2007-10-08

موسم الحج إلى جهنم

في الليل تحتضن الجبّانة قبور من مرّوا أمامها يوما. و لم يضربه أحد في حياته بوحشية كيوم فطن به جده يحاول إعادة رصف عضام بشرية وجدها بالحمادة المجاورة للمقبرة. و ذات يوم تحدى الأولاد أنهّ قادر أن يعبر الجبّانة ليلا من بابها القبلي حتى الطاحونة القديمة ، و جرى بكل قوّته و مات الرعب مع خروجه منها و ماتت أيضا أشياء أخرى. و لكن التساؤل كان يؤرّقه ، كيف لهذه العضام أن تسمع سلام جدتي في العيد ؟

وأمّا كوم الحجارة الممتد فقيل له أنه خط حجري يربط مكة بالقيروان و أتّها توقفت بأمر من عقبة بيده و قد أتم البناء. سيتبعه يوما حتى يصل الكعبة و في جوفها سيدرك الحقيقة و يرفع عنه الحجاب، كسيدي عبد السلام.

الخمر المراقة على أغصان الزيتون نور على نور. الخطاف يعلن ضاحكا مغيب الشمس ، و يتحدى أهل الدار و خط الحجارة المقدّس ، و يقول أنه كان هنا قبل أن يزرع جدكم أول ظل و أنكم ستعودون من حيث جئمتم ، حيث الجحيم. حيث أشجار اللوز بلون الجمر و رائحة الماء المقدّس. لا أحد سيصحبه في رحلته الأولى و لا أحد سيكون هناك حين يحلّ موسم الحج إلى الجحيم لمن استطاع إليه سبيلا.

جرى بكل طاقته عابرا الجبّانة ، لم يتوقف إلا للحظة ، توقّف فيها الزمن ، فلم يدرك أصدقائه أنه توقّف دهرا خارجه ، رفع عينه خارج السماء و خرج من جسده عابرا المجرّات نحو الملكوت ، و كان في انتظاره هناك تماما كما تخيّله

يتبع




2 تعليقات:

في 2:21 ص , Blogger Unknown يقول...

STP, pourrais-tu écrire plus grand.
Merci.

 
في 2:21 ص , Blogger Unknown يقول...

أزال المؤلف هذا التعليق.

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية