2008-01-28

حماس و تصفية القضية و ظاهرة الفم الأبخر

لم أكن أتوقع أن تسير الأمور بتلك السرعة و يدخل مخطط تصفية القضية حيز التنفيذ، فها هي حماس تفتح الحدود مع مصر عنوة، و يجتاح نصف سكان غزة سيناء المنقوصة السيادة أصلا و التي لا تستطيع مصر تحريك قواتها فيها دون اتفاق مع إسرائيل
و الحل الذي يتم تنفيذه اليوم بغباء أو بتواطئ لا فرق هو تعويض الفلسطينيين بأراض في سيناء مقابل مستوطنات الضفة الغربية و ربط القطاع الجديد بالضفة جغرافيا عن طريق صحراءالنقب مقابل الغاء حق العودة و الإعتراف بالقدس الموحدة عاصمة أبديةلإسرائيل
و نحن نشارك برد الفعل و اشعال الشموع و غباء مزمن
و حين نبهت لذلك صرت عميلا للصهيونية و عدوا للشعب و يساريا متطرفا و بدأ تجميع الحجر لرجمي عقابا على خيانتي العظمى
مع أن ما كتبته كان واضحا جدا : ثمة فرق بين الإعجاب بآداء إسرائيل و الإعجاب بجرائمها أو تبرير الإحتلال
ثمة فرق بين فهم الواقع السياسي بعيدا عن التشنج العاطفي و الإعتراف بأخطائنا لنصلحها و بين الخطاب الإخوانجي و إن بدون لحية لأنه سبب البلاء أساسا
بين خطاب سبب هزائم و مئات آلاف القتلى منذ 60 سنة و خطاب يبحث عن حل و لو على مدى بعيد
و مع ذلك كثيرون لم يقرؤوا و لم يفهموا و لم يدخروا جهدا في القاء تهم و شتائم لاتليق دون أي دليل أو تحليل أو حد أدنى مما يستدعي عناء الرد

ثمة مثل قديم يقول ما دواء الفم الأبخر إلا السواك الحار. و هو مثل متخلف كالبيئة التي أنتجته. ذلك أن مصدر الروائح الكريهة في الفم غازات صادرة من المعدة، بمعنى أن السبب أعمق بكثير من تحليل سطحي للفم ، كما أن المسواك سواء كان حارا أم لا كدواء نبوي ذو قدسية دينية لا يعتبر حلا بل هو دليل الخلل نفسه الذي في المعدة و الذي أدى لكل تلك الرائحة الكريهة التي تتجشؤها من حين لآخر أقلام قد لا تحتاج أصلا أن تكسكس لها لتعود لأصلها.

و إن كان الأمر لا يستحق عناء الرد على نص عجز صاحبه أن يكتب فيه جملة واحدة مفيدة بلغة سليمة و بحد أدنى من آداب الحوار، و كذلك لا يستحق الوقوف في قفص إتهام بإرادة من عين نفسه وكيلا للحق العام و قاضيا و جلادا في آن، دون دليل واحد أو تحليل واحد لجملة يمكن أن يفهم منها صدق ما إدعاه،
سأعود لأسباب الخلل الأعمق و الروائح الكريهة في موضوع آخر

لكني هنا فقط أكرر ما قلته وتثبته الأحداث، حماس الصنيعة الإسرائيلية هي خير حليف موضوعي لأسرائيل و هي متورطة في هذا الحل النهائي بجهل أو تواطئ
وهذا كلام مزعج لن يفهمه أصحاب الحلول الغيبية و دعاء يوم الجمعة و العودة للأصول ممن يشحذون النصر على باب السماء، و لن يستسيغه أصحاب الفكر الواحد من تجار حبوب منع الحب و منع الحلم و كره الحياة و الجمال
و غدا لناظره قريب

16 تعليقات:

في 5:05 م , Blogger Alternaute يقول...

Apres avoir lu les insultes qui fusaient de part et d'autre provenant de certaines personnes qui apparament n'admettent pas que d'autres personnes aient des avis differents sur certains sujets ... quitte a insulter gratuitement les traitres qui ont ose aver un avis different .. j'attendais une reaction de ta part et je suis content de la lire, car ta reponse est respectueuse envers tes vis a vis et surtout clairement exposee. J'ai mentionne ton cas ici http://alternatif.freediscussions.net/blogzone-f25/hamkistan-neo-religieux-tunisiens-et-ignorance-t744.htm#15041
Car j'ai ete choque par ce comportement primitif de certains bloggeur. Ces memes personnes qui arborent les slogants pour la liberte d'expression en Tunisie mais qui en meme temps la confondent avec la liberte de manquer de respect et d'insulter .. bref c'est un long debat !!
En tout cas je salue ta reaction vis a vis de toutes les attaques gratuites et mechantes aux quelles tu es expose .. et je te souhaite bon courage pour la suite.
Au plaisir de te relire

 
في 5:20 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@alternaute

شكرا لك،

فعلا لم أعد أهتم أو أستغرب

و لا آبه حتى


ما يهمني هو محالة الفهم
المعرفة
مصدر الغازات

و أماالفم الأبخر فإن خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

 
في 5:30 م , Blogger عماد حبيب يقول...

@alternaute

à propos de tunisphère:

ثمة أمور أخرى أيضا غير الشتائم و التخوين و اللغة الركيكة

غير الدروشة و التطرف

في موضوع تواتسة في بعضهم صفق الجميع لجريمة تزوير و خيانة مؤتمن

فقط لأن المستفيدة تونسية
و صاحب الشركة أجنبي صار ماله حلالا بئس الصورة و الأخلاق و الدين الذي يدعون الدفاع عنه

و زايد و بره

 
في 12:01 ص , Blogger الكاتب يقول...

اهلا عماد،

لست على علم بتفاصيل السباب والشتم الذي تتحدّث عنه، لكنّي آعبّر من جديد عن دفاعي عن حقّك في التعبير عن آرائك دون ان يتمّ اتّهامك بالعمالة والخ. من النعوت والممارسات اللاديمقراطية التي أفسدت أجيالا من اليساريين والقوميين في الوطن العربي وجعلت منهم دون ان يدروا حطبا لأنظمة استبدادية بشعة أضرّت بالعروبة وبالقضية الفلسطينية أكثر من أعدائها ربّما...

لكن ومع ذلك، اسمح لي ان أختلف شديد الإختلاف مع تحليلك الوارد في هذه التدوينة. اذ أرى انّك بدورك تسارع الى تفسيرات ساذجة نوعا ما ومبنيّة بشكل آلي على نظريّات المؤامرة. فرغم اختلافنا الإيديولوجي مع حماس وغيرها من حركات المقاومة الإسلامية، لا أجد مبرّرا للتحامل عليها بهذا الشكل بل واتّهامها بتصفية القضية الفلسطينية أصلا ! وبأنّها "صنيعة اسرائيلية" !...

ماجرى على الحدود مع مصر وان وقفت وراءه حماس فهو يبقى أمرا ايجابيا يدلّ على امكانية الضغط الشعبي على هذه الأنظمة الفاسدة المتواطئة مع الإحتلال الصهيوني والإمبريالية الأمريكية. لا أدري كيف تتجاهل انّ كسر الحدود، التي ماكان لها ان تكون أصلا بين كيانين عربيين، انقاذا لشعب يتضوّر جوعا كان أمرا ايجابيا وضروريا أفشل ، ولو لحين، خطط الكيان الصهيوني العنصري.

لا أفهم كيف تتجاهل هذه الحقيقة الساطعة وتتحدّث عن تبادل أراض والخ. وهي أمور لم يطرحها ايّ طرف فلسطيني ولا حتّي سلطة محمود عبّاس...

أستغرب حقا احتجاجك على التضامن مع آهل غزّة واضاءة الشموع والخ. وتركيزك على اتهام حماس بتهم وهمية يبدو انّ عدائك الإيديولجي صورّها لك في شكل حقائق لا تقبل النقاش...

 
في 9:12 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

عزيزي غسان

حين سأل القاضي الإسرائيلي الشيخ ياسين لم يتم تجميع الأسلحة قال نحن لن نستعملها ضد الدولة بل ضد العلمانيين الكفرة،

و هذه شهادة روتها لي محاميته شخصيا و أنا لا أكذبها و لا أحتاج أن أتحامل على حماس و لا على الإسلام السياسي كله

لست أنا من سجد شكرا لله في هزيمة 67 و لا أنا من أعطى الأمان لفلسطيني مثلي فسلم لي سلاحه فقتلته بدم بارد أو أبقيته من الطبق العشرين


حماس هذه التي سجدت لله شكرا لأنها حررت مكاتب في غزة و أكررها صنيعة إسرايلية كرد على نجاح الإنتفاظة الأولى

عد للتاريخ القريب أرجوك

ثم أنا لم أقل أن حماس هي صاحبة الخطة هي أداة و الخطة اسرائلية و منشورة و معروفة من زمن


و غدا لناظره قريب

و أما تهم التخوين و الفم الأبخر فلا تستحق العودة لها


شكرا لمواقفك المبدئية صديقي رغم اختلافنا و الشديد هنا

يسعدني مرورك دوما

 
في 9:16 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

شيئ آخر غسان أنا لم أحتج و لست ضد التضامن مع غزة أبدا

أنا ضد ردود الفعل العاطفية دون سواها و التي هي على المدى الطويل في صلحة إسرائيل

و بعيدا عن نظرية المؤامرة

هل تصدق أن خطط لسرائيل كانت قتل الغزاوية جوعا ؟


اسمح لي تحليلك انت هو الساذج

ألم تتسائل لم فقط في هذه المرة حدث ما حدث =

 
في 1:17 ص , Blogger Fantasia يقول...

مقال رائع وعقلاني في زمن أصبح فيه العقل شحيح. هؤلاء الذين يستدرون عطف العامة, لا مكان لعطف ولا مشاعر في قلوبهم.. لقد ابتلع الحقد والكره والتشنج والتصلب الفكري والتعصب الاعمى والتطرف كل مشاعرهم الانسانية. فهم كما قلت سيدي الفاضل تجار حبوب منع الحب و منع الحلم و كره الحياة و الجمال

خالص تحياتي

 
في 10:47 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

فانتازيا

سعيد بمرورك سيدتي

و بوجودك كما قلت لحسن على مدونته لسه فيه ناس عندها مخ و فكر و بتفهم

تحياتي*

 
في 11:22 م , Anonymous غير معرف يقول...

احسن كي حذفتها التدوينة الاخيرة متاعك .. اللي كانت فضيحة ..و كانت ما تأدي الا للتمترس مع مبارك

 
في 8:42 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

لائكي

أنا لم أحذف تدوينتي، كانت فقط إشارة لتدوينة وائل عباس الموثقة بالصور و عنوانها لا لشرمطة حماس و فيها أن حماس صنيعة إسرائيلية

ما دخل مبارك هنا ؟

 
في 11:29 ص , Anonymous غير معرف يقول...

أهلا بسي بعماد

مقال جيد كالعادة باستثناء لمسات نظرية المؤامرة المبالغ فيها بعض الشيء

أما التدوينة نتاع وائل عباس فهي أروع و أشجع تدوينة قرأتها في حياتي, حاجة مش نرمال

كان نهار يهدو علينا الليبية لا الدزيرية لتونس نحب نشوف ردة فعل العباد اللي عجبتهم الأكسيون نتاع حماس

واصل يا عماد

 
في 11:38 ص , Blogger nasr يقول...

يا عماد
تصب جام غضبك و اتهاماتك على اسلاميي حماس، و هذا ما لا استغربه و لا اخالفك قطعيا فيه
انا ارى غباء حماس السياسي، و اقول عمدا غباء، راجعا للغشاء الديني السميك و الاصولي
فالدين هو المرجع
طيب
ما مرجع سلطة محمود عباس العميلة؟
ما هو مرجع حسني مبارك؟
ما هي مسوولية منظمة التحرير و بطونها الممتلءة؟
ما هي نتاءج اللهث وراء التطبيع و التنازلات المجانية؟
ا نحيي ابو عامر من جديد كي يبشرنا انه سيصلي في القدس الفلسطينية؟
أم نقاوم و نقتلع لقمة نطعم بها شعبا جوعانا ممزقا، لقمة كريمة حتى يستطيع ابتلاعها

مثل تونسي يقول : ما يحس الجمرة الا الي يعفس عليها

قد ترى الصراع من زاوية تهديد الرادكاليين للعلمانية، و هو ما لا للعاطفة مكان فيه
لكن اليد لا تصفق وحدها
و الشعوب تقودها العاطفة
و ثورة الشعوب يغذيها القهر و الجوع
لكنها دون عقلانية و فكر سليم تفضي الى فوضى و خراب

اليدان تصفقان يا ابن حضارتي، فمهلا
مهلا

و بالله عليك فلندعو القرد قردا، و السمك سمكا، و العدو الصهيوني عدوا

تحياتي

 
في 12:22 م , Blogger عماد حبيب يقول...

ولد الصحراء

تلوم على نظرية المؤامرة و في نفس الوقت عاجبك وائل عباس الي قال نفس الشيئ لحماس اسرائيل هي الي عملتكم

:))

من غير ما يهدوا الدزرية ـ شوف معاملة التوانية للعساسة المغاربة فيا لإدارات و الشركات أما الجمل ما يراش حدبته
:P

 
في 12:29 م , Blogger عماد حبيب يقول...

نصر

لو عدت لتدوينتي بعد فوز حماس لوجدتني أقول نفس الشيئ:

فتح خسرت لأنها فاسدة ومرتشية
لكن حماس لم تنتصر و ليست حلا بل هي مشكلة


و أما التنازل و سير المفاوضات فتلك مسألة أخرى و دعني أقول بخصوصها : يرحمك الله يا بورقيبة

و لا أعلم إن كانت تونس في عداء أو حرب مع دولة إسرائيل لأسميها العدو الصهيوني

هذا خطاب لم يؤت أكله

لنجرب غيره

;)

 
في 5:56 م , Anonymous غير معرف يقول...

اللعنة, كتبت رد طويل و تمسحلي

أتنعاود نكتبه

 
في 8:26 ص , Blogger الكاتب يقول...

اهلا عماد،

عذرا عن تأخّري في الردّ.

المثال الذي ذكرته - ماقاله الشيخ ياسين للقاضي- يبدو لي خفيفا وهامشيا ولا يمكن البناء عيه بشكل كلّي. فحتّى ان صحّ، لا يمكن ان أضعه مقابل ما نعرفه يقينا من عداء مستحكم بين حماس واسرائيل وهو لا يعدو حسب رأيي ان يكون نوعا من "التقيّة". وان كنت لا أنفي عن ياسين وجماعة حماس كرههم للعلمانيين فإنّني لا يمكن ان انفي ما هو واضح ويقيني من مقاومة - وان اختلفت فيها مع حماس حول الأهداف والأساليب- للإحتلال الصهيوني ولما دفعته حماس من شهداء ... وعلى رأسهم ياسين. حقيقة قد أكون ساذجا ، لكنّي لا أظنّ انّه لو كان ياسين يخدم مصلحة اسرائيل كما تقول كانت هذه الأخيرة ستغتاله هو غيره من قادة الحركة.

- فيما يخصّ غزّة، أعلم جيدا انّ اسرائيل لا تنوي ولا تستطيع أساسا قتل الغزاويين جوعا، لكنّها تسعى بمساعدة عبّاس والولايات المتحدّة وأنظمة العمالة العربية الى اسقاطها وجعل الغزاويين يثورون عليها... كما أدرك انّ حماس تقف بشكل أو بآخر وراء ماحدث وتحاول استثماره لتحسين موقفها وموقعها في موازين القوى، لكنّ ذلك لا يعفي من ادانة مشاركة المصريين وغيرهم في حصار أهل غزّة ومعاقبتهم على اختيارهم الديمقراطي لحماس... مع ادانتي طبعا لما أقدمت عليه من انقلاب دموي وان كان ذلك موضوع آخر لا يتسّع المجال لمناقشته بعمق...

- حديثك عن أشكال التضامن كان كاريكاتوريا وان كنت أتّفق معك في ضرورة تغليب العقل عى القلب... لكنّي لا أري ضرورة لتجاهل الثاني فمن دونه لا يمكن للعقل ان يشتغل...

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية