عثمان و أصول الفساد في ممالك الإستبداد
لمذا تدار أغلب الدّول على هذه الرقعة من الأرض كما تدار المزارع بما عليها من خيرات و قطعان تقطع بأمر الحاكم المباشر أو بصمته أو بتشجيعه على الفساد بين أهله و صحبه من المقربين من العرش ؟ و لم كان الأمر كذلك منذ مئات السنين حتى بات و كأنّه مكتوب في جينات هذه الشعوب الوراثيّة و مكوّنا اساسيّا لثقافتها حتّى أنّها يمكن أن تهبّ للدّفاع عن كلّ ذلك باعتباره مكوّنا لهويّتها و تهدر دم كلّ من وقف على الجانب الآخر من القطيع ؟
لكلّ حضارة بداية، ترتبط بما قبلها بالتّأكيد، تأخذ منها وترث، و تتفاعل محدثة هويّتها الخاصّة و مصيرها و مآلها بما ستتفاعله مع الحضارات المحيطة. و لا زلت مصرّا على أنّ المكوّن الثّقافي الأبرز لكلّ شعوب و دول ما يعرف بالأمّة، عربيّة كانت أم إسلاميّة، هو و للآن الدين الإسلامي، و الذي يحلوا للبعض أن يردّ إليه كلّ ما بلغته من عظمة و مجد و حضارة خالدة سادت الدنيا في يوم ما، أي بإختصار حلاّ ممكنا إن لم يكن أوحدا لكل مشاكلها، أي مشاكل الأمة، من تخلف و قهر و استبداد و ظلم و استعمار إلى آخر القائمة المملّة التي تابى أن تنتهي.
و مذا لو كانت الحقيقة مختلفة نوعا ما، أو على الأقل ليست بتلك البساطة؟
مذا لو كان هذا المكوّن الثقافي الأبرز هو الذي حكم على هذه الأمة حكما نهائيّا بمصيرها الذي نراه اليوم : قطعان من البشر مقسّمة في دول مستبّدة تدار كالمزارع الخاصّة، إن لم تكن مستعمرة استعمارا مباشرا، فهي بالتّأكيد خاضعة للدول الكبرى و تحت حمايتها، و لا دور لها و لا نتاج حضاري يذكر، بل صارت اليوم المصدّر الأول للإرهاب و الخطر الأبرز على الحضارة.
متى بدأت موجة الإرهاب الدولي ؟ و لمذا مازال متثيقفوا العرب السكارى بالقضيّة المقدّسة يرفضون المشاركة في مقاومته ولازالوا لليوم يقولون ما يسمّى بالإرهاب ، و ليس الإرهاب ؟ و لازالوا يغسلون أدمغة العامّة الغارقة أصلا في توفير قوت يومها و المشي تحت الحائط بموّال نظريّة المؤامرة و الغرب الصليبي الكافر الذي نحمّله كلّ مشاكلنا، حتّى صار الحل هو غزوه و سلبه ثرواته و خيراته التي ندّعي أننا أصحابها أو أحلّها الله لنا ؟
بدأ الإرهاب، و هنا سأرتكب جريمة كبرى، مع تفجير الميلك بار، و هو مقهى و حانة فرنسيّة بالجزائر و قام بالعمليّة المجاهدة أو المناظلة الجزائريّة البطلة جميلة بوحريد. أنا لا أستهزئ حين أقول بطلة، جميلة في سنّها تلك و أمام جرائم الفرنسيّين و مستوطنيهم في الجزائر بحق المدنيّين العزّل فعلت ما كان يعتبر ساعتها بطولة. لكن لحظة، كيف يمكن أن تكون البطولة تفجير مقهى ، أي أن الهدف هو قتل أكبر عدد من المتواجدين، مهما كان وضعهم ، مع العلم أن من بينهم بالتأكيد مدنيّين، نساء و أطفال ؟ هل ثمّة قضيّة عادلة في هذه الدنيا تستأهل قتل الأبرياء، و النساء و الأطفال، حتى لو كانوا مدنيوا و نساء و أطفال فرنسا أو النازي أو إسرائيل ؟
صفّق العرب و كانوا في عزّ نشوتهم و سكرتهم بالقوميّة العربيّة و عبد الناصر و الأمة الخالدة التي ستتوحّد غدا لتقهر أعدائها، و أخرج يوسف شاهين فلمه الشهير، و صفّق العرب بعد ذلك لعمليات الفدائيين الفلسطينيين الإرهابيّة و التي راح ضحيّتها مدنيّون أوروبيّون قد لا يكونون على معرفة أصلا بمشكلة الشرق الأوسط ، و غنيّنا جميعا لتلك البطولات، و كان ثمّة خلايا سرطانيّة نائمة صحت بعد النكسة أو الهزيمة و رعاها السادات الرئيس المؤمن حتّى قتلته، فكر شمولي عفن و فكرة حمقى لمدرس ثانوي وجدت عند يساري فاشل تائب مادة لكتاب و فكر انتشر كالنار ليئد ما بان أنه نهضة هذه الأمة أخيرا بعد قرون الإنحطاط و ليعود بها إلى المربّع الصفر، و ها هي اليوم لا تذكر إلا بالإرهاب و لا تدار دولها إلاّ كمزارع خاصة ينخرها الفساد. هل يعقل أن يكون فكر رجل ما أو جماعة ما سببا لخرب أمة كاملة ؟ أم أن الأمر أقدم و أعمق من ذلك ؟
كم مائة سنة أو الف سنة يجب أن نعود إلى الوراء لنجد الخليّة المسرطنة الأولى ؟
إلى زمن الرسول أو زمن عمر ؟
رغم كلّ ما كتبته عن عمر، و رغم بعده عن كلّ هالة القدسيّة المحاطة به عنوة عند أهل السنّة، إلاّ أنه لم يذكر عنه أنه استكرش أو حابى أهل بيته، بينما تجمع المصادر أن عثمان، و تحت زعم أنه كان غنيّا قبل الدعوة، هو من ابتدع مبدأ أن بيت مال المسلمين هو بيت ماله و أن الأقربون أولى بالمعروف. الأقربون أولى بالمعروف هذه صارت مبدأ عاما بصبغة دينيّة أي مقدّسة.
الثروات الخياليّة التي جمعها الصحابة في زمنه لا تصدّق بكلّ المقاييس، و العرب لم يكونوا أهل مهن أو فلاحة أو صناعة بل كانوا يحتقرون المهن و أصل الكلمة في اللغة كفيل بتفسير ذلك، العرب أهل تجارة، ذلك ما كان بإمكانهم فعلهم وسط صحرائهم حتى قيل قديما كلّ عربي تاجر، لكن ثروة هؤلاء لم يكن مصدرها التجارة بل خراج الأمصار المفتوحة، اي المستعمرة، من العرب، كانت ثروات الإمبراطوريّة القرشية، بل الهاشمية التي انشأها محمد و التي و يا لسخرية الأقدار صارت أمويّة بولاية عثمان و بمقتله و بسنّته التي تركها فينا لليوم.
لا يتّسع المجال هنا لذكر كلّ ما فعله عثمان و ما خصّ به أهل بيته، من الأمويين الذين كانوا أشد الناس عداوة للإسلام في بدايته، فقد وصل الأمر إلى عزله عمرو ابن العاص مثلا لتولية عبد الله ابن أبي السرح، و هو نفسه كاتب الوحي الذي اكتشف أن{ محمّدا يكتب القرآن من عنده فكفر به، فأحلّ محمّد دمه و قال اقتلوه و لو على استار الكعبة، لكن شفع عثمان له. هذا أيضا درس في العدل و المساوات أمام الشرع ، دليل أن النّاس سواسية كأسنان المشط، عثمان كان صحابيّا مقرّبا و غنيّا و بنوا أمية سادة قريش الذين سيحتاجهم محمد لذلك عفى عنهم و عن ابن أبي السرح، و الذي دارت الأيام فصار واليا على مصر و نهب منها و بنى قصورا و ملأها بالجواري مفتتحا ما سيعرف فيما بعد بزمن ألف ليلة و ليلة.
لكن يكفي أن تذكر كيف قتل عثمان و من قتله و كيف منع أهله من دفنه وسط قبور المسلمين حتّى أنّهم دفنوه خلسة بليل في مدافن اليهود لتعرف كميّة الحقد و الثورة التي ولّدها طريقته في الحكم، و مات عثمان، الخليفة الثاني كما مات عمر مقتولا، و كما سيموت كلّ الخلفاء بعد ذلك، إمّا مقتولا ليؤول الأمر لغيره أو موتا طبيعيّا ليؤول الأمر لإبنه، ليرث الأرض و من عليها و ليتّبع سيرة عثمان. إلى يوم الناس هذا، و نحن لازلنا نقول رضي اله عنه ذو النورين المبّشر بالجنّة، و نرد عنه الشبهات و نقتل كلّ من قال يوما حرفا من الحقيقة.
لذلك لم أستغرب أن سار خمسة ملايين مسلم في جنازة الخميني أو ملايين الأردنيين الذين يبكون صدقا ملكهم الحسين حفيد الرسول الذي أعلن بنفسه أنه أمر جيشه بالانسحاب من القدس و الضفة دون إطلاق رصاصة واحدة، لا بل و أخذ طائرته و قادها بنفسه ليلتقي جولدا مائير ليبلغها بالهجوم المصري السوري على اسرائيل. خيانة ؟ لا طبعا، هو سيدنا و حفيد سيدنا و نحن لسنا شعوبا بل قطعان بهائم، نثور لرسم كاريكاتور في أوروربا و نقتل قسيسة في السبعين في الصومال لنثار، أم خلفائنا و أهل بيت رسولنا و شيوخنا و الآن صار عندنا إمام، يا فرحتنا، اسمه القرضاوي، و هو أيضا من أغنى الأغنياء، هؤلاء لحومهم مسمومة و الكلام عنهم حرام.
هنا تكتمل الدائرة و أعود لمجموعة المتفيقثين و المتفيقهين الذين يقولون : ما يسمّى بالإرهاب. القابضين من كوبونات نفط صدّام أو أموال البنوك الإسلاميّة المشاركين في ملتقى الإمام القرضاوي و صحبه و تلاميذه، و بشراكم، قد يعلنونه خليفة غدا أو بعد غد، و أقسم أنه ثمّة من سيصدّق و يصفّق، فهذه الجموع تكاد تكون قد استكملت عمليّة تسكينها و غسيل مخّها للتقّدم بثبات للمذبح طامعة في الجنّة الموعودة، بعد موتها، ليهنأ علمائها و حكامها و سادتها بالجنة قبل موتهم، كما تمتع بها عثمان و أهله و أصحاب محمد قبلهم، أو ليسوا خلفنا الطالح، عفوا الصالح، و سيرتهم هي الحل ؟
الفكر، العقل، الحريّة و الديمقراطيّة هي العدو اللدود لهؤلاء، هي ترياق الشفاء من ورمهم الخبيث، لكن تحالف هذا الثالوث النجس يمنع إستجابة الجسد للعلاج و رفضه له، بكلمة سخيفة جدا لكن القطيع تعود منذ ألف سنة ترديدها، هي : الإسلام هو الحل. متى يدرك الجميع أن الإسلام هو المشكلة و ليس الحل، عندما نعترف بالمرض، تكون تلك أولى مراحل العلاج
و للحديث بقيّة
لكلّ حضارة بداية، ترتبط بما قبلها بالتّأكيد، تأخذ منها وترث، و تتفاعل محدثة هويّتها الخاصّة و مصيرها و مآلها بما ستتفاعله مع الحضارات المحيطة. و لا زلت مصرّا على أنّ المكوّن الثّقافي الأبرز لكلّ شعوب و دول ما يعرف بالأمّة، عربيّة كانت أم إسلاميّة، هو و للآن الدين الإسلامي، و الذي يحلوا للبعض أن يردّ إليه كلّ ما بلغته من عظمة و مجد و حضارة خالدة سادت الدنيا في يوم ما، أي بإختصار حلاّ ممكنا إن لم يكن أوحدا لكل مشاكلها، أي مشاكل الأمة، من تخلف و قهر و استبداد و ظلم و استعمار إلى آخر القائمة المملّة التي تابى أن تنتهي.
و مذا لو كانت الحقيقة مختلفة نوعا ما، أو على الأقل ليست بتلك البساطة؟
مذا لو كان هذا المكوّن الثقافي الأبرز هو الذي حكم على هذه الأمة حكما نهائيّا بمصيرها الذي نراه اليوم : قطعان من البشر مقسّمة في دول مستبّدة تدار كالمزارع الخاصّة، إن لم تكن مستعمرة استعمارا مباشرا، فهي بالتّأكيد خاضعة للدول الكبرى و تحت حمايتها، و لا دور لها و لا نتاج حضاري يذكر، بل صارت اليوم المصدّر الأول للإرهاب و الخطر الأبرز على الحضارة.
متى بدأت موجة الإرهاب الدولي ؟ و لمذا مازال متثيقفوا العرب السكارى بالقضيّة المقدّسة يرفضون المشاركة في مقاومته ولازالوا لليوم يقولون ما يسمّى بالإرهاب ، و ليس الإرهاب ؟ و لازالوا يغسلون أدمغة العامّة الغارقة أصلا في توفير قوت يومها و المشي تحت الحائط بموّال نظريّة المؤامرة و الغرب الصليبي الكافر الذي نحمّله كلّ مشاكلنا، حتّى صار الحل هو غزوه و سلبه ثرواته و خيراته التي ندّعي أننا أصحابها أو أحلّها الله لنا ؟
بدأ الإرهاب، و هنا سأرتكب جريمة كبرى، مع تفجير الميلك بار، و هو مقهى و حانة فرنسيّة بالجزائر و قام بالعمليّة المجاهدة أو المناظلة الجزائريّة البطلة جميلة بوحريد. أنا لا أستهزئ حين أقول بطلة، جميلة في سنّها تلك و أمام جرائم الفرنسيّين و مستوطنيهم في الجزائر بحق المدنيّين العزّل فعلت ما كان يعتبر ساعتها بطولة. لكن لحظة، كيف يمكن أن تكون البطولة تفجير مقهى ، أي أن الهدف هو قتل أكبر عدد من المتواجدين، مهما كان وضعهم ، مع العلم أن من بينهم بالتأكيد مدنيّين، نساء و أطفال ؟ هل ثمّة قضيّة عادلة في هذه الدنيا تستأهل قتل الأبرياء، و النساء و الأطفال، حتى لو كانوا مدنيوا و نساء و أطفال فرنسا أو النازي أو إسرائيل ؟
صفّق العرب و كانوا في عزّ نشوتهم و سكرتهم بالقوميّة العربيّة و عبد الناصر و الأمة الخالدة التي ستتوحّد غدا لتقهر أعدائها، و أخرج يوسف شاهين فلمه الشهير، و صفّق العرب بعد ذلك لعمليات الفدائيين الفلسطينيين الإرهابيّة و التي راح ضحيّتها مدنيّون أوروبيّون قد لا يكونون على معرفة أصلا بمشكلة الشرق الأوسط ، و غنيّنا جميعا لتلك البطولات، و كان ثمّة خلايا سرطانيّة نائمة صحت بعد النكسة أو الهزيمة و رعاها السادات الرئيس المؤمن حتّى قتلته، فكر شمولي عفن و فكرة حمقى لمدرس ثانوي وجدت عند يساري فاشل تائب مادة لكتاب و فكر انتشر كالنار ليئد ما بان أنه نهضة هذه الأمة أخيرا بعد قرون الإنحطاط و ليعود بها إلى المربّع الصفر، و ها هي اليوم لا تذكر إلا بالإرهاب و لا تدار دولها إلاّ كمزارع خاصة ينخرها الفساد. هل يعقل أن يكون فكر رجل ما أو جماعة ما سببا لخرب أمة كاملة ؟ أم أن الأمر أقدم و أعمق من ذلك ؟
كم مائة سنة أو الف سنة يجب أن نعود إلى الوراء لنجد الخليّة المسرطنة الأولى ؟
إلى زمن الرسول أو زمن عمر ؟
رغم كلّ ما كتبته عن عمر، و رغم بعده عن كلّ هالة القدسيّة المحاطة به عنوة عند أهل السنّة، إلاّ أنه لم يذكر عنه أنه استكرش أو حابى أهل بيته، بينما تجمع المصادر أن عثمان، و تحت زعم أنه كان غنيّا قبل الدعوة، هو من ابتدع مبدأ أن بيت مال المسلمين هو بيت ماله و أن الأقربون أولى بالمعروف. الأقربون أولى بالمعروف هذه صارت مبدأ عاما بصبغة دينيّة أي مقدّسة.
الثروات الخياليّة التي جمعها الصحابة في زمنه لا تصدّق بكلّ المقاييس، و العرب لم يكونوا أهل مهن أو فلاحة أو صناعة بل كانوا يحتقرون المهن و أصل الكلمة في اللغة كفيل بتفسير ذلك، العرب أهل تجارة، ذلك ما كان بإمكانهم فعلهم وسط صحرائهم حتى قيل قديما كلّ عربي تاجر، لكن ثروة هؤلاء لم يكن مصدرها التجارة بل خراج الأمصار المفتوحة، اي المستعمرة، من العرب، كانت ثروات الإمبراطوريّة القرشية، بل الهاشمية التي انشأها محمد و التي و يا لسخرية الأقدار صارت أمويّة بولاية عثمان و بمقتله و بسنّته التي تركها فينا لليوم.
لا يتّسع المجال هنا لذكر كلّ ما فعله عثمان و ما خصّ به أهل بيته، من الأمويين الذين كانوا أشد الناس عداوة للإسلام في بدايته، فقد وصل الأمر إلى عزله عمرو ابن العاص مثلا لتولية عبد الله ابن أبي السرح، و هو نفسه كاتب الوحي الذي اكتشف أن{ محمّدا يكتب القرآن من عنده فكفر به، فأحلّ محمّد دمه و قال اقتلوه و لو على استار الكعبة، لكن شفع عثمان له. هذا أيضا درس في العدل و المساوات أمام الشرع ، دليل أن النّاس سواسية كأسنان المشط، عثمان كان صحابيّا مقرّبا و غنيّا و بنوا أمية سادة قريش الذين سيحتاجهم محمد لذلك عفى عنهم و عن ابن أبي السرح، و الذي دارت الأيام فصار واليا على مصر و نهب منها و بنى قصورا و ملأها بالجواري مفتتحا ما سيعرف فيما بعد بزمن ألف ليلة و ليلة.
لكن يكفي أن تذكر كيف قتل عثمان و من قتله و كيف منع أهله من دفنه وسط قبور المسلمين حتّى أنّهم دفنوه خلسة بليل في مدافن اليهود لتعرف كميّة الحقد و الثورة التي ولّدها طريقته في الحكم، و مات عثمان، الخليفة الثاني كما مات عمر مقتولا، و كما سيموت كلّ الخلفاء بعد ذلك، إمّا مقتولا ليؤول الأمر لغيره أو موتا طبيعيّا ليؤول الأمر لإبنه، ليرث الأرض و من عليها و ليتّبع سيرة عثمان. إلى يوم الناس هذا، و نحن لازلنا نقول رضي اله عنه ذو النورين المبّشر بالجنّة، و نرد عنه الشبهات و نقتل كلّ من قال يوما حرفا من الحقيقة.
لذلك لم أستغرب أن سار خمسة ملايين مسلم في جنازة الخميني أو ملايين الأردنيين الذين يبكون صدقا ملكهم الحسين حفيد الرسول الذي أعلن بنفسه أنه أمر جيشه بالانسحاب من القدس و الضفة دون إطلاق رصاصة واحدة، لا بل و أخذ طائرته و قادها بنفسه ليلتقي جولدا مائير ليبلغها بالهجوم المصري السوري على اسرائيل. خيانة ؟ لا طبعا، هو سيدنا و حفيد سيدنا و نحن لسنا شعوبا بل قطعان بهائم، نثور لرسم كاريكاتور في أوروربا و نقتل قسيسة في السبعين في الصومال لنثار، أم خلفائنا و أهل بيت رسولنا و شيوخنا و الآن صار عندنا إمام، يا فرحتنا، اسمه القرضاوي، و هو أيضا من أغنى الأغنياء، هؤلاء لحومهم مسمومة و الكلام عنهم حرام.
هنا تكتمل الدائرة و أعود لمجموعة المتفيقثين و المتفيقهين الذين يقولون : ما يسمّى بالإرهاب. القابضين من كوبونات نفط صدّام أو أموال البنوك الإسلاميّة المشاركين في ملتقى الإمام القرضاوي و صحبه و تلاميذه، و بشراكم، قد يعلنونه خليفة غدا أو بعد غد، و أقسم أنه ثمّة من سيصدّق و يصفّق، فهذه الجموع تكاد تكون قد استكملت عمليّة تسكينها و غسيل مخّها للتقّدم بثبات للمذبح طامعة في الجنّة الموعودة، بعد موتها، ليهنأ علمائها و حكامها و سادتها بالجنة قبل موتهم، كما تمتع بها عثمان و أهله و أصحاب محمد قبلهم، أو ليسوا خلفنا الطالح، عفوا الصالح، و سيرتهم هي الحل ؟
الفكر، العقل، الحريّة و الديمقراطيّة هي العدو اللدود لهؤلاء، هي ترياق الشفاء من ورمهم الخبيث، لكن تحالف هذا الثالوث النجس يمنع إستجابة الجسد للعلاج و رفضه له، بكلمة سخيفة جدا لكن القطيع تعود منذ ألف سنة ترديدها، هي : الإسلام هو الحل. متى يدرك الجميع أن الإسلام هو المشكلة و ليس الحل، عندما نعترف بالمرض، تكون تلك أولى مراحل العلاج
و للحديث بقيّة
8 تعليقات:
« (…)
Ils tournent toujours leurs regards en arrière, vers les ages des ténèbres ; alors sans doute la folie et la foi avaient un autre visage, la démence de la raison passait pour rapprocher l’homme de Dieu, et le doute pour péché.
Je ne les connais que trop, ces gens qui se croient semblables à Dieu ; ils veulent que l’on croie en eux, et que le doute soit imputé à un péché. Et je sais bien à quoi ils croient eux même par-dessus tout.
En vérité ce n’est pas aux outre-mondes ni aux gouttes de sang rédemptrices ; c’est au corps qu’ils croient surtout, eux aussi, et leur propre corps est pour eux la chose en soi.
Mais c’est pour eux une chose malade, et ils voudraient sortir de leur peau. C’est pourquoi ils écoutent les prédicateurs de morts et prêchent eux-même les « outre-mondes » (…)
Ainsi parlait Zarathoustra. »
Nietzsche
Encore un article éclairant sur notre glorieux passé du "khalef essali7". On attend la suite.
Je ne savais pas que tu écrivais a nawat
@l'autre: rien
لقد دعوتك لتشاركنا مطالعاتك
تحياتي
@kanvan
merci pour le passage et aussi pour l'extrait
@3amrouch
oui,
mais c'est qui @l'autre , et rien ? !!!
@adam
c'est fait.
الفكرة إن التاريخ واضح
ونظرة سريعة تخلي أي حد يفهم الحقيقة
إن لا ف الإسلام ولا ف غيره الحل
أنا عايز أعرف إيه فيلم يوسف شاهين اللي عمله بعد تفجير الميلك بار
تحياتي
حجة الاسلام الغزالي الذي مازال القوم يعتبونه لليوم ضديد الفكر الحر " او الهدام حسبهم"شهد سقوط القدس في يد الصليبيين ولم ينبس ببنت شفة ولم يكتب حرفا واحدا في الموضوع وهو الذي انبرى يتطاول على الفلاسفة المسنيرين من امثال الفرابي وابن سينا وابن طفيل ...
نعم و المصيبة أنهم يفخرون اليوم بهؤلاء العلماء الذين طوردوا و اظطهدوا في زمانهم بتهم الكفر و الزندقة حتى ابن خلدون نفسه يعتبر زنديقا و لكن لا بأس باستعمالهم كمساحيق لتجميل ماضي الحضارة الإسلامية
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية