2007-01-30

غباء الحكومة، حمق المعارضة


في بلادي،
حيث تغسل الشمس جدران البيوت
و يمر البحر بعد ذلك ليترك قليلا من ملحه على شفاه ظلال الزياتين ،
صلاة كقبلة أو كدعاء،
لأجمل جميلات البلاد، تونس الخضراء،

في بلادي التي قال أحد أولادها،
لا خوف عليها إلا من أولادها،

صحت نخلة عالية عالية فجرا

كانت الحياة تدب من جديد في المدينة
كانت الحكومة تمارس غبائها بغباء يزداد يوما بعد يوم
و كانت المعارضة تزداد حمقا و خيبة
و كان الشعب مجهول المعادلة التي لم يجد أحد لها حلا

غاب التجمع عن برنامج حواري تلفزي لأول مرة
فتكفلت أحزاب المعارضة بتشنيف آذاننا بنفس المدائح و الأذكار التي نشئنا عليها منذ الصغر
سكتت دهرا و لم تنطق حتى
هذه ليست معارضة،
هذا إسمه غباء حكومة

قسم آخر من المعارضة إكتشف فجأة أن صدام بطل
و أن مؤامرة تحاك ضد الإسلام
و أن العلمانية رجس
و أن شبابا حمل السلاح
نقبوا له عن أي تعلة و بالكاد لم يقولوا أنهم أبطال فتحوا طريق الخلاص
هذه إسمها حماقة معارضة و أحدهم قال أنها، أعيت من يداويها

و بين المقاهي و الملاعب و الأسواق
لازال المجهول يعيش حياته اليومية
لا يعلم أحد مذا يضمر
كل يحسبه في صفه و هو قطعا في صف نفسه
إنه ما يكمن في نفوس أبناء بلدي
التي لا خوف عليها إلا منهم

قالت النخلة أرهقني عطش صحرائكم التي تأكل خضرتكم يوما بعد يوم أفلا تشعرون؟
ثم غابت مع ما تبقى من ندى الفجر
قبل أن تغسل الشمس جدران البيوت من جديد

2007-01-29

رحمك الله أيها الأب بيار


كتب أحدهم مقالا عن موت الأب بيار، الشخصية الأكثر احتراما و حبا و إجماعا من طرف المجتمع الفرنسي بكل أطيافه، الرجل الذي عاش فقيرا و مات فقيرا و وهب نفسه للفقراء دون تمييز بسبب عرق أو لون أو دين، و الذي لم يكن له يوما في نظاله مرجعية دينية معلنة أو غايات تبشيرية و هو القس المنتمي للكنيسة، و رغم ذلك، كتب صاحبنا ناسبا لقومه و دينهم كل الخير الذي رآه بعضهم في الأب بيار و تسائل لم ليس في شيوخ المسلمين و علمائهم و أئمتهم رجل مثله أو مثل الأم تيريزا مثلا، و نافيا عن دين الرجل كل تلك القيم لأنه محرف، و خاتما قوله أنه لا يجوز الترحم على غير المسلمين

هكذا إذا يثبت معتنقوا هذا الفكر ما قلناه مرارا من أن خللا جسيما يقلب الحقائق عندهم، يرفض الآخر، يكرهه، و يجعل من الصعب عليهم النظر إلى عيوبنا و نقدها لأننا و بكل بساطة خير أمة أخرجت للناس و أن تخلفنا هو نتيجة مؤامرة من الغرب الكافر
الأب بيار الذي صلى جماعة مع المسلمين، لم يقحم منصبه الديني يوما في معركته، إحترم علمانية الدولة، و حق مواطنة كل أبناء بلده، و كان وزنه المعنوي يفوق بمراحل كل السياسيين المنتخبين لأن حب الناس و إحترامهم له صادق بلا نفاق كإلتزامه بمساعدة الفقراء و كإختياره العيش و الموت فقيرا لأجل الغير حتى صار رمزا للجميع بكل دياناتهم

حين طرح كثيرون هذا السؤال:
لم لا يوجد بيننا مثل هذا الرجل،
تذكرت أن شيوخنا ، و علمائنا عادة من أغنى أغنياء الناس، من الشيخ الشعراوي الذي سوق لشركات توضيف الأموال الإسلامية، السعد و الريان، و التي نهبت أموال الفقراء و لازال أصحابها لليوم يتمتعون بها هنا في بلاد الكفر، و إنتهاءا بعمرو خالد صاحب صناع الحياة و بيع الأشرطة و المنتجات المشتقة منها ، مرورا بأصحاب الملايين في البنوك الإسلامية المنشغلين بالزواج من بنات في عمر حفيداتهم، حفظا للفرج كما أمر ديننا الحنيف

الجميع يعلم أن الأب بيار كان من دعاة زواج القساوسة، و أنه كان له علاقات جنسية ستكلفه عدم مباركة الكنيسة له، لكنه لم ينهب أموال الفقراء و لم يغتصب قاصرات تحت مسمى زواج شرعي، لذلك كانت دموع الجميع صادقة و هي تودعه و تدعوا له بالرحمة

لكن عندنا، يهمنا أولا و أخيرا صحة العقيدة، هل الرزق مصدره بيع و شراء أم ربا، حتى لو كان البيع والشراء تحايلا لتمرير فوائض قروض البنوك الإسلامية، لكن هذا لا يهم ما دام علمائنا قرروا أن ذلك حلال، و حلال عليهم الملايين المنتزفة من جيوب المسلمين،هل النكاح شرعي أم زنا، و ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب، فلا داع للسؤال لم الأب بيار ليس منا

فقط إحتراما لإنسانيتنا أو ما تبقى منها أقول، رحمك الله أيها الأب بيار

2007-01-23

pseudo mayara



كيخوت مر من هنا باحثا عن كبش بقوة عطش صحارى القحط،

و النعش المسمر لإنتهاء الطقس ألقى ظلاله و غم الملح غما

و السماء التي في مثل هذا العرش المقدس من حضورين و سلخ وثني

et mayara, une fixation, une présence et/ou possibilité, ... le cochemar : une "elle" comme les autres !!!!! un début ..

بداية قصيدة عرجاء

:

قالت أن جسدها عذب
رغم ظلال جراح طافت حول رائحة تبغ
و حول روح عطر باريسي راق.
أنه حطام و ضجيج بلون حمى بطعم الياسمين بالليل،
و أنه لا شيئ أخر غير انسياب الكلمات عليه.

قالت،
لست سوى تلك الرائحة
و تلك المكومة أرضا تثمل بالجدارية
ليكون للشامبانيا طعم مختلف،
حين تسكبها على جسدي الملقى أرضا

تعليق بشكل ركامي
:


الشكل و المضمون وجهان لعملة واحدة

2007-01-19

سورة الصحوة



و إن قلنا يا شباب الصحوة أبتليت بكم أمتكم قالوا إنما نحن المخلصون،
كلا بل تكرهون الحياة، و تعيشون في زمن فات، و تقدسون الأموات، فهل أغنوا عنكم ما أردتم أم برميم عظامهم تتباركون، هذه الأرض أمامكم فمذا أنتم فاعلون، قد أعطيتم نعما من عقل و سواعد أفلا تشكرون؟ أم بزمن النهب و الفتح تحلمون ؟
كذبوا عليكم و زينوا لكم الأوثان لتعبدوها من دون ربكم، أفلا تعقلون، ، و غسلوا أمخاخكم و حشوكم بالكره و القتل
و نشروكم لتنهبوا و ترهبوا و تذبحوا الناس أفهكذا لربكم تتقربون ؟
إنه لغني عنكم لو كنتم تعلمون،
و السماء التي فتحت أبوابها لقوم سواكم، إنكم لخاسرون،
مذ يوم فعل آباؤكم ما أنتم به اليوم تفخرون ،
قد فتحت أبواب الملكوت فجاء غيركم و تخلفتم، و عمل سواكم و تقاعستم ، و نبذتم من منكم حاول اللحاق و اليوم تقتلون، ألا بئس ما فكر عنكم شيوخكم و بئس ما تفعلون

2007-01-16

تلبية على طريقة هاملت


نكون يا موت أم لا نكون
ترياقا من نور أم من جنون
إن الزرقة
و الدهشة
هبة الملح
أفلا نكون

2007-01-12

الشامتون ـ عن أحداث تونس و نخبها

لمن لازال يعتقد أن طريق الخلاص يمكن أن يكون قصيرا و لا يمر حتما بتغيير عقلية و ثقافة الأمة ـ التونسية لو سمحتم لي أن أسميها أمة ، أو قس على ذلك أمة الأعراب أو أمة الإسلام ـ , لمن يعتقد أن تغييرا قريبا يمكن أن يقع أقول: فكر قليلا في ما حدث و في تداعياته و ردود أفعال من يعدون نخبا لتدرك أن الخلل ليس سوى ثقافة القوة و الإستبداد و العنف التي تسري في دمائنا و نقدسها و نسميها عروبة و إسلاما، هوية هي هدف في حد ذاته و ليست وسيلة
نحن نحب القوة، و نعشق القائد القوي ، و لا نريد أن نرى فيه إلا ضرورة لأجل أمجاد العروبة أو الإسلام ، تغذينا و لازلنا من ثدي نظرية المؤامرة، و نؤمن كما أن الله حق، أن الاخر يكرهنا و يستغلنا و يتآمر علينا و أن من ينقذنا و يعيد أمجادنا هو فقط الزعيم الضرورة، لذلك حولنا صدام حسين الذي كان يقتل ساعة غضب من شك بأمره أو وشى به أحدهم، دون محاكمة، دون دفاع، بل دون إتهام، ثم حين يزول غضبه و يتبين أنه ظلمه، يطلق عليه شهيد الغضب ، صدام الذي فر من أم المعارك و أسر كفأر في حفرة و لم يقاتل حتى الموت كما ولداه، حولناه لبطل و شهيد الأمة، فقط لأنه قال لا لأمريكا , لا يهم الاف المواطنين الذين قتلهم أو عذبهم أو شردهم و لا ملايين القتلى في حروبه العبثية، فنحن لا تهمنا المواطنة و لا نعرفها و ليست من ثقافتنا، نحن نحب الحجاج ابن يوسف الثقفي لأن عصره كان عصر الفتوحات و إنتشار الإسلام و لا يهم الرؤوس التي أينعت و حان قطافها
و هذا ليس مجرد تاريخ أو واقع عراقي بعيد بل هو في صلب ما حدث بتونس
لذلك لم أستغرب تعاطف بعضهم و محاولة تبريره لما حدث، ليس فهمه و تحديد أسبابه، بل تبريره و الرقص طربا و شمتاتة لأن ثغرة أمنية ما وجدت و تسللت منها عناصر ما لتغزوا غزوة أخرى لحساب القاعدة أو غيرها، و رغم فشل الغزوة الذريع، و رغم أن درجة الإحتمال الصفر لحدوث أعمال إرهابية لا توجد علميا و لا في أكبر الدول و أقواها و أعرقها ديمقراطيا، برغم كل ذلك لم يتمالك البعض نفسه من إبداء شماتته متناسيا أن الدم الذي سال هو دم تونسي من الطرفينهل هي صدفة أن يتزامن حديث المرزوقي عن مؤامرة ضد الإسلام و الشابي الذي كاد يجعل من صدام إلاها مع ما حدث.
فالرجلان من أقطاب المعارضة اللائكية، لكن يبدوا أن تقدمهما في العمر دون أمل في الوصول للسلطة يوما أيقض موروثهما الحضاري، فاللائكية و الحرية و حقوق الإنسان لم تعد تطعم خبزا، و الشعب الغارق حد أذنيه في براثن نظرية المؤامرة و الفكر الديني و مناحات الجزيرة لموت الزرقاوي و دروس القرضاوي و الدعاة الجدد و مناحات الإخوانجية عن الحجاب و نصرة الإسلام في تونس، كل ذلك جعلهما يكونان أكثر واقعية و أكثر تسرعا و إلى الجحيم أيها البديل الديمقراطي، هذا زمن القوة
هل هو شيئ مستغرب أن يحمل أحدهم السلاح، سواء كان قادما من أفغانستان أو من الجزائر أو حتى رجل أمن أو جندي في الخدمة، و نحن ننام و نصحوا على فقه الإرهاب و نواح السلفيين و أبشع التهم التي تكال لتونس لا لشيئ إلا لأنها واحة حضارة و تسامح في صحراء التخلف. القبضة الأمنية في تونس حقيقة، و لكن الذي حمل السلاح لم يكن هدفه سوى تسلم تلك القبضة و مزيد إحكامها باسم الدين هذه المرة و ما فعله قد يجعل هذه القبضة ضرورية و شرعية. و تدني مستوى الحريات في تونس حقيقة أيضا و لكن الذي حمل السلاح لا تهمه الحرية لا من قريب و لا من بعيد، و لا مشاغل الناس و لا نسب البطالة و الفقر و الإقصاء، هدفه شيئ آخر إسمه نصرة الإسلام و إقامة شرع الله. شرع الله هذا و الذي لا يملك مخلوق حق مناقشته ليس سوى مشروع إستبداد ديني رهيب ،
لمن نسي أن أبناء النهضة هم من وضع القنابل في النزل وأعتدى بماء الفرق و عطل الدراسة بالقوة و العنف في الجامعات، لمن نسي أسس فكرهم الديني الغارق في فقه الولاء و البراء التكفيري و غره لمعان شعارات حقوق الإنسان و لم يفهم أن حقوق الإنسان التي أسلموها و أخضعوها لأحكام الشرع هي غير حقوق كل البشر،لهؤلاء من نخبنا و الذين تحالفوا باسم حق كل تيار في التعبير عن نفسه أسأل و مذا عن الإرهاب ؟ و مذا عن العنف المسلح و من ينظر له ليل نهار و من يبره و من خانته حكمته فشمت و فرح قبل الأوان ؟
مذا عن تيار لا يؤمن لا بحرية و لا ديمقراطية و لا حقوق إنسان و هدفه إقامة نظام ديني و لو بالقوة و جميعنا يرى إلى أين يمكن أن يحملنا ذلك التيار و أبناؤه و هم قطعا تونسيون مثلنا، هل يستحق أي مكسب سياسي خطر التحالف معهم أو تحميل النظام وحده مسؤولية ما حدث؟
وأخيرا أسأل، ألا تدرك هذه المعارضة بمواقفها أنها تدعم ثنائية القطب، المر و الأمر، النظام أو الإخوانجية من حيث تعلم أو من حيث لا
تعلم ؟