2007-12-22

تعرية الزوجة لنفسها أمام زوجها حرام


لا يوجد خطأ مطبعي في العنوان ، و الخبر قديم نوعا ما فنص هذه الفتوى التي أصدرتها الدكتورة سعاد صالح مدرّسة او عميدة كليّة الشريعة في جامعة الأزهر الشريف بمصر صدر منذ ما يزيد عن سنة أو اكثر. و لكنّه خبر يستحق العودة لا للسخريّة و لكن لمحاولة الفهم، لا للحكم و لكن لمحاولة استخلاص شيئ ما

أولاّ لمذا الحاجة إلى فتوى في كلّ كبيرة و صغيرة في حياتنا الشخصيّة : ذلك دليل عجز على اتخاذ قرارات و تحمّل المسؤوليّة، دليل تواكل و إعلان ضعف، دليل القبوع في خانة العبد بدل الرور لخانة الإنسان المواطن، دليل حياة الدولة الدنية و الرعية في وسط ما هو مفروض أن يكون دولة مدنية عصرية تحكمها قوانين و يعيش فيها مواطنون، الفتوى اغتيال للمواطنة


ثانيا من هي المفتية : دكتورة في كلّية. إن إعطاء لقب دكتوراه و إعطاء صفة علوم للمسائل الشرعيّة هي أكبر جرائم التزوير في عصرنا الحديث، لا الشريعة علم ، لا إنساني و لا صحيح و لا المشتغلين فيها و المتمعّشين منها دكاترة و لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بأي أسلوب علمي إلا لو كان ذلك محاولة شخصية منهم للإجتهاد دائما ما تخرجهم من الملّة كما حدث مع نصر حامد أبو زيد أو أحمد صبحي منصور


ثالثا موضوع الفتوى : بديهيّات ما كان يجب أن يتم نقاشها، لكن مجرّد العثور على حديث مهجور في كتاب أصفر قديم ، و بمناسبة أن الإسلام صار الحمار القصير الذي يركبه الجميع طمعا في الشهرة و السلطة، صدرت هذه الفتوى و كأنها خصّصت للفضائيات و التالك شاو

رابعا : مضمون الفتوى ، و هو و كأي فتوى باستثناء تحليل مص فرج الزوج من طرف زوجته و التي أطلقها القرضاوي على الهواء في الجزيرة، فإن أغلب الفتاوى تكون في اتجاه المنع و التحريم و تأثيم المتعة (ملحوظة : يحق للقرضاوي أو أي شيخ أن يفتي فتاوى بورنو صريح لا حياء في الدين و نحن نحب ذلك، لكن لو أي طبيب أو عالم اجتماع أو حتى مقدم برامج أو مقص رقيب لم يقطع قبلة في شريط سينمائي فإن الدنيا تقوم و لا تقعد لفساد الأخلاق و تغريب قيم هذه الأمة التي لا تعرف من الجنس سوى طواف رسولها على نسائه التسع في ليلة واحدة و قد أوتي قوة ثلاثين رجل كما ورد في صحيح، و أكرّر صحيح البخاري)

خامسا : ردّات الفعل التي صاحبت الفتوى كانت تناقش شرعيتها حسب اصول الفقه، أي سند و متن الحديث و ليس حسب العقل و المنطق و القيم الإجتماعيّة في مجتمعات تعيش في القرن الحادي بعد العشرين، المفروض يعني

سادسا : قدسيّة هذه التفاهة المزعومة لمجرّد أنها تحمل ختما دينيا و أكاديميا و تسير في الإتجاه العام للتحريم و العودة إلى الوراء أي ما يعبّر عنه بالظلاميّة. بالمناسبة كان ثمّة أول أمس برنامج جذور و أجنحة بالقناة الثالثة الفرنسية و خصص لمعهد العالم العربي بباريس، و في تحقيق عن اليمن سألت صحفية يمنية شيخا كانت زوجته منقّبة : هل منذ 20 سنة كانت تلبس هكذا هي أو غيرها فقال لا، فسألته لم إذا ؟ فقال كلّهن يسلبسن هكذا اليوم و هرب من أمام الكامرا. العودة إلى الوراء باتت سمة عامة و صار الإستثناء قاعدة.

سابعا : مصطلحات مثل تعرية و إثم و ستر و عورة و سوءة و محرم و خلوة يجب أن تختفي تماما من أي خطاب إجتماعي، لا بين زوجين بل بين أي بالغين عاقلين، لا يحق لأحد أن يتدخّل في حياة الناس الخاصة الجنسية منها أو غير الجنسية، لا أحد يملك حق قراءة و فهم ما يقول أنه كلام الله و فرضه بالقوة المعنوية أو المادية على غيره.

ثامنا : حقّا إنّه أفيون الشعوب.

4 تعليقات:

في 12:33 م , Blogger الشيخ والبحر يقول...

مرحبا عماد ،،، اتمنى دائما ان تكون بخير ،، وبعد
كما اسلفت انت في المقال اعلاه حاجة المواطن المسلم الى الفتوى هي مثل حاجة اي انسا اخر غير مسلم للجانب الروحي الامر فقط يختلف من ناحية واحدة تقريبا ،،، ان الفكر الديني الاسلامي مايزال يعتقد بوجوب تواجد رجل الدين في حياته بالرغم من ان القران اتى تقريبا من اجل ان يلغي هذه المسالة من حياة الانسان
دعنا نتكلم عن النكات اذا كانت تنفع هنا واظنها كذلك :
في احد المرات اتى قوم الى جحا وكان يدعي انه فقيه وسالوه قائلين (ايهما افضل ، المشي وراء الجنازة ام المشي خلفها ؟) فاجابهم بابتسامة قائلا ( لا تكون داخل النعش وامش اينما اردت)
حاجة مواطننا المسلم لم تكن حاضرة اليوم بل كانت منذ اول يوم مات فيه الرسول محمد ص وحدثت الردة ،، كان اغلبهم يحتاجون الى شخص الرسول او المرشد او الموجه او الدليل ،،، وتقول القصة ان ابى بكر ردعهم وقال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن ......... ،، ما حدث بعد ذلك وبعد الفتنة تقريبا انه التف على هذا الدين وحصل ما تكلمت عنه في المقال اعلاه وهو مازل يحدث الى اليوم
--
سنيور

 
في 6:41 م , Blogger عماد حبيب يقول...

سنيور

مبروك المدونة ، هذا على الأقل خبر جيّد ، لا تبخل بالكتابة و لا بالوهم و لا بالخمر صديقي الشبه مؤمن

 
في 8:45 م , Blogger 3amrouch يقول...

au moins evoque les sources par honnêteté intellectuelle monsieur le chercheur.
au risque de te faire accusé de plagiat.
http://cjbuy.com/forum/showthread.php?p=220605

 
في 10:20 م , Blogger عماد حبيب يقول...

فتوى تحرم التجرد من الملابس خلال المعاشرة الزوجي

أثارت فتوى تحرم التجرد كليا من الملابس خلال المعاشرة الزوجية جدلا بين عدد من اساتذة الشريعة في مصر، فقد افتى الشيخ رشاد حسن خليل عميد كلية الشرعية والقانون السابق بان "التجرد من الملابس اثناء المعاشرة الزوجية يبطل عقد الزواج". بينما اعتبر الشيخ عبدالله مجاور امين لجنة الفتوى في الازهر ان "النظر الى الجسد مستحب باستثناء الفرج"

ومن ثم اوصى بان "يستترا برداء او غطاء". أما الدكتورة سعاد صالح مديرة كلية الدراسات الاسلامية للبنات في جامعة الازهر، فترى انه "يجوز شرعا للزوجين القيام بكل ما يؤدي الى التقريب والتحبيب بينهما" ومن ثم فان التجرد من الملابس لا يبطل الزواج. الا انها اعتبرت ان "تعري الزوجين بصورة تامة من غير ملابس غير مستحب وفقا للادب والارشاد النبوي ولكن هذا لا يعني التحريم". من جانبه انتقد عبد المعطي عضو مركز الدراسات الاسلامية بشدة هذه الفتوى وقال "لا يوجد فعل محرم بين الزوجين اثناء المعاشرة في الجماع الا الوطء في الدبر"، واكد عدم وجود اي نص شرعي يحرم التجرد كليا من الملابس او النظر الى اي عضو في جسم الشريك خلال المعاشرة الزوجيه

http://www.akhawia.net/archive/index.php/t-56250.html

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية