المسيحيّون العرب و الجريمة المنسيّة
لازالت فكرة المواطنة غريبة و غير مستساغة في هذه البقاع التي أدمنت عهر اللغة، و لا زال الشيئ يعني عادة ضدّه حين يشاكس معناه ما توارثناه من قيم الموتى. و لأنّنا نعبد الموتى و نحجّ لرمال خيامهم كلّما عجزنا أن نزرع وردة و ما أكثر ما نعجز ، فإنّنا نذبح أو نرى من يذبح جزءا هو من أغلى ما فينا و لا نحرّك ساكنا.
و حين قالوا أن الإسلام فاشي قلنا هم يكرهوهنا و يحقدون علينا و يهاجمون و يتآمرون، و لم نرى أن ملايين الأقليّات الدينيّة اندثرت أو هي في طريق الإندثار، فقط بسبب عنصريّة الإسلام الذي لا يعرف مواطنة بل مسلمين و أهل ذمّة عليهم دفع الجزية عن يد و هم صاغرون، و هم صاغرون.
المسيحيّون العرب، لم يشفع لهم أنهم أهل هذه الأرض قبل الإسلام بقرون، و لا أنهم حاربوا مع المسلمين جيوش الصليبيين و لا أنهم كانوا القلعة التي حافظت على هذه اللغة العربيّة التي كادت أن تندثر يوما، و لا أن أديرتهم كانت مناراة لهذه اللغة و لا أنّهم منّا و علينا من قبل و من بعد.
الثورة الشعبية الحقيقية الوحيدة التي عرفها العرب في بداية القرن الماضي كانت ثورة 1919 بقيادة الوفد، كان هذا الوفد تقريبا مناصفة مسلمين و أقباط، و لم يكن أحد يحسب أن سعد زغلول مسلم و لا أن مكرم عبيد قبطي ، استمر حزب الوفد يجمع أطياف المجتمع و كان العلم المصري فيه ثلاث نجمات للدلالة على الديانات التوحيديّة الثلاثة للمصريين. في العراق كان طارق عزيز مسيحيا و في فلسطين كان جورج حبش مثلا لا حصرا مسيحيا. هذه أمثلة سريعة و غير حصريّة.
منذ يومين حكم قاض مصري بالسجن لمدة ثلاث سنوات على مسيحية مصريّة ، ولدت ، نشأت ، تزوجت و أنجبت و هي مسيحيّة، فقط لأن والدها اعتنق الإسلام سمنة1964 ثم عاد للمسيحية بأوراق مزوّرة. ذلك أن الدولة الدينية في مصر ، تحكم بالشريعة البخارية المخالفة للقرآن الذي يضمن حرية المعتقد و تمنع خروج أي مسلم عن دينه. صار الإسلام جبا لا تخرج منه إلا بالموت أو بالقتل. و الأبناء يتبعون غصبا عنهم دين الأب، و رغم أنها لم تسلم في حياتها فإنها بنص هذا القانون و حكم هذا القاضي الإخواني العادل صارت مسلمة.
أين هي المواطنة و حريّة المعتقد و حق جميع أبناء الوطن في هذا لوطن ؟
لا توجد مواطنة لأنه لا يوجد وطن في الإسلام لكن ثمّة أمّة. دار الإسلام و دار الكفر، هذا ليس كلام ابن لادن هذا هو الإسلام كما هو لا كما نريد أن نجمّله. كما هجم الهمج من حيوانات القاعدة على المسيجيين في العراق فارضين على نسائهم الحجاب و على رجالهم دفع الجزية حتّى لم يبقى في العراق إلا ما ندر من المسيحيين، هجم أتباع حماس بمناسبة هوجة الدنمارك و أحرقوا الكنائس و حققوا لإسرائيل ما عجزت عنه، فرغت الضفة و القطاع أو كادت من المسيحيين، و اللبنانييون المسيحيون اليوم في أغلبهم يعدون حقائبهم بعد أن تخونج الجميع و صاروا ان لم يسبحوا بحمد ابن لادن سبحوا بحمد خامئني أو نصر الله لا فرق.
أما في مصر بلد العجائب المضحكات البكيات فحدّث و لا حرج ، لا يستحي من قبض من أموال صدام و تباكى عليه و كذب حتّى في صحيفته الأسبوع، نجم الجزيرة مصطفى بكري لنائب المحترم، حيث نشر لي مقالي عن فاروق حسني و قانون الصمت و أدعى أنني قبطي، و طبعا هاجم كل من دافع عن حق الوزير في ابداء رأيه ، هاجم نجيب ساويرس لأنه تجرّأ و تكلّم عن الحجاب، قدس اقداس الإسلام الذي لا يجب أن يرفع ذمّي راسه في بلاده، أي الإسلام، فما بالك و ينتقد الخيم المتحركة المقرفة التي ملأت شوارع القاهرة و قسمت الناس لمسلمين و مسيحيين.
و طبعا مع الإشاعات التي تنطلق أن أمريكا تريد تقسيم مصر و استقلال المسيحيين فكثير من االجهلة سرعان ما يستغلون أي خبر عن توسيع كنيسة مثلا للهجوم و لقتل الأقباط، و عادة و كما حدث في الكشخ تمر كلّ تلك الجرائم بلا عقاب في بلد سيطر الإخوان على قضاءه، حوكم كريم عامر بالسجن لأنه انتقد الأزهر و لكن من قنل قبطيا فلا أثر له و من يحرّض عليهم لا أثر له
لو رحل المسيحيون العرب و هم يرحلون فعلا فستكون خسارة فادحة للعرب و للشرق عموما ، و ستكون جريمة أخرى لا تغتفر ، وسيكون العرب المسلمون من الغباء بحيث يصنعون فراغا حولهم يسهّل مهمّة تجميعهم و افنائهم و دفنهم بقواهم الذاتيّة دون تدخّل من أحد، أتركهم يقتلون بعضهم البعض كما كانوا طوال عمرهم، و بغبائهم ليلحقوا بالموتى من آلهتهم. ساعتها سيكون لعلم اسرائيل معنى، من النيل إلى الفرات ،
مرة أخرى كم أتمنى أن أكون مخطئا، لكن الواقع و الدلائل و الإحصائيات ، الحقائق كما أراها تقول العكس ، لذلك و كما دعوت للكتابة و لو كلمة عن جرائم العرب الجنجاويد في دارفور، أدعوا للكتابة و لو كلمة عن جرائم العرب من غير الجنجاويد و لكن من المتخونجين من اتباع الإسلام الفاشي و ليس الاسلام المعتدل ضد كلّ الأقليات، من المرأة للمسيحيين مرورا بالبهائيين و الأكراد و الآيزيديين بل و حتّى الأمازيغ الذين خيّروا التحوّل للمسيحية على حساب أمنهم و سلامتهم لأنهم لم يرو من هذا الاسلام في الجزائر سوى قطع الرقاب.
4 تعليقات:
حمقستان ثم تاتي بعض الكلمات التي من الصعب تهجئتها ولكنها جيدة على اي حال ،،،، لا اعلم هل توصلت انا الى فهم ما ترمز اليه بعنوان هذه الصفحات في المدة الاخيرة ام انني متسرع كالعادة
عماد هذا المقال الاخير اراك احد الحمقى الذين تتحدث عنهم صفحاتك ،،، انت الى الان ومنذ ان تعرفت عليك مازلت تخلط بين شيئين البخاري وكتابه وبين الله وكتابه،، حتى انني بدا اراك ملحدا في البخاري فقط اوشيئاكهذا
الاسوء من ذلك ياعزيزي الاحمق اننا نرى القران كتابا خاصا بالمسلمين فقط والواقع غير ذلك انه النسخة الاخيرة من الكتب السمواية او التي يقال عنها انها سمواية وان فكرة ابطال هذا النص يؤدي الى فكرة ابطال النصوص السابقة له
---------
سنيور
العرب يكرهون أنفسهم أكثر من تمسكهم و حبهم لتاريخهم، لثقافتهم و لثرواتهم الثقافية و الدينية
سنيور
معك حق ، ثمة أخطاء إملائيّة مخجلة ، و الفكرة كانت مشوّشة
لكني أراك تعلق و انت سكران ، انا لم أخلط كتاب الله بكتاب البخاري ، انا قلت حقيقة موضوعية مفادها حرية المعتقد المطلقة في القرآن ، و عكسها في السنة و الواقع
أنيس،
العرب و غيرهم من شعوب هذا الشرق ، حتى مسيحييو الشرق أكثر انغلاقا من مسيحيي الغرب ، و حتى يهود الشرق أقرب للعرب منهم ليهود الغرب ،
هي الفتنة الطائفية و للأسف أكثر المتورطين من المسلمين
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية