رسالة إلى كريم عامر في سجنه
صديقي العزيز الذي اشتقته فعلا، أعلم أنك لست في خير و لا تنتظر مني كلاما أواسيك به أو أواسي به نفسي فلا أعلم حتى هل ستصلك الرسالة أم أنها من ضمن الممنوعات، و في كلّ الحالات سأبدأ بشكر الأستاذة روضة أحمد محاميتك التي أنا متاكد أنها فعلت ما بوسعها ليصلك كلامي.
لم أرى أسمك أونلاين منذ يوم تركتني و أنت على موعد مع وكيل النيابة بعد أن قابلته للمرة الأولى و أخبرتني أن الأمر خطير فعلا، و أنك ستتمسك بحقّك في حرّية التّفكير و التعبير، و ها هم نفس من كتبت عنهم و سجنت بسبب فضحك لتصرّفاتهم، لازالوا لليوم يثيرون الفتن الطائفيّة في الإسكندرية بنفس الطرق التي تحدّثت أنت عنها و لكن هذه المرّة لأسباب أتفه كثيرا، بسبب إشاعة أو بسبب أن قبطيا صدم مسلمة بدرّاجته، نعم يا كريم درّاجته و ليس سيّارته و لم يحدث لها شيئ ، لكن حدث دمارلا تتخيله أو لعلّك تدركه فقد كتبت عنه و سجنت بسببه. هل تعرف أن الفاجومي صار مدوّنا و هدد بالانتحار لو لم تتوقف الفتنة ؟ و أن علاء كان الوحيد على ما أعلم الذي ذكّر الجميع أن كريم عامر كان أول من كتب عن احداث الإسكندريّة ؟ ها هي تتكرّر يا صاحبي، ألم أقل لك ليس عندي من خبر مفرح أقوله لك
حين أثار الجميع قضيّتك و تكلمت كلّ وسائل الإعلام عنك، تذكّرت حوارنا يوم فصلوك من الأزهر، عندنا في تونس مثل يقول، عاش يتمنى في عنبة، مات جاب له عنقود، و أنت لم تمت، أعلم، لكنك في سجنك بعيد عن كل من استثمر محنتك ، مصطفى بكري مثلا مثلا، اتذكره ؟ أتصدّق انه تقريبا جعلك في حوار تلفزي ألعن من إبليس اللعين و ربّما كنت الذراع الأيمن لبوش ليقضي على الإسلام ؟ أرأيت كم هو عظيم هذا الإسلام ؟ و كم هم عظماء نواب الشعب في البرلمان ؟ و كم كنت أنا غبيا أحسبك مجرد طالب و كاتب ممتاز باحث عن الحقيقة، يبدوا أني كنت مخدوعا فيك أيها العميل الصهيوني،
ولا بلاش عميل صهيوني، أنا متاكد أن هنالك من سيقرأ و سيصدق ليس لأنه فقط لا يفهم بل لأنه يريد أن يصدّق و لأن السخرية في مثل هذا الموضع ليست في محلّها، فدعنا من كل هذا و دعني أتمنى انك بخير ايها الغبي الطائش و الجميل، إكتفي أننا نذكرك أحيانا و نتكلّم عنك ؟ يا فرحتك ، بعض أصدقائك المقربين، و بعض المدونين و كثيرون منهم تونسيون الذين نشروا آخر رسائلك من سجنك، لن أطلب منك أن لا تتوقف عن الكتابة فأنا متأكد أنك لن تفعل و لا أن تجعل كل ضربة لا تقصم ظهرك تقوّيه، فذلك ما سيحدث، بل سأطلب منك أن لا يقصم ظهرك.
تحيّاتي و شكري لكل من أوصل لك الرسالة لو وصلت، شكرا صادقا و لو لمأمور السجن
عبد الكريم نبيل سليمان
سجن برج العرب
عنبر 5
عماد حبيب
باريس في 16 حزيران 2007
8 تعليقات:
البعض يتكلم عن الحرية دون إدراك لجوهر هذه الكلمة أما عبد الكريم فهو يبهرني بقوته و جرءته و عدم خضوعه لمصادرة رأيه في سجنه حيث يقول
ولأننى أفضل دائماً أن أكون في موضع الفاعل ، فقد تعمدت التوقف عن المحاولة... حتى أتفادى إهانة بكرامتى التى يخدشها بشدة أن تصادر إحدى كلماتى أو أن يحال بينها وبين النشر خلافاً لإرادتى
احزنني كلامك
@Mahéva
شكرا بك و لما نشرته في مدونتك، و كل من شارك كمصير و مواطن و غيرهما و من سيشارك، ليس الآمر بحملة أو تطيير ملام ـ بل واجب نشر كلام من لا يمكنه نشره بنفسه بسبب سجنه
أعرف كريم حيدا منذ سنوات ، و لفترة قبل سجنه كنا نتحدث يوميا ، و كنت اقسوا عليه و اتهمه بالغباء و بإلقاء نفسه بين فكي الأسد ، كنت فقط خائفا عليه و على مستقبله ، فكريم شاب خلوق و شاعر رقيق قبل أن تحمله رحلة البحث عن الحقيقة إلى السجن ، و لكنه و للحق ، كان وفيا لنفسه و حريته و ها هو يدفع الثمن الذي يعجز كثيرين ، و انا منهم ـ أن ندفعه ربما
من أجل ذلك سأعري فساد هاته الكنيسة الازهرية التي تنشر التخلف و الإرهاب في كل العالم، و التي أرادت أن تعاقب كريم لنقده لها
كريم لم يقل شيئا مما ينشر اليوم عن جامعى الأزهر في مصر نفسها ، فساد و سرقة و اغتصاب أطفال و ما خفي كان أعظم
عزيزي آدم
و أنا فعلا حزين ، من كريم لغزة لحالنا، كل شيئ كل شيئ
محزن
:)
@lfm
:)
:|
مصطفى بكري عميل البعثيين و الزرقاويين لا يستغرب منه هذا الكلام, نظرة واحدة على جريدته المسماة بالأسبوع تكفي لكي يعرف المرأ أي ثقاغة أو فكر يمكهما هذا الرجل أو بل الأحرى لا يملكهما
مسكين يا كريم و الله ماتستاهل!
شيوخ و داعموا الإرهاب يطلعون علينا صباح مساء في وسائل الإعلام يفتون بالقتل والذبح والتفجير و الفتن و لا أحد يعترضهم, بل عل العكس يسمونهم علماء و مفكرين
و أنت لأن عبرت عن رأيك الشخصي يحل فيك اللي حصل
آه منك يا زمن
خوكم ولد الصحراء
مصطفى بكري
مثال للانتهازي المقنع بقناع المثقف و السياسي الشعبوي، كلما زاد تسطيح فكر العوام المسمى أمة كلما زاد نفوذ هؤلاء
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية