2007-07-21

دين أم تجارة ؟

ما هو الإسلام ؟

ثمّة مسلّمة فلسفيّة تقول باستحالة إدراك كنه الإشياء في حدّ ذاتها. و بالتّالي لا يمكن أن نصل لتعريف أو إدراك لما هو الإسلام في حدّ ذاته. كلّ ما هو ممكن هو فقط أن ندرك خصائص و تفاعلات الإشياء، أي علاقاتها و نتائج تلك العلاقات. و عدم الإهتمام بالبحث عن كنه الأشياء في حدّ ذاتها و لكن دراسة علاقاتها مع غيرها هو المبدأ المؤسّس للرّياضيّات. و الرياضيّات هي العلم المشكّل للعمود الفقري لكلّ العلوم الصحيحة,

حين نقول رياضيّا أن س عدد صحيح و بالتّالي لا يقسم إلا ألا على نفسه أو على واحد، فكلّ خصائص و علاقات س تنطبق على أي عدد صحيح كان، و هذا تعريف، أي إعطاء إسم و هو صحيح، لعدد و لخاصيّة هي القسمة على نفسه وعلى واحد فقط، ليس ثمّة من حاجة لأيّ برهان هنا. البرهنة تكون على الخصائص، اي نتائج العلاقات، فمثلا لو قلنا أن مجموع عددين صحيحن هو عدد صحيح، وجب برهنة ذلك برهنة رياضيّة و ليس أن نقسم أن ذلك صحيح أو نقول أن ابن عباس عن ابن فرناس عن ابن حمير قال ما اجتمع صحيحان إلاكان المجموع صحيحا.

حين أقول لك أن 2 عدد صحيح، و 3 عدد صحيح و 2+3=5 و هوأيضا عدد صحيح، قد تميل لتصديق الحديث، لكن حين تجمع 5+5=10 ف10 هنا ليست عد صحيحا لأنها تقسم على إثنين و على خمسة, يكفي هذا المثال لبرهنة أن مجموع صحيحن ليس بالضرورة صحيحا. هذا البرهان دليل أن الحديث موضوع أو أنه في حالة ثبوته عن الرسول أن الرسول أخطأ. ذلك أن المبدأ الأساسي لكلّ العلوم الصحيحة هو مبدأ الحتميّة التّاريخيّة. نفس الأسباب في نفس الضروف تؤدّي حتما لنفس النّتائج. حتما ، و لا مكان لسياق تاريخي في خصائص الأرقام.

لا توجد أحاديث أو آيات تتكلّم عن الحسابيّات و الجبر بمثل المثال الذي اوردته أعلاه، فقط أوردته لتتضح الفكرة بأبسط طريقة ممكنة، لكن ثمّة الكثير منها يتكلّم عن الطب و الفلك و التاريخ و الجغرافيا. و ثمّة تجارة بدأت منذ سنوات و انتشرت اليوم بشكل وبائي لاستغلالها في ما بات يسمّى بالإعجاز العلمي في القرآن و السنّة. هذا الإعجاز المزعوم، هو الذي يمكن و ببساطة برهنة انه غير صحيح، و أن الآيات و الأحاديث مليئة بتناقضات مع الحقائق العلميّة، و بالتّالي هي ليست ذات مصدر إلاهي، إمّا أنّها وضعتبعد موت محمّد أو أنّه هو من قالها فعلا و بالتّالي هو فقط ضحك على عقول المغفّلين من حوله و ألّف لهم من خياله حينا و ممّا قرأه من أسفار اليهود و كتب التلمود و الهاغاده اليهودية و الأناجيل المسيحية، المليئةهي ايضا بنفس الخرافات المتوارثة عن الديانات القديمة في شبه الجزيرة العربيّة.

كلّ عربيّ تاجر. قيل هذا قديما لكن مكانة التجارة عند العرب لازالت قائمة لليوم، و احتقار المهن، الصناعات و الفلاحة و الفنون لازال قائما إلى اليوم. و ينظر العربي المسلم، و لا أتكلّم عن العربي كعرق بل كثقافة، ينظر إلى علاقته مع الله كعلاقة تجارة، حسنات و سيّئات، بيع و شراء، تشتري منه قصرا في الجنّة بمسجد تبنيه على الأرض ، أنت لا يمكنك أن تبني لنفسك قصرا في الجنّة طبعا، و هو يبدو أنه لا يمكنه ان يبني مسجدا على الأرض، و إن بدى كلامي غريبا أو سخيفا فصبرا آل ياسر، عفوا، صبرا جميلا سأوضّح ذلك بعد حين.

بدأت المهزلة في الإنتشار مع و ما كان يقدّمه الدكتور مصطفى محمود في برنامج العلم و الإيمان. كنت صغيرا مدمنا لذلك الرنامج، و لسخف الأقدار كان البرنامج العلمي الوحيد المتاح على قناتنا الوحيدة آنذاك، و ربّما لليوم لا توجد برامج علميّة على فضائياتنا و لا حتّى مترجمة، لكن توجد برامج لزغلول أفندي الفشّار. كان مصطفى محمود يعرض الدراسة العلميّة أو الكشف العلمي و يخلص بسرعة إلى أنّ التعقيد في وضائف الكائنات الحيّة أو الظاهرة المدروسة لا يمكن أن يكون نتيجة عامل الصّدفة. و بالتالي لو قلنا أن الطبيعة هي التي تقف وراء ذلك، فالأمر كلّه تغيير إسم الله بإسم الطبيعة، لكنّنا في كلّ الحالات نتكلّم عن خالق.

في النقطة الأخيرة كان د مصطفى محمود على حق رغم أنها بنيتعلى مغالطة من الحجم الثقيل لم يكن بإمكاتني إدراكها ساعتها : ما هي نسبة التعقيد، أو لمذا نقول أن هذا الأمر معقّد و محكم و لا يمكن أن يتاتى صدفة و الآخر بسيط و بديهي ؟ هذا موضوع أول سؤال اعلاه، الحكم سيكون ذاتيّا و ليس موضوعيّا، و علميّا لا يمكن أن نتكلّم عن تعقيد، فوضى، تنظيم إلاّ مقارنة بنظام مرتّب ما. من أهم نظريّات الفيزياء الكميّة التي ندرسها ثمّة نظريّة العدم، و التي تقول أن ما نعتبره فوظى ليس سوى شكل من التنظيم نحن فقط غير قادرين على إدراكه.

لكن الأمر يزداد سوءا حين يشرع دكتورنا العزيز، و الذي قالت آخر الأخبار أنه إعتكف في بيته أخيرا لأسباب مجهولة، يشرع في محاولة برهنة أن الحقائق العلميّة التي كان يتحدّث عنها موجودة في القرآن.ساعود بامثلة مفصلّة في الجزء القادم الحق يقال، كان مصطفى محمود يحترم نفسه قليلا و لم ينزل إلى أحاديث السنّة ليثبت لنا أن جناح الذبابة فه داء و جناحها الآخر فيه الدواء. كان الوعي العام ساعتها أفظل بكثير منه اليوم حيث يمكن لأي كان و ليس زغلول النجّار فقط أن يسخر من الملايين التي تشاهده و يتحدّث عن أي شيئ و هالة القدسيّة لا تفارقه لأن العقول مغيّبة تماما و لأن النفوس تريد أن تصدّق، أن تتشبّث باي وهم يقنعها أنها على حق و أن دينها هو الحق وسط عالم فاتها بقرون من التقدّم العلمي و الحضاري، شعوب مهزومة محبطة صارت تشرب بول النوق، بكل مواده السامة، طمعا في الشفاء، و جامعات تصرف المليارات لإثبات الإعجاز الطبي في بول النوق. و يا طلبة كليّات الطب قد كذبوا عليكم، البول ليس مادة سامة يفرزها البدن ليتخلّص من السموم بل في حالة النوق في دواء لكلّ شيئ.

لمذا يحتاج المسلم لحكاية الإعجاز العلمي هذه و يفعل المستحيل ليصدّقها ؟ إنها أكثر من أزمة وعي أو أزمة هويّة، الأمر بكلّ بساطة شك شرعي في بدايته لكن ثقافتنا تجعل منه ذنبا يجب شراء العفو عنه، تجارة، كما كان الإسلام دوما تجارة، و تجارة دنيويّة، و أما العبادات فتبقى مجرّد طقوس، و أمّا العقل قيجب أن يغيب بأي شكل، إنه عورة المسلم الحقيقيّة التي يجب إخفائها، أستئصالها حتى لا يشعر بأي ألم.

و كيف لا يشعر بألم من درس شيئا من الفيزياء و هو يقرأ أن الشهب إن هي إلاّ قذائف ناريّة تضرب الجن الذين يسترقون السمع في السماء. في حين ليس ثمّة من سماء و لا هم يحزنون. كيف لا يصاب بألم و قد إتضح أنّ الأرض التي هي مركز الكون و خلقت مع السماوات في ستّة أيام، أو أكثر حسب الآية، ليست سوى جرم متناهي الصغر يسبح في مجرة درب الحليب، وسط مائة مليار نجم و نجم، و أن هذه المجرّة ليست الوحيدة بل ثمة مئات مليارات المجرّات في الكون و أنّ هذا الكون ليس وحيدا فلا شيئ يمنع من وجود أكوان أخرى. كيف يمكن أن يفهم أن نوحا جمع كل الكائنات الحيّة اثنين اثنين، و هو يعلم اليوم أن ملايين الأنواع موجودة على الأرض بحيث لا يمكن لأي سفينة مهما بلغ حجمها أن تجمعهم في سلام حتى إنتهاء الطوفان، و أن الطوفان ليس سوى ميثولوجيا استمرت من الحضارات و الديانات القديمة و لا ديليل علمي واحد أنه حدث، في حين استمرّت مرحلة الجليد مثلا آلاف السنوات على الأرض و ليس لها أي ذكر.


أمام هذا التناقض، و أمام وضعه المزري مقارنة بدول العالم المتحضّرة، يجد المسلم عزائه في دينه، الدين الحق و في جنّته الموعودة، و لكن الأمر لا يتوقّف هنا، هو يستمرّ في البحث عن أي تفوّق وهمي، مهما غيّب عقله في سبيله، و هو يستمرّ في ردّ فعل عدائي، يبدأ بأن ينسب منجزات الحضارة التي يستعملها لدينه، و كأنه يقول نحن عندنا كلّ هذا، و لا يسأل نفسه لمذا إذا لسنا نحن من اكتشف أو إخترع، و يتطوّر ردّ الفعل العدائي هذا لمحاربة الآخر بعد كرهه، إرهابه و قتله.

يكتب زغلول النجّار في صحف قوميّة مصريّة، ليس فقط ناشرا لخرافات يقبظ عليها أموالا طائلة من مراكز بدويّة خليجيّة، متحدّثا عن دراسات لا وجود لها في جامعات غربيّة، و لاحظ أنه حتّى هنا، النسبة إلى الغرب تكون معيارا لصحّة الدراسة و جديّتها، عن دواء أثبته العلماء في جناحة الذبابة الأيمن. أي دواء و أي علماء ؟ لن يسأل أحد لأن الجميع يريد أن يصدّق. و المسألة لا تتوقّف هنا، فالرزق يحب الخفيّة، و لا بأس مع اثبات أعجاز السنة أن نثبت أن الإنجيل مليئ بالأكاذيب و الخرافات، و إن كنت أرى أنه فعلا كذلك إلاّ أن الأمر يختلف حين ننشره في جريدة دولة فيها ملايين المسيحييّن، نحقّر ديانتهم في حين نرفع من شأن ديانة الآخرين. إمّا أن تدرس بنفس الحيادية و تنتقد بنفس الموضوعيّة أو أنك تكون موقدا لنار الطائفيّة، و مشاركا في مخطّط لأسلمة دولتك يموّله شيوخ النفط الوهّابي.الأمر ليس صدفة ، فالمخطّط واحد، و دافع الثمن واحد، و الأمر تجارة و ليس دينا، بل دين و تجارة و هكذا كان الأمر منذ أول يوم.

يكتض تراثنا بآيات و أحاديث التجارة و بأدلة علميّة أنها مناقضة للحقائق العلميّة بل مجرّد أكاذيب و خرافات. الخلل هي وجود أمثال زغلول النجار و مصطفى محمود الذي قيل مؤخّرا أنه قد خاوى الجن، و الخبر مضحك و مع ذلك نشرته العربيّة و صدّقه آلاف من المعلّقين، الخلل هنا، في رشاد خليفة الذي إدعى اكتشافه إعجازا رقميّا في القرآن، ثم إدعى أنه رسول الله، هذا هو الخلل الحقيقي،
و للحديث بقيّة

6 تعليقات:

في 2:13 م , Blogger FREE-RACE يقول...

cher 7bib, vous dites: كلّ ما هو ممكن هو فقط أن ندرك خصائص و تفاعلات الإشياء، أي علاقاتها و نتائج تلك العلاقات. و عدم الإهتمام بالبحث عن كنه الأشياء في حدّ ذاتها و لكن دراسة علاقاتها مع غيرها هو المبدأ المؤسّس للرّياضيّات. و الرياضيّات هي العلم المشكّل للعمود الفقري لكلّ العلوم الصحيحة...

dés la premiere paragraphe, on trouve qu vous etes entrain d'enduire le lecteur en erreur: en fait, vous etes entrain de parler de deux paradigmes de pensée dans la meme phrase: créant ainsi l'amalgame.... etudier les relations entre les entités, ça fait partie du paradigme systémique: ce paradigme qui se base sur le postulat: etudier un objet consiste à etudier les inter-relations entre ses composantes..... c'est totalement différent de la structure des sciences mathématiques... donc chér 7abib : déja on trouve que cet article est basé sur des AMALGAMES: c'est un article doctrinal qui est loin d'etre une analyse scientifique: je veux dire que t'es entrain d'essayer d'argumenter tes hypotheses en citant des realités ou des faits scientifiques mais d'une façon inappropriée...

 
في 2:17 م , Blogger FREE-RACE يقول...

...ah! desolé pour les fautes d'orthographe...je ne verifie pas souvent ce que j'ecris...

 
في 4:34 م , Blogger عماد حبيب يقول...

و لكنّي لم أصل بعد لاستعمال الفقرة الأولى في هذا الجزء من المقال و بالتالي لا يمكنك أن تخلص أني أخادع أو أموّه باستعمال حقائق أو مسلمات علمية

هذا أولا يا FREE-RACE

ثانيا

لم افهم أين ترى التناقض أعلاه ، لأني لم أتكلّم عن المجموعات و الزمر بل عن الأشياء فحسب ، و لا تنسى أني أكتب لقرّاء ليسوا بالضرورة على ثقافة علميّة عالية بل و فيهم مثلا من مازال يؤمن بان الشمس تطلع على قرني شيطان ، لذلك لا أريد أن اعقّد الأمر

لكن ملاحظتك مهمة، ربّما كان التبسيط المبالغ عيبا أيضا

المهم

ما قصدته فقط هو أننا لا يمكن ان نتكلّم عن اسلام في حد ذاته، بل عن قراء و فهم للإسلام ، عن المسلمين، الكل يدعي أن اسلامه صحيح و الكل يدعي أن الخطأ في التطبيق و ليس في النظريّة ،

لكبّي أقول أنّ الخطأ في النصوص المؤسسة ذاتها ، و سـأبرهن على ذلك بأمثلة واضحة من خلال وهم الإعجاز العلمي

برهان
démonstartion

و سأعرف أخيرا الأمر بأنه كان و لا زال تجارة

صبرا جميلا آل ياسر
عفوا يا عرق حر

 
في 12:09 م , Blogger Kanvan يقول...

J'attends la suite Imed.
Quand j'ai lu l'article j'ai pensé que tu allais parler de cette nouvelle mode qui consiste à engloutir le maximum de bonus-bien-faits, je compte faire un post sur ces comptables de Dieu : tu m'as donné quelques idées. Quand aux miracles du Coran, j'ai consacré pas mal de mon temps par le passé à les démonter (et non démontrer) et je ne te dis pas combien c'était facile de le faire (sauf pour le sillon sur la lune qui aurait été découvert lors des missions Appolo et qui prouverait que la lune a bien été divisée en deux comme le dit le Coran, là j'ai du me farcir plusieurs rapports des dites missions mais aucune trace de ce fait...).
Hier, je regardais un film animé où un enfant qui a été rétrecit à la taille d'une fourmis a été avalé par une grenouille avec d'autres insectes. Ne t'inquiète pas, il s'en est bien sortie : tu ne savais pas qu'on pouvait être avalé par un gros cétacé et en sortir indemne ? :-) ).

 
في 1:38 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@kanvan

c'est jonas !!!!! younes

merci, je répare la suite, cette semaine

@+

 
في 11:29 ص , Anonymous غير معرف يقول...

لأيلاف قريش أيلافهم رحلة الشتاء والصيف

فعلا قريش كانت تمارس التجاره ولقد رأو في محمد وألأسلام صفقه رابحه وهذا مادعاهم لتغيير القبله من القدس لمكه.

111

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية