2006-10-28

حقوق الانسان المسلم : التخلف أوّلا



أكاد أقتنع يوما بعد يوم و بالدليل القاطع أن الانسان العربي المسلم متخلّف جيتنيّا بطبعه. و إن كان التخلّف بكلّ تجلياته سمة واضحة في الشرق عموما، يطال العرب و الكورد و الأمازيغ و غيرهم، مسلمين كانوا او مسيحيين او يهودا أو حتى بوذيين لو وجدوا، و لكن العربي المسلم تحديدا يمتاز بأن كلّ عوامل التاريخ و الجغرافيا تكاتفت لتسجنه في سجن كبير اسمه أغلال القيم البالية و عقليّة التمسّك بها حتى الموت و محاربة كلّ من نادى بنقدها. تجعله الوحيد الذي تنادي فئة منه برفض الحريّة و الديمقراطية و حقوق الانسان الكونيّة و ابتداع بدلا منها حقوقا للانسان المسلم تجعل منهم في النهاية استمرارا لما كان عبر عصور الانحطاط : عبدا متخلّفا لا عقل له و لا كرامة يقدّس أوثانه و يرتع غيره في خيرات بلده.

عاملان رئيسيان ساهما في رقي الجنس البشري من مرتبة الحيوان و انتقاله إلى مرتبة الانسان و سيادته على الأرض : التكيّف مع الطبيعة لضمان حياته، و تغييرها و التحكّم فيها و استغلالها لضمان رفاهيّته. و منذ انهيار الامبراطورية العربية الاسلامية، تخلّى العرب المسلمين عن كل فطرة للتغيير و رفض الواقع و استسلموا للغزاة و للطبيعة القاسية التي قست عليهم يوما بعد يوم، صار التكيّف هو القاعدة، و الجمود هو وسيلة البقاء على قيد الحياة. و البقاء على قيد الحياة وسيلة لضمان الجنة في العالم الآخر و لا شيئ أكثر. و هذا الحل الغيبي، الفردي في النهاية هو الباقي الى حد الآن و عندكم الحركات الجهادية و الاحزاب الاسلامية السياسية تأكد ما أرمي اليه.

هو حل فردي لأن مفهوم الدين و الحساب و الثواب و العقاب فردي، حتى و لو مورس الدين جماعيّا، و غيبي لأنه يستمدّ وجوده من نصوص سماويّة لا مجال لمحاولة فهمها أو ايجاد منطق لها أو مناقشتها، فالله الذي خلقنا أدرى بمصلحتنا منا و لا يجوز لنا سوى ان نصدّق أن ما في هذه النصوص (قرآن، أحاديث قدسية، أحاديث نبويّة ...) هو كلامه الذي وصلنا سليما غير محرّف و علينا أن نطيعه، حتى و لو كان من صنف ارموا انفسكم في البحر. لازال هناك من نخبنا، و من قضاتنا و من مفكرينا و "علماءنا" من يؤمن أنه لا مجال للشك في زواج الشياطين من نساء الأنس و أن الزوج لو أتى زوجته دون أن يستر عورتها فالشيطان شيباشرها معه و يكون ابنه مشتركا بينهما. و الموضوع منشور في كبرى الصحف المصرية و القومية. لازال هناك من يقول بأهميّة حفظ الانساب و تعدد الزوجات و الطلاق الذي بيد الرجل وحده لحفظ كيان الأسرة، مناديا بالغاء مجلّة الأحوال الشخصية التونسية و التي تعتبر و موضوعيا أملا و هدفا لكل نساء هذا الشرق، و هذه الأخيرة كانت من ضمن ردود السيد بريك (هو نفسه الذي ينشر أن الحجر سيقول يا مسلم هذا يهودي وارئي فاقتله) ضمن حملة الحجاب المباركة.

ما يكتب عن الحجاب و النقاب نفسه و طريقة تناوله دليل آخر على أن حقوق الانسان المسلم هي فقط حقه في طاعة أولي الأمر منه، ترهيبا و ترغيبا و ضربا على المؤخرة بعصي ميلشيات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. بقدرة قادر تحوّل زي دخيل، و أكررها دخيل إلى : زي تقليدي تونسي، شرعي، أمر رباني تلبسه الحرائر، لا يحق لمخلوق مناقشته أو مناقشة مولانا الامام فيه. و إن فعل فهو : كافر، جاهل، متواطئ مع الحكومة، أو ليس برجل اذ يرضى أن تكون أمه أو أخته لحما مكشوفا (و هذا ما قاله مفتي استراليا أدام الله عزه عن كل امرأة لا تلبس هذه الخرقة).

حريّة الانسان المسلم هي فقط كما قال محمود درويش حريّة المساجين في تنظيف أعلامهم من براز الطيور و حقوق المرأة المسلمة هي حقّها في طاعة زوجها لا شيئ أكثر.

لذلك، و على صدى هذه الحملة المباركة التي يتصور أصحابها أنها الغزوة التي ستغير مجرى التاريخ، أبارك مسبّقا لرجال تونس عودتهم لحضيرة الايمان و لشرقهم البائس، عفوا، الروحاني، الغارق في تخلّفه الذي يسمّى تراثا. فالجماعة تنادي من الآن بالغاء مجلة الاحوال الشخصية، أولا و قبل كلّ شيئ. و تحارب لأجل حقوق الإنسان المسلم، و ضع سطرا تحت مسلم، فحقوق الأنسان كما نعرفها لا تصلح لنا و ليست من شرع الله في شيئ، كما يراه اسلاميونا على الأقل، لذلك فتح الله عليهم بحقوق الاسلام المسلم و هي حقوقه في اقامة شعائره و تغطية جسد امرأته حتى لا تكون لحما مكشوفا و لا شيئ أكثر.

و بشراكن يا حرارئر تونس فالذي تنادي به بعضكن اليوم بصفته حريّة شخصيّة، سيفرض على الجميع غدا و بالقوّة ، فالإمام لا يرضى لكن أن تدخلن جهنم و بئس المصير و هو العليم بمصلحتكن و بشرع الله و هو الذي يحميكن من غزو الغرب الكافر الثقافي الذي يسقط يوما بعد يوما في الحضيض. و على كلّ حال فقد بشرنا الرسول أنه سيأتي يوم يسود في اسلامنا العالم و نقضي على هذا الغرب الكافر حتى يأتي يوم يقول فيه الحجر يا مسلم هذا يهودي يختبئ ورائي فتعالى و اقتله.

ابقوا قابلوني.



ابقوا قابلوني.

5 تعليقات:

في 8:51 م , Blogger Mody Rap يقول...

هقابلك ان شاء الله يوم القيامه و هبقي اشاورلك و انت بتترمي في جهنم و احنا رايحين الصراط


ربنا يهديك قبل ما تموت و انت كده

 
في 2:25 م , Blogger عماد حبيب يقول...


الله أعلم يا مودي مين هيروح الصراط و مين هيترمي في سقر،

و لا تدري نفس مذا تكسب غدا و لا تدري نفس بأي أرض تموت

 
في 8:36 ص , Anonymous غير معرف يقول...

salam imed,
je lisais tes articles et c t à partir de tunisnews. En tt k je voulais savoir ou bien comprendre pkoi t contre des principes de l'islam (si t contre et si g bien compris). g lu tes articles et je comprend bien ton argumentation ki se base sur la preuve materielle des choses et surtout l'admission de ces choses avec la raison chose ki est ligitime (parcek t un scientific primo et ensuite tu appuies cela par le faite ke c cela ki distingue l'etre humain du reste). Mais vois tu ke la religion contient des choses spirituelles dont on a pas besoin de l'expliquer en se basant sur la raison?? mets tu en kestion tout ce k'il y a comme document religieux coran, 7adith et c..??
Si oui pkoi? et vois tu une piste pour juger kan à l'originalité de ces documents??
yalla si mes remarkes de ce ke g compris sont fausse merci de m'eclaircir.
a bon entendeur

 
في 8:58 ص , Anonymous غير معرف يقول...

salam,
wallahi t as attiré mon attention sur le caractère de ton ecriture ki generalise des faits, ki delivre des jugements de valeur et ki montre une certaine intolerance du vècu...
je voulais savoir sur kelle base tu delvire ces jugements?? et crois tu avoir la verité de ce ki existe en réalité??

 
في 6:49 م , Anonymous غير معرف يقول...

و لا تدري نفس مذا تكسب غدا و لا تدري نفس بأي أرض تموت
ها أنت تأتي بشاهد من الإسلام....

وإذا لم يعجبك شرع الإسلام في حجاب المرأة.. فابقَ أنت مع العاهرات
ودع الشريفات الطاهرات لمستحقيهن

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية