2006-10-31

حقوق الإنسان المسلم : الخوف فالموت أخيرا


ثنائية الخوف و الموت تلازمنا منذ الطفولة. القهر العائلي (الأبوي في أغلب الأحيان) يليه و يصحبه منذ السابعة القهر الديني : علموهم لسبع و اضربوهم لعشر. و أول ما نتعلمه عن ديننا عذاب القبر و ما نتعلمه من أهلنا النفاق. لم يكن هناك فرق فيما يتعلق بالدين بين الكتّاب و المدرسة، السؤال ممنوع و الفهم مرفوض و العلقة و العصا لمن عصى. لا أحد يفهم ما تعلمّه و فطرة السؤال و محاولة الفهم تجهض في بدايتها، فلا حق للانسان المسلم بعد التخلف و العبودية سوى : آهي عيشة و تعدي، حتى الموت (بكل معاني حتى)

لمذا يصر المسلمين و "علمائهم" على خرافة عذاب القبر هذه ؟ و لمذا يصرون على أنهم وحدهم من سيدخل الجنة ؟ و لمذا لا نريد أن نرى في هذا المعتقد خللا له نتائج وخيمة على شخصيتنا و تكويينا و علاقتنا بالآخر ؟ لمجرّد أن "حديثا" وضع بهذا المعني، فاعتبرناه وثنا لا يجب المساس به و الا الموت فجهنم و بئس المصير.

مذا ينتظر المخالف للفكر السلفي الخرافي السائد في أوطاننا عامة (باستثناء بلدان كتونس تحررت نوعا ما من براثن التخلف رغم القوى الظلامية التي لاتزال تحلم بالعودة بها للخلف بمحاربتها لعلمانية الدولة ). مذا ينتظر من لا ينافق ؟ : الموت. الموت بعد استتابته أي أن تطلب منه أن ينافق ثانية حتى لا يحدث خلل في هذا المجتمع المريض أصلا. أو قتله بمجرد أن تطاله أيدي سيوف الله المسلولة لو حكم عليه بالزندقة (و أتحى أي ارهابي جاهل أن يعرف أساسا ما معنى زندقة). تارك الصلاة يقتل أو ينافق فيتظاهر بآدائها و ان كان غير مقتنع بهذا الطقس اساسا. سامع الموسيقى اليوم في العراق قد تقطع اذناه لأنها كفر (يسمح فقط بالاستماع الى طلع البدر علينا - و هذه ليست نكتة، في اعراس الجماعة اياها فقط يغنون طلع البدر علينا)

هذا الخوف يصحبنا حتى الموت. و الموت ثقافتنا السائدة، فكل ما نقوم به و نعتقده موجّه أساسا لمرحلة ما بعد الموت. نحن لا نعيش الحياة، بل نسير نحو الموت.

يقول أبو حيان التوحيدي : الانسان يساق بالطبيعة نحو الموت و بالعقل نحو الحياة. نحن فقط نسير نحو الموت و نحسب حسابه و لا تهمنا الحياة، لا عقل لنا. أعلم أني ابالغ في التعميم، و ان الاستثناء موجود، و لكني أكتب هنا عن الخط الغالب. حين فكّر شاب من الأزهر بطريقة لم ترقهم، و تجرّأ و أعلن انه لا يتبع الاسلام بشكله الحالي، بل تهور و أعلن أنه ارتد عنه : طرد و كاد يقتل و يحقق معه الآن في مصالح أمن الدولة كأي مجرم أو ارهابي.

هل تعرفون أين يقيم فقهاء الإرهاب و منظريهم و دعاة التخلف و الرجعية و تكفير مواطنيهم المسيحيين و احيانا المسلمين على غير مذهبهم ؟ لا ليس في أمن الدولة و لا تحت حماية المجاهدين، هم ليسوا أخطر على هذه الأمة من كريم عامر و أمثاله، هم في أفخم الفنادق و القصور الملكية و القنوات الفضائية و أموال الشيوخ الجهلة تسيل كغيث من السماء.

تذكّرت الآن أنه كان بيننا رجل اسمه عبد الله القصيمي، و أنه لولا وسائل الإتصال الحديثة و لولا اقامته في مصر، لكان قد مات فعلا بعد موته،

4 تعليقات:

في 2:10 ص , Anonymous غير معرف يقول...

أنا مش قادرة أفهم منين انت مستنكر ان مفيش حرية وان مينفعش مثلا ان كريم يتقبض عليه لمجرد انه رافض للإسلام وان ده حرية شخصية, ومنين انت عمال تهاجم الإسلام, طب مهو زي ما كريم من حقه كإنسان يختار غير الإسلام أنا كمان من حقي أختار الإسلام , ازاي بتطالب بالحرية وفي نفس الوقت بتهاجم الإسلام

 
في 9:04 م , Blogger عماد حبيب يقول...

لا طبعا أنا لا أهاجم الاسلام كدين ، و لا كاختيار شخصي

أنا أهاجم قراءة متخلفة له، و فرض هذه القراءة بالقوة على الناس،

اعيدي قراءة ما كتبت، لأنه لو كانت هذه هي الفكرة التي وصلتك فمعناها أني فشلت في ما كتبت

 
في 9:10 م , Anonymous غير معرف يقول...

يا سيدى يعنى انك تقول على ثابت من ثوابت الدين انه مش موجود وتقولى قراءه متحضره
حاول انته تقرا الاسلام باسلوب حضارى وبعد كده اتكلم لكن ما تخدش نص الموضوع وتتكلم انت قريت لناس بتتكلم عن الاسلام بمنطق ولا تقربو الصلاه وبعد كده انت كملت

انصحك بقراءه كتب الغزالى وسليم العوا والقرضاوى ومحمد عبده عشان تعرف معنى الاسلام الحضارى

 
في 9:35 م , Blogger عماد حبيب يقول...

و أنا أنصحك بقراءة محمد الطالبي و محمد أركون و أحمد صبحي منصور

و بعدها لنا لقاء

مع العلم أني قرأت أغلب ما كتبه من ذكرتهم

فها قرأت أنت لأركون ؟

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية