2006-10-16

الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان



خلال أمسية أقيمت بمناسبة مؤتمر لمنظّمة الصحّة العالميّة بالرّياض سنة 2000، روى علينا المدير الإقليمي للمنظّمة ساعتها وقائع رحلته لإفغانستان كمبعوث للإمم المتّحدة، و كان من أطرف ما رواه و أعجبه، بالنسبة لي على الأقل، أنّه حين أراد قضاء حاجته، أدخلوه إلى مكان ما في الخلاء، كلّ ما وجده هناك : حفرة. فطالبان لم تكتفي بمنع الضحك بعد أن منعت الغناء وفرضت النقاب و البرقع و منعت النساء من العمل إلا العمل كمتسوّلات، و ألزمت بقوة ميليشيات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تطويل اللحي طولا معيّنا قدوة بما يعتقدونه سنّة نبويّة، يبدوا أنّهم كذلك فرضوا الاقتداء بالسلف الصالح حتّى في طريقة قضاء حاجتهم، ذلك أنّهم قديما كانوا يتبرّزون في حفرة في الخلاء حين يسدل الليل أستاره.

تذكّرت هذه الواقعة، و قد رواها لنا شاهد عيان عاشها بنفسه و لا أعلم له مصلحة لاختلاق الأكاذيب، تذكّرتها و أنا أقرأ بعض ما أثير مؤخّرا بمناسبة غزوة الحجاب المباركة التي تشنّها أصوات خلناها اختفت و اندثرت أو على الأقل راجعت قناعاتها و أساليبها العقيمة للدعوة لأفكارها المتخلّفة. فلسبب ما، تعالت أصوات الناطقين الرسميين باسم الله المالكين للحقيقة المطلقة مدافعين عما يعتبرونه زيا شرعيا و ما يتباكون بسببه مما يقولون أنّه هجوم للحكومة التونسيّة او محاربة له و ل"حرائر تونس"، ذلك أن الحجاب من القرآن و أمر إلاهي لا يملك مخلوق مناقشته و من حاربه قد حارب الله و أنكر القرآن فهو كافر و وجب محاربته و استنصار المسلمين عليه، و هنا ظهر للوجود شيئ إسمه لجنة و عالمية، لمذا ؟ لمناصرة الاسلام في تونس. هكذا.

حسنا، إن كانت المحجّبات الّلواتي يتباكون لأجلهنّ و لأجل لباسهنّ الشرعي، هنّ حرائر تونس فمذا تكون أغلبيّة التونسيّات اللّواتي لم و لن يلبسن هذا الزي الطائفي، الدخيل و السياسي بامتياز ؟ هل هنّ إماء ؟ أو لعلّهنّ قحاب ؟ أو ليس ذلك ما يلمّحون له. لست دستوريّا و لا تجمّعيا و لا يهمني من أمر الحكومة شيئ، و لكني أكتب باقتناع، فهذا الزي المستورد زي طائفي بامتياز و الجميع يعلم ذلك، لا علاقة له بتونس و الجميع يعلم ذلك في تونس على الأقل فقد يختلط الأمر على غير التونسيين و التونسيات، و لكنّنا نعلم متى و كيف ظهر و لمذا يرمز. ثم لم يمنع أحد أحدا ما أن يلبس بالطول الذي يريده و حتّى أن يغطّي شعره، فلمذا الإصرار على هذا الزي بالذات، و الإصرار على الصدام بهذه الطريقة السّقيمة التي تدعوا للرثاء ؟

لن أعود لمناقشة الأدلّة الشرعيّة من القرآن بل و من السنة نفسها التي تثبت أن هذا الزي دخيل على الإسلام فالدراسات العلمية و الجادة متوفّرة للجميع، و هذا ما يراه القرآنيّون و حتى بعض رموز المذهب السلفي و ليس آخرهم الدكتور حسن الترابي. و لكن في كلّ الحالات هناك خلاف و لو بين أغلبيّة و أقليّة. أليس هذا أدعى لأن لا نصرخ و نبكي و نكفّر من لا يقول بوجوب هذه الخرقة التي نختصر المرأة فيها فإن لبستها فهي حرّة عفيفة و مؤمنة ؟ و مذا لو لم تلبسها ؟ أليس هذا اكراها معنويّا و أنتم لا تملكون قوّة تفرضون بها ما تريدون ؟ فكيف الحال لو كان لكم ميليشيات أمر بالمعروف و نهي عن المنكر، و هذا أوّل ما ستفعلونه بالتاكيد لو لا قدر الله مكّن لكم ؟ فلمذا العويل و التباكي عن حقوق الانسان المهدورة ؟ لمذا لا تكونون صرحاء مع أنسكم و تتوقفوا عن نفاقكم ؟ و منذ متى اهتممتم لحقوق الانسان ؟

أو ليس من حقوق الانسان الأساسية حريّة المعتقد و الدعوة السلمية للمعتقد مهما كان ؟ طيب اعلنوا علنا انكم لستم ضد التنصير و لا ضد الفكر الالحادي او اللاديني و أنّ فتوى اهدار دم سلمان رشدي باطلة لكي نصدّقكم. حريّة الانسان لا تتجزء، لكنكم تأخذون منها فقط ما يناسبكم، بل اكثر من ذلك، قرأت لأحدكم ما يقول أنه اعلان عالمي لحقوق الانسان المسلم، على اعتبار يعني أن على رأسه ريشة، و مذا كان في هذه الحقوق الخصوصية و التي اعطيتموها لأنفسكم ؟ أنه لا يحق لأي نظام وضعي أن يفرض عليه ما يتعارض و معتقده، يعني مثلا و ليس حصرا، المسلم الذي يعيش في أوروبا من حقه قطع عمله خمس مرات للصلاة ، و العمل نصف وقت في رمضان، و لما لا نكاح ما ملكت ايمانه، و هذا ما حدث في امريكا فعلا حيث قضية مرفوعة على سعودي اعترف بمعاملة خادمته الفيليبينية التي استقدمها معه من السعودية كالعبيد و بدون أجرة و استغلالها جنسيا. الامثلة كثيرة و أغلبها مثير للشفقة قبل السخرية، و لكن تلك هي أدبياتكم التي تجعلكم آخر من يتكلّم عن حقوق انسان ، و عن ديمقراطية أو انتخابات، لأنكم و بكل الحالات لن ترضوا بغير افكاركم المنزّلة من السماء و التي من يعاديها يعادي الله نفسه، ألا تطلقون رويبضة و عدو الله و عميل الخ على كل من ينطق بحرف لا يروق لكم ؟ أو ليس هذا ما نال الدكتور خالد شوكات لمجرّد أنه كتب شيئا من الحقيقة عنكم ؟

تبقى مسألة نصرة الاسلام في تونس، و هي التسمية التي تلقفتها قناة الجزيرة (مرة أخرى هي) لتجعل مها عنوانا رئيسيا و كأنّ الشخص الذي أسس هذه الجبهة يمثل شيئا ذا بال في تونس، و ندائه لعلماء المسلمين الذين لو كان فيهم خير لنفعوا بلدانهم الغارقة في الجهل و التخلف بدل التطاول على تونس، و لنصحوا مجاهديهم الأشدّاء على الكفّار من العراقيين و الشيعة و الرحماء فيما بينهم و بين الأمريكان بدل استعدائهم على تونس و هم من ألفهم الى يائهم لا وزن لهم. بربّكم أي علم يحملون ؟ رياضيات، فيزياء ؟ فلك ؟ جيولوجيا ؟ وجدوا حلولا للعطش الذي يقصم ظهر شعوبهم أو للمرض الذي يقتل أطفالهم ؟ صعدوا للقمر بعلمهم أم ثقبوا ابرة حتّى ؟ أي علم هذا ؟ البخاري ؟ صدقا لا رغبة لي في الضحك، فأرجوكم أفيقوا يرحمكم الله. أنتم مجرّد فزّاعة لا تخيف أحدا، لكن يبدوا أن هناك من لازال يرغب في استعمالكم.

ردود أفعالكم ارهاب فكري و معنوي، و لا تبعد كثيرا عن حفرة طالبان المذكورة أعلاه. تريدون أن لا يلتفت أحد لهذا الشكل من اللباس، ارفعوا ابديكم عنه، تريدون حرية الملبس، فلا يطالب أحدكم بمنع المينيجيب أو البيكيني، تريدون حقوق الإنسان، فلتكن كاملة للجميع كما وردت في الاعلان العالمي بدون تغيير تحت أي مسمّى لا خصوصية ثقافية و لا دينيّة، و بدون إستثناء فتتساوى المرأة في الإرث مع الرجل، و لكن هيهات أن تفعلوا، وجودكم نفسه مبني على هذه الخصوصية و القراءة المتخلّفة لنصوص أثريّة من طراز عذاب القبر و الثّعبان الأقرع، و على فكرة، ليس صحيحا أن انتشار الحجاب عائد لوعي ديني، بل لانتشار القنوات الفضائية المتخلّفة و أشرطة عذاب القبر و الشيوخ المودرن من أمثال عمرو خالد، فلا تحسبوا ذلك عودة لكم،

و مرة أخرة أفيقوا يرحمكم الله، لن نعود لقضاء حاجاتنا في الحفر و لو أتيتم بألف نص


7 تعليقات:

في 3:20 م , Anonymous غير معرف يقول...

Imed,
a very nice and interesting message to these "ignorants"!! THNX!!
I would confirm each sentence!
Cheers
Khaled

 
في 10:40 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

khaled,

Thanks a lot, and welcome dear

best regards

 
في 6:25 م , Anonymous غير معرف يقول...

(أدعو القارئ الأمين أن يعود لمقال "الإرهاب والحجاب وحفرة طالبان" تونس نيوز 17أكتوبر06)
أعترف أن التراشيش و"الأعمدة(1) قد أفلحوا في استفزازي وحملي على التخلى على قناعة كانت لدي وهي أن لا أكتب مقالا ردا على مقال وأن أوجه قلمي إلى الديناصور الذي يتهدد كل من خالفه أخضرا كان أو أحمرا، إسلاميا أو لا أدريا، يمينيا أو يساريا! وعزمت على الذب عن كل ضحية للقمع مهما كان لونها الفكري ومشربها السياسي.
ولكنني وجدت نفسي مؤخرا مدفوعا للرد ضد مقالين مُعينين مُوقعين بإسمين مختلفين وعزائي في التخلي عن مبدأ اجتناب الردود الفردية أن الإسمين وإن رَجح عندي أنهما لشخص واحد (دون دليل قاطع) فإنهما يمثلان تيارا ويقفان مدافعان عن السلطة ضد المستضعفات من النساء والفتيات نافخين في كير الإستبداد باسم الفكر "الحداثوي" و"التنويروي" و "الديمقراطوي" و"التحرروي" "الثقافوي" "السياسوي" وكل التعابير الركيكة التي يقع وزر ركاكتها على من ابتدعها لا على من نقلها لأن ناقل الكفر ليس بكافر!!
وقد بعثت برسالة إلى "ترششوييي" تونس (2) وأبعث الآن برسالة إلى "أعمدة" تونس ولا يهم عندي إن كان المتلقي واحدا أو جماعة فأنا أواجه الأفكار وأما الأفراد فحسابهم ليس عندي!!

وأقول لمن كتب "الإرهاب والحجاب وحفرة طالبان" أن تبرؤك من البعير الأجرب (السلطة) غير مصدق وإن كان الأمر عندي سواء. فالذي يكذب مرة ويزيف الحق يكذب غيرها ويلبس أي قناع شاء وإن لم تكن من السلطة فقد تخندقت معها وبدأت مقالك بالأكاذيب ولن أعددها جميعا، فقد زعمت أن "الإسلامويين" هم الذين أعلنوا "غزوة" الحجاب "المباركة" وما أحسب أن صادقا في هذا العالم يزعم زعمكم فليس الإسلاميون من سن منشورالعار على تونس(108) وليس هم من نزع قبل ذلك السفساري الأصيل عن التونسيات (3) وليس هم من غنى "نحي السفساري يا طفلة" في الإذاعة والتلفزة الرسمية وليس هم من وقف على أبواب الجامعات والمعاهد والمؤسسات ومنعوا المحجبات من الدخول! غريب أمر هؤلاء الجلادين يجلدون الناس ويستغربون منهم الصراخ!!

إذا كانت أساليب الإسلاميين الدعوية عقيمة فما دخلكم فيها دعوها وأجلبوا على الناس بخيلكم ورجلكم وأساليبكم التنويرية الحديثة! أين عقولكم دعوا أعداءكم فستخذلهم أساليبهم العقيمة!! أم إنكم تخافون من شعبكم "الجاهل المتخلف" أن يعرض عن أساليبكم المتنورة ويقبل "بالجهل والتخلف" "لجهله"!!

إن حرائر تونس هن المحجبات وغير المحجبات أيضا فمنهن أخواتنا وأمهاتنا وقريباتنا وكلهن عفيفات طاهرات منهن من أكرهت على نزع الحجاب، ومنهن من يحول دونها وإياه القمع، ومنهن من لا تلبسه ولكنها لا تعيب على غيرها ممن تلبسنه.
ولعلمك، إن الطالبات اللواتي لم يكن محجبات هن من إنتخبن الإسلاميين في انتخابات إتحاد الطلبة ومجالس الكليات، وهن من يرجحن الكفة دائما لصالح الإسلاميين ويساهمن في فوزهم على كل تياراتكم مجتمعة وموحدة! بل وكن محل ثقة كاملة لكل الأسرار والوثائق "الإنقلابية"! وإنه لسوء أدب منك ـ وكل إناء بما فيه ينضح ـ أن تصفهن بما وصفت وإن استعملت حرفا واحدا من الكلمة البذيئة التي أشرت إليها!! إلعبوا غيرها!! وابحثوا لكم عن رصيد شعبي فهو أنفع لكم من سند السلطة لأنه زائل لا محالة!!

وإن أردتم بعد ذلك أن تعرفوا من هن المقابلات للحرائر فأشفي غليلكم وأجيبكم بأنهن "الإماء" اللواتي يحرضن على أخواتهن ويستقوين عليهن بالإستبداد وعصا السلطة الغليظة! وهن إماء كما أنكم عبيد
وكلكم في شعبنا قليل والحمد لله وذلك مربط فزعكم وهلعكم!!

حدثتمونا عن الزي الطائفي المستورد وأن الجميع يعرفون مصدره وهذا منكم كذب فأنا وكثير مثلي لا يعرفون له مصدرا غير ديننا وتلبيته لحاجة عصرنا فهلا أعلمتمونا عن مصدر ه وطائفته.
وليكون في جوابكم شيئ من الإقناع لابد أن تتبعوا تحركه وتنقله عبر المكان من طنجة إلى جاكرتا وأي البلاد دخل أولا وكذلك عبر الزمان!!
ولا بأس وأنتم تجرون بحثكم من تعميمم الفائدة فتجيبونا إن كانت ألبستنا التقليدية الحالية دخيلة يوما ما!!
ويحسن بكم أن تجيبونا عن : متى كان التعود بعادات غيرنا في اللباس على فرض وجوده يمثل مشكلة !!
ولا تنسوا بالمناسبة "السارة" أن تنظروا إلى ما تلبسون وتلبس نسائكم وتجيبونا إن كان أصيلا أم دخيلا ؟؟ وإن كان كذلك اعلمونا متى دخل ومن أين؟؟

الغريب أنكم تكذبون وتعلمون أنكم تكذبون وتزعمون أن لا أحد يمنع النساء في تونس "العهد الجديد" من لبس الطويل أو تغطية شعورهن ونص المنشور 108 يشطب صورة فستان طويل وكذلك صورة "مني جيب"!!
وأما منع التلميذات والطالبات من أي غطاء للرأس فمثل واحد من أمثلة عديدة تجدون نصه في القضية التي رفعها الأستاذ عبد الوهاب معطر ونشرت على تونس نيوز 16 أكتوبر 2006 ومفاده منع تلميذة (15 سنة) من دخول المعهد "بفلارة"(مربوطة من غير المساك الإرهابي) تونسية أصيلة رغم غربة إسمها الأعجمي!!

ونزولا عند رغبتكم يا دعاة تنوير المرأة وتحررها أقول: إن النساء المحجبات ـ وإن كن على خطأ ـ يطالبن إيمانا بما يعتقدنه (وهن أحرار في ما يعتقدن حسب كل المواثيق والدساتير) بتغطية كامل أبدانهن عدا الوجه والكفين (في الغالب) ويشترطن في ذلك اللباس أن يكون غير واصف وغير كاشف وأن لا يكون للشهرة ويشترط فيه أن يكون عمليا يسمح بالحركة والتنقل وطلب العلم والعمل في الورشة والمختبر والعيادة والمحكمة ومكتب المحاماة ومكاتب الوزارات ولما لا مقر الرئاسة إن صلح أمرها يوما ما! فهل لكم يا "سيدي" الرئيس ويا وزراء الرئيس ومستشاريه ويا "نخبنا" "المحترمين" أن تقترحوا لهن لباسا يفي بهذه الشروط ويكون تونسيا أصيلا غير مستورد! ويستحسن بعد ذلك أن تسجلوه في الماركات العالمية المسجلة حتى لا يسرق! ولا غضاضة أن يوقع بأسمائكم "الخالدة" لا محالة!!

وبذلك "أعتقد جازما أن المشكلة ستُحل وأن المحجبات سيقبلنه ويتخلين عن اللباس الدخيل! ـ ولن يطالبنكم بالمعاملة بالمثل ولكم أن تحتفظوا بألبستكم الدخيلة، و"للرجال" منكم حق استعمال الصبغة والمساحيق والمكياج وكذلك النساء فالأمر من الحريات الشخصية وإن كان بعض الغربيين ممن تتخذونهم قدوة يمنعون ذلك عمّن يتقدم لولاية الأمر لما فيه من غش وتدليس على الرأي العام!! ـ ولكني أعتقد جازما أنكم لن تفعلوا لأمور عدة تعلمونها كما نعلمها!

أيها "السادة" إني مضطر إلى أن أقول لكم : كونوا رجالا واضحين واعلنوا عدائكم للدين صراحة واعترفوا بأن خوفكم من الإرهاب الإسلامي خوف كاذب إنما خوفكم الحقيقي هو من رفض الناس لكم. وإن افترضنا جدلا بأن الإسلاميين شر على رأى صاحبكم فهم أهون الشرين وأخف الضررين!! وإما أن تقبلوا بما سميتموه "لعبة" أو ترحلوا فلا مقام لكم!

مسألة الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس والذي أقض إسمها مضجعكم ما أعلمه عنها أن رئيسها الشيخ الزمزمي حفظه الله عالم وخطيب، كانت مساجد تونس وساحاتها تزدحم من أجل حضور درسه وكان يسعه أن يكون من أغنياء تونس متربعا على أرائكها ولكنه آثر الفقر على الغني مع الذل وأُقسم أنه فقير يجوع ليشبع غيره، وهو أستاذ زيتوني ومحام حقوقي، طرد من مدرسة القضاء التي قُبل دخوله إليها عن جدارة لأنه مسلم ملتزم! فهو ليس دخيلا ولا تعلم في مدارس أجنبية معادية لأمته! خلافا لمن يتسلط على رقابنا! وهو صاحب كتاب الإسلام الجريح الذي وثق مأساة تونس والحرب المستعرة على الإسلام في 505 صفحة! لماذا لا يسمح لكتابه بالتداول في تونس ثم تردون عليه رأيا برأي وحجة بحجة "والصحيح يصح وما يبق في الواد كان حجره"! ولكن أفعالكم تنم دائما على أن لا حجة لكم وتواجهون دائما قوة المنطق بمنطق القوة!! ولا غرابة فتلك هي ثقافة النعال والأحذية!!
إن الإسلاميين يشرفهم أن يكونوا علماء في البخاري وضحكُكَم وسخريتكم من ذلك دليل جهلكم وتفاهتكم وحقدكم ـ على الدين وعلمائه ـ الذي أبى إلا أن يفلت منكم ويمد عنقه ويظهركم على حقيقتكم وإن حاولتم الظهوربمظهر المجددين في الدين والمؤصلين للتنوير!! لأن علم الحديث من أقدم العلوم التي نضجت واكتملت وأفادت الإنسانية عامة ـ وباعتراف عقلائها ـ في مناهج البحث وتدقيق الأخبار وعلوم الرجال والجرح والتعديل وطرق الوصول إلى المعلومة الصحيحة التى تشترط في النقل الصحة وفي الإدعاء الدليل ولكن لا حظ لكم في ذلك لأن الكذاب لا يهمه صحة أخباره وإنما تهمه مصلحته ويأبى الله إلا أن يفضحه!!
ومع ذلك فالإسلاميون متفوقون في العلوم التى ذكرتم وهم ما بين أستاذ وطبيب ومهندس ودكتور وفي كل الإختصاصات العلمية، ولكن أسيادكم يحولون بينهم وبين خدمة بلادهم.
بقية بلدان العالم تأمل أن يكون لها مثل هؤلاء! ومأساة أشهرهم معروفة داخل البلاد وخارجها إنه سيدي طوعا وسيدكم وسيد أسيادكم وإن كرهتم :الدكتور المنصف بن سالم (الدكاترة)!
فهم ليسوا مجموعة من الملالي(4) يحفرون الحفر على حد زعمك ليقع فيها الجعلان من أمثالك تطبيقا لسنتهم في حياتهم وادخارأ للقاذورات ليوم حاجة كما ادخرت قصة الحفرة لتنزلها غير منزلها! ثم تفتري على العلم والسنة وتزعم أن السنة أمرت باتخاذ الحفر لقضاء الحاجة! أتحداك أن تأتيني بنص من القرآن أو من البخاري الذي سخرت منه لجهلك وغربتك يأمر المسلمين باتخاذ الحفر لقضاء حاجاتهم!

ولتعلم وما أظنك تريد أن تعلم بأن المسلمين هم أول من اتخذ الكنف (المراحيض) وأن أسيادكم الغربيين لم يكونوا يعرفونها بل كان من اضطر منهم لقضاء حاجته ليلا فعل ذلك في إناء مفتوح ثم وضعه تحت سريره حتى يصبح و يلقيه للجعلان!!

وزعم أن الإسلاميين وعلماء الأمة "فزاعة لاتخيف أحدا" ولكن أوصالك وأوصال أسيادك منها ترتعد ولذلك تفعلون ما تفعلون! ولكن ثقوا بأن الطوفان قادم وسيجرفكم ما لم تعتصموا باللجوء إلى جبل شعبكم تحترمونه وتوقرونه وتحكمونه وتقبلون بحكمه ـ وإن كان عليكم ـ وتقرون بحق الأغلبية وتحترموا حق الأقلية دون جور أو إكراه ولا تحاكموا الناس على نوايا لم يصرحوا بها وأن تحكموا بالظاهر والله وحده يتولى أمر السرائر!
وأما الإسلاميين فأحسب أن ما تعرضوا له من ظلم وحيف يمنعهم من ظلم غيرهم، وأما إذا تمكنوا ثم تنكروا لما يعلنون الآن من مبادئ وجب الجهاد ضدهم ومقاومتهم حتى يفيؤوا أو يزاحوا وسنة الله أن لا دوام للظالم مهما كان لونه أو مشربه! ولكني أنصحكم بأن لا تلجؤوا للجبال منذ أول الأمر وقبل حدوث المكروه عملا بفتوى الخروج التي أصدرها "شيخكم" الشرفي لمجرد صعود الأسلاميين للحكم لأن صحتكم لا تسمح لكم بذلك(5).
وقد يسمح لكم الإسلاميون بصعود الجبال ويمنعونكم بعدها من النزول فتهلكون ويكون ذلك منكم حماقة!!

ولا أحد يطلب منكم أن تعودوا لقضاء حاجاتكم في الحفر ولكني أخشى أن تدفنوا فيها باختياركم ما لم تغيروا من نهجكم العدائي،الإستئصالي، الإستفزازي!
وإني لكم ناصح وإن كنتم لاتحبون الناصحين فتلك مشكلتكم!
والسلام على القارئ الأمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جمع ترشيشي وجمع عماد فهما أو هو عندي يمثلان (يمثل) فئة من انتهازيي السلطة والمتحالفين معها
(2) جمع "مكسر" ومضاف لترشيشي
(3) راجع تونس نيوز 15 أكتوبر06 لتشاهد الزعيم الراحل ينزع السفساري الأصيل لأنه دخيل!
(4) جمع ملاّ
(5) مقتبسة بتصرف
صــــابر التونسي


المصدر:
http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?t=6500

 
في 9:18 م , Blogger عماد حبيب يقول...

إسلامكم هو المشكلة

أولا عندي رد لا بد منه للسيدين صابر التونسي و عبد المجيد العداسي : شكرا لكما لإهتمامكما و ردودكما، و اعذراني لن أذهب في الرد لأبعد من هذا و لكن فقط بالنسبة لصابر أقول لو وضعت اسمي على محرك البحث قوقل فستجد أن هناك فعلا كاتبا تونسي يكتب من مدة باسم واحد لا يتخفى وراء غيره مدافعا دائما عن نفس الأفكار، في عدة صحف و مواقع منها ايلاف و الحوار المتمدن و القدس العربي (رغم اختلافي المبدئي مع اتجاهاتها و صاحبها عبد الباري عطوان، و لكن يحسب له أنه ينشر رأيا مخالفا، كما تفعل تونسنيوز)

ثانيا هناك توضيح أراه ضروريا لمن قد يتوجّس خيفة ان أكون منتميا لحزب ما أو مدافعا عن السلطة : صاحب هذه الكلمات علماني حتى النخاع (و التعبير للدكتور منصف المرزقي استعيره منه بدون اذنه) لكني لا أنتمي الا لقناعاتي، و هذا ما يهم القارئ عل الصعيد السياسي. أما فكرا، و لأني سأكتب ما أعتبره أفكارا، فأنا أفخر بأني كنت و إلى وقت قريب قرآنيا (مما لا يتعارض مع علمانيتي) و أني أميل الآن أكثر لللاّدينية لأسباب لا أرى المجال هنا يسمح بعرضها.

ثالثا يا سيدي انا لا أسخر من البخاري فحسب بل أنكر السنة كلها جملة و تفصيلا و عندي من الأسباب و الحجج و من آيات القرآن نفسه ما يثبت ذلك. و لو كان الحوار سيكون حضاريا و على مستوى الأفكار فأني مستعد أن أكتب و أناقش باستفاضة، لكنّي هنا سأختصر حتى لا نبتعد عن موضوعنا الأصلي : الحجاب و الأرهاب و حفرة طالبان.

لا يكفي أن تصرخ و تتشنج و تكتب عشرات المقالات متباكيا، مدّعيا أنك مظلوم، لتكون على حق. و لا يكفي أن تقول ألاف المرّات أن "الهجوم" على الحجاب هو هجوم على الإسلام، ليتحوّل ذلك إلى حقيقة. و كلّ ما يفعله "اسلامويو" تونس هو استعداء أمثالهم عليها بأبشع التّهم، داعين من حيث يشعرون أو لا يشعرون، اخوانهم "المجاهدين" من أمثال "اسود طالبان" القيام بعمليات ارهابية داخل تونس لتلحق بالعراق و افغانستان و ليسقط أبرياء فداء أطماعهم و أوهامهم المريضة. فالذي يصدق و نحن الآن في سنة 2006 و بعد كلّ ما حدث أن تلك العصابة المتخلّفة التي اسمها طالبان قد اأقامت دولة، و أن العصر الحجري الذي أعات اليه شعب افغانستان هو صحيح الاسلام، و أنهم يقاومون اليوم كالأسود الأمريكان الذين يختبؤون في الحفر، من لازال يصدّق ذلك فعلا جدير بالرثاء قبل الاستهزاء كما قلت سابقا. و ما رواه مبعوث الأمم المتحدة ليس أسوأ ما حدث و ما هو ثابت من جرائم طالبان (عذرا لو اعتبرت اجبار الناس التبرز في حفرة جريمة، لكني لا أجد لها وصفا آخر، حتى الغباء سيكون غير لائق). طالبان أصدرت فتاوى تمنع الضحك، فضلا عن الغناء و الفنون، و حرمت البنات من التعليم و النساء من العل الاّ كمتسوّلات، و كله من السنة، أو ما تعتبرونه سنّة، لذلك كان اسلام طالبان، الذي لا يبتعد كثيرا عن اسلامكم أنتم الصارخون واخماراه يا "حرائر" تونس، كان اسلامكم هو المشكلة، بل المصيبة الكبرى و السبب الأول لتخلّف هذه الأمّة منذ مئات السنين.

ما أعلمه أن الاسلام دين توحيد لا عبودية فيه الاّ لله و لا وساطة فيه أو أوثان، دين نور و عدل و رحمة. الاسلام السلفي خصوصا و السني عموما (و الشيعي ليس بأفضل حال) اسلام وثني بامتياز. القداسة التي اختص بها الله نفسه اعطيتموها للرسول و لأصحابه كلّهم، و لتابعيهم، و لكل من هبّ و دب حتى لمن جاء بعدهم بمئات السنين من أمثال البخاري هذا. حوّلتم كلّ شيئ لأوثان، بدءا من الحجر الأسود، و مرورا بقبر الرسول و مسجده بالمدينة، و انتهاءا بكتاب تقولون أنّه أصحّ كتاب بعد القرآن، في حين أنه مليئ بخرافات لا يصدقها الصغار، و أحاديث فيها اهانات للرسول نفسه، و أحاديث تتعارض مع القرآن، و مع المنطق و العلم. و منها كلّ الأحاديث التي تستندون اليها في مسألة تغطية سائر الجسد ما عدى الوجه و اليدين. بدع استعملها الخلفاء الأوائل لتثبيت ملكهم كمثل حدّ الردّة الذي لا وجود له أصلا، و رجم الزاني المناقض للقرآن، و أقوال صارت من صحيح الدين كمثل "ما هو معلوم من الدين بالضرورة" التي صارت سيفا مسلّطا على رقاب كلّ من استعمل عقله و نفّذ أول ما جاء في القرآن : "إقرأ". هل أذكّركم بقائمة المفكّرين الذين قتلوا أو شرّدوا أو كفّروا لمجرّد أنهم فكّروا بطريقة مختلفة عن الأئمة الأربعة ؟ هل يعقل أن يسيّر حياتنا اليوم فقه كتبه الأئمة الأربعة، هل لكلام ابن تيمية و ابن عبد الوهّاب أية قيمة عمليّة اليوم، الا انتاج نسخ بشعة من الارهابيين الذين يكفّرون كل من لايطيل لحيته أربع أصابع أو لا يلبس ثوبا فوق الكاحل ؟

اسلامكم عبادة لاسلافكم ، اشراك بربّكم و بقرآنكم، أردتموه متحجّرا غير قابل للتطور و التغيير و ملائمة مقتضيات الحال، فهو المشكلة الرئيسية. و كان يمكن أن يبقى الأمر في دائرته العقائديّة لولا أن حركات الاسلام السياسي حوّلته لقنبلة موقوتة. قتبلة يوم انفجارها فلن تدمّر معها سوى المسلمين أنفسهم . المسلمون لازالوا يعتقدون أنهم فعلا خير أمة أخرجت للناس. مصدّقين، و أنه سيأتي يوم يقول فيعه الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فتعالى و أقتله (و هذه نشرت في تونسنيوز). فهل هذا دين قابل للعيش في هذا العالم ؟ أو ليست اعداد الانتحاريين في العراق (و الذين يقتلون من العراقيين أضعاف أضعاف أمثالهم من الأمريكان) دليلا أن هذا الدين (القراءة للدين) لا تصلح الا لغسيل المخ و انتاج الارهابيين، الأغبياء بامتياز.

الإسلام (القرآني، و لن أقول هنا الحقيقي حتى لا أقع في نفس الفخ و أدّعي أني أمتلك الحقيقة المطلقة ) هو دين علماني بامتياز، حرية التفكير مكفولة فيه، بما فيها حريّة الكفر و الايمان، و أكرّره بما فيها حريّة الكفر الإيمان، لا عصمة فيه لأحد ، الاّ للرسول في حدود الوحي و ابلاغه الرسالة (القرآن) فلا بخاري و لا مسلم و لا قرضاوي (أو ليس القرضاوي هذا هو صاحب الملايين و الأسهم في البنوك الاسلامية، الذي يقيم ابناؤه بامريكا، و الذي تزوج من طفلة في عمر أحفاده من سنتين ؟ أو ليس هو من يفتي بالشيئ للمجاهدين و ضدّه للأمريكان ؟ أو ليس هو من يفتي أمام مئات الصحفيين بمصر بتحليل ذبح المدنيين، ثم يعود و يكذبهم في اليوم التالي في قطر ؟ هل أمثال هذا البابا الذي نصبته علينا الجزيرة مصداقيّة ؟ قيمة ؟ بل لكلّ هيئة علماء المسلمين ، و أكرّرها، أيّ علماء هم ؟ و أي علم ينفع الناس يحملون ؟ و ما انتاجهم أو دورهم في الحياة سوى العيش كعالة على الطبقة العاملة و كطفيليات تمص عرقها؟

 
في 5:56 ص , Anonymous غير معرف يقول...

Nice article Emad...

 
في 12:48 م , Blogger عماد حبيب يقول...

Thanks a lot Pharaon

Tou welcome dear

 
في 10:30 م , Anonymous غير معرف يقول...

لا تاسفن علي غدر الزمان لطالما
رقصت علي جثث الاسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو علي اسيادها
تبقي الاسوداسود والكلاب كلاب

و انت للاسف لم ترتقى بعد الى درجة الكلب

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية