2008-02-29

العلمانية الأصل و الغاية و الوسيلة

سأتوقف هنا عند تهمة وجهت إلي و إلى كثيرين مثلي بذكاء يحسد عليه من أطلقها و هي تهمة الأصولية العلمانية، التطرف العلماني الاستئصالية العلمانية و هلم جرا ثم جرا ثم جرا

سأزعم أن تحديد المفاهيم مرة أخرى يستحق عناء الكتابة عنه، و قد أكرر هنا ما قلته سابقا و ما يقوله كثيرون، قد أفسر بعد جهد الماء بالماء، و لكن أمام خلط متعمد للمفاهيم و عقلية غارقة في تكفيرها و تخوينها و تقزيمها لأي رأي مخالف و تكالبها القبلي على الصعاليك الجدد

فإنه يجدر مرة أخرى تحديد مفهوم العلمانية،

شرعيتها،

غايتها

و وسائل تحقيقها.

لا تتوقعوا من مدون متوسط طفولي حالم مثلي و هنا تحديدا دراسة أكاديمية غارقة في مصطلحاتها العلمية لأنه من المهم أنك حين تحل الصرة أن لا تجد خيطا و على رأي أزواو أو كما يقول ابراهيم عيسى خوذوني على قد عقلي و اسمعني للآخر و كأننا على قهوة،

موش مهم

المهم الفصل بيني و بين الفكرة التي أدافع عنها

قد أكون شيطانا رجيما و لكني حين أدافع عن العلمانية فهذا لا يعني أنها رجس من عملي

قد أكون ممن يرون ضرورة نقد الإسلام و إعادة كتابته و تنقية التراث و نزع القدسية عن تفسير النصوص المقدسة المتوارثة و لكن من السذاجة فعلا ربط هذا بدفاعي عن العلمانية

هذه نقرة و تلك نقرة كا يقول شيوخنا

أتكلم هنا باسمي و ثمة قطعا من يشاركني هذه القناعات

و لا أتكلم لا باسم الشعب و لا باسم قسم من النخبة أو باسم حزب،


أصل العلمانية تطور الثقافة و الوعي الإنسانيين تطور الحضارة البشرية و هي ليست منتجا غربيا أو مسيحيا، وإن كان تعريفها فصل الكنيسة عن الدولة، فإن لكل دين كنيسته و كهنوته و المتاجرين به و المتمعشين منه و الإسلام ليس استثناءا

فصل الدين عن الدولة لا يعني معاداة الدين أو هدم المساجد أو اقتلاع الحجاب عنوة من فوق رؤوس المحجبات، لم يقل ذلك أحد و لم يخطر ذلك ببال أحد بالعكس، الدولة الدينية هي التي تضطهد الأقليات الدينية الأخرى، و حال الشيعة في السعودية و السنة في إيران خير دليل، و لولا علمانية فرنسا ابنة الكنيسة تاريخيا لما أمكن اليوم لملايين المسلمين هنا بناء مساجدهم و قطع الطرق يوم الجمعة للصلاة أحيانا،

لمذا ؟ اي ما هي غايتها أو شرعيتها

لأنها شرط ضروري و إن لم يكن كافيا لضمان حقوق الإنسان كما وردت في الإعلان العالمي و خاصة حرية الفكر و المعتقد و التعبير

في دولة علمانية يمكن أن يعيش الملحد و المرتد و المتدين جدا معا ، متساوون أمام القانون، لا تفرق الدولة بين رجل و امرأة ، بين مسلم و مسيحي و القانون أساسا لا يفرق بين المواطنين في

دولة دينية و لتكن إسلامية لأن دستورنا ينص على أن الإسلام دين الدولة، فإنه لا يؤخذ المسلم بدم الكافر و دية المرأة نصف دية الرجل و شهادتها و ميراثها و هلم جرا ، يجلد من شرب كأس بيرة 80 جلدة، و لا يحق لأحد الإعتراض أوالنقاش لأن تلك أوامر ربانية


الدولة الدينية مستبدة تعريفا

الدولة المدنية أي العلمانية لا أحد من حقه أن ينطق باسم الله

ما هي وسيلتنا لتحقيق ذلك ؟ العمل السلمي، التوعوي، السياسي و المجتمعي في إطار المتاح من القانون لتغيير العقليات، أي ما كان بورقيبة يسميه الجهاد الأكبر


لا ندعوا لاستبداد أو عنف ، مهما اختلفت التسميات، خلافة أو دولة اسلامية كلها استبداد ، جهاد أو مقاومة الصليبيين و المرتدين و الحداثيين و أعداء الله، كله إرهاب و غياب حجة و منطق و عقل، كله جهل و تخلف و اجرام


لا نتمسح لا بالقضية الفلسطينية و هي قضية عادلة، و لا بالعراق و هو فعلا بلد محتل، و لا علاقة لذلك بمطلب العلمانية، انتهى زمن لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة و انتهى زمن اعتبار هذه الشعوب قاصرة لا تحكم إلا بالحجاج ابن يوسف، سنرفع أصواتنا مطالبين بكل هذه القيم

حرية معتقد مطلقة

حرية تعبير مطلقة

مواطنة حقيقية و مساواة أمام القانون و فصل العام عن المعتقدات الخاصة

أين هي الأصولية و التطرف هنا ؟

كيف يمكن أن لا نرى سوى أقلية تريد الجهر بالحادها أو افطارها أو ممارستها الجنس خارج إطار الزواج ؟

ملحوظة أخيرة : بخصوص اليوم العالمي لنزع الحجاب، في العربية ثمة فرق بين نزع و انتزاع و لا أحد يدعوا لنزع بالقوة ولا حتى إهانة شخصية لأي محجبة، هو يوم للتوعية و الإقناع و التعبير عن رفض الرمز و ما وراءه، ذلك أنه من المغالطة الحديث عن حرية بخصوص ما يعرف بالحجاب الفرض الديني،

3 تعليقات:

في 10:28 م , Blogger rai يقول...

برافو
مقال رائع كم نتمنى ان يعم الفكر العلماني بدولنا العربية والاسلامية بوجه التحديد وان يتم تطبيق فصل الدين عن الدولة فما لله لله وما لقيصر لقيصر وكفا تشويها للدين

 
في 1:52 ص , Anonymous غير معرف يقول...

أهلا عماد اني بانتضار تعليقك على تدونتي الفارطة zabratfromgeneva.blogspot.com وبالمناسبة هذا الأحد ينضم المركز الاسلمي بجينيف لقاء مع طارق رمضان ساحاول طرح بعض الأسئلة عليه

 
في 1:25 م , Blogger Samir Saad يقول...

للأسف استطاعت الأصوات العالية بالمجتمع أن تشوه مفهوم العلمانية والليبرالية وغيرهما من المفاهيم التي قد تدفع حياتنا خطوات نحو حرية حقيقية لمواطن ذو كرامة يحيا ببلد عادل وحر. وللأسف فإن الشعب أغلق عينه وأذنه على ما قيل له، وهو لا يرغب بتصحيح الصورة.
يقول رينيه ديكارت " إن العلة الأولى الكبرى لأخطائنا هي الأحكام القاصرة التي أتخذناها في مقتبل عمرنا. وبدلا من أن نسلّم بأن هذه الأحكام قد انعقدت في أذهاننا حين كنا عاجزين عن الإصابة في الحكم، وأنها تبعا لذلك يمكن أن تكون أقرب إلى الباطل منها إلى الحق، تلقيناها على أنها يقينية".

تحياتي

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية