2007-07-19

أختي المحجبّة : أنت معاقة ذهنيّا


أنا لا أقصد و لا أوجّه أية إهانة بحديثي عن الإعاقة الذهنيّة، بالعكس، أنا ألتمس العذر و أبحث عن تبرير لتصرّف تهينين به نفسك و تساهمين به في تخلّف مجتمعك و ضحك الأمم على أمّتك. و إلاّ ما الذي يدعوك إلى وضع تلك الخرقة المضحكة و المهينة في نفس الوقت على رأسك، و بكلّ أشكالها المتناقضة أحيانا ؟ صدّقت شيوخ الجهل و دعاة البزنس الجدد أنها أمر من الله إليك ؟ و أين عقلك إذا ؟ هل قرأت القرآن أم قرأه عنك شيخك ؟ و هل درست الحديث أم أقنعتك صديقتك أنّ الحجاب أمر شرعي صريح ؟

كيف تصدّقين لو لم تكوني معاقة ذهنيّا أنّك مجرّد شيئ، عورة يجب إخفائها و عار يجب إراقة الدم على جوانبه لو رفعت الريح طرف ثوبك ؟ ما الذي يجعلك تؤمنين و تصدّقين هذه الأحاديث التي رواها في اغلبها أبو هريرة، هذا الذي لا يعرف أصله كاملا و الذي لم يصاحب الرّسول إلاّ قليلا و مع ذلك هو يروي عنه أربعة عشر حديثا جديدا كلّ يوم، و هو الذي روى كلّ الأحاديث المحقّرة من شأن المرأة فجعلك مثل الكلب و الحمار و حاشاك البراز تنقضين الوضوء و الصّلاة، هل ترضين لنفسك تلك المنزلة أم تقولين ما قالته عائشة : سوّيتمونا بالكلاب و الحمير.

هل تعرفين أصلا أنّ كلمة حجاب هي الساتر الحاجب للشيئ و ليس قطعة القماش التي تلبسينها، أي أنك يجب أن لا تخرجي أصلا من بيتك و لا ترين أحدا ؟ هل هذه هي المرحلة القادمة ؟ عصر الحريم، هي نفس النصوص التي يسمّونها شرعيّة. قرن في بيوتكنّ. ذلك ما ينتظرك. و لا تصدّقيهم حين يقولون لك كرّم الإسلام المرأة، إسلامهم الذي صنعوه بالأحاديث الموضوعة لم يكرّمك بل يروي البخاري، في ما يسمّى صحيحه أنك لو دعاك زوجك و أبيت، مهما كان السبب أو حالتك، المهم أنه رغب هو، فإن الملائكة ستدعوا عليك حتّى تصبحين. هل تريدين المزيد ؟ حسنا، لو لم يكن السجود لغير الله حراما لأمرت أن تسجدي لزوجك. أرأيت التكريم ؟ أريت مذا تريدين بنفسك بعد قرن من النهضة و التنوير و تضحيات الروّاد من قاسم أمين للطّاهر الحدّاد مثلا لا حصرا.

ثمّ أن هذا الشكل من اللباس لا علاقة له لا بالتراث و لا بالإسلام و لكن بالثورة الإيرانيّة و جماعة إخو الخراب الأخوان المسلمين، و مشروعهم الظلامي للوصول للحكم. كانت النساء تتوضئ في مسجد الرسول مع الرجال جنبا لجنب حتى جزء من خلافة عمر. فكيف يكون الحجاب شرعا و يكون الإختلاط في الأسواق و الوضوء جنب الرجال أمام الرسول و أبو بكر و عمر شيئا عاديّا ؟

أليست الإعاقة الذهنيّة تفسيرا معقولا أو أفظل من أن تكوني بالحمق و الغباء الذي تتنازلين فيه عن إنسانيّتك لأجل رؤية جنسيّة مريضة لأناس مرضى.




إلاّ أن تكوني غير مقتنعة و لكن لبسته فقط خضوعا أو نفاقا. في حالة الخضوع و أنا أعلم الكمّ الهائل من الترغيب و الترهيب المموّل من أموال البترول، فشيوخ الخليج المتمتعين بثروات لم يحلموا بها أو يتعبوا و يشقوا لأجلها يكفّرون عن سيّئاتهمو زيجاتهم و نزواتهم اليوميّة ببناء الجوامع و نشر الفكر الوهّابي. إنّها علاقة تجارة مع الله. فكلّ عربيّ تاجر. لكن الله جلّ جلاله ليس تاجرا و لا تزر وازرة وزر أخرى. و في حالة النفاق، تكونين فقط تضعين علامة شكليّة لتقولين أنا محجبّة و تفعلين بعد ذلك ما تشائين، و هذا ما يحدث غاليا و ما كان يحدث طوال القرون الفائتة، كلّ شيئ في السر ، مخفي، و هنا أيضا أفظّل الإعاقة الذهنيّة على هذا التصرّف الخبيث.

في ثلاثينات و أربعينات القرن الماضي كان ثمّة أمة مايو في مصر، اليوم في هذا القرن ثمّة أزمة نقاب و حجاب. و أنت تشاركين في جعل هذه الأمة متخلّفة و منحطّة و تضحك من جهلها الأمم. حتّى الله لن يغفر لقوم يحطّون من شأنهم بأيديهم و جهلهم و تعطيلهم عقلهم حتّى ركبتهم كلّ امم الأرض.



أختي المحجّبة، كوني أنت، إنسانة و أخت حقيقيّة، لا عورة و متاع جنسي و أداة هدم في يد إخوان الخراب، إقري بنفسك و حكّمي عقلك، و لا تصدّقي من قال لك أن العقل و الفكر حرام، هو نعمة من الله، إحمديه عليها باستعمالها، و كان الله في عون الجميع

22 تعليقات:

في 2:10 م , Anonymous غير معرف يقول...

ena manich 3alem din w manich mitfa9h yassir ama billehi inti 9olit el klem hedha min ena montala9, ya3ni kifech 3rafit ili fi 3ahd elrassoul kenou les femmes w les hommes yetwadhaw m3a b3adhhom.

secondo d'apres mon avis a chak1 sa propre vie cad hia t7ib tet7ajib 5ali tet7ajib wili t7eb t3ari 5ali et3ari.

ama le pb tawa ili el bnet machi fibelha tedayen cad telbis 7aja tghati rasha et c tt w tal9aha 9rib etaya7 la9cha mil smé. w tasaroufetha m3orietha.

 
في 2:22 م , Blogger chady يقول...

قال الدكتور محمد بوزغيبة أستاذ الفقه الإسلامي وعلومه بجامعة الزيتونة في جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 نوفمبر 2006

ان فتاوى وآراء شيوخ الزيتونة طيلة كامل القرن العشرين تطالب بستر المرأة ماعدا الوجه والكفين ....

 
في 2:37 م , Anonymous غير معرف يقول...

anta mouta7amiloun wa qalilou al adabi toudafi3ou 3an al 7ourriyati wa la ta7tarimouha.
ithan ta3allam assara7ata ma3a nafsika wa ta3allam intiqa2a 7oujajika wa hati al ithbata bi nassin 3alayha thoumma tahajjam 3ala man chi2ta lakin bi 2adabin ya man la 2adaba wa la 7aye2a lahou.

2arjou an tanchoura hatha arrada li toubayina ila darajatin ma khata2a ma katabtou wa li kay la absouqa 3ala chachati al 7asoubi koulla ma ra2aytou 2ismaka 3alayha.

 
في 3:12 م , Blogger The Alien يقول...

إنت قلت كل اللي ف دماغي
كل اللي نفسي أقوله لكا بنت محجبة
أتمني البنات تفكر وتفهم

تحياتي

 
في 3:50 م , Blogger 3amrouch يقول...

ممتاز!!!!
لقد لحظت انه اصبحت لديك قاعدة(مقاربة عفوية)من المعجبين بافكارك النيرة حتى انك اصبحت تعبرعن افكار شريحة وفـءة هامة من المثقفين.
و اصل وستصبح مشهور آكثر عما قريب
لكل انسان طريقته في جلب الأظواء

 
في 4:30 م , Blogger عماد حبيب يقول...

أولا أنا لا أراقب و لا أحذف الردود

ثانيا أنا لم آتي بشيئ من عندي من ناحية الآراء الفقهية التي تقول بعدم وجوب الحجاب للنساء،

كثيرون جدا قالوا هذا و يقولون و لكن صوتهم ليس الأعلى بل بالعكس يتم إخمادهم

و واقعة وضوء النساء مع الرجال في مسجد الرسول في زمنه و زمن أبو بكر و جزء من زمن عمر وردت في السير

و معنى الحجاب لغة هو الساتر شيئ معروف

و كون الآية نزلت في نساء النبي أيضا شيئ معروف

و يضربن بخمرهن على جيوبهن فالجيب يعني فتحة الصدر



و الحديث الذي يقول لا يصح أن يظهر إلا هذا و هذا و أشار الى الوجه و الكفين رواه أبو هريرة الذي تخصص في أحاديث إهانة المرأة و كره الكلاب و هو أكبر مصيبة عرفها الإسلام بأحاديثه التي وضعها لمصلحته الخاصة ليتقرب من الخلفاء و يجمع ثروة بعد أن كان و بشهادته هو نفسه يتضور جوعا


ثم لمذا نقف عند نص الحديث و لا نرى ما وراءه


مادامت تحجب لمذا لا تمتنع عن الخروج أليست بقية الآية قرن في بيوتكن ؟

عمروش

عن أية شهرة زائفة تتحدث، يا صاحبي و أية أهمية لمدونة مهما كانت أو لكاتب أو مائة أمام مليارات دولارات الوهابية و الإخوان ،

أنا فقط أعبر عن رأيي و أدعوا الناس أن تستعمل عقلها لا أتحدث باسم اله و لا أدعي أني أملك حقيقة إلاهية

 
في 4:36 م , Anonymous غير معرف يقول...

الحجاب ليس من إبران الشيعية ولو كان الأمر كذلك لأمر من يسمى بالمتشدّذين الناس بعدم التشبه بالشيعة في اللباس وهذه الحكاية روّجتها كاتبة نسيت اسمها ولكنّي أظنّك معجبا بها.

على كلّ، ااتنا أيضا بما يبرهن على كلامك أنّ الوضوء كان يجتمع فيه الرجال والنساء.

فتيات الإسلام لسن متخلّفات ذهنيا أو اجتماعيا بل إنّي متأكّد أنّ منهنّ من يفوقك ذكاء وفطنة.

يا من تقول أنّك تؤمن بالله صدق فيك قول الله تعالى : "قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا"ـ

 
في 5:57 م , Blogger عماد حبيب يقول...

يا
kaiser
لا تخلط أو تخلطي الأمور


أنا لا أتكلم عن المسلمات بالعكس

متأكد أن فيهن من تفوقني فطنة و ذكاء و علم و عمل بمراحل


أنا أتكلم عن ظاهرة المحجبات التي لم تظهر الا بعد الثورة الإيرانية التي فرضته فرضا و بالقوة على نساء إيران

قبله لم يكن هذا الشكل من اللباس معروفا ، في البلاد المتخلفة كالسعودية، المرأة لا تخرج أصلا أو تلبس نقابا أو برقعا


أما حكاية كون ايران شيعة فثمة شهر عسل امتد منذ زمن الثورة بين ولاية الفقيه الإيراني و كل متأسلمي السنة من فروع الإخوان المسلمين


هذا الزي سياسي أولا و متخلف و محقر للمرأة ثانيا

ثم هو لا دليل عفة و لا يحزنن لأنه يبقى مجرد شكل نفاق إجتماعي

أنا لا أكتب عنه لذاته و لكن أكتب عن الرمز

من تريد أن تتنقب و تعلن أنها صارت شيئا ، عورة و ليست إنسانا فلتفعل لكن من حقي أن أنتقدها و من حقي أن أنادي بمقاومة الظاهرة لأن ما وراها خطير

التي لا تعلم لم تحجبت و تأثرت بكلام سمعته هنا أو هناك و اتبعته، من حقي أن أجلب انتباهها لتفكر في الأمر

و أكرر أنا لا أقصد إهانة أحد

أتكلم عن الرمز

 
في 6:28 م , Blogger abunadem يقول...

اليكم موقف موضوعي موقف الجابري من المسالةالحجاب .... قول فيه مختلف

13- آيات الحجاب ... أسباب النزول ومعطيات عصرنا



محمد عابد الجابري

آيات الحجاب ثلاثة: واحدة في سورة الأحزاب وهي أسبق نزولا، واثنتان في سورة النور. وكتمهيد لفهم الظروف الاجتماعية التي نزلت فيها هذه الآيات، نقول:

كان عمران القرى في كثير من المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية التي تمتد من الخليج شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا –وضمن ذلك مكة والمدينة (يثرب قبل الإسلام)- يتميز بطرق يسقف بعض أجزائها. وفي الأجزاء المسقوفة، ويسمى الواحد منها سقيفة، جرت عادة سكان هذه القرى أن يجلس الرجال في مجالس على جانبي الطريق للاستراحة والاستظلال من القيظ وتبادل الأخبار وما أشبه. وكانت المرأة لا تغادر منزلها إلا لقضاء حاجة ضرورية. وإذا هي مرت في مثل هذه الطرق اتجهت إليها الأبصار، وربما تعرضت للغمز واللمز في مجالس الشباب. ولما كانت المنازل في هذا النوع من العمران لا تشتمل على مراحيض، فإن النساء كن يخرجن لقضا الحاجة في الخلاء، وكن يصطحبن معهن إماءهن كمرافقات في الطريق. ويقول المفسرون إن بعض نساء النبي والصحابة قد تعرضن لمثل هذه التحرشات، فشكون ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك سبب نزول قوله تعالى: "يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ، ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما" (الأحزاب 59).

أما الهدف من "إدناء جلابيبهن عليهن" فواضح، وهو "أن يعرفن"، أي أن يميز الرجال والشبان المتحرشون بين النساء الحرائر وبين الإماء المرافقات لهن، فلا يتعرضوا للحرائر بسوء.

وأما "الجلباب" فقد اختلف فيه المفسرون، ويرجع هذا الاختلاف إلى تنوع "الحجاب" السائد في ذلك العصر، صنف عربي الأصل، وصنف فارسي الأصل، وصنف آخر موروث عن اليونان والرومان الخ. ومن هنا قال بعضهم إن على المرأة الحرة أن تلف جسمها في إزار (حايك) ولا تترك إلا فتحة بحجم العين ترى من خلالها طريقها، وقال آخرون تلفه إلى جبهتها، وقال آخرون تترك الوجه كله، وذكروا حديثا نبويا يبيح للمرأة إظهار ذراعها إلى النصف الخ، وواضح أن الخطاب في الآية المذكورة هو للنساء دون الرجال.

بعد الآية المذكورة جاءت "سورة النور"لتعمم الخطاب على المؤمنين والمؤمنات أولا، ولتوضح ثانيا أن المقصود هو إخفاء الزينة الباطنة دون الظاهرة، ولتحدد ثالثا من هم الذين يجوز للمرأة أن تظهر أمامهم بزينتها الباطنة. فقال تعالى: "قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ (كالأبله والعجز جنسيا) أَوِ ٱلطِّفْلِ (الغلمان) ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ (لم يتعرفوا عليها بعد اصغرهم) وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ (كالخلخال) وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة النور30-31).

أما عن قوله تعالى" وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ"، فيقول المفسرون: إن الخمار ثوب تضعه المرأة على رأسها كله أو بعضه وتتركه يتدلى على ظهرها، وأما "الجيوب" فهي جمع "جيب" وهو فتحة العنق في القميص قد تطول إلى الصدر وقد تقصر، وقد اختلفوا هل المطلوب من المرأة أن ترخي الخمار على وجهها وصدرها أم تلفه من وراء ظهرها وتحت إبطها ليتغطي به الجيب على الصدر. واختلف المفسرون أيضا في تحديد الفرق بين "الزينة الظاهرة" و"الزينة الباطنة". فمنهم من حصر الزينة الظاهرة في الثياب فقط تلقيه المرأة على جسمها كله، ومنهم من جعل الزينة الظاهرة تشمل الوجه والكفين، ومنهم من أضاف الذراع أو نصفه وذكروا في هذا حديثا نبويا. كان منهم من اعتبر الضرورة فأباح للمرأة أن تبدي من أعضائها حسب الحاجة، كما هو الحل في الفحص الطبي والتوليد وعندما تعجن الخبز أو تغسل الثياب أو تتحدث مع الرجال. وقد صاغ ابن عطية ذلك بعبارة عامة فقال: "ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تُبدي، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بدّ منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك. فـ«ما ظهر» على هذا الوجه مما تؤدّي إليه الضرورة في النساء فهو المعفوّ عنه".

وإذا نحن اعتبرنا مبدأ "الضرورات تبيح المحظورات" كما فعل ابن عطية، وفعل غيره من الفقهاء في الاستثناءات المذكورة، جاز لنا أن نتساءل: لماذا لا نلحق النساء العاملات والمعلمات والموظفات والقاضيات والجنديات والتلميذات والطالبات الخ بالاستثناءات المذكورة لكونهن جميعا يقمن بحركات "فيما لابد منه أو إصلاح شأن".

على أن الرخصة هنا –باصطلاح الفقهاء- لا تتطلب اللجوء إلى مبدأ "الضرورات تبيح المحظورات"، ذلك لأن أجزاء أساسية من النازلة التي استوجبت الحجاب لم تعد قائمة في عصرنا:

- فمن جهة لم تعد النساء اليوم يقمن في بيوتهن ولا يخرجن إلا لقضاء "الحاجة" في الخلاء، فالحاجة تقضى داخل البيوت في مراحيض خاصة لذلك.

- ومن جهة أخرى لم تعد هناك في عصرنا إماء ولا عبيد، فالمرأة تخرج لوحدها ولا حاجة لها إلى من تتميز به لتعرف كامرأة حرة تستوجب احترام الرجال والشباب!

- ومن جهة ثالثة تخرج المرأة اليوم للعمل أو للمدرسة ولا يؤذيها أحد. وربما يصح القول إن السفور هو الذي يحمي المرأة اليوم من نفسها ومن الرجال، وليس الحجاب. ومما يستحق الذكر في هذا الصدد أن شيخ الإسلام بالمغرب المرحوم محمد بلعربي العلوي أحد كبار علماء القرويين في الثلاثينات والأربعينات ومؤسس الحركة السلفية الجديدة بالمغرب، وأحد القادة المكافحين ضد استعمار الفرنسي سئل في أواخر الأربعينات عندما أخذ السفور ينتشر ويجد تشجيعا من الحركة السلفية الوطنية، سئل عن رأي الدين في تخلي المرأة المغربية المسلمة عن الحجاب التقليدي (الجلابة) فقال: الأفضل اليوم أن تخرج المرأة بدون حجاب حتى تعرف في الشارع : زوجة من هي؟ وابنة من هي؟ وأم من هي؟ فلا يقترب أحد منها بأذى ولا تستطيع هي نفسها أن تتستر عن أي شيء يشين أخلاقها ويمس دينها... فالسفور اليوم هو أقرب من الحكمة، التي من أجلها كان الحجاب، من الحجاب نفسه.

- ووجه آخر يمكن طرح مسألة الحجاب في إطاره، وذلك قوله تعالى : "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" الآية (النحل 90). والعدل في الموضوع الذي نحن بصدده يقتضي التسوية بين الرجل والمرأة في الغض من البصر، وهذا جانب تحدثنا عنه في المقال السابق. وأما الإحسان فمعناه فعل الشيء على أحسن وجه وأفضل صورة، سواء تعلق الأمر بالعبادات أو بالمعاملات أو بالعاديات من الأقوال والأعمال. وما من شك في أن المرأة تحسن عملها بصورة أكثر وأتقن، إذا هي تحررت مما يحول دونها ودون ذلك، كالحجاب الذي فيه تشدد ومغالاة بدعوى تطبيق أوامر الشرع في حين أن شرع الله –أعني الإسلام- قائم على اليسر " يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ" والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

وفي هذا السياق نرى من الضروري أن نؤكد أمرين اثنين:

1- أما الأمر الأول فهو أن ما نقوله هنا لا يعني تعطيل الحكم الإلهي ولا إلغاءه ولا المس بقدسية. فالخطاب القرآني أبدي، ولا يخضع في وجوده أو سيريان مفعوله لتطور الأحول عبر القرون ولا لتغير العوائد مع تغير العصور. ولكن الخطاب القرآني حقيقة ومجاز، خصوص وعموم، ناسخ ومنسوخ، أوامر ومقاصد، ألفاظ ومضامين الخ. وغني عن البيان القول إن الألفاظ إنما هي وسيلة للتعبير عن القصد الإلهي، والقصد الإلهي في آيات الحجاب واضح، وهو ما يفهم من غض الأبصار والتزام الحشمة والوقار وعدم التبرج تبرج الجاهلية. أما كيفية ذلك فتتدخل فيه أمور كثيرة، على رأسها تغير العادات، وأيضا إرادة المرأة وحريتها وما يرتضيه ضميرها. وهذا كله يندرج في مجال الأخلاق. فلا ذنب ولا لوم على المرأة إذا هي لبست اللباس العصري أو اللباس التقليدي، فليس اللباس ذاته هو الذي يحمي من "مقدمات المحظور"، لأن المحظور نفسه يمكن أن يحصل في عصرنا بالحجاب الذي يلف سائر جسم المرأة ولا يحصل بالسفور. والذين يعرفون دخائل الأمور، يعرفون ذلك جيدا. "والله بما تصنعون خبير"!

وأما الأمر الثاني فهو أننا نتحدث عن مسألة الحجاب بعيدا عن كل خلفية أخرى غير الرغبة في الاجتهاد في فهم النص. أما عندما يكون وراء الأمر أشياء أخرى فالموقف يختلف. فاتخاذ الحجاب رمزا دينا للدفاع عن الهوية، كما هو الحال اليوم في فرنسا، شيء، واللجوء إلى الحجاب بسبب الفقر أو لستر عاهة شيء، وشيء آخر تماما استعماله كشأن ديني يستغل لأغراض سياسية...

ويبقى قبل وبعده حكم الشرع في من تخلى عن الحجاب الذي من نوع "معهود العرب" والذي نزلت فيه آية الحجاب؟

والجواب أن الأمر الشرعي في مسألة الحجاب لا ينص على وعيد ولا على عقاب. وموضوع الأمر والنهي في القرآن موضوع واسع عريض، يملأ صفحات وصفحات في كتب الأصوليين ويختلف تناولهم له باختلاف مذاهبهم الكلامية والفقهية. وبالتالي فهو يحتاج إلى قول مفصل.

 
في 7:48 م , Anonymous غير معرف يقول...

trés bien ce billet...

mais mis à part le fait que ce soit dégradant pour la femme d'être voilée, c'est tout aussi dégradant pour l'homme. Je m'explique: est ce que les hommes sont des bêtes qui sautent sur tout ce qui bouge? Considérons nous que l'homme est un écervelé qui réfléchit avec ses organes génitaux et qui viole toute femme qui l'attire?

Une femme voilée (si elle ne se contente pas d'obéir aux ordres de tel et tel) considère clairement que moi, homme, je suis une bête! Et donc cette femme ne m'a pas respecté! Donc effectivement vaut mieux considérer qu'elle ne réfléchit pas à ce qu'elle fait. Au moins comme ça je ne dirai pas qu'elle manque de respect à la moitié de la société.

Et aprés tout, quel mal y a t il à pouvoir regarder une jolie femme? Est ce que son honneur a été touché??!!

 
في 8:18 م , Blogger Kanvan يقول...

كلما سألت متحجبة ممن أعرف كان هيكل الحديث نفسه :
ـ هو فرض
ـ على ما تستندين ؟
ـ اية النور
ـ في من نزلت
ـ ؟
ـ لماذا نزلت ؟
ـ ؟
ـ ما هو الجيب ؟
ـ ؟
ـ أتعلمين أن الخمار موجود منذ الجاهلية ؟
ـ ؟
...
و حين أتعب أنا و تتعب هي تقول : و ماذا أخسر إن لبست ؟ في حين إذا نزعته ثم تبين وجوبه أدخل جهنم...
كل هذا لأقول ان معظق الاتي تلبسن الحجاب لمح تحمل نفسها حتى البحث في أسبابه و مسبباته بل نقلوا لها فاستجابت...
نعم، أصل الحجاب الذي يلبس الان هو من أصل فارسي حين كانت المرأة إذا دخلت المعبد (و قليل من كان لهن هذا الشرف) تضع ثوبا على وجهها حتى لا ترا النار البقدسة مباشرة و لا تشمها فهي كائن ناقص و لا يحق لها هذا (ساستدل بالبراجع ريثما أجمعها)
إحدى الايات نزلت ليفرق الرجال بين الحرة و الامة فلا يتحرشوا بلؤلى و يفعلوا ما شؤا مع الأخرى. عما نتحدث هنا؟ ألى تشمئوزن لسماع هذا ؟ حرة و ابة ؟ واحدة تراعى و أخرى تهان ؟ و من يقول هذا ؟ إله؟ إله عادل؟ معذرة فإبا ليس عادل و إبا ليس إله. حل ثالث هذا النص خاطئ و تؤويله خاطئ و حتى الحديث عنه !
لا تغرنكم إبتسامة عمرو و لا و قارة الشيوخ. رأيتك فالأول تلبسين "فولارا" ثم حجابا والان خمار كالإرانيات. قريبا تلبسين نقاب ثم تلزمين البيت ثم تموتين. ثم الجنة ؟ لا...

معذرة لكل قريبة لي تلبس الحجاب : أنت طبعا حرة لتلبسي ما شئت و لكن كوني حرة حقا و في فكرك أولا

P.S: impossible de bien aligné le texte, désolé...

 
في 10:42 م , Blogger Kaiser يقول...

@Imed : juste pour l'info, je suis un jeune homme.

 
في 12:09 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@ ابو ناظم المرزوقي

شكرا لك للإفادة، على الأقل حتى يدرك كثيرون و بعيدا عن غسيل المخ اليومي أن غطاء الرأس لم و لن يكون يوما محل إجماع

هو قول فيه إختلاف و اجتهاد

 
في 12:12 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@kanvan

ذلك بالظبط ما قصدته، الحجاب كنفاق اجتماعي أو أسوأ نفاق لله لن أخسر بوضعه فربما كان فعلا واجبا قمة الكسل و البلادة الفكرية و الإستسلام

 
في 12:13 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@kaiser
noté, et ... welcome

 
في 7:10 م , Blogger Unknown يقول...

لا... هي الإعاقة الذهنيّة

تحياتي

 
في 10:49 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

تحياتي يا حسن

 
في 8:19 ص , Anonymous غير معرف يقول...

Après le hidjab destiné à préserver la femme musulmane des dangers de son corps et des convoitises qu'il attire, voici le bikini musulman :
http://www.islam-pluriel.net/2007/07/17/pour-vivre-femme-des-maillots-de-bain-islamiques-pour-femmes/feed#more-406

L'inventivité islamiste n'a pas de limites.

Au plaisir de te lire, Imad Habib ;-)

 
في 8:33 ص , Anonymous غير معرف يقول...

PS/
J'apprécie beaucoup l'image que tu as mise au début : Je n'y ai jamais pensé mais c'est vrai, mon Dieu, à quoi ressemblerait une Joconde voilée ?

Anecdote : En Algérie, le maire islamiste d'un commune d'Alger au moment où le FIS "gouvernait" les communes (il avait gagné les élections communales) a décidé que les statues de femmes nues qui embellissaient un jardin colonial du centre d'Alger étaient intolérables. Il a ordonné à ses agents d'habiller toutes les statutues de shorts et de T-shirts. Mais il s'est rendu compte, après quelques mois, que les tissus ne tiennent pas, qu'ils tombent à force d'être usés par la pluie, la chaleur, le vent, etc. Il est alors passé à la vitesse supérieure : il a commandé à ses ouvriers de faire un coffrage en béton au niveau de la poitrine et un autre au niveau du bassin, laissant tel quel le reste de la statue. Et depuis, les visiteurs de ce jardin colonial découvrent leurs statues préférées surmontées de deux blocs de béton gris, à féraille parfois apparentes...

 
في 1:41 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@naravas

C’est les fascistes en Italie qui ont les premiers commis une telle connerie,

Autre preuve que les "islamistes" ne sont rien d'autre que des fascistes

Merci encore une fois

 
في 3:09 م , Anonymous غير معرف يقول...

الاعاقة الذهنية هي ان ندرس الامور بمثل هذه السطحية
والاعاقة هي أن ننسى أنفسنا لنتدخل في شؤون الخلق
والاعاقة هي أن نحد من حرية الفرد ونتدخل حتى في اختيار لباسه ثم نطالب بعد ذلك بالديمقراطية
الاعاقة الذهنية والنفسية سيدي هي أن نقول للحجاب لا ونقول للعري نعم..
هي أن نرفض الحجاب لانه دخيل ومقبل "je m en fou" مع انه ايضا دخيل..
التخلف سيدي هو أن نهتم بالقشور ونرمي اللب..
التخلف هو أن نتدخل بين القلب وايمانه.. تماما كما نتدخل بين الظفر ولحمه..
أن نطالب الاخرين بفعل ما نريد نحن..
الحاصل الديمقراطية شاربينها في الحليب..ملا انت؟
فحاول أن تكون أكثر موضوعية وانضر الى الامور بعمق..
وللكلام بقية
ليلى

 
في 10:21 م , Anonymous غير معرف يقول...

خليني نثبت من حاجة بركة ياخي لمرا كي تصلي تغطي روحها و إلا لا
بالطبيعة ايه
Donc
ويزينا من التراهات و الحكايات الفرغة متاعكم وكل واحد يؤول كيف ما يحلالو

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية