2007-03-22

الضفادع


تقول الحكايات القديمة أن ضفدعة رأت وجهها على صفحة ماء الغدير و هي تشرب، فأعجبها شكلها و كانت كلما شربت انتفخت فحسبت ذلك عظمة و فخرا فأصرت أن تشرب أكثر حتى انفلقت

أن تنفى أو تدخل السجن و تعذب أو تحارب في لقمة عيشك أمر مدان قطعا
لكن ذلك أبدا لن يجعلك على صواب أو صاحب قضية عادلة و فكر مستنير
إن كانت كل حججك هي فقط معاناتك و تعاطف البعض معك فإن الأمر يحتاج وقفة تأمل
إن كانت كل حججك هي ما كتبه الأولون تلقي به على الطاولة صارخا هذا كلام الله و فيه كل شيئ، كل شيئ من سعادة الدنيا لنعيم الآخرة و بئس مصير المكذبين فهم كالأنعام أو أظل سبيلا، فقد تطمئن نفسك ساعتها قد تعجبها صورتها في ماء الغدير
لكنك تغامر بأن تنفلق في نهاية المطاف لو حسبت انتفاخ بطنك بالماء عظمة كما حسبت خرافات السابقين و أساطيرهم حقيقة ربانية مطلقة




أن تتهم الآخرين بالجهل و ضيق الأفق و تترفع عن الرد عليهم إلا ما ندر بردود لا شيئ فيها غير مزيد من الإحتقار و التحقير الشخصي

هو أولا
استمرار لما برع فيه العرب و لم يبرعوا في غيره : الفخر و الهجاء

و ثانيا
هو استمرار للسوس الذي ينخر هذه الجماعة من البشر، و أنا منهم و أكيد لي أيضا نصيب فيه، و أعني أننا نعتبر التراجع عن فكر أو رأي عارا و الإعتذار مذلة و الشكر لغير الله لا يجوز و أننا لا نتحاور بل نصرخ محاولين فقط أن نوصل صوتنا و نفرض فكرنا و ليس لأن نستمع للآخر و نحاول أن نفهمه

إحصائية بسيطة لكمية الشتائم الشخصية الموجهة لي و لغيري ، و أقول شخصية ، قد تكفي لبرهنة ما أقول.

عندما ترد على شخص ما قال لك شيئا لم يرقك ، فرد عليه و على ما قاله، بالحجة أو بالدليل أو حتى قل رأيك فحسب. لكن أن يكون ردك من صنف يا جاهل أنا لا أرد عليك لأنك سخيف و أفق فكرك ضيق أو لأنك أي شيئ آخر فذلك دليل فقط أنك غضبت و ثرت و لكنك لا تملك ردا مقنعا. ليس هذا فحسب، كلما كانت بذاءة ردك كلما بان منها ما تضمره من كره و حقد و ما تختزنه من احتقار للغير و من مستوى البيئة التي نشأنا فيها جميعا، و أنا هنا أقول جميعا، لا أستثني نفسي

بت مقتنعا فعلا أن لا فائدة ترجى من الحوار مع من يعتبر نفسه صاحب الحقيقة الإلاهية المطلقة و ضحية إيمانه و انتمائه للجماعة الناجية في حين أنك أنت من جماعة الأنعام و بئس المصير

كيف نتكلم عن حرية و مواطنة و حقوق إنسان مع من يعتبر الشريعة أهم من ذلك و قبل ذلك في حين أن هذه الشريعة هي نقيض ذلك
أساسا ؟

كيف تتكلم عن الدنيا مع من تهمه قبلها الآخرة ؟

كيف تناقش شكوكك و تساؤلاتك و استنتاجاتك المتغيرة مع من له إعتقاد راسخ بأن ما في البخاري هو بمثابة كلام الله أيضا ؟

كيف تنادي بأن من حق الإنسان أن يملك جسده و يملك حياته مع من يعتقد بأن كل شيئ ملك لله فلا جسدك لك و لا حياتك ؟

كيف تتكلم عن التاريخ و التطور و الفن و الجمهورية و كلها مفاهيم تعود لما قبل الميلاد مع من يبدأ التاريخ عنده بالهجرة و ما قبل البعثة كله جاهلية ؟

كيف تتحاور مع من يعتبر الفتح الإسلامي لتونس بداية عصر النور و الحضارة لاغيا بكل بساطة آلاف السنين من حضارة و مسارح و شعوب مرت و استقرت و ديانات تركت آثارها .


من يقول لك اننا قبل عقبة و موسى ابن نصير كنا نعبد شجرة، فما سيمنعه أن يهدم مسرح قرطاج أو مسرح الجم لأنها من بقايا الوثنية كما فعلت طالبان في تماثيل بوذا بمباركة أو صمت كل أطياف تيار صاحبنا الفكري ؟
ثم أن السلف الصالح لم يبني يوما مسرحا حتى جائت فرنسا و بنت المسرح البلدي

فكيف ستتناقش معه عن الفن أو حرية الإبداع ؟

لست متشائما و لا من هواة جلد الذات

لكن فعلا لا أرى فائدة ترجى إلا ربما أن يتضح ما يضمرونه حقيقة تحت أقنعة حقوق الإنسان و الديمقراطية و دموع المضطهدين

8 تعليقات:

في 4:46 م , Blogger Mani l'Africain يقول...

باسم قيم الحرية و العدالة دافع الفرنسيون عن نظام ظالم اسمه البعث ، و لا ألومهم على ذلك. باسم الديمقراطية و حرية التعبير يدافع بعض العلمانيين عن الإسلاميين بوصفهم سجناء رأي و مظلومين. لا أدري أين يقودنا ذلك ؟ كيف استطاع الإسلاميون أن يسوقوا أنفسهم على أنهم دعاة ديمقراطية و حرية رأي ؟
وكيف تحول صدام إلى ضحية ؟


إن الديمقراطية تناضل اليوم ضد الديمقراطية و لا أدري كيف يكون ذلك ممكنا ، إلا أنه واقع.

يعتقد بعضهم أن الديمقراطية هي حكم الإسلام لأن أغلبية الشعب هم من المسلمين. بصراحة ، لم يفهم هؤلاء الديمقراطية و لا فهمنا أصلا معنى قبول الإختلاف.

أنا على غير ما ترى يا عماد، الأسباب التي تجعلنا نتشائم أقوى من كل آمالنا و طموحاتنا. لكن العيش بلا أمل مستحيل

تحياتي،

ماني الإفريقي

 
في 9:44 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

مرحبا يا ماني

ربما كان من المهم أن نعمل أكثر على نشر فكرة أن الديمقراطية ليست انتخابات فقط، بل إن الإنتخابات هي فقط وسيلة لتداول السلطة في مجتمع حر سياسيا و فكريا و اقتصاديا

الحرية هي الأساس و هي الهدف

و هي أساسا بالنتخابات تعتبر مفهوما غربيا كافرا عندهم و إن أنكروا

لأن تراثهم يبقى فوق كل ذلك ولا يقدر أي مجلس منتخب مثلا أن يشرع مالا يتوافق معه

تحياتي و شكرا لمرورك

 
في 11:58 م , Blogger Leila Ben Soltane يقول...

هل تضنون أنه يجب أن نمر بمرحلة دولة الاخوان ليعي الناس قيمة الحرية هل يجب أن يحصل لنا ما حصل لألمانيا النازية كي نفيق من الخرافة و نعيد النظر للتاريخ

 
في 2:43 م , Blogger Mani l'Africain يقول...

@Leila :

حتى نصعد علينا أن نلمس القاع. أخشى أن القاع لا يزال بعيدا

 
في 12:47 م , Blogger عماد حبيب يقول...

ماني،

أعتقد أننا سنلمس القاع قريبا، و
أخشى أن لا نصعد أبدا بعد ذلك


ليلى،

هل مكنت تجربة طالبان الشعب الأفغاني من إعادة النظر في الخرافة و أثرها المدمر ؟ أتكلم عن الأغلبية طبعا، و لا أعتقد أن من جبل منذ مئات السنين على ثقافة العبيد و الموت يمكن أن يتحرر يوما من تلقاء نفسه، حتى لو أعتقته سيطلب من سيده أن يظل خادما عنده

تحياتي لكما

 
في 1:49 ص , Anonymous غير معرف يقول...

طابت اوقاتكم ، وكيف حالك يا صديقي
لا اعلم ،،، عماد ربما تحدثنا من قبل عن هذا التوجه ،، وقلت لك ان حديثك عن الحرية بانواعها والطريقة التي ترتضيها هي غير مناسبة لنا ،، انها لا تناسب سوى من يعتمرون ساحة البيت الابيض ،، ويقفون في حرن القد ويبشرون بالخرافة،، لا اعلم ان كنت تذكر تلك الليلة ام لا عندما تحدثنا بخصوص افتاتحية الموقعوالذي كنت انت من كتبها،،، ولكن دعني اعقب على موضوع الضفادع
انا هنا لن اتحدث مع دعاة سلب الاحقية والذين وصفتهم انت باولائك الاشخاص الذين يترفعون عن الحوار ولا يردون الا بالفاظ واتهام الغير بالجهل ،، هؤلاء لن يطالهم حديثي هنا فهم كما وصفت ضفادع لا اكثر

ساحدثك من هذه النقطة"مع من يعتبر الشريعة أهم من ذلك و قبل ذلك في حين أن هذه الشريعة هي نقيض ذلك
أساسا ؟
"

انت هنا لا تعبر عن شيء سوى انك تكون ضفدعة مثلهم لانك لم تلزمني بالامر ،، انت تعلم راي الذي يقول ان الشريعة التي بين ايدينا اليوم المسماة بالاسلام ،، ليست هي الاسلام ،،،
انك تدين فكر ولا تدين العقيدة ،، كمثال تدين شخص نتج عن خطاه في عملية حساب كارثة بشرية ،، ولكنك تريد ان تقول من خلال هذه الادانة ان الريضيات لا تصلح في حل المسائل او ان جدول الضرب غير قادر على ايجاد مساحة مستطيل
ان تفعل الشيء نفسه مع اشخاص يتكلمون باسم الاسلام وتريد ان تدين من خلالهم شريعة الاسلام

ولكن سبب دخولي لم يكن موضوع الضفادع ،، كل ما اريده هو ان اقول لك كيف حالك ايها الضفدع التونسي ،، ولم لم اعد اراك ،، قبل قليل كنت اتحدث مع مانو ويسالني عنك ،، ونحن نشتاق لك كثيرا فلم الموت ،، هل تتذكر هذه الجملة اذا تجنبك الموت هذا العام فانك ستعيش الى العام القادم ،، ولم الحرية مادام الرب هو زيت اسود دعك من الخرافات وطمني عليك من وقت لاخر ،، وحاول ان تذكر اصدقائك السيئين الذين يحاولون نسيانك
signore

 
في 11:34 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

وأما أنك تحاول أن تنسى يا سنيور فحاول و ستنجح يوما
و أما أنك لا تجدني فلأني لا أجدك
و أما نقيض الشريعة فأجبتك عليه في نص أعلاه
و أما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيذهب معهم متى رحلوا

سأكون سخيفا و أقول لك اسعدني مرورك و اشتقت لك أيها الليبي الذي لا يشبه ليبيا غيره

 
في 6:47 م , Blogger al-tunsi-habib يقول...

تقول الحكايات القديمة أن ضفدعة رأت وجهها على صفحة ماء الغدير و هي تشرب، فأعجبها شكلها و كانت كلما شربت انتفخت فحسبت ذلك عظمة و فخرا فأصرت أن تشرب أكثر حتى انفلقت
-----------

oy jew from Djerba!!

did you create this stupid story to justify your next lie?
----------------------
أن تنفى أو تدخل السجن و تعذب أو تحارب في لقمة عيشك أمر مدان قطعا
لكن ذلك أبدا لن يجعلك على صواب أو صاحب قضية عادلة و فكر مستنير
====

oy Jew from Djerab do you think Jesus or Moses was in the same position ?
==================
إن كانت كل حججك هي فقط معاناتك و تعاطف البعض معك فإن الأمر يحتاج وقفة تأمل
---------------

oy jew from djerba

do you accept we treat you the same way ??
===================

oy jew from djerba

إن كانت كل حججك هي ما كتبه الأولون تلقي به على الطاولة صارخا هذا كلام الله و فيه كل شيئ، كل شيئ من سعادة الدنيا لنعيم الآخرة و بئس مصير المكذبين فهم كالأنعام أو أظل سبيلا، فقد تطمئن نفسك ساعتها قد تعجبها صورتها في ماء الغدير
لكنك تغامر بأن تنفلق في نهاية المطاف لو حسبت انتفاخ بطنك بالماء عظمة كما حسبت خرافات السابقين و أساطيرهم حقيقة ربانية مطلقة
================

oy jew from djerba

is your rubish the truth

and you views is correct

and you lie and you call your self a muslim you area liar jew

you spend your entire time injecting your jewish venom but you fail you evil jew from djerba

==================

now deviljew from dejerba stop calling your self Muslim and from Tunisia you are neither you are evil jew !!


Quran Chapter 5 verse 82:

“Strongest among men in enmity to the believers(muslims) wilt thou find the Jews and Pagans; and nearest among them in love to the believers wilt thou find those who say, “We are Christians”: because amongst these are men devoted to learning and men who have renounced the world, and they are not arrogant. ”

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية