2006-09-26

فصل في جهنّم

قديما،
إن صدّقتني الذكرى
كانت حياتي مأدبة تنفتح فيهاجميع القلوب
و تسيل فيها كلّ الخمور...
و ذات مساء أجلست الجمال على ركبتي
فوجدته مرّ المذاق
فشتمته
و تحصّنت ضدّ العدالة
و هربت.
أيّتها الساحرات ، أيّها البؤس، أيّها الحقد.
إيّاكم جميعا أودعت كنزي
و بلغت الحد الذي يتلاشى فيه في عقلي
الأمل البشري كلّه و على الحبور جميعه
و ثبت وثبة الوحش الصامتة أريد خنقه
ناديت الجلادين لأعضّ
-و أنا أختنق -
مقابض بنادقهم
ناديت البلايا لأختنق
مع الرمال مع الدم
و كانت التعاسة ربي
فأضطجعت الوحل و تجففت على ريح الجريمة
و تلاعبت بالجنون ساخرا منه
فأهداني الربيع
ضحكة الأبله الفظيعة
و أخيرا
- و قد وجدتني على وشك الحشرجة الأخيرة -
فكّرت في البحث عن مفتاح المأدبة القديمة
التي قد أستعيد فيها شاهيتي
فوجدت الاحسان ذلك المفتاح
و هذا الالهام دليل على أنني كنت أحلم
آرتور رامبو

2006-09-19

بشراكم يا مسلمين


بشراكم يا مسلمين
بشراكم يا أمة محمد فقد أعلن مجلس شورى المجاهدين نصرهم الله تعالى الحرب على الفاتيكان و عبدة الصليب عموما و دعوا الخالق أن يمكنهم من روما و من نسائهم و ذراريهم ـ حلوة ذراريهم ده، فيبدوا أن ولع المجاهدين بالغلمان لم يعد يمكن اخفائه ـ فبشراكم بالنصر و الغنائم
ليس مهما أنكم أثبتم أنكم لا تقرؤون و لا رغبة لديكم في الفهم مثلكم مثل علمائكم، و لا تعرفون الفرق بين
الرأي الشخصي و الاقتباس، و بين الكفر و نقل الكفر، ليس مهما التروي و الفهم فنحن نريد جنازة لنشبع فيها لطما، و لا نريد من هذه الدنيا سوى أن نثبت بدون داع أغلب الأحيان أننا همج
فنقوم بقتل
عجوزا في السبعين من عمرها أتت لتعمل ممرضة في الصومال ، ألا تعلم تلك الغبية أننا كشفنا سرها و أنها جائت لتبشر بدينها بين الفقراء، و أنها جاسوسة على أسرارنا العسكرية بالمستشفىـ رحم الله من قتلها و من أفتى له بذلك و جهنم و بئس المصير ـ لها طبعا و ليس للمجاهد البطل لا سمح الله ـ
أو نقوم بحرق الكنائس و تفجيرها مرارا في فلسطين فلم يعد لمجاهدينا هناك قضية أخرى سوى اثبات صحة عقيدتهم و كأن المسجد الأقصى قد حرر و كأن الفقر و الجهل اختفوا و كأن نايف حواتمة و جورج حبش و حنان عشراوي مثلا هم أعداء الأمة الحقيقيين لأنهم مسيحيون بينما من المعلوم من الدين بالضرورة أن فلسطين اسلامية و لا بد من تطهيرها من عبدة الصليب الذي أهانوا الرسول بأبي هو و أمي
بشراكم بايام غضبكم القادمة و صدامكم مع العالم، أدام الله لكم علمائكم و مذيعوا أخباركم و مقدموا برامجكم و دعاتكم و خاصة سلفييكم أراح الله العالم من غبائهم ـقادر يا كريم ـ و من تخلفهم،
امين يا رب العالمين

2006-09-18

غمزة

و تدعوني لمائدتك
فلا ألقى سوى جيفة
و لست ذبابة زرقاء تعزف لحنها الدامي على الموتى
لحاك الله أتعمى..لهذا الحد


نجيب سرور

2006-09-17

إعترافات جثّة مجهولة الهويّة

إختطف لون السماء و كوّره بين بين يديه
نفخ فيه فابثقت سفينة
ترقص كالهنود العبط
تبحر نحو موت أو وجع
***
كان الوحي قد انقطع
***
إجتمع رهط من قريش حول جهاز تلفزيون
كانت عينا المذيع تلمع
كان التكبير يتكرر بسخف و بدون داع
لا
كان هناك داع
كنت أذبح
***
كان المجاهدون
الصابرون
المحتيسبون
المتفقربون للله بدمي
ينفّدون مشيئته
و فتوى آيته العظمى و حجته
و ظلّه على الأرض الفانية
زبالة نحن و حقارة و لا وزن لنا
لم نتبع الفرقية الناجية
و لا تلك الطاغية
و لا تلك الآخرة
***
حسبنا اللاة و العزة إذا
***
أعترف لكم من هنا أني رأيته مغتبطا
سعيدا
راضيا
طوبى لأبنائي
أعترف أن اسمي لا يهم
قد يكون صليب على صدري أثارهم
أو صورة الحسين أغاضتهم
أو كان نقابي يكشف خصلة من شعري
أو أن وجهي العكر لم يرق لهم
ذنبي على جنبي
على جنب الي جنبي
اذا
***
المهم أن مشيئته
العاطي الوهّاب
في زمن الجزيرة و طالبان
و الدكتور و الشيخ
و العلاّمة
الفهّامة
المهم
مشيئته قد نفّذت
***
من الجحيم أعترف لكم
و سأعيد الإعتراف
رائحتي نتنة
جثّة متعفّنة
لا تنبعث منّي رائحة الطيب و المسك التي تنبعث من شهداء المجاهدين
الراضين
المتجهين
للجنّة
حيث الحور العين
و الغلمان الميامين
فلا ترثوني على قنواتكم
و لا تحسبوني
من الشهداء
و لا تحسبوني
و لا تكتبوا عني
و لا تذكروني
***
فأنا مجرّد جثّة
مجهولة الهويّة

2006-09-15

دعوة للإنحلال الأخلاقي

هي دعوة للإنحلال الأخلاقي بالمعنى السطحي المتعارف عليه في مجتمعاتنا الملائكيّة، و أكرّر السطحي، و إن كان هو المعنى الغالب و الذي يخطر أولا في بال كل من يتحدّث عن الأخلاق. نحن للأسف لا نرى في الأخلاق سوى كلّ ما هو قمعي لفطرة الانسان، و الجنسي منها خصوصا. أمّا الأخلاق بمعنى المحافظة على قيم الأمانة و الصدق في القول و الإخلاص في العمل فهي تأتي في المرتبة الأخيرة التي نعاجها في باب "فبقلبه و ذاك أضعف الايمان".
لا يهتمّ أحد إلاّ ما ندر بشرطي المرور الذي يوقفه بدون سبب طالبا رشوة لكي يدعه يمر، أو شرطي الحدود الذي يسأله في المطار "شو جايبلنا معك خيّو" ، لا يهمّنا كثيرا طوابير المواطنين التي بلا نهاية أمام أية مصلحة حكوميّة و لا عجرفة الموظف الحكومي الذي يتصرّف و كأنه يجود من جيبه عليك بدل قيامه بواجبه مقابل أجره. أخشى أنّ القائمة قد تطول بما لا يسمح بادراجها هنا كاملة، و لكن في كلّ الحالات، تلك هي طبيعة مجتمعاتنا، التي لا تثور و تريق الدماء الا لأشياء أخرى بعينها.
فبقدرة قادر، تجتمع كلمة المجتمع، و قوانينه و سلطته، للدفاع عن جرائم بشعة، نسميهتا جرائم شرف، و هي أشنع من العار نفسه. كم من فتاة قتلها أخوها أو أبوها أو عمّها أحيانا لمجرّد الشك أنها مارست حقّها الطبيعي و لبّت نداء جسدها الفطري . و كم من نفذ من العقاب، أو لم يقضي الا ايّاما بالسجن و هو قاتل للنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق. تلك هي فقط، و المصيبة هنا في تلك و في فقط، الأخلاق عندنا.
لذلك كان و لا بد من هدم هذا النظام الأخلاقي، من اساسه، فلا ضير أن يكون التسامح من شيمنا في أمور علاقاتنا الانسانية الطبيعيّة، دون أن يعني ذلك حتما دعوة للدعارة أو للشذوذ، فقط هي دعوة أن تلزم هذه الأمور دائرتها الشخصيّة البحتة و تخرج من اهتمامنا المحموم بها، لتحلّ محلّها اهتمامات بفضح الفساد و تقديس قيم الحريّة والصدق و العمل و العلم.
هي دعوة صادقة للتخلّي عن الحجاب و الدعوة له بطريقة مثيرة للشكوك و هو الدخيل على الاسلام، هي دعوة للاختلاط في المدارس و الشوارع و الأماكن العامة، للمرح و الاقبال على الحياة، فالمجتمعات التي قدّست حرية الفرد و فصلتها عن الموروث الثقافي و الديني هي أكثر المجتمعات تطورا و تحضّرا دون أن أدّعي أنها ملائكيّة، ففيها سجون و جريمة و ان كان أغلب روّاد سجونها (و هذه حقيقة) هم من المهاجرين المنحدرين منّا نحن المجتمعات المنغلقة "أخلاقيّا"، هي دعوة لاخراج هذه المفاهيم المتخلّفة من دائرة الأخلاق عموما.
قيمة الحريّة هي الجديرة وحدها بالتقديس و مصلحة الانسان فقط هي ما يجب اتخاذه كهدف، و احترام و قبول الآخر مهما كان (و خاصة ممن تعوّدنا أن نسميهم ابناء القردة و الخنازير بما هو ثابت في صحيح السنّة، أو ما ندّعي أنها سنّة) و السلوك الحضاري كاحترام المواعيد و نظافة الأماكن العامة كحرصنا على نظافة بيوتنا، تنشئة ابنائنا على تذوّق الفن بدل تحريمه، و التفكّر في الأدب و طلب العلم بدل طلب البخاري و اتخاذه كتابا من دون القرآن، هذه هي الأخلاق التي يجدر بنا أن تكون من شيمنا، أمّا عقليّة الحريم، و بنية مجتمعنا الذكوري، فهي أخلاق فاسدة، أدعوا للتخلي عنها.

2006-09-13

صورة


النور كامن في احتمال الولادة
و الولادة حياة يهبها البحر
و البحر يمارس شيئا من التذكّر
و ندى غيمة بيضاء تبحر نحو الوجع ....
كتربّص الوهن خلف دعوة الآلهة

2006-09-10

عبد و مخبر و حرامي


عبد و مخبر و حرامي


شاهدت فلم مواطن و مخبر و حرامي عشرات المرّات في إجازتي الأخيرة، كان مفاجأة غاية في الجمال بالنسبة لي، بعد أن فقدت الأمل في السينما الجديدة، و ما يسمّى منها بالنظيفة خاصّة، و مع أني لست ناقدا سينمائيّا إلاّ أنّي لا أغامر حين أعتبر أنّ ماستر سين الفلم، أي أهم مشهد فيه، هو الحوار الذي جرى بين المواطن و المخبر و الحرامي، حين رفض هذا الأخير اعادة الرواية التي ألّفها المواطن و توسّط المخبر لاعادتها اليه بعد أن وصلت للحرامي عن طريق حياة الخادمة.
سبق المستر سين مشهد آخر يتعجّب فيه المخبر من أهميّة الرواية عند المواطن، ذلك أنّه أعاد له كل المسروقات الأخرى الثمينة، أمّا الرواية فثمنها بالنسبة اليه لا يزيد عن جنيهين و يمكن للمواطن أن يشتري أية رواية أخرى، و اقترح عليه بالمناسبة روايات عبير، من تحت سور الأزبكية بجنيه واحد، قاصرا الشر مع الحرامي. مع اصرر المواطن إسترجاع إبداعه، كان اللّقاء مع الحرامي الذي كان قد قرأ الرواية، و وجّه بالمناسبة ملاحظتين للمواطن. الأولى، و هي غاية في الابداع و السخرية، ملاحظة تقنيّة، قائلا له : انت بتكتب في ورق مفرد ليه ؟ فيه كرّاسات كبيرة صفراء بجنيه، ابقى هات لك واحدة اكتب فيها. الثانية و هي الأهم فكانت : هذه رواية كافرة، يعني في عشرين سنة ما شفتش حد صلّى أو صام أو آذان اترفع، ليه، هو احنا موش مسلمين ولاّ ايه ؟ فين العبرة و الحكمة الي في روايتك، ده رواية تافهة. ثم القى بالورق الى النار التي كان يطبخ عليها الشاي لزوم ضيافة المواطن و المخبر.
هذا المشهد يختصر مأساة المثقّفين في هذه الأمّة.
في تكويننا و وعينا، و حتى في نظم تربيتنا "الحديثة" في أغلب دولنا بعد الإستقلال، تكمن بذور هذه المأساة. نحن نرى العالم فقط من منظور ديني، لا غير، و نقرأ التاريخ كجاهلية و إسلام، لا شيئ قبل الاسلام تقريبا سوى الانبياء المسلمين الذين جاؤوا ليبشّروا بالرسول، و لا شيئ بعد الاسلام الدين الخاتم الحق الذي نزّهت كل نصوصه عن التزوير بما فيها احاديث تابعي تابعي الصحابة. في نظم تربيتنا يتخرّج الطالب أحيانا في من الجامعة في سن العشرين، و كل ما تعلّمه قد حفظه ليوم الامتحان و نسيه بعد ذلك، و لا يبقى في لا وعيه سوى طاعة أولي الأمر أوّلا من ممثّلي الله في الأرض و حافظي كلامه، الى ضرورة التكيّف مع المجتمع ذلك أّن نقده و الخروج عنه بدعة، قد تكلّف صاحبها لو تمادى اهدار دمه لردّته.
أعدت دراسة كتب في علم النفس تدرس في الجامعة المصريّة للمرّة الثانية في هذه الاجازة أيضا، و خلصت لنفس النتائج : مأساة مؤكّدة. البعد الديني للمؤلّّف الدكتور عبد الرحمن بدوي حاضر في كلّ صفحة، و دعوته للصوفيّة كطريقة حياة علنيّة لا يخفيها. الأدهى و الأمر، القيمة الثابتة في كل الفصول تقريبا هي أن عدم تكيّف الانسان مع مجتمعه و رفضه هي درجة معياريّة بالنسبة اليه في سلّم المرض النفسي . هذه هي " الثقافة" التي ندرّسها لطلبتنا، لذلك لا استغرب أن منال التي ادّعت النبوّة في مصر كان لها اكثر من 200 تابع منهم اطبّاء و مهندسين. شخصيّا مستعد اتصوّف من اليوم على شرط أن أمر مباشرة الى مرتبة العارف فتسقط عنّي الفروض من صلاة و صيام و يحل لي نكاح ما سيرسله الله لي من تابعات يرغبن في التقرّب من الله بأن يرتمين في حضن الاسلام الذي يمثّله حضني. المأساة لا تزيد عن هذا بكل بساطة، نحن لا نتكلّم عن مواطن و مخبر و حرامي يكوّنون مجتمعاتنا، بل عبد، و مخبر و حرامي.
ثقافة العبيد، هي ثقافة الاسلام، أو هي ما آلت إليه ثقافة الاسلام، بعد أن كانت العبودية لله وحده، صارت لممثّليه على الأرض الذين اعلنوا انفسهم بانفسهم عالمين بنصوصه حاكمين بأمره، عبوديّة لهم بحكم هذه النصوص التي لا يجرؤ الا قلّة على دراستها و نفر أقل على نقدها، قبل أن يأتي الحرامي ليرمي ما كتبوه في النار ليطبخ شايا ذلك أن كلامهم كفر، و الثقافة الوحيدة المسموح بها هي روايات عبير، و السينما النظيفة، النظيفة من كل شيئ و خاصة من تلك العورة التي اسمها اعمال العقل و ترك النقل.
الغريب في الأمر أن أيّة دراسة و لو بدائيّة للتاريخ، و تمعّن في الآثار التي لازالت شامخة للآن، كافية لندرك أن تاريخ هذه الحضارة العربية الاسلامية التي انهارت من قرون ولازلنا مصرين على اعادة بعثها بشكلها القديم لليوم، لا تمثّل الاّ جزءا بسيطا من التاريخ، لا ترقى لعظمة و لا يقارن عمرها بعمر الحضارة الفرعونية، و لا انجازاتها بما اعطته الحضارة اليونانية، أو القرطاجيّة أو الرومانية ، حتى على اراضي الاسلام في شمال افريقيا. كفيلة أن تجعل من القاعدة و دفاع عبد الباري عطوان عن اسامة بن لادن، و استماتة مثقفاتنا في الدفاع عن دونيتهن و تنظيرهن للحجاب و النقاب و سجود المرأة لزوجها على اعتبار انها "في الآخر هتكون ايه يعني"، لبدت كلّ هذه المظاهر عابرة في كلام عابر و ان طال الزمن.
لن أسقط في نفس الفخ و أدّعي أنّي أملك حقيقة مطلقة، أنا فقط أعتقد، الآن ، بأن الهدم و البناء وجهان لعملة واحدة، و أنّنا لكي نبني فلا بد من هدم كلّ هذا القديم و ما تبقّى منه و ليس ترميمه ، لكي يصير العبد مواطنا، فلا يسخر الحرامي من روايته و يحرقها و لا يقول له المخبر، اشتري لك رواية من روايات عبير و اقصر الشر مع الحرامي.

2006-09-09


نور على نور

رؤي


الهدم و البناء وجهان لعملة واحدة

محاولة



البحر المتوسّط، قرب السواحل الايطالية

2006-09-08

البداية




رؤي
ذات صباح صيفي في احدى أكثر الأماكن سريالية بطبيعتها، و ككل فجر كان البحر يصبّح على الموتى قائلا : صباحكم حياة.
هل تعرفون مقابر كثيرة تردّ الرّوح كهذه؟ أو بحارا هادئة و كأنّ الموت القادم منها أغنية حالمة كهذه ؟ أو نوارس كالشضايا النازفة من سفينة الرحيل نحو العالم الآخر ؟
ذات دعوة للآلهة ... كانت هذه الصور...