2006-11-03

الحوت ألوردي



السماء مزيّفة كما في الحكايات القديمة. و البحر يلملم زبده و يستعد لموعده مع السكون. أغلقت الباب خلفها و ألقت جسدها المترهّل على الأريكة فتموّج الشّحم الذي يكتنز في عجيزنها كما الموج. أطلّ عليها وجهها من المرآة المقابلة و ألقى عليها تحيّة بشعة. بعد حين تتحرّر من زمن المسخ، قالت لنفسها ساخرة بنصف ابتسامة، و قامت لسرّ كلّ ليلة.

حين يخلوا النوم من الحلم، و ككلّ ليلة، تلملمها خيوط العنكبوت كما شرنقة. و كما شرنقة بدأت تنزع عنها جسدها. تساقطت أجزاء مفتّة على الأرض، و تراكمت بلون حنطي، و خرجت من كلّ ذلك بجسد رشيق كنسمة صيف، أبيض كرائحة الياسمين، و وجه بجمال يقطع الأنفاس. سارت خفيفة نقيّة على ندى الغيمة التي تحمله لحصانها على الطرف الآخر من الوجود. امتطته عارية فلامس فخذاها رشاقته و شموخه.

تسائلت الأرض أيهما أجمل ؟ و أجّلت الجواب إلى حين، لتسكر بالمشهد.

واصل الحصان خببه و كبريائه، و فخره بما يحمل نحو الملكوت. و أنتفى الحد الفاصل بين شعرها و أحراش الغابة الظلماء التي تفصلها عن البحر.

(يتبع)


2 تعليقات:

في 1:33 ص , Blogger bluestone يقول...

I loved it ,,, I really did ,, it's so sensetive ,, a velvet dream-like peace of writing ,,

I found ur blog by chance while surfing ,, I think I will keep tunning

 
في 10:04 م , Blogger عماد حبيب يقول...

You welcome dear,

Thanks a lot,

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية