الحوت ألوردي
السماء مزيّفة كما في الحكايات القديمة. و البحر يلملم زبده و يستعد لموعده مع السكون. أغلقت الباب خلفها و ألقت جسدها المترهّل على الأريكة فتموّج الشّحم الذي يكتنز في عجيزنها كما الموج. أطلّ عليها وجهها من المرآة المقابلة و ألقى عليها تحيّة بشعة. بعد حين تتحرّر من زمن المسخ، قالت لنفسها ساخرة بنصف ابتسامة، و قامت لسرّ كلّ ليلة.
حين يخلوا النوم من الحلم، و ككلّ ليلة، تلملمها خيوط العنكبوت كما شرنقة. و كما شرنقة بدأت تنزع عنها جسدها. تساقطت أجزاء مفتّة على الأرض، و تراكمت بلون حنطي، و خرجت من كلّ ذلك بجسد رشيق كنسمة صيف، أبيض كرائحة الياسمين، و وجه بجمال يقطع الأنفاس. سارت خفيفة نقيّة على ندى الغيمة التي تحمله لحصانها على الطرف الآخر من الوجود. امتطته عارية فلامس فخذاها رشاقته و شموخه.
تسائلت الأرض أيهما أجمل ؟ و أجّلت الجواب إلى حين، لتسكر بالمشهد.
واصل الحصان خببه و كبريائه، و فخره بما يحمل نحو الملكوت. و أنتفى الحد الفاصل بين شعرها و أحراش الغابة الظلماء التي تفصلها عن البحر.
(يتبع)
2 تعليقات:
I loved it ,,, I really did ,, it's so sensetive ,, a velvet dream-like peace of writing ,,
I found ur blog by chance while surfing ,, I think I will keep tunning
You welcome dear,
Thanks a lot,
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية