2008-02-11

عيد الحب في بلاد كرهستان

ثمة أناس بضاعتهم الكره، تشعر أنهم يكرهون حتى أنفسهم، و لا يسعدهم شيئ قدر التعبير عن كرههم لأي شيئ ، للآخر بأشكاله المختلفة، منهم المقيم بأوروبا لاجئا سياسيا حاصلا على جنسية غربية و يسمي الغرب أحفاد القردة و الخنازير، و تدمع عيناه حين يسلم أي مسيحي غربي و كأن ذلك سيزيد الإسلام قوة و يطالب ببناء أكبر المساجد أمام الفاتيكان نفسه و ما أجمل العلمانية و حرية المعتقد حين تكون في خدمة الإخوانجية، و لكن هم أنفسهم من يندد ببناء كنيسة في بلد إسلامي و من ينعت بأبشع النعوت الغارقة في الكره و الحقد من قررت أن تترك دين الإسلام، ساعتها إلى الجحيم أيتها الحرية و سحقا لحرية التعبير و حق النقد و يجب قتل المرتد و ويل لأحفاد القردة و الخنازير.

حسنا،

هم ليسوا أحفاد قردة و خنازير، هم فقط أحمرة غبية، تربي حية رقطاء ذرفت الدموع و استعطفت مشاعرهم الإنسانية لحصول على لجوء فإقامة و معونات إقتصادية من عرق دافعي الضرائب الغربيين، لكن طبع الكره لا يتغير ، و عقد القص لا تتغير، و المسلم عموما و العربي خاصة يحمل معه خيمته و صحراءه و رمالها حتى في قلب الشانزيليزيه،
يسمون ذلك هوية و أصالة و افتخار بقيمنا، فهل أضحى الكره قيمة قيمنا الكبرى ؟

بعيدا عن التعميم الساذج و المبالغة التي لا ترى سوى الأبيض و الأسود في كل الأمور، أعتقد أن الإجابة عن السؤال أعلاه لن تكون نعم و لكن بصدد أقصد أن الكره قطعا ليس القيمة الكبرى لثقافتنا و لكنه تقريبا بصدد أن يكون كذلك.
ليست مجرد صدفة أن هؤلاء هم أنفسهم من يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مجرد نص بشري لا قيمة حقيقية له، و من يعتبر الديمقراطية بضاعة غربية لا تصلح لنا، و من يعتبر العلمانية منتجا مسيحيا أو حتى صليبيا، المهم أية تسمية تثير العاطفة و عاطفة الكره تحديدا. ليست مجرد صدفة أن يكون هؤلاء هم أنفسهم من يقف كشوكة في حلق هذه الشعوب قاتلا المفكرين راجما للفنانين ، فالعاجز عن الحب، عاجز عن الإبداع و لا يقدر أن يحي إلا كالخفافيش في ظلام الفكر. لذلك يكون أول نشاط لنواب الإخوان هو منع الغناء و الرقص و حرق الكتب و حرق الأفلام و إن لم يكن بأيديهم فبأيدي الصبية من أتباعهم.

لذلك فيفي كل عام يتكالب كهنتهم لنجريم عيد الحب، ليس لأنه عيد وثني و لا لأنه خطر على قيمنا و أخلاقنا كما يصرخون ، بل لأنه العيد الذي يعري عوراتهم القبيحة و يصيرون فيه مسخا لا سوق لبضاعتهم
أؤمن أن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو الفن

منذ عشرات آلاف السنين عبر أحد أفراد هوموسابينس عن مشاعره برسم على جدران كهف

كان هذا و لا زال ما مميزنا عن باقي القردة العليا

الذين يحرمون الحب و يحرمون الفن يعملون على أن نتخلى على إنسانيتنا

و حين نتخلى عن إنسانيتنا لا نعجز عن الإبداع و الحب فحسب بل نرتكب أبشع الجرائم التي لا ترتكبها أكثر الوحوش همجية فهل رأيتم وحوشا جندت متخلفتان عقليتان أو أطفالا و فجرتهم في سوق وسط الناس فقتلت المئات ؟
ليست صدفة أبدا أن يكون هؤلاء هم أنفسهم من يحرمون عيد الحب في أمة حمقستان التي يعملون على أن تكون كرهستان أيضا من قبل و من بعد

باعتباره يتعارض مع القيم الإسلامية
إسلاميون كويتيون يطلبون حظر عيد الحب لكونه "هدما للأخلاق"

7 تعليقات:

في 11:05 ص , Blogger Sami Ben Gharbia يقول...

نص فيه كثير من الصواب، للأسف الشديد
إلا أنه يحمل أيضا نوعا من التعميم التبسيطي لقضايا قد تكون أعقد من هذه النظرة "الثقافوية" للعربي و للمسلم.

 
في 11:17 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

شكرا يا سامي لمرورك و تعليقك

و صدقني أحاول جاهدا أن لا أعمم و أن لا تصيبني بدوري عقد النخب الثقافوية


لذلك لم أجب نعم

و لكن أجبت بصدد


لو لم نفعل شيئا
لو انتصر قانون الصمت
و قانون للخلف در

فستكون نعم الكره قيمة رئيسية في ثقافتنا حقيقة واقعة

و كما قلت لك في موضوع الهوية لو تذكر أكتب و أتمنى أن أكون مخطئا و أدعوا على ابني و اكره الي يقول آمين

 
في 2:01 م , Anonymous غير معرف يقول...

Quand est ce que les koweitiens sont devenus une reference?
Tawa brabbi normal?

 
في 2:07 م , Blogger عماد حبيب يقول...

mais c'est juste un exemple les koweitiens, c'est pareil ailleurs, en egypte (al azhar) au liban, ...

même polimique chaque année

et il n'y a pas que le St !valentine, c'est aussi juste un exemple

 
في 3:11 م , Anonymous غير معرف يقول...

Cher Frère Imed, je veux te passe un message. je ne suis ni relégieux extrémiste, ni laique! je suis une simple personne qui travaille à l'étranger. Je suis ton blog depuis une période, et je veux te conseiller 2 choses: (i) s'il te plait ne soit pas provocateur, (ii) ne regarde pas les choses toujours du cotés sombres et négatifs... sois modérer stp.
Bonne chance.

 
في 5:35 م , Blogger l'exilée يقول...

et la Tunisie dans tout ça?
Moi "pas comprendre"

Tu énumère les conneries Humaines?
A quand un article sur Charlie

?
etc
etc..

Rq:merci pour le tit fou rire.

Et si tu filais regarder le dernier film de Elsa Zylberstein
??

 
في 9:04 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

@l'exilée

j'aime pas ton elsa machin

:|

sinon tu paris que charlie c'est pour bien tôt, ils adorent mes fixations eux

:P

vas vas

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية