2007-07-15

كتبي أو بلائي

لا باس من استربتيز من حين لآخر فربّما لم تكن المدونّة كلّها سوى إستمناء نرجوه فكريّا.
دعاني ماني الأفريقي، و اليوم أيضا آدم مشكورا، و في كلّ الحالات هي فرصة لأتذكّر بدوري ما كنت اقرأ في طفولتي و ما قرأت بعدها و لليوم و لمن يجب أن اقرأ مستقبلا.
كنت مدمنا للقراءة في صغري، حتّى قراءة لفافات الجرائد التونسيّة التي كانت أمي تشتري فيها السمك، مع رائحتها صيفا. لم تكن لدينا مكتبة في بيتنا، و وحدها كتب الدراسة هي المتوفّرة، لكنّي كنت مدمنا للألغاز،المغامرون الخمسة طبعا و على رأسهم تختخ، و لكن بالنسبة لي، كنت لا أفوّت لغزا للمغامرين الثلاثة و خالهم العقيد ممدوح. هل كان اسمه كذلك ؟ ثم الشياطين ال 13 و زبيدة التونسيّة و مجلّة ماجد، و للعلم لم أشتري يوما عددا واحدا منها و قليلة هي الألغاز التي أقتنيتها، قليلة جدا لكني كنت أبادلها مع بقيّة الأصدقاء.

الكتاب الوحيد المجاني و الذي كان متوفّرا كان القرآن، و كنت أقرأه بإدمان طالبا للمعرفة، في المرحلة الأولى ثانوي اشتريت كراسا ب24 صفحة لأدوّن فيها تفسيري للقرآن. البلاء إذا كان منذ الطفولة. لازلت لليوم أقرأه و أقرأ الكتاب المقدّس ، أي التوراة و الإنجيل و لكن بعيون مختلفة، و مع ذلك لا أجرأ أن أضعهم في مكان غير طاهر أو ألمسهم بيد متّسخة حتّى و أنا اسخر من كميّة الأساطير التي يحتوونها. في فترة ما بدأت قراءة فقه السنّة لسيّد سابق و هناك ابتدأت الصدمة الأولى. بصراحة لم أكمله و لم أكن مهتما ساعتها بإكماله، علمت أن السنّة كذبة سخيفة كبرى ، لكن لم أنتبه لخطورتها إلاّ فيما بعد.

الفلسفة و الشعر مخدّران أو مسكران مقدّسان بالنسبة لي.

ضد المسيح أو عدو المسيح لنيتشة
هكذا حدّث زردتشة لنيتشه
نيتشة هو ما قرأت له و يجب أن اقرأ له ، و لا أعلم هل هو رفاعة في أولاد حارتنا أم كارل ماركس ؟ لكن المهم أنه هو من قتل الله
كل روايات نجيب محفوظ تقريبا، قرأتها و أحتفظ بها، و لكن تبقى أولاد حارتنا، الممنوعة لحد وقت قريب بسبب الأزهر أهم عمل فلسفي، و أكرّر فلسفي عربي على الأطلاق. سأعود إليها في موضوع آخر
رسالة الغفران للمعرّي،
حدّث أبو هريرة قال لمحمود المسعدي و السدّ أيضا

لا يمكن أن لا أذكر هنا نبيل فيّاض و أم المؤمنين تأكل أولادها، أو فرج فودة و الحقيقة الغائبة، أو الدين في الجزيرة العربية لأبكار السقاف.

الشعر :
نزار قباني كان إلاه الشعر عندي و كنت أحفظ عن ظهر قلب اغلب قصاءده
في فترة ما أدمنت نجيب سرور، و لا زلت ، و تدعوني لمائدتك فلا ألقى سوى جيفة، ألا فأهنابها جيفة، و لست ذبابة زرقاء تعزف لحنها الدّامي على الموتى ، لحاك الله أتعمى لهذا الحد
بروتوكولات حكماء ريش، المكتوبة عن النخبة، بقلم أحد أعلام النخبة، كفّرتني في النخبة نفسها، لكنّي لم أكفر بسرور، سرور نبي أضاعه قومه، و نحن عادة كأبناء عمّنا نقتل أنبيائنا، و بسببه كنت أقول اتبعوني أنا اهوى العري و الصرمحة و شعاري النكاح.

ترى عن أية بلد كان يتكلّم حين قال :
بلد المنايك بلدنا الكل ناك فيها
شوف الخريطة تلاقيها فاتحة رجليها
ربّك خلقها كدا راح تعمل إيه فيها ؟

ثمّة عماد حبيب قبل الجداريّة، و عماد حبيب بعدها. أتكلّم عن جداريّة محمود درويش طبعا، و أيها الموت انتظرني ريثما أنهي تراتيب الجنازة في الربيع الهش. من قال أنه ابدع بلاغيّا أكثر من ابداع القرآن البلاغي المزعوم نفسه ؟ انا قلتها و أكرّرها. هذا هو اسمك، قالت إمرأة و غابت في الممر اللولبي، و غاب معها و مع قرائتي للجداريّة إدراكي لمعنى كلمة شعر نفسها

كزهراللوز أو أبعد، اشتريتها ككتاب الكتروني، و فقدته مع فقداني القرص الصلب لجهازي.

بيرم التونسي، حادي قافلة الشعراء المصريين المنفيين، نجم قال عنه هو عمنا و أبونا ، و سرور و صلاح جاهين ، كلّهم أقرأ لهم بشغف و أحفظ، بل و كتبت رباعيات ، فاشلة طبعا، باللهجة المصريّة. المهم يبقى بيرم بالنسبة لي علما شامخا أفخر به، لا لأنه تونسي، بل لأنه عبقري سابق لعصره، و قال إيه يكفّي ابن آدم؟ قلت له طقّة، قال إيه يكفي منامه ؟ قلت له شقّة ، قال إيه يعجّل بعمره ؟ قلت له زقّه، قال حد فيها مخلّد ؟ قلت له لاأه.

فؤاد حدّاد، بليغ العاميّة من العام الأول للعام ميّة.

الأبنودي و سيرة بني هلال و شغفه بها، لكن لو ثمّة قصيدة تحطّمك من الداخل، تمزّقك، فهي جوابات الأسطى حراجي القط لزوجته فاطنة أحمد عبد الغفّار، في جبالية الفار.

هذه اهم القراءات العربيّة أو المترجمة للعربيّة، و إلى حد وقت قريب، باستثناء مراجعي العلمية بالفرنسية و الإنجليزية، لم أكن أقرأ إلا بالعربيّة. بعد استقراري بفرنسا، اجبرت أن أقرأ بالفرنسيّة،

آخر ما قرأت و أنا الآن أعيد قرائته للمرة الثانية بالفرنسيّة هو الكتاب المقدّس مكشوفا أو عاريا أو بدون حجاب لإسرائيل فلكنشتاين
أيضا الكتاب المقدّس بالفرنسيّة، و كم كنت أتمنى أن أتقن اللاتينية أو اليونانية، لأقرأه بأقدم لغة ممكنة بعيدا عن الآثار الجانبيّة للترجمة.
لا أذكر الآن كتبا أخرى بالفرنسيّة على نفس القدر من الأهميّة أثرت في، لكن استمتعت قطعا بشيفرة دافنشي و زوربا، زوربا قرأته باللغتين، و ترجمته للعربيّة لم تكن موفّقة جدا، لكن تبقى القصّة ممتعة.
رغم إتقاني للإيطالية ربّما أكثر من الفرنسيّة، إلا أني أكتشف الآن أنني لم أقرأ بها سوى ألبارتو مورافيا، و قصّة فلسفية واحدة، هي ربّما من أهم ما كتب : العذاب إمرأة



لمن يجب أن أقرأ قريبا ؟
عبد الرحمن منيف
سعدي يوسف، و قيل و الله أعلم أنه هو من بكتب لأحلام مستغانمي، لا بأس بشيئ من النميمة وسط الستربتيز
ابن رشد
عبد الرحمن ابن خلدون
نعم، أعترف بجريمتي التي لا تغتفر، لم أقرأ كل أعمال ابن خلدون، بل لم أكمل المقدّمة نفسها، و يجب و لا عذر لي أن أقرأها. قلت سابقا أن تونس أنجبت عبقريّتين و أهدتهما للعالم، ابن خلدون و بورقيبة. هذا رأيي الشخصي، دون أن أؤلّه أيا منهما، يبقى ابن خلدون باحثا عن مجد سياسي شخصي أهلكه، و يبقى بورقيبة مستبدّا أبويّا.


كتب سأعيد قرائتها
كل كتب السير و الأحاديث، رغم أني أكاد أحفظها بدورها، لكن دراستي لها تجبرني أن أعيد قرائتها مرّات و مرّات ، من الصحيحين و خاصة البخاري سفر الأكاذيب و الخرافات إلى السير كسيرة ابن هاشم و تاريخ الطبري، أحاول أن أركّز على المراجع السنيّة لأن أقل رد يمكن أن تجابه به هو أنّك متأثر بأكاذيب الشيعة. في تراثنا السني و الحمد لله ما يكفي ليهدّ جبالا من الإطمئنان و القدسيّة و ليفسّر الاستبداد و التخلّف.

و عجبي

11 تعليقات:

في 1:49 ص , Blogger l'exilée يقول...

Exhibe....

Je m'exhiberai tu crois?


Pour l'amour de Foued Hadded et même d'un Surur...et pour les cités de sel de Abd Errahmen Mnif ;-)

W 3agabi!!!

 
في 9:55 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

Je m'exhiberai tu crois?

mmmm, il fallait que je désigne 7 bloggeurs, comme je n'aime pas le 7, je vais te tagger toi, l'exilée, pourt voir si oui, t'as le temps de t'étaler un peu

 
في 2:45 م , Anonymous غير معرف يقول...

لم انم لاكثر من 40 ساعة ،، جيد اني وجدت شيئا جميلا اقراه اليوم ،،، المرء اصبح يشعر بالغثيان لمجرد المحاولة طائشة لقراءة مجلة او جريدة محلية ،،، ولاني عرف السر فقلت ليس لي الا عماد سارى اخر ما سيقدمه الحلاج ،،، اشكرك صديقي لانك لم تخيب ظني تحية طيبة وبعد ،،،،،
وحديثك الخاطف عن الفلسفة والشعر والذي اردت من خلاله ان تقول شيئا ربما ،، فاني اريد ان اعلق علي بجملة بسيطة واحدة ضرورية مفادها ان الشعر لا يمكنه مجاراة الفلسفة
اما اذا كان المرء شاعرا مثلك فانه سيقول جملا سخيفة اسخف من تلك التي علقت بها طرف ذيل الشعر برداء الفلسفة الذي تندى حتى لامس مياه النهر وربطك الغريب بهذا الشكل ادى الى تمزق ذاك الرداء فبئس لك على كل ما فعلته في حق الفلسفة فتحية طيبة وبعد ،،،،،

اما سردك الكتب فانه اعجبني جدا ،، وطموحك نحو لغة كللاتينية هو طموح نادر يصل بالمرء في اخر الطريق الى نقطة مفادها ان تتعلم مغازلة امراة خير لك من الدنيا ومافيها وهذا ملخص ما فهمته من موضوعك الطويل الممل المقزز الذي يجعلني اصاب بالغثيان كجرائدنا البلهاء كما يصفها البياتي ،،، هل تذكر تلك الجملة انا لا اذكرها حاول انت ذلك واخبرني في المرة القادمة
فاعذرني لاني امزح معك على الاقل احاول ان امضي بعض من طابور الوقت الممل الذ يقف به 79 مواطنا قبلي
تماما الجمعة الماضية حلمت بالشمس واخبرتني كلوديا بان عماد بخير ويسلمي علي وشعرت بنوع من الارتياح كانت هناك تجلس على قمم جبال المغطاة باللثج اراك بخير ودعني اسمع عنك اشياء جميلة رغما عن كل الظروف المحيطة
سنيور لم انسى كتابتها هذه المرة

 
في 5:33 م , Blogger The Alien يقول...

شكرا علي المشاركة بكل المصادر دي
أنا كل ما ألاقي حاجة مشتركة
يعني كتاب أكون قريته أو حد أكون بقراله وبحبه
بتبسط جدا

بس الواحد إزاي يجيب الكتب دي؟
إنت عارف الوضع عندنا صعب
وأغلب الكتب ممنوعة أو مشوهة

أولاد حارتنا من أروع ما قرأت
وهي فعلا عمل فلسفي قوي جدا

تحياتي

 
في 6:51 م , Blogger abunadem يقول...

انت قريب مني يا عماد من حيث اهتماماتك فعلا بعض كتب الادب الذهني تبقى فاتحة العقل العربي كرسالة الغفران وكتلبات المسعدي ورواية محفوظ اولاد حارتنا ووليمة لاعشاب البحر لحيدر حيدر واظن اننا بحاجة الى تنظيف القماش الفكري لثقافتنا العربية اليوم مثلما يفعل الان هشام جعيط او الطاهر لبيب او مروة جلال العظم او...وهو ما يحتاج الى اكثر من شجاعة في عالم موبوء بالخديعة والقتل والتكفير ومصادرة الفكرة باكثر مما فعلته الكنيسة ومحاكم تفتيشها.
معك الى الامام
على فكرة اتابع كتاباتك في المدونة او حتى مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي وهي جريئة جدا برافو الى الامام .
قد لااملك شجاعتك ولكني معك

 
في 7:17 م , Blogger abunadem يقول...

على فكرة ديوان كزهر اللوز او ابعد موجود في موقع يساري

 
في 12:28 ص , Blogger Mani l'Africain يقول...

أهلا عماد

هو ليس استربتيزا بقدر ما هو تبادل خبرات في بحر الكتب الذي لولا إرشادات من سبقوني إليه لكنت ضعت بين الكتب الصفراء منذ زمن بعيد. المهم ، شخصيا كنت أقرأ لفافات الجرائد التي كنت أشتري فيها كسكروت كفتاجي ، كنت مدمنا على ماجد وعرفان وألغاز رجل المستحيل ، وأعتقد أننا متشاركان في عدة مطالعات في عمر ما قبل العاشرة.

لم أستطع إكمال أي كتاب مقدس بما فيها القرآن. رغم ولعي الشديد بالأديان فإني أجد الكتب الثلاثة مملة. أما نيتشه فلم أقدر عليه. عظيم ذاك الرجل وكل جملة كتبها هي صرح فكري قائم بذاته. قرأت 40 صفحة من زرادشت ثم لم أكمل. أفضل نصوصه مشروحة على الإنترنت.

نبيل فياض فرج فودة وكامل النجار مطالعات أثرت في كذلك ، ويمكن أن أضيف إليها كذلك دون مبالغة عماد حبيب الذي لما اكتشفت موقعه الفرعي في الحوار المتمدن ظننت أن ما يكتبه كتبته أنا في حياة أخرى مضت أو ستأتي.

من ضمن ما جلب انتباهي قولك أنك تتقن الإيطالية... كم أتمنى أن أتكلمها يوما كما أتكلم الفرنسية.

أشكرك على تلبيتك الدعوة ، وإلى لقاء قريب في أحد بارات باريس التي هجرت الشمس سمائها نكاية في كل من اختار تقضية الصيف هنا

 
في 11:58 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

سنيور


عمت مساءا أو صباحا كمرورك

هل تكتب و أنت في الطابور أم وراء مكتب أمامه طابور ؟

ستصبح بمرور الوقت ليبيا كغيرك لو استمر الأمر هكذا


:D

 
في 12:09 م , Blogger عماد حبيب يقول...

ابو ناظم المرزوقي

شكرا جزيلا لك لتشجيعك و إطرائك و لكن بالنسبة للشجاعة فالأمر كله أني أقيم بالخارج و أحمل جنسية دولة أخرى

و لو بقيت هناك ربما كنت كتبت في الحرية مثلا أو لم أكتب أصلا

:))

مرحبا بك

 
في 12:17 م , Blogger عماد حبيب يقول...

العزيز ماني،

حسبتك في تونس حين كتبت عن الشروق، لكنك لازلت هنا


:))


شكرا لكلماتك الرقيقة و أسعد دوما بمرورك هنا أو بمقالاتك على مدونتك

 
في 12:19 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@the alien

كتب كثيرة متوفرة على النت بقليل من البحث تجد كل شيئ س


أحاول أن أجد لك روابط

تحياتي

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية