2007-11-02

المشروع الطالباني دموي

أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن - العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2


عرّف المؤرخ التونسي المعارض للنظام التونسي محمد الطالبي"المشروع الطالباني" بأنه عداء المرأة والتعصب ضد الآخر،وضرب راشد الغنوشي مثلاً لهذا المشروع الدموي وأهل مكة أدري بشعابها وبطبيعة ثعالبها وخفافيشها المسعورة والعطشانة لدماءالنساء والمثقفين الديمقراطيين،تذكرت المشروع الطالباني وأنا أقرأ مقال الأستاذة دلال البزري-حمى الله قلمها السيال من أذى المتأسلمين المتربصين شراً بكل إمرأة مسلمة تكشف زوايا عقولهم المظلمة- مقالها يا سادة منشور في جريدة"الحياة" اللندنية بتاريخ 21/10/2007 بعنوان"الإخوان المصريون في برنامجهم الأخير :" تصلب العقيدة والرجوع إلى وراء وراء" تناولت فيه نقد برنامج إخوان مهدي عاكف،هتلر مصر،لحزبه الموعود لإطلاق رصاصة الرحمة على قلب مصر النازف جراء فساد وجبن الحزب الحاكم الذي يطبق برنامج الإخوان المسلمين بدون الإخوان المسلمين!. فماذا في مشروع المتأسلمين المصريين؟ إنشاء "هيئة من كبار علماء الدين تنتخب انتخاباً حراً مباشراً من علماء الدين"لماذا هذه الهيئةالدينية؟ لترغم الهيئة التشريعية(مجلس الشعب) على استشارتها وأخذ رأيها في كل ما يتعلق بالشريعة الإسلامية".صورة طبق الأصل من"مجلس تشخيص مصلحة النظام" الذي أقامه الخميني في إيران لفرض ديكتاتورية دولته الدينية الدموية كما أشار لذلك الأستاذ حازم صاغية في "الحياة"في صفحة الرأي بتاريخ20/10/2007. وماذا أيضاً؟ هذه "الهيئة".ستمنع "الأقباط والنساء" من مناصب "ورئاسة الدولة والولاية وقيادة الجيش" ... وهكذا يعيدون المرأة المسلمة إلى عصر الحريم. ويعيدون الأقباط إلى"وضعية الذمية" كما تقول الأستاذة دلال البزري.لكن برنامج هتلر مصر مع ذلك يلح على "عدم التمييز بين المواطنين في الحقوق والواجبات على أساس الدين والجنس ...". اللغة المزدوجة التي تعبر عن مرض انفصام الشخصية العضال والتي هي طبيعة ثانية عند المتأسلمين من"المحيط الغادر إلى الخليج الهادر" !!!.
أريد أن أقول للأستاذة دلال البزري الشيء من مأتاه لا يستغرب،فالأخوان المتأسلمون وإخوانهم في بلداننا أعداء للمرأة ولغير المسلم بطريقة لا رجوع فيها حتى الساعة على الأقل. ولنسأل التاريخ القريب،هل أعطى طالبان حقوق-أبسط حقوق- المرأة والأقليات الدينية،وخاصة الأقلية الشيعية التي قتلوها وسبوا نساءها. وقد افتخر المتأسلم بن لادن قائلاً"لم يسمح طالبان للشيعة بزيارة القبور. لقد قاتلتهم وقتلتهم وسبيت نساءهم"يعني بذلك أخوتنا شيعة أفغانستان"الهزار".أما المرأة فقد قرروا حرمانها حتى من تعلم القرآن الكريم،الذي كان المادة الأساسية ،بل الوحيدة في مدرسة طالبان الظلامية،كما أن إيران المتأسلمة تضطهد المرأة شر اضطهاد. ففي سبتمير الماضي دعت المعارضة الإيرانية، إلى مظاهرات للإحتجاج على رجم النساء المتواصل في جمهورية التأسلم، التي رجمت أكثر من 2000 إمراة!!!،والمسلمات الإيرانيات الرافضات للحجاب ترسلهم"شرطة الآداب"الإيرانية إلى دورات لإعادة تأهيلهن لإرتداء حجاب العقل البغيض،طبعاً بعد تطبيق القانون الإسلامي عليهن،15 يوماَ سجناً و75 جلدة!!! فجمهورية القمع والدم هدمت عشرات المساجد السنية،وحرّمت على سنة طهران بناء مسجد سني فيها لصلاة الجمعة ... وهكذا يعاني 30% من السكان وهم السنة اضطهاد أبشع ألف مرة من اضطهاد الفلسطينيين تحت الإحتلال الإسرائيلي البغيض...
لكن لنسأل تاريخ "الإخوان"نفسه،فسنجد عنده الخبر اليقين عن"مشروعهم الطالباني" الظلامي الدموي. ولندع الوقائع تتحدث عن نفسها. لقد تعاون الإخوان المسلمين مع أحزاب الأقلية المعادية للديمقراطية والدستور،ضد حزب الوفد صاحب الشعبية الساحقة. في العهد الملكي، يقول الأستاذ عبد اللطيف جبر في جريدة"الأحداث المغربية" الحرة المستقلة:أكثر من أي جريدة مستقلة أخرى:"وبعد نكبة فلسطين أخذ الإخوان المسلمون يزايدون على هذه الأحزاب، وأسسوا تنظيمات سرية إرهابية كانت وراء إحراق منزل النحاس،ثم محاولة اغتيال مصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين، لينتهي الأمر باغتيال رئيس الوزراء النقراشي في نهاية صيف 1948(...) وعندما ستنفجر ثورة الضباط الأحرار في صيف 1952،اعتقد الإخوان أن لهم الحق في الوصاية على العهد السياسي الجديد وأخذوا يزايدون على الثورة وحاولوا اغتيال الزعيم جمال عبد الناصرفي1945 وفي 1965،اتخذ العهد الجديد بحقهم إجراءات عقابية باركها الشعب المصري. وبعد وفاة عبد الناصر أعاد السادات الإعتبار للإخوان وجعل منهم حلفاء سياسيين، في النهاية اغتال الإخوان المسلمون أنور السادات في 6 أكتوبر 1981". ويذكر الناقد المصري الكبير الستاذ رجاء النقاش، أن الإخوان المسلمين هددوا المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد بالاغتيال، لأنه انتقد اغتيالهم للنقراشي باشا صديقه واستشهد بفقرات من العقاد يتحدث فيها عن تهديداتهم له ويسخر منها كعادته. و"نقد العلماء كفر" عند المتأسلمين وحتى ولو كان هؤلاء قتلة وإرهابيين!! فها هي المجلة الشهرية "أفريقيا-آسيا" الناطقة بالفرنسية والمحامية المتحمسة عن القضايا العربية والإسلامية العادلة كتبت في عددها الصادر في أكتوبر 2007 في الصفحة 2 ما يلي:"الرئيس المتطرف راشد الغنوشي اللاجئ دائماً في لندستان،والذي بدأ يزعج جدياً أتباعه ومضيفيه البريطانيين صرح في تلفزيون"الحوار" اللندني[الذي يشرف عليه ]منذ أيام قليلة:"بأنه من المشروع قتل كل من يرفض الحكومة الإسلامية". وهكذا لخص الغنوشي في جملة واحدة ما قاله في كتابه"الحريات العامة في الدولة اٌسلامية"الذي أفتى فيه بمشروعية قتل الرئيس المؤمن محمد أنور السادات،لأنه "حاد عن الشريعة"!!!.كم تمتعت بقراءة مقال رائع في هذه المجلة المحترمة عن الثائر العالمي شي جيفار عنوانه"لا أحد يستطيع قتل الأفكار" لذلك فـ"شي" حي أبداً...أبداً...أبداً . يا "شي" قل للمتأسلمين من هتلر مصر إلى خفاش تونس:"لا أحد يستطيع قتل الأفكار النيّرة"عسى أن يتعظ المتأسلمون القتلة بأن قتل الأفكار مستحيل؟!.
شكراً للأستاذة دلال البزري،فالموقف الصحيح من المتأسلمين هو تعريفهم حتى تفهم النخب الواعية خطرهم على البلاد والعباد ويعملون كل ما يستطيعون لتحييدهم، اتقاء لشرهم. وهو ما أقوم به يا سيدتي في جريدتنا الإلكترونية "إيلاف" التي تفتح صدرها بدون تحفظ للرأي والرأي الآخر،لذلك ينصحها خفاش تونس بأن تسمي نفسها"هآرتس أو يدعوت احرنوت" ... متناسياً أن موقع "النهضة"المتخصص في فبركة الفتاوى الدموية الكاذبة لا يصل إلى كعب "هآرتس ويدعوت احرنوت" في المهنية وإلتزام الموضوعية في إعلام قرائهم... ومتناسياً أيضاً أن إيلاف تفتح صدرها لرسائله المليئة بالأكاذيب حتى ولو كانت متطرفة، ودموية كأكثر آراء الخفاش ...وحسناَ فعلت إيلاف فأفضل وسيلة لفضح الأفكار الإرهابية هو تركها تعبر عن نفسها ، وسيدرك القارئ بحاسته السادسة حقيقتها ويفر منها فرار السليم من الأجرب. و" لا يحيق المكر السيء إلا بأهله"كما تقول الآية الكريمة.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية