الأخلاق و الجنس و الدين 2
إن كان الدين لا يعني بالضرورة الأخلاق فهل يعني الجنس بالضرورة العيب أو العار ؟ سواء تكلمنا فيه، مارسناه، كتبنا عنه أو دعونا لإباحته ؟
كيف يمكن أن نمارس الجنس دون أن يكون ذلك عيبا ؟
الدين يعطي حلا أو حلولا تتمثّل في الزواج مع كلّ التسهيلات المتاحة دينيّا و التي تصل حدّ زواج المتعة، أي الزواج المؤقّت بنيّة المتعة و الطلاق بعد ذلك. و دون الدخول في متاهات شرعيّة و هل تمّ تحريم هذا الزواج بعد تحليله فإنّ أشكالا منه ما متوفّرة عند كلّ الطوائف، عند الشيعة يسمّى متعة و عند السنة يسمّى مسيار أو عرفي أو زواج فرند. هذا حلّ معقول دينيّا للمشكلة الجنسيّة و إن كانت العادات و التقاليد في أغلب الأحيان تكون أقوى من الدين نفسه في بلاد حمقستان.
هذا الشكل من الزواج ليس شيئا آخر لو تمّ تعميمه و قبوله إجتماعيّا غير حريّة جنسيّة بغطاء ديني، أي نفاق أو هو دعارة شرعيّة لو لم يتمّ قبوله إجتماعيّا و هذا ما يحدث في أغلب مناطق حمقستان. دعارة موصوفة يتمّ فيه نكاح إمرأة لمدة زمنيّة مقابل أجر. و يبقى اجتماعيّا مرفوضا و العادات و العرف عندنا أقوى من الدين.
في مملكة الرمال الكبرى السعودية تتداول الأخبار قصّة زوجة و زوجها متزوجان زواجا شرعيا عاديّا و لهما ابناء، إكتشفت عشيرة الزوجة أن الزوج كذب في نسبه، فطلبت تطليقهما، و حكم القاضي بذلك و حين رفضت الزوجة أن تتخلّى عن زوجها أودعت السجن. و حوكمت بالجلد. هنا كانت التقاليد و العصبيّة القبليّة هي الأقوى في قلب مملكة الرمالو أرض الدين. و حتّى في بقيّة أنحاء حمقستان، فإنّ أشكال هذه الزيجات ليست مقبولة إجتماعيّا، و مع غلاء المعيشة و تطوّر نسق الحياة الذي يجعل التعليم الجامعي ينتهي بعد الثالثة و العشرين أو أكثر من ذلك أحيانا فإنّ سنّ الزواج يرتفع إلى ما فوق ذلك، و في ظل رفض أشكال الزواج اليسّرة إجتماعيّا لا يبقى امام الفتى و الفتاة غير الصبر أو الصلاة و الصوم كما ينصحهم مشايخ الدين.
من ناحية بيولوجيّة يكون سن البلوغ بين التاسعة و الثالثة عشر عادة، و على مرّ العصور كانت العلاقات الجنسيّة الأولى تتمّ بعد سن البلوغ بسنوات قليلة، أي تأخير في ذلك يعني كبتا و مشاكل نفسيّة و إجتماعيّة تنتج عنها إنحرافات سلوكيّة، و إن كان الزواج قبل الخامسة عشر أمرا شائعا قديما إلاّ أنّه مستحيل اليوم. هنا يقف الدين عاجزا متحجّرا حتّى بزواج متعته عن حلّ المشكلة لا لأنّه أضعف من العادات و التقاليد فحسب بل لأنّ الدين بمقاييس عصرنا يقدّم حلولا رجاليّة و يشجّع ثقافة فحوليّة باتت اليم ثقافة بدويّة متصحّرة غير قابلة لحياة.
في الواقع أن الدين يعطي حلولا للرجل قبل كلّ شيئ، تحلّل له أحيانا الإستمناء بيد طفلة أو التمتع برضيعة بتفخيذها، بل يدرس طلبة المعاهد الأزهرية كيفيّة الغسل بعد أن تنكح حيوانا. و يزيد الدين من إغراء الرجل بالحور العين اللواتي لن يجدهن في الدنيا و الواتي يعدن عذراواة ليشعرن بآلام فض البكارة في كلّ مرّة. يمكننا هنا تخيّل العقد الجنسيّة لمن أـلّف هذا الحديث كائنا من كان، محد أو أبو هريرة أو غيره.
المرأة هي الجزء المنسي في الدين و التي لم تصل بعد لمرحلة إنسان له شهوات و رغبات، إنّها قاصر مدى الحياة يتمّ نقل ملكيّتها من ولي أمرها الذي هو أبوها لبعلها اي سيّدها الذي هو زوجها، و مهمتها متعته و الإنجاب له. هذه ثقافة بدويّة قديمة تعود بجذورها لليهوديّة لكنّها صارت من سمات الإسلام السنّي. و لن تحلّ مشكلة رغبات المرأة الجنسيّة التي إمّا ستكون زوجة لرجل متزوج عليها ثلاث أخريات، أو ستكون زوجة مسيار أو متعة فلا يتزوجها أحد إلا في هذا الإطار، أي بكل بساطة و وقاحة، هي مومس شرعيّة.
و الحل ؟
الحل هو القبول بالفطرة و الطبيعة و الحقائق العلميّة التي تقول أن الجنس غريزة حيويّة و مصدر طاقة و إبداع لا يجوز كبته، خصوصا في عصرنا حيث وسائل منع الحمل و تحديد النسب و حيث سن الزواج التي صارت بعد الثلاثين ، لا يمكن لأحد أن يكون سويا و هو في الثلاثين و لم يمارس الجنس، و بدل الإعتماد على المواخير و ثقافة المواخير و هي ثقافة رجوليّة ، و بدل الإحتماء بالنفاق الديني و زواج المتعة و المسيار، فإنّه يجب قبول أن يمارس أي راشدان، مادام ذلك بإرادتهما و دون إكراه ما شاءا من الجنس و لا شأن لأحد بهما. و عادة لا يكون الجنس إلاّ تعبيرا عن الحب إلاّ عند من وصلت درجات كبته و عدم أمله في الحصول عليه درجات مرضيّة و ترجمه بعد ذلك بتحرّش أو إغتصاب.
التحرّش، عيب و عار و الإغتصاب جريمة ، لكنّنا لليوم نحمّل وزرها للضحيّة لكي لا نبحث عن السبب الحقيقي و نصطدم بالدين. لكن في عالم السماوات المفتوحة و الجيل الثاني و الثالث من النت و تدفّق الصور و الأفلام و الكتابات ذات المضمون الإيروسي أو البورنو بل و الهارد أحيانا كثيرة، فأنّ الصراع بين الرغبة الطبيعيّة التي يزيدها كلّ ما سبق اشتعالا و بين التزمّت الذي ينتشر بدوره بنفس هذه الوسائل حتّى صار نقاب المرأة فرضا سيكون له نتائج أكثر كارثيّة.
أو لى هذه النتائج هي انتشار ثقافة الاستسلام المنافق، أي التحجّب و التنقّب إرضاءا للزوج أو بحثا عنه في نفس الوقت الذي يسمح ذلك المظهر بصرف اهتمام الناس و التصرف بحريّة أكثر من الناحية الجنسيّة خصوصا.
الثقافة الوهّابيّة الزاحفة بقوّة مليارات الدولارات و التي لن يزيدها ارتفاع ثمن البترول سوى قوّة و توحّشا انتشرت و غطّت على ما تبقّى من خضرة و نور في بلاد حمقستان، لأن الأموال أقوى أحيانا من الحياة نفسها، و هذه الثقافة المتخلّفة رغم كلّ الكبت الذي تحتويه لا تعيش إلا بالجنس و لا يفكّر ابنائها إلاّ به. و لكن بصفة مرضيّة، نحن ندعوا للتفكير بالجنس و القبول به بصفة سويّة طبيعيّة، علميّة.
يكون الجنس سويّا حين لا يؤثّم، حين لا يكون عيبا و لا حراما سواء كان ذلك في إطار الزواج أو خارجه. يكون سويا حين يكون للرجل و المرأة على حد السواء نفس الحقوق و الواجبات و احترام الرغبات الطبيعيّة، يكون سويّا حين لا تصف من احبتك و أعطتك جسدها بأنها عاهرة لأنك هكذا تكون أنت أعهر منها، و يكون طبيعيّا و غير مريض لو ابتعدت به عن قرف الدين الذي يتدخّل في كلّ كبيرة و صغيرة، فهذه نصوص كتبت منذ قرون خلت لا يمكنها بأية حال أن تستمر في أن تكون سبب دمار و تخلّف هذه الأمّة
.
و للحديث صلة ربّما
5 تعليقات:
يروى عن أن شابا أتا الى النبي يستأذنه في الزنا فقال له أترضاه لأمك ...وقال الله القرآن ان الزنا فاحشة وساء سبيلا وأنا أؤمن بهذا ولا أعتقد أن الحل يكون في الاثارة والاباحية
لكنني أتفق معك أن التقاليد والعادات المتخلفة التي حرمتنا من ممارسة أبسط حقوقنا سواء باسم الدين أو بغيره
لذلك أضم صوتي اليك بحثا عن حل لكل من يتألم من هذه العقبات في سبيل ممارسة طبيعية
http://chady07.blogspot.com/2007/05/blog-post_28.html
مرحبا شادي
مع احترامي لرأيك و تفهمي لموقفك
لكني لا أعتقد أن الدين يوما يتحرر من العرف و لا أنه من السهل أن يتطور و يجاري التغييرات الإجتماية
الدين مطلق ثابت
و المجتمع حي متحرك
تحياتي
عماد حبيب
حملات قامت و لم تقعد على مدونتك و ربما ايضا شخصك
تابعت كل الخلافات لا لشيء الا لان ما تنتجه هذه "النخبة" مهم جدا في نظري
لم اتدخل ابدا
لم ابدي برأيي
لان ما رايته كان عنفا
شتاما
لا مكان للنقاش
و انا من الخجل ان استحي النزول الى هاته المستويات
لكن ما تقوله و ما ينسب لشخصك مهم جدا في نظري
و المشاركة اصبحت واجب
انت يا ابن حضارتي تضع اصبعك على موضع الالم
الجرح
لكنك، دع الحكم في ذلك لغيرك، متهجم باسلوب متهجم
و هذا ما يثير استياءي و غضب غيري
اكبر الخسارة ان تبذل طاقاتنا في الشتم و رد الشتم بما افظع منه
ان نقاوم تخلفنا و زحف الوهابيين شيء
ان نتحامل بضراوة و عنف على معتقد فيه ما فيه من المظاهر التي لا يمكن ان يكون بوسع حياة بشرية واحدة حصرها،
المجال لا يتسع لي كي ارد ردا دقيقا، لكن على سبيل الذكر لا الحصر
"الدين يعطي حلولا للرجل قبل كلّ شيئ، تحلّل له أحيانا الإستمناء بيد طفلة أو التمتع برضيعة بتفخيذها، بل يدرس طلبة المعاهد الأزهرية كيفيّة الغسل بعد أن تنكح حيوانا" تقول
اقول لك يا ابن حضارتي ان شيوخ جامعة الزيتونة الفت كاماسوترا جديرة بما يعنيه هذا اللفظ
تحليلك يفتقر للنزاهة، هذا هو الاحساس الذي تركه في نفسي
انت تهاجم بضراوة، بفتح الجيم و كسرها، و هو ما لا يعود بالفاءدة على احد
ليت نقاشا وجد
ليت حوارا انطلق
اليد وحدها لا تصفق يا ابن حضارتي، فاذا اردنا حوارا دعنا نحترم بعضنا، ليس اقتداء بالغرب و لا سعيا وراءهم
بل لاننا ابناء حضارة
مع تحياتي
نصر
@nasr
يا ليتها كانت ضد مدونتي أو أفكاري كنت أكون سعيدا لكن كما رأيت كانت ضد شخصي و لكن لن أعود لذلك و لن أرد
و هل رأيتني أنكر أني متهجم ؟
قد أسميت المدونة حمق و قلت لم يعد ينفع إلا الكي
الخرافة تنتشر و الدروشة تنتشر و العنف و الإرهب صارا فضيلة و جهادا و المرأة عادت لعصور الإنحطاط و المسيحيون العرب لم يبقى منهم أحد و ....
هل لازلت تسميها حضارة ؟
تتكلم عن الحجاب تصير ديوثا و عن الجنس تصير شاذا و عن الدين تصبح اسلاموفوبي و إن لم تسبح بحمد القرضاوي أو الغنوشي أو بن لادن تصبح كافرا أو متطرفا إستئصاليا ثم تقول لي حوار ،
هات لي واحد فقط رد في صلب الموضوع و بطريقة علمية ممن وجدوا جنازة و شبعوا فيها لطما و شتائم و تهما
لم يقل أحد أن هذه الأية محرفة أو هذا الحديث غير صحيح بالعكس يبررون القتل و الرجم و العنصرية ثم يتباكون لأن العالم يكرهم و يدمر الإسلام
و هل دمر الإسلام غيرهم ؟
يا ابن حضارتي
شكرا لمرورك
"هل لازلت تسميها حضارة ؟"
اخ حبيب
تاريخنا يتجاوزني و اياك
"لم يعد ينفع إلا الكي"
هذا ما تراه و ما تتحمل مسووليته بجد، أقدر فيك ذلك
"هات لي واحد فقط رد في صلب الموضوع و بطريقة علمية"
انت تقول "الدين مطلق ثابت"
ألا تراه قولا وهابيا يا أخي؟
أترى فيه شيء من الاتزان؟
"الخرافة و الدروشة و العنف و الارهاب و العنصرية"
هذه شعوب جوعانة، مجهلة، جاهلة، مسخرة، مقموعة، الخ
ان نرفع الجهل و الظلم و القهر هو ما أراه
لا الكي..
على كل
مدوناتنا اثبتت انها لا يمكن ان تكون مكانا لاي نوع من انواع النقاش البناء
واقعنا يندى له الجبين..
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية