2007-10-01

الذين ينصبون المشانق

لمذا لا أساند ميّة الجريبي و نجيب الشّابي في إضرابهما عن الطّعام ؟

لأنّي لا أريد أن أكون حمّال حطب، أو لنقل خشب ، كالآخرين، فهذا خشب ستنصب به مشانق قادمة على يد حلفائهم الجدد ، الذين تحطّب لهم الرياح أصلا في هذا الزمن السيئ.

حين شنق صدّام حسين، كتب السيّد الشابي مقالا رفعه فيه لدرجة إلاه. المعارض الديمقراطي جدّا ، لم يلتفت للمقابر الجماعيّة ، للدكتاتورية الدمويّة، للإبادة العرقيّة، لم ينتبه أن صدّام مجرم قاتل مستبد ، و أعتبره شهيدا. استدرك الأمر بعد يومين و حذف مقاله من موقع جريدته، لكن بعد سقوط القناع, حين يكون رمز الاستبداد و الفساد و الخراب مثلا أعلى لمعارضنا الديمقاطي جدّا، فثمّة خلل ما. يعني على الأقل أن مفاهيمنا للحريّة و الديمقراطيّة مختلفة.

و كم تمنيّت أن يحتجّ أحد أعضاء الحزب، أن نرى ديمقراطيّة داخله، أن يكتب مثلا الصديق غسان بن خليفة معارضا لزعيمه، لكن شيئا لم يحدث.
في صدر الصفحة الأولى لجريدة الموقف المصادرة بصفة غير رسميّة، كتب السيد رشيد خشانة فخورا أن السيد راشد الغنوشي قد ساند يإضراب جوع لمدّة يوم. و قدّمه على أنّه الشيخ فلان رئيس حركة النهضة.
حركة النهضة هذه متفرعة عن جماعة الإخوان مثلها مثل القاعدة، مارست الإرهاب و قتلت و فجّرت و لا زال كتّابها يتعبرون الإرهابيين الذين قاموا بذلك و أعدموا شهداء، للآن. السيد الغنوشي وعد بنصب المشانق في حديقة الباساج للعفيف الأخضر و رجاء بن سلامة، و ربّما إمتدّت القائمة لتشمل سلوى الشرفي، و الأكيد أنها ستشمل حتى حلفائهم من غير الإسلاميين كما حدث في إفغانستان و إيران، و على رأسهم المرزوقي و الهمامي و الشابي ، قبل أن يقتتلوا فيما بينهم على تل خراب البلد.
حركة النهضة هذه بشيوخها و كتابها ليست حركة ديمقراطية و لا يمكنها أن تكون يمقراطيّة لآن الديمقراطيّة كفر صريح ، فلا علاقة لحاكميّة الله ، أسوأ ما تقيّأ سيّد قطب و أغبي، بحاكميّة الشعب ، لا معنى لبرلمان و سلطة تشريعيّة عندهم فالله هو الذي يشرّع، و لا يحق لمخلوق، و ضع سطرا تحت كلمة مخلوق، في نقاش ما أراده الله لنا و هم وحدهم من يفهم ذلك, و هم وحدهم من وكّلهم الله لتنفيذ مشيئته، لذلك لن يرف جفن أحدهم و هو يضع حبل المشنقة على أي معارض لهم ، أي معلرض لله أو لإرادة لله و شرعه.
لم يراجع أحد منهم و لن يفعل مفاهيم مدمّرة كالحاكميّة، و الولاء و البراء، و علوية العقيدة على الوطن، و إقامة الحدود ، بدونها سيصبحون مسخا، كفارا، و قراءة ما يكتبونه لليوم كفيل بإلقاء الضوء على ضجيج الخشب الذي يتم تحضيره لنصب المشانق.
عن أية ديمقراطيّة و حقوق إنسان و حقهم في العمل السياسي كغيرهم نتحدّث ؟ و هم أساسا لم يعترفوا يوما لا بحرية و لا بديمقراطية بل لا يريدون سوى سماع ولولة ضحاياهم منهم في انتظار لحظة نصب المشانق و الإنتقام، فهل يدرك الكتّاب و المثقّفين و بعض السياسيين أنهم بدفاعهم عنهم و تحالفهم معهم إنّما يشاركون في جمع الحطب الذي سيحترق به الجميع، و أنه لا حل للسرطان سوى استئصال الورم و الحرص على عدم تسرّب أية خليّة مسرطنة.
لأجل ذلك أطالب بوقفة تأمل ، مراجعة للقيم و المفاهيم التي تعمل لاجلها ، لا التصفيق مع القرقوشيين، فالأمر أخطر من ذلك بكثير، و كم أتمنّى أن أكون مخطئا و مبالغا، لكن.............غدا لناظره قريب

6 تعليقات:

في 12:30 ص , Anonymous غير معرف يقول...

Bonjour,
Je te rejoins (si je te tutoie c’est que c’est la tradition non énoncée dans les échanges ‘ blogosphériques’) dans l’idée que les islamistes ne sont pas porteurs de projets démocratiques pour la pays, et qu’ils avaient appris depuis la féroce répression dont ils avaient fait l’objet dans les années 90 d’un nouveau réalisme les portant à se mettre à table avec des ennemies jurés (mouvement du 18-10) ou aussi entrer en masse et noyauter un parti qui, il n’y a pas longtemps affiché dans sa dénomination le mot « progressiste », il est beau le progrès avec des forces rétrogrades en son sein. Bref, pour ce qui est de l’initiative de Mme Jribi et de M. Chebbi, il est important d’apporter les éclaircissements suivants :
1 La décision de recourir à cette action de grève de la faim illimitée, a été décidée (de la bouche même de M. Chebbi) depuis le déclenchement de l’opération de les faire délogés du local du parti. Donc les deux dirigeants grévistes ont pris la décision devant les instances internes de leur parti de commencer cette action si une action judiciaire est entamée en vu de les mettre à la rue.
2 Celui qui vis l’action à haut risque, de la vie contestaire et dissidente dans la Corée du l’Afrique du nord, il saura sans peine qu’après avoir muselé la LTDH ces sections régionales, le PDP est le seul espace de quelques mètres carrés restant ouvert quotidiennement à toutes les voies éprises de libertés et quand je dis toutes, crois mois toutes, gauches, droites, centre islamistes ou pas.
3 Maintenant si un Ghanouchi au passage fait son cinéma par des prises de positions allant aux félicitations du petit dernier mafieux dans la famille au soutien de la grève de la faim, personne n’est dupe je pense.

 
في 9:05 ص , Blogger الكاتب يقول...

أهلا بالصديق عماد،

مررت صدفة بمدوّنتك فوجدت هذا النصّ.


أفهم ان تعارض آراء ومواقف نجيب الشابّي لكنّي لا أفهم لماذا لا تسانده وميّة الجريبي وحزبهما في قضيّة مبدئية تتمثّل في حقّهما القانوني والمشروع في النشاط السياسي السلمي؟


أمّا بالنسبة لقضيّة صدّام حسين؟ أنا شخصيًا وغيري في الحزب عبّرنا عن معارضتنا لتمجيده وهناك من كتب مقالات في هذا المعنى على جريدة الموقف (مقال الشابّي لم يحذف وهو موجود على الموقع الى اليوم) ولم يُمنَع أحد من إبداء رأيه. أنا وان كنت لا أوافق على إعتبار صدّام رمزًا للأمّة العربية وان أتغاضى على جرائمه وهنا اين أختلف مع الشابّي الذي ينتقد إستبداده لكنّه يركّز أكثر على انّ إسقاط نظامه وإغتياله لم يكن من أجل الديمقراطية وانّما من أجل القضاء على دولة عربية تمتلك من الإمكانيات والطاقات ما يمكّنها من قيادة العرب نحو نهضة حضارية تأخّرت كثيرًا...

فيما يخصّ الإسلاميين، أعرف مدى عدائك الإيديولوجي لهم، وأنا ايضًا كيساري علماني أعتبرهم خصومًا فكريين لي، لكنّي لا أضع الجميع في سلّة واحدة وان إشتركوا في المرجعيّة العامّة، فمقارنة النهضة بالقاعدة فيه إجحاف كبير. ومن زاوية سياسية براغماتية، أقول لك انّه تولدّت لدى أغلب أطياف الحركة الديمقراطية في تونس انّ بقاء الوضع على ماهو عليه لن يؤدّي الاّ الى مزيد من التقهقر والتطرّف الديني..وانت على علم بتغلغل السلفيين الذين يكفّرون اسلاميي النهضة.

نحن مع تحرير الحياة الفكرية والسياسية أمام جميع التيّارات وإلزام الإسلاميين بمنظومة من القيم والحرّيات والمكاسب الإجتماعية غير القابلة للتصرّف وبعد الإتّفاق على قواعد اللعبة فلنترك الشعب يختار ويلتحمّل مسؤوليّة إختياره سواء كان صائبًا أو خاطئًا..فذلك أفضل بمليون مرّة من ان يختار له الأخرون...


وللحديث بقيّة

 
في 10:02 ص , Blogger عماد حبيب يقول...

@khannouf

@غسان

أنا قلت أني أرجوا فعلا أن أكون مخطئا و مبالغا، فما يحدث قطعا ليس في مصلحة المعركة لآجل الحرية و الديمقراطية

لكنّي لازلت مصرّا أن التحالف مع الاخوانجية و لو مرحليا أو حتى اعتبارهم قوة طبيعية من حقها العمل العلني خطر و خطأ سياسي لا يغتفر ،

للأسباب التي ذكرتها

تبقى مسألة مساندتي لإضراب جوع من أجل مقر ، أي نزاع عقاري ، مهما قيل من أن ذلك يتجاوز العقار و يتعلق بالعمل السياسي و الحرية بصفة عامة ، فإن اضرابات الحوع مع تكرارها ، و مع تدخل السفير الامريكي و آلة الإخوان الإعلاميّة الجبّارة ، يجعلني اميل للشك و الحذر و كم أرجوا أن أكون مخطئا مرة أخرى

 
في 7:50 ص , Blogger الكاتب يقول...

عماد،

مع إحترامي لذكائك وقلمك المميّز

أعتقد بصراحة انّ عدائك الإيديولوجي الشديد للإسلاميين يمنعك من رؤية الأمور بشكل موضوعي.

صدّقني، انت مخطئ على طول الخطّ..خاصّة عندما تشكّك في الطابع السياسي لمعركة المقرّات، وتتحدّث عن السفير الأمريكي وآلة الإخوان والخ من هذه الكليشيهات القديمة...

على كلّ حال، نحن إجتهدنا ونعتقد انّ هذا هو الطريق الوحيد للوصول الى الديمقراطية التي تستوعب كلّ أطياف المجتمع وتجعل الشعب يختار بحرّية ويتحمّل مسؤولية إختياره. وسنترك للتاريخ مهمّة محاسبتنا ..ومحاسبة من يكتفي بالوقوف على الربوة وتوجيه سهام النقد...

 
في 12:29 م , Blogger عماد حبيب يقول...

الصديق العزيز غسان

قد اخترت يا صاحبي خندقك و لك من الاسباب ما يدعوني أن أقف احتراما لك

لكني لست لا معك و لا ضدك

لست أكتفي بالمشاهدة و النقد أنا لي موقف مبدئي أنت تعرفه

لا أريد أن تستقط تونس في براثن التطرف كما سقطت مصر

و الشعوب قد تخطئ و تدفع غاليا ثمن ذلك و مهمة المثقف ليست مجارات رأي الأغلبية

لا بأس بنشاز أحيانا يحذرنا


تحياتي
و شكرا لردك و مجاملتك

 
في 9:15 ص , Blogger الكاتب يقول...

الصديق العزيز عماد،

عذرًا عن تأخّري في الردّ على مدخلتك الصادقة


صدقني لست وحدك من يخاف ذلك. بل وتأكّد انّ شدّة خوفي عليها من الوقوع في براثن التطّرف هي ما يدفعني الى النضال من أجل الديمقراطية في بلادنا..لأنّ البديل ببساطة هو مزيد من الفكر السلفي المتحجّر. فها قد رأينا ماوصلت اليه البلاد بعد عشرين عامًا من حكم ديكتاتورية قالت انّها قضت على التطرّف الديني...

الى ذلك، تأكّد أنّني شخصيًا لن أجامل أبدًا ولن أتخاذل في الدفاع عن قيم الديمقراطية والعلمانية والتقدّمية واليسار الوسطي الليبرالي، لكني أعرف ايضًا انّ هناك أولويات ومعارك تمهّد لأخرى...


على كلّ حال، مرحبًا بك دومًا وب"نشازك" ونقدك يا صديقي العزيز

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية