعد و الريان، و التي نهبت أموال الفقراء و لازال أصحابها لليوم يتمتعون بها هنا في بلاد الكفر، و إنتهاءا بعمرو خالد صاحب صناع الحياة و بيع الأشرطة و المنتجات المشتقة منها ، مرورا بأصحاب الملايين في البنوك الإسلامية المنشغلين بالزواج من بنات في عمر حفيداتهم، حفظا للفرج كما أمر ديننا الحنيف
الجميع يعلم أن الأب بيار كان من دعاة زواج القساوسة، و أنه كان له علاقات جنسية ستكلفه عدم مباركة الكنيسة له، لكنه لم ينهب أموال الفقراء و لم يغتصب قاصرات تحت مسمى زواج شرعي، لذلك كانت دموع الجميع صادقة و هي تودعه و تدعوا له بالرحمة
لكن عندنا، يهمنا أولا و أخيرا صحة العقيدة، هل الرزق مصدره بيع و شراء أم ربا، حتى لو كان البيع والشراء تحايلا لتمرير فوائض قروض البنوك الإسلامية، لكن هذا لا يهم ما دام علمائنا قرروا أن ذلك حلال، و حلال عليهم الملايين المنتزفة من جيوب المسلمين،هل النكاح شرعي أم زنا، و ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب، فلا داع للسؤال لم الأب بيار ليس منا
فقط إحتراما لإنسانيتنا أو ما تبقى منها أقول، رحمك الله أيها الأب بيار
3 تعليقات:
رحمه الله و أحسن له
أقيموا بني أمي ظهور ميكم يا شنفرى، سعيد بمرورك
و اللاه يا صديقي لا استطيع ان اكون متفاهم معاك اكثر من هكة. يعطيك الصحة
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية