2007-10-31

حين يصير الدين حديث الجهلة

في رحلتي الأخيرة للوطن الأم كان لي حوار ليلي امتد للفجر مع صديقين عزيزين و زميلين سابقا في كلية العلوم بتونس. في نفس الإختصاص العلمي درسنا و تفرقنا أنا للبحث العلمي قبل أن تأخذني دنيا التطبيقات التكنولوجية و الإحتراف و هما للتدريس بالجامعة. كانت المقهى مكتضة و هي تتوسط مقهيين آخرين لا يقلان إكتضاضا، و كان الحوار يأخذنا إلى أي موضوع دون تخطيط مسبق، من حال التعليم للبطالة لتجربة الهجرة أو الإستقرار، ليمر طبيعيا لمقارنة الوضع هناك بحال الناس هنا. و طبعا شملت دردشتنا الدين. لم يكن أحدهما متدينا بشكل ملحوظ قبل الآن، و لم يكن لهما أي اهتمام لا بأمور الدين و لا بإقامة الطقوس أيام الجامعة. لكن الأمر تغير و كثيرا، فكان ثمة ميل للمواجهة و الاستنفار للدفاع عن الدين.

لكن ضد من ؟

كان واضحا أنه ثمة إيمان أعمى بوجود عدو مجهول و مؤامرة، تهديد ما و دفاع مستميت عن الهوية، و لكن دون إدراك أو تعريف لهذه الهوية.

لم أفاجأ كثيرا لذلك و توقعته بعد ما لاحظته من أسلمة حثيثة و على قدم و ساق للمجتمع، و أن ينسجم مثقف أو متعلم و لو كان مدرسا بالجامعة مع نبض مجتمعه ليس بالأمر السيئ بالضرورة. في النهاية لا شيئ سوى أشرطة الدعاة الجدد و القدامى و قنواة الدين و الشعوذة و كتب أهل السنة و الجماعة الأنيقة الإخراج و المعقولة الثمن.

لكن جملة واحدة قلبت كل المعطيات

قال لي أحدهما، الله هو من يحكم. لا أحد يحق له الحكم إلا الله.

هنا يجب أن نتوقف قليلا و كثيرا بل لا نبرح المكان حتى نفهم. ما الذي يجعل شابا في وضعية اجتماعية حسنة و مدرسا بالجامعة ، ما الذي يجعله يتبنى عقيدة الحاكمية، أسوأ و أخطر ما يحرك الجماعات الإسلاموية ؟

أولا كان يمكن أن أفهم أن الله يشرع و ليس يحكم. ثمة فرق بين التشريع و الحكم. لكن أن يعوض الله رئيس الجمهورية أو السلطة كلها لحكم هو بنفسه، على حد علمي المتواضع هذه لم تحدث منذ نزل آدم أو هبط إلى الأرض. إذا الفكرة نفسها قمة في الغباء و الإستبلاه. الله لا يحكم، و لم يحكم، و أمور الحكم و السياسة من زمن آدم لليوم تكون بيد أحد أبناء آدم. لنقل أن المقصود هو التشريع و ليس الحكم.

حسنا، يعني أنه يجب تحكيم الشريعة.

طيب ما هي الشريعة وكيف نطبقها.

لا أطرح سؤال لمذا أو مذا سنكسب لو طبقناها، لأنه سؤال لا معنى له بالنسبة له، الشريعة ربانية، هل تناقش الله في أوامره ؟ لا طبعا. إذا ما هي هذه الشريعة و كيف نطبقها ؟

هنا تحولت الدردشة لحوار لولا متانة علاقة الصداقة بيننا لانتهت بشجار. طبعا كان اعتقادهما هو ما يتكرر بدون انقطاع و كأنه حقيقة مطلقة من أن الشريعة هي القرآن و صحيح السنة. هنا يجب أن نتخلى عن كل ذرة عقل و منطق لنصدق أن هذه السنة كما وردت في الصحاح تشريع إلاهي. ما كنت متأكدا منه و وجدته فعلا أن صديقي لم يطلعا على كل ما جاء في البخاري مثلا، و لم يسمعا لا بفتاوى إرضاع الكبير و لا بول الرسول. هما يدافعان عن دينهما كما يرنوه و يكذبان كل حديث آتي به لهما من البخاري. دون أن يدركا أنهما هكذا ينكران السنة، و يدافعان عن اسلام تخيلاه


باتت عندي قناعة أنه كلما زاد دفاع المؤمن عن عقيدته كلما كشف ذلك جهلا بتلك العقيدة نفسها أو بالمعرفة المطلوبة لتبني فكرة ما عن تلك العقيدة. لا شيئ يتكرر في القرآن قدر يا بني إسرائيل أو آل عمران. و لكن كم من المسلمين قرأ التوراة أو أحد الأناجيل أو التلمود؟ قرأه بنفسه و لم يكتفي بما قاله له شيخه عنها أنها محرفة؟ إن كان كل المسلمين الذين ناقشتهم لم يقرؤوا البخاري كله و أكتفوا بالأحاديث التي لا تشكل خطرا على إيمانهم. لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه. هل ثمة شك في سمو معاني هذا الحديث ؟

و لكن،

و لكن البخاري مليئ بالتناقضات و الخرافات و أحاديث تناقض القرآن نفسه، و أحاديث تناقض بعضها البعض، و أحاديث تسيئ لهذا الدين أو ربما كانت تلك حقيقته، دينا إرهابيا.

كلما تكلم أحدهم بمفردات عقود الأنوار و حقوق الإنسان عن الإسلام فاعلم أنه جاهل بالإسلام أو مزور له. لا توجد حرية في الإسلام، لا توجد مساواة، لا بين الرجل و المرأة و لا بين المسلم و غيره، و لا حتى بين المسلمين أنفسهم. لا توجد ديمقراطية و لا انتخابات و لم يختر المسلمون يوما من يحكمهم. لا يوجد وطن أو مواطن، بل أمة و عقيدة، عقيدة دموية مستمدة من أسوأ ما تقيأته اليهودية التلمودية الحاخامية المتصحرة، تقتل من يخرج منها حتى و إن دخلها بدون إرادته بل فقط لأنه ولد مسلما. عقيدة تقتل تارك الصلاة، و قد تقتل تاركة الحجاب بفظل استسلام الجميع لهذا التطرف الذي يبتلع آخر واحات الحضارة واحدة تلو أخى.

عقيدة تعامل أتباعها كالأنعام فتحلل ضربهم ليحثوا الخطى للمسجد، و هذه رأيتها بأم عيني في السعودية عقيدة تحلل رجم المغتصبة و تحكم ببراءة الرجل لو قتل أخته أو زوجته لأنه شك في سلوكها. عقيدة مريضة تحتاج إعادة كتابة لأن مرضاها خطر على الحضارة.

لكن طبع العناد كان غالبا، لحسن الحظ أنكر صاحباي كل الأحاديث التي ذكرتها لهما من البخاري، متمسكان بإيمانهما باسلام معتدل لا يناقض العقل و العلم، ، اسلام على الفطرة، و الفطرة تقول أن الله عادل و أن الرسول لا بقتل الأسرى و لا يسمل أعين من سبه و لا يطوف على نسائه التسع في ليلة واحدة و قد أوتي قوة 30 رجلا. ليس لأنه لم يكن ثمة فياغرا زمنها و لكن لأنه على من يحترم نفسه و يحترم دينه فعلا أن ينكر كل ذلك رغم أنه في صحيح البخاري أصح كتاب بعد القرآن.

و لكن كم عدد الذين لن ينكروا حرفا و يستمرون دفاعا

عن حمق أو عن جهل

2007-10-30

حجاب الرضيعة و اغتيال الطفولة





لا أعلم مذا يمكن أن نسمي هذه الجريمة ؟



و إلى أين سيصل حمق و ظلامية هؤلاء ؟


حتى من ناحية ما يسمونه شرعا فلا يجوز أن تحجب طفلة أو رضيعة. لكنهم يهيؤونها بذلك لتصير هكذا،






مجرد شيئ مبهم الملامح حتى لا تثار فحولتهم الموهومة، و هؤلاء المرضى هم من وصلت وقاحتهم بعد أن كذبوا كما شاؤوا باسم الحرية أن يرفعوا قضايا حسبة و يطالبوا بقطع أطراف عبير صبري مثلا لأنها خلعت الحجاب،

و إن كان قتل المرتد صار في أيامنا الشؤم هذه مسلما به أو يكاد فإن الجهد يبذل الآن للتسليم بقتل تارك الصلاة و قتل تاركة الحجاب


و بعد الإرهاب المعنوي و المادي الذي تتعرض له غير المحجبات و الإهانات التي توجه لمن لا يجبر زوجته أو أخته أن تلبس تلك الخرقة، فتجدهم يسمونه ديوثا ، يبدوا أن المطلوب الآن اكمال الحلقة و ردم ما تم دفنه نهائيا،

ثمة بلاد وحيدة على وجه هذه الأرض
تعني فيها الحرية التنازل عن الحرية و نهائيا و إلا الموت ثم جهنم و بئس المصير


و ادخلوا حمقستان آمنين

2007-10-28

الدّين في حمقستان و أصل الحكاية

يعتبر الدين أهم مكوّن ثقافي لأهل بلاد حمقستان. يفخرون به لأنّه ما خصّهم به إلاه الصحراء. و يدافعون عنه و يقتلون لأجله و قليلون جدّا من منهم يعرف حقّا تاريخه و تعاليمه. و كما أن أغلبهم مسلم فقط لأنّه ولد في حمقستان، فإنّ ما يعرفه عن دينه لا يتجاوز ما تمّ تلقينه إيّاه في الكتاتيب و المدارس و الكتب الإسلاميّة و كلّها تصبّ في خانة غسيل دماغ مزمن لا يسهل الشفاء منه و يخلّف عادة حمقا سمّيت على اسمه البلاد، و يصل الأمر أحيانا كثيرة للإرهاب.

مذا يعرف المسلم عن دينه و تاريخه ؟

فقط ما سمح له تداوله منذ 10 قرون من رواية رسميّة. و هذه الرواية الرسميّة نفسها يتمّ طمس جزء كبير منها من طرف الكنيسة حسب الزمان و المكان. فالمسلم يعرف اليوم دينه على أنّه دين الحق و الرحمة و العدل و المساواة و الأخوّة، و الفرد العادي، فعندنا ثمّة عباد، و أفراد و ليس مواطنين، يحسب أن ما يراه في فلم الرسالة و المسلسلات الدينيّة المصريّة حقيقة مطلقة. و لا يشكّ للحظة أو يتساءل عن قدسيّة الصحابة و ملائكيّة ذلك الزمن. لا يشكّ أنّ العرب كانوا في جاهليّة قبل الإسلام و أن رسالة محمّد، هي سبب انتقالهم من همج إلى أصحاب حضارة بهرت العالم، و لا يشكّ أن وضعه المزري اليوم سببه الابتعاد عن دينه.

كلّ ما يعرفه المسلم العادي عن دينه إمّا خاطئ أو منقوص أو مزيّف أو كلّ ذلك مع بعض.

كان للعرب قبل الإسلام حضارة كانت مميّزة و لا يصحّ أن نصفها بالجاهليّة. و كان للمرأة فيها حقوقا في بعض القبائل و حتّى في قريش لن تحضى بمثلها في الإسلام. و كان ثمّة ديانات توحيديّة ، ة حتّى الوثنيّون كانوا موحّدين يتخذون الألهة زلفى و أربابا شفعاء عند الله. و هو ما سيكون معتقد المسلمين أنفسهم في ما بعد مع وضع محمد مكان اللات و العزّى.

ما الجديد الذي أتى به محمّد أصلا ؟

كان هذا سؤال البابا الذي أقام الدنيا و لم يقعدها و اتهموه بالجهل بسببه. فمن يا ترى الجاهل ؟ البابا أم من أتهمه ممن يسمّون أنفسهم علماء المسلمين ؟

كل تعاليم الإسلام منقولة حرفيّا أو يكاد من الديانات و العادات المنتشرة في الجزيرة زمن محمّد. كلّها. فالجزأ الأول من الشهادة سومري و التوحيد أساس دين اليهود. و الصلاواة الخمس بتوقيتها من دين الصابئة، و الصوم و الزكاة و الحج بطقوسه الوثنيّة التي أبقى عليها محمّد، و قبل محمّد كان ثمّة من سادة العرب من حرّم وأد البنات و الذي لم يكن منتشرا على أية حال بالشكل الذي يدعيه الإسلام، و من حرّم على نفسه الخمر ، و العرب كانت لا تتقاتل في الأشهر الحرم. و أما آيات القرآن فهي نقل حرفي عن المدراشا و التلمود الحاخامي و الأناجيل المنتشرة زمنها في الجزيرة. فما الجديد الذي أتى محمّد ؟

محمّد عبقري، قد يكون مصابا بالصرع و هو ما يفسّر حالته عند ما يقول أنّه الوحي، فعلامات الوحي كما تذكر في السير هي هي علامات الصرع، و لكن من يجرؤ و يفكّر في ذلك ؟ من ينكر نبوّة هذا الرجل و سيف حدّ الردّة المأخوذ عن التوراة على رقبته ؟

محمّد زوج خديحة الغنيّة و ابنة عم أسقف مكّة ورقة ابن نوفل و رسالته و تعاليم قرآنه المسالم الداعي إلى الله و إلى المساواة و الرحمة، غير محمّد بعد موت ورقة و خديجة و انتقاله للمدينة و سيطرة عمر عليه. تحرّر الرجل من سيطرة زوجته الأكبر سنّا و تزوج بعدها العشرات ، و أخذ القرآن يأتي بحلول لمشاكله الجنسيّة و تشريعات بما رآه عمر. قرآن المدينة حربي عدائي ، يهودي حاخامي بعد أن كان لنصرانية ورقة تأثيره على قرآن مكّة.

هذا الأصل التلمودي الحاخامي و هذا الاختطاف القرشي و الأموي بعد ذلك للأسلام، هو سر انتشاره و هو سر الجديد الوحيد الذي أتى به محمّد. نشر الدين الجيد بالقوّة و السيف و القضاء على كل من خالفه.

لم يكن البابا جاهلا و لكن من يدّعي عكس ذلك هو من يجهل دينه و تاريخه. هل يكفي التذكير هنا أن محمد عفى عن أهل قبيلته حين فتح مكة و لكنّه لم يرحم غيرها من العرب و اليهود، كم من مجزرة و تطهير عرقي حدث في زمنه و زمن من بعده على يد أصحابه ؟ بطون كتب السنة و التي ندرسها لليوم لأبنائنا مليئة بأخبارها.

كره الأخر و رفضه و احتقاره بل قتله لو لزم الأمر هو ما نعلّمه لليوم لأبنائنا في حمقستان حتّى بتنا أكبر صانع و مصدّر للإرهابيين. عقيدة تؤمن بالجن و الحسد و السحر، بهيجوج و ميجوج و أن الأرض مسطّحة و أن المرأة نصف بشر بنصف دين و عقل و شهادة و ميراث و ديّة. لكن فقهاء الإرهاب يقولون أن الإسلام كرّمها. فقهائنا يتحدّثون عن الإسلام بمفردات الأنوار و حقوق الإنسان ، لكنّ الأصل غارق في الخرافة و ظلام التاريخ و استعمار البلاد لسبي الذراري و وطوؤ السبايا.

أصل الحكاية في بلدي دين لا يعرفه معتنقوه لأنّ من شروط الإيمان بل أن تعريف الإيمان أساسا أن لا تعرف أو تفكّر بل تتبع من سبقك، هكذا وجدنا آبائنا و إنّا مثلهم لفاعلون فحق علينا أن نكون بلاد حمقستان

الموت القادم إلى الأرض الخضراء

مهاجر من بلاد الغبار. و في بلادي يقتلون الخيول و فرح الصغار. ثمّ يقتتلون على بقايا تمرة على أنقاض هزيمة و دمار. ولدت في واحة خضراء صغيرة كانت بمياهها و حياتها تثير حنق من حولها و حنق من هم من أبنائها من عبدة الأسلاف من الموتى. لم تكن تسرق بهجة الحياة و لا تقدم بناتها قرابين للآلهة و تبتسم و هنّ يغتسلن بشمسها و يسبحن في رحمها.

اجتمع رهط من كهنة الظلام ليلعنوا ضحك الصغار و يشعلوا نار المعبد القديم حتّى يقبل إلاه الموت و العذاب من سيرمونه منّا تكفيرا لما خالفنا من تعاليم الأجداد.

كانت واحتنا فقيرة و كان لها أب مستبد و لكنّا كنّا نحبّه، و كان يسخر من الكتب القديمة و يعلم أنّا لا نسبح على بحور نفط و أن الخلاص يكمن في الإنسان. لكنّه كان مستبدا، فمنذ زمن بعيد لا تعرف شعوب هذه البلاد و لا تحكم إلا بالقوّة و الرعب ، و كان أن تولّى من بعده صاحب الشرطة، و استمر الإستثناء عشرين سنة، و واحتنا بعيدة عن جهلستان و عن إرهبستان و عن نفاقستان. لكن خللا ما لا يمكن تجاهله، خطرا ما يهدّد بموت قادم إلى الأرض الخضراء.

نافق صاحب الشرطة و صاحب الواحة الجديد كهنة التخلّف ليسحب البساط تحتهم أو هكذا خيّل له. لم يكن بذكاء و حنكة الأب الراحل. فـأشعل بنفسه نيران المعبد الخامدة حتى صحى يوما على صوت الرصاص و عواصف الرمال.

التصحّر لا يغلب بالقوّة و لا بسحب البساط، التصحّر يغلب فقط بالإنسان.

و الإنسان في بلادي أرخص من شاهد أي قبر من قبور القدامى. يقتل لو مر على قبورهم و لم يسجد أو شكّك في ما كتبوه و تركوه، يقتل لو لم يأد بناته ، يقتل لو لم يعلن طاعته لصاحب الشرطة أو كهنة الظلام و فقهاء الإرهاب. الإنسان في بلادي لم يحكم إلا بالقوة و لم يسمح له بالتفكير بل بالحفظ و التلقين و لم يهيّأ إلا ليكون وقود حروب الهزائم المستمرّة، نموت نموت بمئات الآلاف و يحي الأغنياء و الفقهاء من الوطن، و نحسبهم أحياء عند ربّهم، و نلتحف بالخرافات القديمة لننام.


أمام هذا الموت القادم إلى الأرض الخضراء من أرض حمقستان، لم يعد ينفع إلاّ الكي.

2007-10-26

محنة العقل في الإسلام 1

تحت الخزف رمل . تحت الرمل تراب . تحت التراب ماء . تحت الماء
رمل. تحته البترول . تحت البترول ماء . تحت الماء صخر . تحت
الصخر آلس . تحت الكلس جذور العقل الإسلامي ... العربي .


وفاءا لروح شهيد كلمة آخر، إسمه مصطفى جحى، قتلوه غدرا لأنه تجرأ و فكر، لأنه كتب، قتلوه لكن الكلمة لا تموت، هذه أسطر من كتابه محنة الفكر في الإسلام، قراءته بالنسبة لي واجبة، و هو متوفر على الشبكة

يقول في بداية كتابه

مكة المجنونة بالإيمان أدهشتني .
لا تقلني الطائرة إلى هناك .
مكة ... لا تستقبل كفار العقول !
طبقات طبقات تفصلني عن مكة هي فوق وأنا تحت .
هي لديها مفاتيح السماء ، وعندها الزيت والنار .
وأنا أتضوأ لأرى العقل الذي في ضوء النار . لأنظر آيف الوصول إلى
جذور هذا العقل .
مكة لا تستقبل الكفار !
وأنا مشدود إليها من شفتي ومشدود إليها من قلبي وأذني .
ناصيتي أحرقها وآيل الرحمن الرحيم .
من ياخذني إلى مكة المعلقة بين الأرض والسماء ؟
لا تخافوا على الحجر الأسود ! لست قرمطيا ١
الكتب قالت : ما تبحث عنه تلقاه في سفح جبل حراء وظهر
الكعبة وأسواق مكة العتيقة ، وربما على مداخلها .
سألت : وأني لي ذلك وأنا ممنوع علي الدخول؟


يطرح أسئلة مزعجة و وقحة
و يبين منهجه في البحث و الإستدلال

لقد أذعنت لإلحاح الكتب وتقمصت محمدا فظهرت لي سيرته منذ
طفولته وحتى يوم وفاته ، غنية بالأحداث والظواهر والمفاجىت
ومثقلة بالهموم والأحزان والوساوس والعقد النفسية ،
والضطرابات العاطفية والكبت والحرمان والأوجاع العصبية ، والسهر
على تحصيل العلم بالكتاب والثقافات الدينية . وهذه قد تفاعلت
جميعها في نفسه وقلبه وع قله مثلما تفاعل هو مع مجتمعه ،
فكان معجزة الجزيرة التي ملأت أصداؤها العالم ، وآان النبي ،
والمجنون بالعظمة والدآتاتور الحاآم المطلق . إذ آان "أولى
بالمؤمنين من أنفسهم " ٤
تقمصت النبي الي جمع تناقضات الجزيرة كله فدلتني على
جذور العقل الإسلامي ... العربي . وحرضني على آتابة "مكة
أرجو أن أآون قد وفقت في تاريخها الصحيح " فكان له ما أراد
ثم كله الفصول الأخرى من هذا الكتاب.


هذا البوست ليس تلخيصا أو مقتطفات، بل دعوة للإطلاع، و توثيق لأفكار رسخت

"بدأ الإسلام غريبا
وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء

محمد النبي ، يبحث عن ورقة بن نوفل وبحير ا وعبيد اللة بن
جحش وزيد بن حارثة وعلى بن أبي طالب وفاطمة ابنته ٦ ، فلا
يجد منهم أحدا .
محمد في مكانه المعلق ، لا نساء حوله ولا صديقين ، ولا غلمان
ولا حور عين.
محمد ناقم على عائشة ، قاهرته وقاتلة ولي عهده : إبراهيم ٧
محمد لا يزال يخاف عمر بن الخطاب .

......

محمد في عيادة فرويد :

"سيغموند فرويد " ماذا يقول؟
عبقري هادئ متزن يخضع عبقريا مضطرب النفس والعقل
والشعور ، للتحليل النفسي . يلقي على أبو طالب بعض الأسئلة
حول ولادة محمد ووفاة أبويه ، ورضاعته ، ونشأته ، حركاته،
مأكله، ومشربه ، ونومه ، وغضبه ، وفرحه ، وعلاقاته مع أترابه
من الذكور والإناث.
"أبو طالب" متكتم لا يبدي صراحة .


"فرويد " يتلو علينا بيانه :
نوبة عصبية مفاجئة ، تختلف في أعراضها (Epilepsy) "الصرع
وشدتها باختلاف الأفراد ، وينقسم من حيث الدرجة إلى نوعين
. يتميز كل منهما بمظاهر خاصة فالنوع الأول الذي اصطلح على
تسميته (الصرع الأكبر) يمر بالأدوار التالية:
تسبق النوبة العصبية بوادر تأخذ أشكالا عديدة ، منها الدوخة
وخدر الأطراف ، والمخاوف وتوهم الأشباح والأصوات المفزعة
وتستمر هذه البوادر بضع دقائق ، ثم يتبعها تشنج مصحوب
بتصلب أعصاب الجسم الإرادية تنتهي بسقوط المريض على
الأرض وقد يترتب على هذا بعض الرضوض في الرأس أو أعضاء
الجسم الأخرى.
"أبو طالب " مقاطعا : كأنك كنت معنا يا حكيم العقول.


الموكب الرسولي يغادر :
عند مدخل الباب وقف فرويد ليقول :
مشكلة هذا الرجل عجيبة ، غريبة ، ومستعصية أيضا . ولد ليكون
متفوقا . وعاش ليكون متفوقا . ومات ليكون متفوقا . مرضه قتول .
يترك آث ارا سيئة على المجتمع . يعرقل الح رية . يخنق المنطق .
ينزل الكآبة على آل من يص دقه . وفي مجمل الأحوال لا يعتبر
هذا الرجل وحده المسؤول عن قضيته . هنالك ، لا شك ، عصابة
... جماعة من المستفيدين ، طغي عليها الجنون الذي حل به .
ينبغي لهذه الجماعة أن تأتي معه إذا ما قررتم الرجوع إلى هنا
ثانية .
المجنون ، أنه ادعى النبوة . إن أخطر ما في قضية هذا العبقري
، في مجتمع آان بأمس الحاجة إلى نبي ، وإذا هو يكرس نفسه
نبيا لا مثلما الذين جاؤوا من قبله فحسب ، بل خاتم "الأنبياء
والمرسلين. وإن أقصى درجات الجنون أن يدعو المريض نفسه
أشرف الخلق وأحسنهم وأعظمهم على الإطلاق ووصيا عليهم
وحسيبا عنده علم الأولين والآخرين . وان محنة الإنسان
والإنسانية لهي في هذا المريض بالذات .


الغريب وبحيرا :

وإذ يخبئ محمد ، في عينيه الشاردتين ، ووجهه الممتلئ أسى
غذته تلك المدرسة (Cosmic Alienation ) " وحزنا ، "رفضا آونيا
التي كانت تجمعه إلى "عالم بالكتاب " ورفقاء في الأ لم والبؤس ،
مر ، برفقة عمه ، وهما في طريقهما إلى الشام بالراهب بحيرا
، الذي ينفي آتاب السيرة ، والمؤرخون المسلمون ، وجود أي
علاقة بينه وبين محمد ، سوى تلك الزيارة الوحيدة التي فيها رأى
آل صاحبه فتنبأ الراهب لمحمد ب مستقبل عظيم .
من أين لراهب يسكن صومعة ب عيدة بعدا شاسعا عن مكة أن
يعرف ما يخبئه المستقبل لصبي مثل محمد لم تقع عليه عينه
من قبل ؟
علم الغيب ؟
لا !
ألم يكن دير الراهب بحيرا محطة للمسافرين من أهل مكة وممرا
؟
ألم يحدث المكيون هذا الراهب عن الفتى محمد ... وسلوآه
الشاذ واغترابه ، وعلاقته بفقرا ء مكة المسحوقين ... واللقاءات
التي كانت تعقد في غار حراء ؟
ألم يحمل المسافرون القرشيون رسائل من القس ورقة بن نوفل
، أسقف مكة ، إلى الراهب بحيرا ، ومن الراهب إلى القس ؟

المؤرخون اختصروا المسافة . ابتلعوا الوثائق ، إرضاء للخلفاء
والأمراء ، وعامة الناس ، واحتراما للوحي


ملحوظة

"كل بلاد حرة يجب أن تمرن أبناءها
على التفكير وتشجعهم على البحث
والمناقشة ، وان تطلق لهم حريتهم
ليرتئي كل منهم الرأي الذي يعتقد
صحته ، والمعلم المستبد بآرائه ،
المتعصب لها ، ينشئ طلبة جامدين ،
والدولة التي تجري على نظام
تعليمي هذا أساسه امة تهمل
الحرية الفكرية اللازمة للأرتقاء
"
سدني هكسن
( استاذ علم الحيوان في جامعة منشستر (عام ١٩٢٥

قاموس مفردات الجنس في الإسلام

تتخذ المكافأة العليا في الإسلام ، أي المكافأة بالجنة موقفا حسيا وماديا صرفا تتمثل بتوفير الوسائل الجنسية ، كالحور العين، والأكل والشرب في الجنة. والقرآن والحديث غنيان بألفاظ الجنس وتمتع الرجال والنساء، وسأحاول في هذا المقال تجميع أكبر عدد ممكن من هذه الالفاظ ، وحتى تكتمل المقالة ، أتمنى لو شاركني القراء باقتراح كلمات الجنس ومعانيهأ.

النكاح

من نكح ينكح ناكح: حسب الأبحاث اللغوية الحديثة في الغرب الكافر، والتي مفادها أن مفردات اللغة العربية اشتقت في قديم الزمان من الصوت المتولد إثناء القيام بالفعل. وأفضل الكلمات التي تخطر على البال في هذا المجال هي كلمات حفيف وفحيح، وعليه فإن كلمة نكح لا شك مشتقة من الأصوات الخارجة من احتكاك الذكر بالفرج وأيضا من وولوجه وخروجه. والأغلب أن أسلافنا من اللغويين قد اجتمعوا (في سوق عكاظ مثلا) وقرروا إستعمال خليط من الأسواط : أح آح آووح مخلوطة بحرفي النون والكاف الذين لا بد استخرجا من "نكنكة" أحجار العزل المستعملة لمنع الحمل (راج حديث العزل في الصحيحين).

الوطأ

من وطأ يطأ واطئ: وكلمة الوطأ هذه تستعمل في فعل النكاح الذي يكون فيه ذكر الرجل طويلا يمس الأرض عند وقوف حامله. والدليل على ذلك أن الأقدام تطأ الأرض ولهذا وجب طول الذكر ليتوازى (على الأقل) مع طول الساقين. من هذا نستنتج أن الواطئ يقوم بفعلي النكاح والوطئ معا ووجوبا بينما لا يشمل النكح فعل الوطأ لأن الذكر قد لا يكون أطول من الإبهام أو أقصر من ذلك بكثير. ومن الواضح أن المرأة لا تستطيع أن تطأ الرجل.

ملحق لتعريف الوطأ: بعد اختراع تعريف الوطأ وتفسيره كما ورد أعلاه، أرجو من القراء أن يمنحوني كأس السبق في نوع جديد من البحوث الإسلامية والتاريخية حيث يمكننا الآن أن نعرف مقاس الذكر في الشخصية التاريخية (بشكل عام) عن طريق معرفة ممارسته للوطأ أو للنكاح. فإن جاء في أمهات الكتب أن فلانا وطأ ريحانة، فلا بد أن صاحبه كان يملك ذكرا مديدا وإن اكتفت الكتب بقول أن فلانا نكح فلانة ، فلا بد أن ذكره كان قصيرا.

الوقوع

من وقع يقع واقع ومواقعة: وتستخدم هذه الكلمات في أمور الجنس الطارئ السريع. فمثلا يأتي الرجل إلى البيت (أو الخيمة في زمن أجدادنا الفحول) في أشد استثارة ، وما أن تفتح صاحبته الباب حتى يدفعها طارحا إياها على ظهرها ، ثم يقفز ، أو يغوص ، عليها للقيام بالنكاح أو الوطأ إن سمحت له معداته بذلك (راجع الوطأ أعلاه). وبهذا يكون الوقوع مرادفا للكلمة الإنكليزية Quicky . وهنا لا بد من طرح سؤال يقع علينا : هل تقع المرأة على الرجل ؟ قد يظن البعض من دعاة مساواة الجنسين أن ذلك ممكن ، وذلك بأن تربط المرأة حبلا على مستوى الأقدام ثم تستلقي على ظهرها على أتم استعداد ، وعندما يدخل رجلها فإنه يتعرقل (بالعامية الفصحى يتعركل) ويقع عليها. والحقيقة أن هذا التفسير خاطئ لأنه حتى لو أن الرجل كان في تلك اللحظة مستثارا للنكاح (أو الوطأ إن سمحت عدته بذلك) ، فإنه سينتهي بالوقوع عليها دون الحاجة لبذل الجهد لطرحها ،إذن الأصح أن نقول أن المرأة "تواقع" الرجل ولكنها لا تقع عليه.

الجماع

من جمع يجمع وجامع، وهو زيادة الشئ على أشياء مثله للتكثير من عددها وتستعمل هذه الكلمة في شؤون الجنس عندما يكون النكاح أو الوطأ (إن سمحت العدة بذلك) مع المثنى أو الثلاث أو الرباع أو مع قطيع ما ملكت اليمين. وفعل الجماع لا يشمل المواقعة لإستحالة مفاجئة (كما ورد أعلاه) أكثر من إنثى في نفس المكان والزمان. وتبعا لشريعتنا الغراء، فإن الجماع بهذا المعنى محلل للرجل ولكنه محرم للإنثى. وتبعا لهذا المعنى ، فإن الجماع سيغلب على أفعال الجنس في الجنة التي وعد الله بها عبادة الصالحين.

المضاجعة

لعل هذا النوع من النكاح هو الوحيد الذي يمكن أن يرضي اللادينيين الملاحدة الداعيين للمساواة بين الرجل والمرأة في شؤون الجنس بالرغم من أن الفطرة تعارض ذلك تماما. وخير دليل على عدم تساوي الجنسين ، ما نراه في مملكة الحيوان حيث لا يتساوى الثيران مع البقر أو التيوس مع الشياه (مثلا) في عمليات الوطأ والنكاح. ووجه المساواة في هذا النوع من النكاح -- والذي يغلب عليه غياب فحولة ورجولة الرجل -- أن الذكر والأنثى يضجعان على جانبيهما أثناء فعل النكح. وبسبب صعوبة المنال في هذا الوضع، فإنه يتوجب على الرجل أن يكون مالكا لعدة الوطأ (إنظر تعريف الوطأ أعلاه) حتى يتمكنا من المضاجعة. ويستدل من هذه المعاني أن هذه الكلمة دخيلة على مفهوم الجنس في الإسلام وذلك لتعارضها مع مفهوم "كانت تحت" والمعرف أدناه.

كانت تحت

كثيرا ما نقرآ عند ذكر الصحابيات أن فلانة كانت تحت فلان، ولا نقرآ أبدا أن فلانة كانت فوق فلان للدلالة على أنها كانت متزوجة من فلان أو علان. والاصل الفقهي للرمز للزواج بهاتين الكلمتين يأتي من مبدأ القوامة (الرجال قوامون على النساء ) ويستنبط منها السيطرة والرئاسة وتبعية المرأة للرجل. أما من ناحية عملية فإنه يعني ضرورة أن الرجل يجب أن يكون فوق المرأة اثناء عملية النكح ، ومن هنا نستنتنج أن المضاجعة -- كما ورد تعريفها أعلاه -- كلمة دخيلة على معاني الجنس في الإسلام. ويبدو أن هذا الشرط في تعاطي الجنس في الإسلام فرض للتأكد من بلوغ الرجل للذروة قبل المرأة وذلك حتى يولد له الذكور بدل الإناث . وخلفية ذلك أن النبي قد علم المسلمين أن المولود يكون ذكرا إن دفق ماء الرجل أولا ويكون إنثى أن دفق مائها قبله وبهذا فإن الحكمة والإعجاز من كلمتي "كانت تحت" تكون تامة وشاملة.

ومن قصص السيرة المطهرة التي تثبت هذا المعنى: عن الواقدي عن محمد بن صالح بن دينار عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: كانت ليلى بنت الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصارية الأوسية من أول من بايع النبي من نساء الأنصار. أقبلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: أنا ليلى بنت الخطيم جئتك أعرض نفسي عليك فتزوجني. قال: " قد فعلت " ورجعت إلى قومها فقالوا: بئس ما صنعت؟ أنت امرأة غيري وهو صاحب نساء ارجعي فاستقيليه فرجعت فقالت: أقلني فقال: " قد فعلت " ، وكانت تركب بعولتها ركوباً منكراً وكانت سيئة الخلق... فذكر نحو القصة دون ما في آخرها وقال في روايته: فقالت: إنك نبي الله وقد أحل الله لك النساء وأنا امرأةٌ طويلة اللسان لا صبر لي على الضرائر واستقالته.

النيك

من ناك ينيك فهو نايك: وهذه الكلمة توازي معنى نكح ينكح فهو ناكح. وتعتبر الغالبية العظمى من الناس هذه الكلمة من الكلمات السوقية التي لا يجدر بأي شخص يحترم نفسه أن يتفوه بها. ولكن مراجعة سريعة لكتب تراثنا المجيد تفيد أن محمدا بن عبد الله قد استخدمها بنفسه:

عن أبي هريرة أنه سمعه يقول : جاء الاسلمي الرسول ، فشهد على نفسه أنه أصاب حرة حراما ، أربع مرات ، كل ذلك يعرض عنه ، فأقبل في الخامسة ، قال : أنكتها ؟ قال : نعم ، قال : حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة ، والرشاء في البئر ؟ قال : نعم ، قال : هل تدري ما الزنا ؟ قال : نعم ، أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا ، قال : فما تريد بهذا القول ؟ قال : أريد أن تطهرني ، قال : فأمر به فرجم

وقد اقتدى به كبار الصحابة ولم يجدو حرجا في استعمالها. فمثلا لم يتحرج حبر الأمة ولص بيت مالها بلا منازع ، عبد الله بن العباس من استعمالها: وقد جاء عن هذه الكلمة في كتاب "تهذيب اللغة" ما يلي

وروي عن ابن عباس أنه كان مُحرِما فأخذ بذنب ناقة من الركاب وهو يقول:

إن تصدق الطير أنك لميسا
وهن يمشين بنا هميسا


فقيل له: يا أبا العباس، أتقول الرفث وأنت محرم؟ فقال: إنما الرفث ما روجع به النساء.

إذن نستخلص مما سبق أن كلمة نيك غير سوقية ما دام قائلها هاشميا بمنزلة النبي أو حبر الأمة وحراميها وما دام محرما في البيت الحرام. ولا يوجد هنالك دليل علمي أن الإمساك بذنب الناقة شرط لإستعمال هذه الكلمة أم لا. ولعل هذه الشروط هي التي جعلت التفوه بها مقصور على الطبقة العلية من الأمة (وليس لأنها سوقية).

العُسيلة والعُسيل:

العسل هو ما يصنعه النحل من زاد ليكفيه أيام العسرة ، و"العُسَيْـل" حسب قواعد اللغة العربية هو تصغير العسل ، وبما أن العسل يعتبر مادة كالماء ، وبما أنه لا يمكن تصغير الماء بالمعنى الكيميائي (أي لا يمكن صنع جزيئ مائي من ذرة أوكسجين مصغرة متحدة مع ذرتي هيدروجين مصغرتين) فالمعنى هنا هو "قليل من العسل" وواضح أنه لا يوجد عسل مذكر وعسل مؤنث فكله عسل مصنوع من شغالات النحل من الإناث.

وترد كلمتي العُسيلة والعسيل في الحديث الشريف التالي (صحيح البخاري، باب التبسم والضحك ، ومثله في صحيح مسلم ومعظم كتب الأحاديث الأخرى):

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيَّ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَبَتَّ طَلَاقَهَا فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ فَجَاءَتْ النَّبِيَّ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَهَا آخِرَ ثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مَعَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ هَذِهِ الْهُدْبَةِ لِهُدْبَةٍ أَخَذَتْهَا مِنْ جِلْبَابِهَا قَالَ وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ وَابْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ بِبَابِ الْحُجْرَةِ لِيُؤْذَنَ لَهُ فَطَفِقَ خَالِدٌ يُنَادِي أَبَا بَكْرٍ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَزْجُرُ هَذِهِ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى التَّبَسُّمِ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّكِ تُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ لَا حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ

وحتى نصل إلى المعنى الدقيق لكلمتي العُسَيْل والعُسَيْلة ، فإنه لا بد لنا من التوسع قليلا في الإحاطة بكافة الروايات لهذا الحديث وذلك لخطورة الموضوع وطبيعته الوعرة ، وجل المعلومات التي نوردها هنا منقولة من كتاب "فتح الباري لإبن حجر" ، فيما يلي الكلمات باللون الأخضر مقتبسة حرفيا من هذا الكتاب.

يمكن تلخيص خلفية هذا الحديث بأن الله سبحانها وتعالت سخرت ثلاثة لاعبين أساسيين حتى تُخَرِّج لنا شرعا مهما عن طريق المثال الحسي والواقعي. ويتفق علمائنا الأجلاء (تقريبا) على أسمي رِفاعَة القُرظي وعبد الرحمن إبن الزُبير ، أما المرأة فيختلفوا على أسمها الذي يتراوح بين "تميمة بنت أبي عبيد القرظية" أو سهيمة ، أو أميمة بنت الحارث ، وسنتبنى هنا أسم أميمة لحلاوته ولأنه أسم عادي غير مميز يساعد في ستر عرض هذه الصحابية الفاضلة.

باختصار ، كانت أميمة تحت رِفَاعة ، “فطلقها طلاقا بائنا” (أي طلقها بالثلاث) فتزوجت بعده إبن الزُبير ، "فذكرت أنه لا يأتيها" أو أنه في روايات أخرى "لم يمسها" لأنه "حصل له عارض حال بينه وبين إتيانها إما من الجن وإما من المرض" . والإتيان هنا هو رديف الوطأ والجماع. وقد جاء في رواية أبي معاوية عن هشام " فلم يقربني إلا هنة واحدة ولم يصل مني إلى شيء " والهنة بفتح الهاء وتخفيف النون المرة (النكحة أو الوطأة) الواحدة الحقيرة "

وجائت أميمة الرسول تشتكي زوجها الثاني إبن الزُبير أنه لا يطأها فقالت استحيائا أنه " وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مَعَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا مِثْلُ هَذِهِ
الْهُدْبَةِ". وفي رواية الزهري عن عروة " وإنما معه مثل الهدبة" ، واستخرجت أميمة بعد ذلك "هدبة من جلبابها" لتتأكد أن رسول الله فهم مقصدها.

والهدبة "بضم الهاء وسكون المهملة بعدها موحدة مفتوحة هو طرف الثوب الذي لم ينسج ، وهذا المعنى مأخوذ من هدب العين وهو شعر الجفن ، وأرادت أن ذكره يشبه الهدبة في الاسترخاء وعدم الانتشار (أي الإنتصاب).

وسمع زوجها إبن الزُبير فجاء ومعه ابنان له من غيرها (أرجو من القارئ الكريم أن يلاحظ أنه أحضر إبنين ذكرين لإثبات أن ذكره فعال ولا بد أن يكون أكبر من رمش العيش ولم يحضر إبنتين ليثبت أنه يمارس النكح من فوق لا من تحت) ، قالت : والله مالي إليه من ذنب إلا أن ما معه ليس بأغنى عني من هذه - وأخذت هدبة من ثوبها - فقال : كذبت والله يا رسول الله ، إني لأنفضها نفض الأديم ، ولكنها ناشزة تريد رفاعة" .

بقية الحديث الشريف واضحة، قام خالد بن سعيد بن العاص بسؤال أبي بكر أن يزجر أميمة لأنه شعر أنها وعرت حديثها أمام الرسول ، ولكن الرسول لم يزد على أن تبسم لهذا الموقف وفي روايات أخرى أنه ضحك ولهذا جاء هذا الحديث في "باب التبسم والضحك من صحيح البخاري.

وقد استدل من هذا الحديث "على أن وطء الزوج الثاني لا يكون محللا ارتجاع الزوج الأول للمرأة إلا إن كان حال وطئه (أي ذكره) منتشرا فلو كان ذكره أشل أو كان هو عنينا أو طفلا لم يكف على أصح قولي العلماء ، وهو الأصح عند الشافعية أيضا" .

خرجت أميمة من تحت زوجها الأول "رِفاعة" لتقع تحت "إبن الزُبير" ، آملة أن يكون صادقا في قوله "عن النفض نفض الأديم" ، فخاب أملها لأن أفاعيله في الوطأ لم تتطابق مع الواقع الموضوعي ولا حتى مع دلالة إسمه ، ويبدو أنها لم تكن ملمة بفنون اللغة العربية التي وضحها سيبوية بعد نحو قرنين من الزمن. فبعد أن أكتشفت عن طريق التجربة أن صيغة التصغير الواردة في أسم زوجها الثاني فاقت حد المعقول، فضلت أن ترجع لتخدم تحت "رِفاعة" بعد أن أدركت مغزى "الرفع" في أسمه. ولكن الرسول كان لها بالمرصاد، فقد أدرك بفطنته ، وربما عن طريق تدخل الوحي، أنه لا يمكن أن يترك لنساء المسملين مثل هذا الباب مفتوحا على مصراعيه يجربنه متى شئن، فقضى أن عليها أن تذوق عُسيلة "إبن الزُبير" كي يكون ذلك رادعا لتقلب النساء تحت الرجال. ولكنه في نفس الوقت لم يرد أن يعاقب "رِفاعة" بتخريب "بضاعته" فأمر أميمة وإبن الزبير أن يتذوقا عسيلة بعضهما البعض
.

للأسف فإن المفسرين والفقهاء اجمعوا أن معنى "َيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ" و "تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ" هو النكح كما ورد في فتح الباري لإبن رجب :

وَقَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء : ذَوْق الْعُسَيْلَة كِنَايَة عَنْ الْمُجَامَعَة وَهُوَ تَغْيِيب حَشَفَة الرَّجُل فِي فَرْج الْمَرْأَة ، وَزَادَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : حُصُول الْإِنْزَال.

أما معنى كلمتي عُسَيْلتها وعُسَيْلته الحرفي فقد اختلف فيه الفقهاء، فمنهم من قال أنه كناية عن الوطأ والجماع ، ومنهم من قال أن المعنى هو نطفتها ونطفته ، أي مائها ومائه ، وهذا ما نرجحه في هذا المقام وهذا المقال.

والصحيح عندنا في تفسير هذا الحديث الشريف يستدل عليه من معنى كلمة "تذوق"، فالتذوق كما نعلم بالفطرة لا يحصل إلا باستخدام الفم واللسان ، وتلعب حاسة الشم دورا حاسما في عملية التذوق، ويستنتج هذا المعنى من تخصيص استخدام كلمة العسيلة المشتقة من العسل والذي لا يمص إلا بالشفاه ولا يلحس إلا باللسان. ويثبت هذا المعنى من الروايات التي اقتبسناها أعلاه ، فالزبير شهد أمام الرسول "إني لأنفضها نفض الأديم ولكنها ناشزة تريد رفاعة ". وشهدت أميمة في رواية أبي معاوية عن هشام أنه " لم يقربني إلا هنة واحدة ولم يصل مني إلى شيء ".

ومن هذا يتضح أن النكح أو الوطأ ، بغض النظر عن نوعيته ، لا يحلل العودة للزوج الأول ، وأن المعنى الصحيح الذي غاب عن جمهور علمائنا، رحمتهم الله، هو أن يمارس الرجل المُحلل مع المرأة "المطلقة ثلاثا" الجنس الفمي-اللساني ، أو بعبارة أخرى المصي-اللحسي، حتى تحل لزوجها الأول. وحسب نص الرواية أعلاه فإن عملية التذوق هذه يجب أن تكون متبادلة أي أن يقوم الإثنان بتذوق عسيلة الآخر.

وتوافقا مع عصر الإعجازيين العلمي الذي نعيشه حاليا نكتشف إعجازين علميين باهرين:

الأول: هو أنه على العرب التمسك بالارقام التي اخترعوها بدلا من الأرقام الهندية التي يغلب استعمالها حاليا ، وذلك لأن قيام المحلل والمطلقة ثلاثا بتذوق عُسيلة الآخر يعني ان يكونا في وضع 69 الجنسي المشهور وهذا يدل على أن سيدنا محمدا قد اخترع الأرقام الحديثة قبل أربعة عشر قرنا.

الثاني: هو أن سيدنا محمد قد تنبأ باكتشاف القارة الأمريكية ، وقيام دولة الولايات المتحدة الأمريكية ، وبناء البيت الأبيض ، وقيام الرئيس كلينتون بممارسة الجنس الفمي-اللساني مع اليهودية مونيكا. ويبلغ الإعجاز العلمي ذروته (هل نعني هنا الذروة الجنسية) إن نحن لاحظنا أن أسم اليهودية التي تذوقت عسيلة كلينتون يتكون من شقين : "مو" و "نيكا" وحسب اللهجة الشامية فإن كلمة "مو" تعني النفي وكلمة "نيكا" تعني النكح كما بينا أعلاه، ومن حقيقة أنه لم يتم رجم كلينتون و "مو" "نيكا" يتضح أن تذوق العُسيلة لا يساوي الجنس النكحي والمتثل بتغييب "الحشفة في الفرج". هنا تتجلى رحمة الدين الإسلامي الحنيف بحفاظه على ممتلكات الرجل الذي طلق زوجته ثلاثا ، فحصن له فرجها من تغييب حشفة الرجل المحلل فيه ، وحفظ له بذلك حرثه ليأتيه من حيث يشاء.



نقلا عن مدونة عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم القرشي و يقول عن نفسه :
لقبني إله محمدا بذاته العلية بأبي لهب وتفسير هذا اللقب حسب أتباع محمد أنني سأشوى للأبد في نار جهنم وحسب مريدي وأحبتي أن إسم أبا لهب يرمز لحقيقة أنني الحامل الأخير لشعلة البحث عن المعرفة التي حاول محمد أن يطفأها بين العرب

http://abulahab.blogspot.com/2007/01/blog-post_14.html

2007-10-22

قيم اليمين و قيم اليسار

يمينا تعطى قيم النظام و القوة و الأصول و العائلة أهمية قصوى، بل مقدسة،

افتتان بالقوة تخلده الأساطير و الأشعار، تقديس للنظام و تجريم لمحاولة خرقه، ليس يهم عدل النظام القائم ما دام عائدا للأصول و له قوة تحميه. هكذا رفعت سيارة عبد الناصر على الأعناق، سيارته و ليس هو نفسه، هكذا افتتن الناس بصدام و رأو وجهه على القمر. كلما كان قويا و زاد عدد المدفونين في مقابره الجماعية كلما حلمنا به فارسا قادما من الماضي ليعيد عصره الذي نتخيه ذهبيا.

يمينا ليس للإنسان قيمة تذكر و لا لأهمية تعطى لعمله، هو يعمل كي يأكل و يشرب أي كي يبقى على قيد الحياة. يمينا تتم التفرقة بين الناس حسب أصلهم أولا و مظاهر معتقداتهم ثانيا ، و يذبح مبدأ المساوات على عتبات معبد التذكر.

ابن من انت؟

يمينا نرى الأمة و دار الحرب، المسلم و الكافر، و بين المسلمين درجات بحكم النسب ، و أعدل الخلفاء الذي جاء القرآن برأيه حين كتب بين الناس غنائم الفتح جاء بنسابة قريش و كتب للناس حسب أصولها.

حفظ الأنساب قدس أقداس اليمين

يمينا مشروع دكتاتورية ثيوقراطية مظلمة تعد بجنة بعد الموت

يسارا لا نفرق بين الناس بسبب دين أو عرق أو لون أو أصل إجتماعي

يسارا يقدس الإنسان لإنسانيته و تعطى قيم الحرية و العدل و المساواة قدسية بشرية لأنه لا أحد يدعي غير أصلها البشري

يسارا تبدأ اليبيرالية دون بعد إقتصادي

يستمد الجنس شرعيته كغريزة إنسانية لا كوسيلة تكاثر

تتساوى المرأة بالرجل فلا قوامة و لا من فظل بعضكم على بعض

يسارا ولدت المواطنة و ولد الوطن، حيث يتساوى أبنائه و قد إختلفت عقائدهم

يسارا دولة وطنية يسمونها مدنية لكني أرى الأصح وطنية، حيث يكون اليهودي أو الملحد فيها من أبناء وطني أقرب لي من المسلم الماليزي
يسارا لا يهم الماضي ولا الأصل و لا يهم حفظ الأنساب، لأنه لا قيمة للأنساب ليس يهم ابن من أنت بل من أنت ؟
علمك و عملك و معاملتك ؟

يسارا يعمل الإنسان ليعيش، ليبني جنته على هذه الأرض في حياته هذه

يمينا يقف الكل كثيرا أمام تفاصيل التاريخ محاولين إعادته فهو غاية في حد ذاته

يسارا يقف الكل أمام تطور البشرية محاولين اسراعه و تعميمه

يمينا هوس بالمرأة و الجنس بوصفها ملك للرجل و وسيلة تكاثره و حفظ نسبه بحجبها و اعتبارها نصف انسان بنصف ميراث و دين و عقل و دية،

يسارا لا تحمل المرأة خطيئة حواء و لا تعتبر مشروع خطيئة

يمينا ثمة عورة و سوئتان و شيطان ثالثهما أو هو المرأة نفسها

يسارا ثمة جسد يحترم حتى في عريه

يمينا نقتل لنفرض حقائقنا الإلاهية و نرجم لنطبق شريعتنا الإلاهية

و يسارا لا يحق لأحد إنتقاص جزء من حرية أحد و لا حتى الأغلبية

يمينا تهم العقيدة و صحة العقيدة
و يسارا تهم المعاملة و احترام القانون

يسارا لا يهم الأصل و لا النظام و لا نخشى التغيير لا يجرم الفكر و لا الفن و لا تحرم الإباحية بل تقنن لحماية الأضعف في المجتمع
يمينا تمارس أسوأ أنواع الإباحية سرا و تقتل الضحية تحت قناع جرائم عار إسمها زورا جرائم شرف
يمينا ، يسارا، و على أقصى اليمين و أقصى اليسار، على كل درجات الطيف تقف قناعاتنا هنا أو هناك أو بين بين، لا أبيض و لا أسود بل درجات من الرمادي، و كما كلكم خطاؤون و خير الخطائين التوابين، فكلكم قد يخطئ و خيركم من راجع قناعاته نحو الأفظل و الأهم ، من لم يعمل على فرضها على غيره بالقوة أو بالعنف ماديا أو معنويا

الدونكيشوتيون و الشحاذة على الطريقة الإخوانجية

في مثل هذا اليوم ضرب الكيان الغاصب أرض تونس و نحن لن ننسى و سنرمي بهم في البحر و لن نسامح الخونة و نحن حب عمرو موسى و نكره إسرائيل

و إيييييه

حين لا تعلم متى و كيف و خاصة لمذا ضرب مقر عرفات في حمام الشط فمن الأفظل ترك العزف على أوتار العواطف الشعبوية الساذجة بمقام صدامي و الإهتمام بحدبة الآخرين فقطعا لن يتغير الحال لترى حدبتك.

لا أعلم ما الذي يربط من يكتب لأجل تاريخانية الديمقراطية التي يحارب ليقول أنها ليست ضرورة و لا الشعب يريدها فهو شعب بسيط متوسط مع من يتبنى خطا كيشوطيا أو كيخوتيا على حدود العنف الثوري سوى عدد أفراد القطيع الذين سيصفقون ثورة و حماسة و استعداد لمصارعة طواحين الهواء

ما أجمل أن نتذكر أننا ضربنا حتى لو أخطأنا تاريخ الضربة و لكن ما أقبح أن ننسى لمذا و نرقص كالهنود الحمر لتنزل المطر طوفانا يغرق إسرائيل في البحر لأننا عجزنا عن فعل ذلك بأنفسنا.

الله ليس مرتزقا يعمل لحساب من يدفع له أكثر من أبناء إبراهيم،

من يرشوه أكثر صلاة و قياما و دما مراقا باسمه

ما أجمل أن تكتب أن إسرائيل تحفر قبرها بيدها، لكن ما أبشع أن تقف عند حدود الكلمات و لا تدرك كيف ذلك ؟

لأن محمد وعدكم أنه سيأتي يوم يقول فيه الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله
من حقك أن تكون غبيا و تصدق ذلك لكن حذار فانت هكذا تحفر أنت قبرك بنفسك

لكي تكسب معركة ضد إسرائيل فانت تحتاج أن تصنع سلاحك بيدك لا أن تشتريه من سوق خردة الأمم، أن تكون طائراتك و صواريخك و أقمارك الصناعية متفوقة تكنولوجيا على عتاد إسرائيل، لأجل ذلك يلزمك آلاف المهندسين و ملايين الدولارات و إرادة سياسية و مناخ عمل و انتاج و تفوق، يلزمك جامعات تصنف في المائة الأولى عالميا لا الألف الثالة الأخيرة، و مجتمع حر مثقف لا يحتفل بتنصيب رئيسه مدى الحياة و يحن لملكه التركي

أنت تحتاج علما لا إيمانا، حياة لا موتا، واقعا لا خيالا، و قطعا و قطعا لا تحتاج سيفا حتى و إن أقنعوك أن ما تراه ليس طواحين هواء.
.
تحتاج حرية مطلقة و ديمقراطية حقيقية و تحجيم دور الكنيسة الإسلامية و رجال دينها، فمنذ ألف سنة هي وراء إنحطاطك. تحتاج كتب بني موسى لا الصحيحين و كتب ابن الهيثم لا ما يطبع بالملايين و يوزع مجانا من كتب ابن تيمية. تحتاج عقلية من نهل من علم الغرب السابق، من ترجم و استوعب مخطوطات الإغريق و نسبها لهم بأمانة و طورها علما حقيقيا كالرياضيات و الفيزياء و علم الحيل حتى أن مخطوطات ابن الجزير في المتحف التركي تتحدث عن أول طوربيد ذو قوة دفع ذاتي مهمته تدمير سفن الأعداء

لكنك لا تحتاج فقه النكاح و الحيض و هوس النساء و فظل صيام الست الأواخر من شعبان.

تحتاج أن لا تسمي هذه الخرافات علما و أن تنزع عمامة شيوخها لتصنع منها طرطورا.

صم الدهر كله و صلي و أدعوا و ادفن نفسك و اوئد بناتك و زوجتك مخافة نار جهنم، فذلك هو تحديدا ما تريده إسرائيل و لا أحد يخدمها فيه أكثر من الإخوانجية

و الموضة اليوم بعد شح مصادر تمويلهم من زكاة و بنوك ربوية إسلامية و تجارة أفيون بسبب مراقبة الأموال التي تمول الإرهاب، صارت اليوم الشحاذة على طريقة سنرمي إسرائيل في البحر،

صارت نغمة نحن بنو عقبة و القيروان و سيوف الإسلام المكسورة تكالب علينا أعداء الإسلام ليخمدوا كلمة الله و نحن القابضون على الجمر ، قد متنا جوعا فتبرعوا لنا،
الحساب الجاري في لندن و يستحسن التبرع بالجنيه الإسترليني.
ما أبشع أن نشحذ باسم الإسلام
الإسلام ذلك الحمار القصير الذي ركبه الجميع و كأنه ليس له رب يحميه كما حمى كعبته من أبرهة بطير أبابيل
هذه الكعبة نفسها هدها الحجاج على من فيها بالمنجانيق و لم يرسل له الله حصاة واحدة
سرق القرامطة حجرها الأسود و ردموا بئر زمزم بجثث الحجاج و لم يرسل لهم الله و لا حتى ريحا أو عاصفة رملية
الله استحلى الفرجة من فوق
يحمي نار جهنم لمن سيرميهم فيها و يستحلي شويهم
وفي نفس الوقت تواصل اسرائيل صنع قنابها و اقمارها و تفوق جامعاتها و علمائها و نواصال نحن التحجب و الحجامة و الشحاذة استعدادا لرقصة الهنود الحمر أمام طواحين الهواء
و التصفيق لمن يحب عمرو موسى و يكره إسرائيل
و إييييييه

2007-10-19

العبودية في لبنان !!!

كنت أريد أن لا أصدق شيئا مما شاهدته أمس في برنامج مبعوث خاص على القناة الثانية، أو أن يكون ثمة خطأ ما و أن التقرير كان عن بلد آخر. عن بلد خليجي مثلا حيث تعامل العمالة الأجنبية حسب لون جلدة صاحبها. الأبيض يسمى أجنبي و تنطق أينبي و له حقوق السادة، أما الأسيويين و العرب فهم وافدون و يعاملون معاملة البقر و العبيد. عبيد بكل معنى الكلمة، يصادر صاحب العمل جوازه، و يملك حق ترحيله متى شاء، يسمى كفيلا لكنه في الواقع سيد على عبد وقع في مصيدة، من تحرش جنسي بالخادمات إلى سوء معاملة و عدم إعطاء الأجرة إذا لم يصل الأمر إلى الجلد و السجن كما حدث لطبيب قبطي بالسعودية

لكن التحقيق كان عن لبنان، عن شركات جلب الخادمات من الفيليبين و أثيوبيا، و عن انتحار العشرات منهن، بمعدل خادمة يوميا. و نفس الكابوس الخليجي، صاحب العمل الذي ينتظر تسليم خادمته في باب خاص بالمطار، كما تسلم الماشية، و الذي يعطيه القانون حق مصادرة جواز سفرها و حق سجنها في البيت لا تغادره و حق عدم إعطائها أية أجازات، و سوء المعاملة و التحرش الجنسي و الخصومات. لا فرق بين مسلم أو مسيحي، في الشرق و حتى في لبنان كلنا في الهم سواء.

تروي كثيرات منهن أنه خلال القصف الإسرائيلي ، كان أهل البيت يلجؤون للنزل و يقفلون عليهن الشقق ليبقين تحت القصف، و إن نسي رب العمل تجديد إقامة خادمته، فإن الأخيرة هي التي تسجن و لشهور. لذلك فإن القفز من الشرفة هو محاولة الهرب الوحيدة المتاحة أمامهن أحيانا.

لن أقارن بين حقوق هاته الخادمات و هن مهاجرات عاملات شرعيات في القانون اللبناني و الخليجي مع حقوق الإنسان المهاجر الغير شرعي، و أكرر الغير شرعي في فرنسا مثلا أو أوروبا عموما. لا مقارنة تذكر، فحق الكرامة أولا محفوظ و حين كمم شرطي فم أحد الأفارقة ليقوده عنوة إلى طائرة الشارتر ، قامت الدنيا و لم تقعد و حكم القاضي ببطلان الترحيل. حق دراسة الأطفال مجانا في المدارس الحكومية. حق اللجوء إلى ملاجئ الطوارئ في حالات البرد الشديد أو الكوارث الطبيعية، و الذي اقترح أحد النواب إلغاءه مؤخرا لكنه لم يقدر، و لن أدعي طبعا أن فرنسا إلدورادو و جنة موعودة و لكنها قطعا لو قارنتها بلبنان، ستكون أكثر من ذلك.

السعوديون يشحنون معهم خدمهم إلى أمريكا و يعاملونهم معاملة العبيد، لم أكن أستغرب ذلك منهم، فالوهابية تنزع إنسانية الإنسان لتجعله أسوأ من وحش همجي، لكن أن تكون تلك معاملة اللبنانيين لخدمهم، فذلك ما لازلت و بصدق أريد أن لا أصدقه، و لا أجد له تفسيرا.

و لا أعلم كيف بتفجير كالذي حدث أمس في موكب بناضير بوتو أو بتحقيق كهذا عما يحدث في بلد هو في مقدمة التحضر و المدنية مقارنة بغيره في هذا الشرق البائس، كيف نطلب من العالم أن يحترمنا ؟
و هل حقا نستحق الإحترام ؟

2007-10-18

نادي الأدب الإيروسي العربي


نادية طيظ. الإسم مستفز حتما، رقيع ربما، مبتذل إباحي قليل الأدب ربما لكنه حتما مستفز.


و التي أو الذي أو ربما اللواتي أو الذين يقفون خلف الأسم لهم بالتأكيد ما يقولونه . سواء قبلنا به أو ثرنا منادين بمنعه، فإن تجربة كتابات نادية التي لا تتأفف من السباحة في بحور الإيروسية وصولا و بغزارة لمرافئ البورنو، تدعوا للتأمل قليلا. كثيرون يكتبون أدبا و شعرا إيروسيا، أو إباحيا حتى بشكل راق جميل و فني، و لكن أن تنزل إلى حدود البورنو دون الوقوع في الإبتذال فذلك ما أزعم أنها نجحت فيه في محاولات عديدة.


منذ سنين لم أهتم بالموضوع، و على مدى عام من التدوين لم أكتب مرة رواية إيروسية بمعنى الكلمة، كانت الصور وسيلتي لأقول نحن متخلفون جنسيا قبل كل شيئ، و كلفني ذلك اتهامات بالمرض و العقد و أشياء أخرى، و لسبب ما تذكرت ايروسيا، الموقع لازال موجودا لكن تحينه توقف منذ سنوات ، ثمة من يهتز و يكفهر وجهه لرأية فتاة في بيكيني ، و من لا يرى في المرأة غير بقرة تنتقل ملكيتها من والدها لزوجها و مهمتها الإنجاب و الإرضاع و إمتاع الزوج، أما أن يكون لها رغبة أو فخر بأنوثتها فذلك عار لا يمحوه إلا الدم.


و مع ذلك نحن نفعل كل شيئ لكن في الخفاء، فالنفاق و الكذب خلاص كبتنا الجنسي و أحد أشكال مرضه. بعيدا عن العورة و السوءتان و الحرمة و الرجم و كل قرف فقهاء ظلام الشرق البائس،


بعيدا عن قرف الحالمين بالحور العين و أحاديث من أوتي قوة ثلاثين رجلا ليطوف بنساءه التسع في ليلة واحدة، و في لحظة ما، قد يستحق نص كهذا مثلا تصنيفه في خانة الأدب الإيروسي




2007-10-17

راشد الغنوشي و الحرية في الإسلام

كتب السيد راشد الغنوشي نصا نشر على الجزيرة نت و مواقع أخرى
يتحدث فيها عن الحرية و الإسلام. و خلص باستعمال مبدأ تكليف الإنسان الذي يعني أنه بالضرورة عاقل و حر و كذلك آيات حرية المعتقد في القرآن إلى أنه لا تناقض بين الإسلام و الحرية. دون أن ينسى تمرير عدة نقاط عزيزة على قلبه كمساواة حجاب المرأة بالصلاة و اعتباره تعبيرا عن حريتها في أن تطيع خالقها.

ناقض الكاتب نفسه و دينه أو قراءته لدينه التي لازال مصرا على استعمالها و كذب بكل بساطة بأن ذكر الحقيقة و لكن ليس كل الحقيقة و لا شيئ آخر غير الحقيقة.

تهكم الكاتب على ما أسماه مماحكات كلامية ليستنتج هو نفسه نتائج مبنية على نفس هذه المماحكات و استشهد بآيات حرية المعتقد التي يعتمدها القرآنيون لنقض و إبطال حد الردة، دون أن يذكر حرفا عن هذا الحد الذي يسقط كل ما قاله هو نفسه قبل سطرين عن الحرية في الإسلام

فإن كان من حق أي كان أن يؤمن و بكل حريته فهل من حق مسلم أن يترك الإسلام ؟

لا أتوقع منه مراجعة بهذا العمق حول حد الردة لسبب بسيط، هذا حد أوجد لأسباب سياسية لتصفية خصوم سياسيين و السيد الغنوشي هدد باستعماله يوما و هو سلاح بيده لن يتنازل عنه

يرى الكاتب أن العبادة لا تصح إلا لو كانت دون إجبار بل إختيار بحرية .
ولكنه تناسى عن سهو أو عمد مبدأ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و قوله

«وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا» (الأحزاب: 36).

إنه يتكلم عن حلم يخفي خلفه كابوس، على وزن الديمقراطية الإسلامية التي لا تحقق الحرية بل تحقق رغبة المسلمين في ممراسة حريتهم و رغبتهم أن لا يكونوا أحرارا، كديمقراطية الشورى بين أهل الحل و العقد من رجال الدين، علما أنه لا وجود لكنيسة أو طبقة رجال دين في الإسلام لكن يحلوا لصاحبنا تلقيب نفسه بالشيخ كما لا ينسى أن يتمحك بابن رشد و أن يجعل ابن عاشور أصوليا

يبدوا أنه اعتاد على السمع و الطاعة من أتباعه فاعتقد أنه يمكن أن يذهب إلى درجة بعيدة في استغفال القارئ درجة لم أصدقها و أنا أقرأ هذا المقال لو أنه أخرج نصه في شكل فتوى أو رأي فقهي ربما لم أكن لأعلق و لكن التمحك بالمنطق و العقل و أعلام التنوير المسلمين لتمرير كذبة أصولية غير ذات مضوع فلسفيا لا يمكن أن يمر هكذا
لا يصح فلسفيا أن نقول أننا نستغني بملئ إرادتنا و حريتنا عن حريتا
أو جزء منها
نحن نفعل ذلك إما تحت الإجبار أو تحت الخداع
ليس هذا أو التناقض في كتابات المتأسلمين و لا آخره لكن صاحبنا هنا قد تجاوز في وضع مساحيق الحرية و الديمقراطية و الوطنية على فكره و على فكرة الدولة الدينية التي يعمل لإقامتها بالغ إلى درجة مقلقة

أسئلة

لمذا إختار الله إرسال آخر رسله و أنبيائه في عصر لم يكن فيه وسال توثيق و تدوين، و بلغة لم تكن كتابتها إكتملت فلا نقاط و لا تشكيل و لا أوراق أو حتى جلود ماعز متوفرة بكثرة للكتابة عليها ؟

ألم يكن من الأسهل إرساله في عصر متقدم حيث التصوير التلفزي و السينمائي و التوثيق و التدوين و أيضا الإنتشار المطلوب حيث سيسمع به كل أهل الأرض فلا يكون لأحد عذرا ليقول لم أسمع به أو لا أصدق أنه قال كذا و كذا عن فلان عن علان ؟

كان بامكانه أن يرسل نبيا لقريش زمنها لكن ليس آخر الأنبياء

ثمة مليارات من البشر لم تسمع بمحمد أو قريش و لا يهمها الأمر أساسا

لمذا لم يرسل الله أنبياءا إلا في بني يعقوب ابن اسحاق ابن إبراهيم الملقب باسرائيل و فقط نبي من بني إسماعيل هو محمد ؟ ثمة صالح و شعيب من العرب، و ثمة أنبياء لم يتم ذكرهم، لكن كل هذه القصة جرت أحداثها في الجزيرة بين فلسطين و مابين النهرين و مكة. لمذا تجاهل بقية بني آدم المنتشرين منذ فجر التاريخ في القارات الخمس ؟
هل كان بوذا نبيا ؟
هل لقبائل المايا نبي ؟
هل سيحاسب رجل الكهوف أو الإنسان الذي عاش في العهد الحجري على معتقداته البدائية ؟


من يلوم من عبد النار أو الشمس أو القمر إن كان الله نفسه نطق عربي قحطاني لكلمة إيل إلاه السماء السومري و كانت العرب تعبده قبل الإسلام ؟

لمذا إختار الله أن يكلم موسى مباشرة لكنه ارسل خادمه جبريل لمحمد ؟
الناس لم تصدق من كلمه الله مباشرة فكيف تصدق من قال أنه التقى خادمه ؟

أليست طريقة الأنبياء هذه أصلا غريبة ؟

لو جاء اليوم نبي و قال أن جبريل أعلمه أن الله قد غير رأيه بعد أن عم الفساد الأرض، و سبحانه لا يسأل عما يفعله، و قرر إرسال نبي جديد بتعاليم جديدة، كم من الناس سيصدقه ؟
و كم سيحاولون رجمه و شرب دمه ؟
لمذا إذا نلوم اليهود على تكذيهم لعيسى و هم فقط تمسكوا بدينهم و توراتهم أو نلوم قريش التي كذبت محمد و تمسكت بدينها و إيمانها ؟
لو رأينا الأمور من خلال أعين من عايش الحدث لتغيرت أمور كثيرة


لو أن الله شاء لآمن من في الأرض، إذا هو الذي يريد أن يكون ثمة غير مؤمنين، و بصفة عامة ثمة شر على الأرض، و هو لا يريد القضاء عليه إذ لا يعقل أنه غير قادر على ذلك، فهو قادر على كل شيئ، لمذا إذا يريد أن يوجد شر على الأرض ؟

لمذا جعل من نفسه ندا لأحد مخلوقاته هو الشيطان ؟


الرواية التوراتية حول التكوين و آدم و حواء و إبليس و التي اعتمدها القرآن في تفسيرها المدراشي حرفيا قد تكون مقنعة نوعا ما بالنسبة لإلاه عصبي منتقم كياهوه لكنها غير مقنعة لو إعتبرنا الله عادلا حكيما رحيما
كيف يعاقب الله كل بني آدم لخطأ بسيط إرتكبه آدم و حواء ؟
أين ذهبت و لا تزر وازرة وزر أخرى ؟
و لمذا إ أطلق يد إبليس على بني آدم دون تدخل منه بل باختفائه الدائم، حتى قيل لا غائب إلا الله


لمذا قال لبني إسرائيل أنتم شعبي المختار و هذه جاءت حتى في القرآن ثم غير رأيه و جعل من أمة محمد خير الأمم، في حين يعتقد مليارات من البشر أنهم أتباع إبنه يسوع المخلص ؟

و لمذا يذبح الناس بعضهم البعض باسمه كالنعاج ؟

و يقود نفر باسمه بقية خلقه كالأنعام

بوش مثلا مقتنع أنه يؤدي رسالة إلاهية ، و إنما الأعمال بالنيات، و كذلك ابن لادن و الزرقاوي و كل من يستعمل الله كمنديل يمسح فيه خمجه و خطاياه، مذا لو كانوا صادقين فعلا في إيمانهم و تضحيتهم لله ؟
هل سيدخلهم الجنة فعلا ؟
إنما الأعمال بالنيات و كلهم يقتلون باسمه و لأجله ؟

هل سيدخل صياد السمك الفيتنامي جهنم و هو لم يسمع في حياته لا بمحمد و لا بالإسلام ؟


لو أن الله حفظ قرآنه و سنة نبيه فعلا لمذا نجد القرآن مليئا بالخرافات و مناقضا للحقائق العلمية التي نعرفها اليوم ؟
و لمذا نجد السنة مليئة بأكثر من ذلك ؟
ألم يذكر القرآن هيجوج و ميجوج ؟
و أن الأرض مسطحة و خلقت قبل السماء و أن الشمس تغرب في عين حمئة ؟
كيف يطلب القرآن من أتباعه أن لا
يبدؤوا أتباع كتاب سماوي آخر هو نفسه يعترف به بالسلام و أن يدفعوهم لأضيق الطرق و أن يدفعوا الجزية عن يد و هم صاغرون ؟
ألم يكن الله جادا حين أرسل عيسى ليعاقب أتباعه بعد ذلك ؟
ألم يكن الله يعلم أنه سيتم إختراع حقوق إنسان و مواطنة و مساواة ستجع من أتباع كتابه هذا في حيرة من أمرهم أو عنصريون ضد أبناء وطنهم المختلفون عنهم في الدين ؟

لمذا يعطينا الله عقلا و يعاقبنا بعد ذلك لو استعملناه؟





2007-10-15

للعلمانية دين؟

سأعيد هنا نشر تدوينة سيتويان التي شارك بها تلبية لدعوة ماهيفا بدون اتفاق معه و لكن فقط و أكرر فقط لأنه تم حذف مدونته من مجمع المدونات التونسية ، و إن كنا وقفنا جميعا ضد أي إقصاء لفكر مختلف فأني أعجب لصمت مريب وراء إختفاء مدونة نقد الفكر اليومي، أرجوا أن يكون الأمر خطأ تقني غير مقصود ، هذا نص سيتويان كما ورد و أرجوا التعليق عنده و ليس هنا، و رأيي أنا في الموضوع قلته سابقا في موضوع اللائكية هي الحل
للعلمانية دين؟
الشرارة التي كانت وراء "النزاع" بين عديد المدونين هو التعليق الذي قام به المدون عماد حبيب على مدونة طارق الكحلاوي. قد يرى عديد المدونين الجوانب السلبية فقط من هذا النزاع ولكن لكل نزاع جوانبه الإيجابية. فـبفضله انخرط عدد من المدونين في نقاش. وبمعزل عن مضامين المداخلات والتعليقات فإن هذا النزاع يمكّن عديد الأشخاص من بلورة فكرة أو رأي عن كل من ساهم في هذا النزاع.
لم ذلك ؟
لأنّ النقاش والنزاعات الفكرية منبوذة في مجتمعاتنا والنقد جريمة قائمة الذات. وتاريخ مجتمعاتنا يقدم الدليل القاطع على ذلك. فالسمة المميزة لهذه المجتمعات تهميش الفكر والمفكرين .فقد أحرقت كتب ابن رشد واتلف كل ما كتبه المعتزلة و بالمقابل يقع تثمين الفكر الذي جهدت السلطة على نشره كفكر الغزالي الذي حارب كل تفكير فلسفيولكن سيكون ذلك النزاع الفكري ذو جدوى وفاعلية إذا كان محوره مفاهيم وتصورات وأفكار قابلة للمحاججة. أما أن تقتصر تلك الأفكار على شعارات هلامية من نوع منبت، يسراوية، ليبرالية، …إلخ فذلك يقود حتما إلى طريق مسدود ويعطي لأعداء العقل والتفكير الحجة بعدم ضرورة التفكير.
فتسلم الرعية أمرها لبعض الدراويش والمشعوذين للتفكير نيابة عنها وتكتفي هذه الرعية بالإعجاب والتهليل والدفاع عن زعيمها
إذا ما نظرنا لمضامين ومداخلات المدونين الذين اشتركوا في النزاع الأخير سنجد أنهم ـ على الأقل ظاهريا ـ يحملون هواجس تتعلق بمشروعات مجتمعية. وبإهمالنا للتفاصيل ينقسم هؤلاء المدوّنون إلى خطين فكريين متناقضينجزء منهم يرى أن الخلاص يكمن في الدين وتحديدا الدين الإسلامي، والجزء الآخر يرى أن المشكلة في هذا الدين الذي ترى فيه المجموعة الأولى طوق النجاة. وتحديدا ليس الدين كطقوس وشعائر بل الدين كدستور لممارسة شؤون الحكم وتسيير شؤون المجتمعإنه لأمر طبيعي أن يرى الفريق الأول خطر الفريق الثاني الذي يقرّ اللائكية أو العلمانية كأسلوب للحكم وتسيير شؤون المجتمع. ;وذلك لأن هذا الفريق لا ينظر للعلمانية كطريقة في الحكم للخلاص من الحروب الطائفية والمذهبية والحد من سلطات الأمراء والملوك والرؤساء الذين يسوسون رعاياهم باسم الدين وتمثيل الله على الأرض. لا يتعاطى هذا الفريق من جهة الإنجازات التي حققتها العلمانية في المجتمعات التي اعتمدت هذا النمط برغم أن كل الأحزاب الدينية، ونذكر حركة النهضة تحديدا، استفادت وتستفيد من الأنظمة العلمانية. فلو أنّ الحكم بهذه الدول التي لجأت لها قيادات النهضة ومناصروها كان بيد أحزاب دينية، لما مكّنتهم تلك الحكومات من اللجوء لديها ولما سهلت عملية التواصل فيما بينهم .فلولا فصل الدين عن الدولة ببريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا لما استطاعت الأحزاب الإسلامية تنظيم صفوفها وفتح حسابات بنكية وتجارية وبناء مساجد للدعوة وتدريس أبنائها. فبفضل العلمانية حافظوا على تقاليدهم وشعائرهم الدينية وويقومون بنشاطهم السياسي علانية وينجزون مؤتمراتهم الحزبية ويستفيدون من القوانين الوضعيّة التي تحميهم وذلك دون أن يتهمهم علمانيوا بلدانهم بأنهم عملاء للغرب أو منبتين.ه

إن فصل الدين عن الدولة هو السبب الوحيد الذي كان وراء لجوء هؤلاء للبلدان الغربية فلم لم يلجأ راشد الغنوشي لإيران مثلا؟ لأنّه يدرك جيدا أنه سيكون ضحية للكراهية الدينية لاعتبار عدم فصل الدين عن الدولة في هذا البلد الذي به مزار لقاتل عمر بن الخطاب(أبو لؤلؤة)الذي يترددعنه آلاف المعتزين بقاتل عمر الذي يقول عنه الغنوشي أنه من الخلفاء الراشدين ويقدسه.هفلولا العلمانية لانقرضت الأقلية الإسلامية بالهند ولما انخرط عديد من الأوربيين بالديانة الإسلامية. عديد الإسلاميين يفخرون ويقيمون الدنيا لمجرد دخول ألماني أو فرنسي الديانة الإسلامية ويغيب عنهم أن ذلك بفضل العلمانية التي تضمن حق هذا الشخص في تغيير ديانته متى شاء وأنه لا البابا ولا الدولة من شأنها إجباره عدم تغيير ديانته. فبمصر و سوريا يعاني عديد المواطنين بمجرد التفكير في الخروج عن الدين الإسلامي وتقوم معارك حامية الوطيس للتشهير بالمرتدين في الصحف ومنابر المساجد والفضائييات فهل رأينا صحيفة غربية واحدة أو رجل دين مسيحي يشهر بمواطن من الغرب لأنه اعتنق الديانة الإسلامية بدلا عن المسيحية أو احتفال الغربيين بمسلم لأنه تراجع عن الإسلام واعتنق المسيحية؟
يقع النظر للعلمانية باعتبارها بدعة غربية ومؤامرة على الله فيتفنن البعض في نعتها بجميع النعوت والدخول في حرب معها باعتبارها منافية لتقاليد المجتمع ولا تتماشى مع خصوصياته بالرغم مع تماشيها مع الأحزاب الإسلامية ببريطانيا وفرنسا واسترالياوالنزاع الدائر بين بعض المدونين حول هذا الموضوع بالذات هو جزء من الصراع الدائر منذ عقود بين عديد المقاربات. وتتناوله عديد المواقع نذكر منها الحوار المتمدن، الأوان…و الصحف والمجلات. و نذكر منها الآداب اللبنانية التي قبل طرحها موضوع العلمانية طرحت موضوع الطائفية في الوطن العربي. وتناولته بالبحث في أربعة أعداد متتالية. وقد توجهت المجلة ـ المجلة هي التي توجهت لهؤلاء وبمقابل مالي وهذا مذكور بالمجلة ذاتها- إلى عديد المختصين في عديد البلدان العربية ليكتبوا لها عن الطائفية. وفعلا لقد أبدع مثقفون من مصر، السودان، لبنان و سوريا… في الكشف عن المآسي التي تسببها الطائفية في جميع الحقول ومنها التعليم. فـليس صدفة أن يلي موضوع العلمانية ملف الطائفية.
إن الحديث عن موضوع العلمانية في المجلة المذكورة دون التعرض لذكر موضوع الطائفية الذي سبقه على مدى أربعة أعداد من المجلة يعدّ قصورا وقلة إدراك لترابط الموضوعين. فحجم الخراب الذي تسبّبت به الصراعات الدينية والمذهبية الذي ذكره عديد المختصين والأكاديميين الذين وجهت لهم الدعوة للكتابة حول هذا الموضوع حتـّم طرح موضوع العلمانية في العدد الذي ظهر بشهر أوت، ومن الذين كتبوا لمجلة الآداببرهان غليون ـالذي كان مناصرا للأحزاب الدينية في الثمانيات ـ الذي عبر في مقالته عن رؤيته للعلمانية وذكر دون مواربة أو لف ودوران ال"العلمانية هي أولا وأخيرا جزء من الثورة السياسية الحديثة التي جعلت من الإنسان محور البناء المجتمعي بقدر ما جعلت من إعداده وتربيته والارتقاء بشروط حياته غايتها الرئيسية، إذن ندرك أن العلمانية ليست مسألة دينية ولا ينفصل مصيرها عن مصير الحداثة الفكرية السياسية."ه"وكذلك نصري الصايغ الذي كتب "أما الأطروحات القائلة بأسبقية النقل على العقل وبأن الإسلام دين ودولة وبأنه لا يمكن أن يتولى الإنسان شؤون دنياه من دون توجيه إلهي. وبأنه لا اجتهاد في موقع النص ولا تعارض بين قيام دولة إسلامية والديمقراطية فهي أطروحات ساقطة ناقشها الدكتور عادل ضاهرفي كتابه :أولوية العقل،نقد أطروحات الإسلام السياسى."هأما جورج قرم فيقول " ذلك أن الوضع العلماني في المنطقة العربية وفي الدول الإسلامية إجمالا قد تدهور كثيرا بفعل عوامل عديدة ، منها بشكل خاص تقوقع الهوية العربية على مكون ديني أحادي الجانب اتخذ طابعا معياريا في العقود الأخيرة وهذا ما يضيف عقبة رئيسية جديدةعلى طريق تحقيق العلمانية."هثم يقول" وإني أشارك تماما الدكتور جورج طرابيشى رؤيته إلى أن العلمانية هي الوحيدة الكفيلة بمنع توطين الدين والمذهبيات الدينية في المعترك السياسي.هفكل من الذين كتبوا في هذا الملف ( الطرابيشي، العظمة، قرم، الصابغ، غليون) تناولوا وضع العلمانية ودورها في معالجة الأوضاع الراهنة. فدون عناء يذكر قد يستطيع كل قارئ اكتشاف سلاسة الأفكار و وضوحها وكيفية إقامة الحجج والبراهين للدفاع عن مقارباتهمفما موقع مقال الباحث التونسي طارق الكحلاوي المعنون بالسرديات الشمولية لعلاقة الدين بالدولة و تاريخانيتها من هذا الوضوح في الرؤية؟ و ما هي الحجج المساقة للدفاع عن رؤيته؟إن قراءة المقال المذكور للوصول لمقاربة أو موقف معلل بحجج وبراهين أمر مستحيل. فالمقال يبدأ بمناطحة خصم من صناعة الباحث الشاب فصناعة هذا الخصم سهلة وتمكنه من الانتصار عليه. إذ يقول "يحاجج تيار من أنصار الدولة العلمانية على غياب الدولة الدينية عبر التاريخ الإسلامي…" لعل المقالات الصادرة حول العلمانية بنفس العدد لا تتعـرّض لهذا الأمر باعتبار أن دعاة الدولة العلمانية يطالبون بها كضرورة لمعالجة أوضاع تعيق هذه المجتمعات التي تغرق كل يوم في مزيد من الحروب المذهبية والطائفية وسيطرة العشائر والقبائل على أجهزة الدول. فالعلمانيون الواعون بما يقولون، والخمس مقالات التي ظهرت تطرح العلمانية كسبيل للخلاص في مواجهة "الإسلام هو الحل" وذلك بمعزل عن هل أن الدولة في الماضي كانت دينية أم لا. يعني أن العلمانيين يطرحون العلمانية كحل لقضايا فعلية راهنة وكنقد وتجاوز لتاريخ تحكمه الصراعات الدينية سواءا كانت في ما بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى أو فيما بين المسلمين (شيعة ـ سنة) الذين يصرّحون بأنفسهم بأن الفتنة نائمة ويلعنون من يوقظها. ولكن في فضائياتهم وبرامجهم التعليمية يهيئون لها وينمّونها ولايتركونها تنام للحظة وذلك منذ أن اختلف الأنصار والمهاجرون ثم الأنصار فيما بينهم. ومقال جورج طرابيشي قدم الدليل الكافي على ذلك.ه
فجوهر مقال الباحث من تونس يتعرض من جهة لموقع الخليفة أو الأمير في الحكم الإسلامي ومدى تأثير الفقهاء أو رجال الدين عموما في تسيير شؤون البلاد الإسلامية وهي معلومات مدرسية مدرجة ببرامج التعليم الثانوي إلى حد هذا اليوم ومن جهة أخرى سعى جاهدا لتأثيث هذا المقال التاريخي بأن فلان قال والآخر قال بغرض توزيع شهائد التحقير أو الاستحسان ونذكر من ذلك هذه الشهادة لعلي عبد الرازق م"مقولات عمومية وأضاف إليها تجريدا تاريخيا مختصرا وساذجا لا يمكن أن يقبل به معظم المؤرخين المعاصرين" فلقد أصبح الباحث الشاب ناطقا باسم المؤرخين المعاصرين. و ضم صوته لصوت محمد عمارة الذي نكـّل بعلي عبد الرزاق و وقفت جامعة الأزهر في 94 ضدّ إعادة نشر كتاب عبد الرازق قد يكون ذلك صيانة للذوق العام المصري والعربي و حمايته من السذاجة. ثمّ مباشرة يلحق محمد الشرفي بعبد الرازق و هو "الذي اتبع نفس المنهجية المغرقة في العموميات …" وفي موقع آخر يشن هجوما كاسحا عن القيبرية فيقول"تتم عادة تركيب شذرات الملاحظات الفيبرية حول الإسلام (القائلة بأن) بنيته الفقهية غير قادرة بعد على تقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان أو العقلانية السياسية " داحضا المقولة بقوله "في النهاية يبدو الاستنتاج ميكانيكا" فالقول:"في النهاية يبدو" يفترض أنه قام بإثبات العكس ،كإثبات مثلا أن البنية الفقهية لا تتعارض مع الديمقراطية وحقوق الإنسان .لكن هذا الباحث العجيب يــــــــــــبـــــــــدوا له فقط يعني أنه لا يدري وما يقوله هو مجرد تخمين.ولذلك فهو يعفي نفسه من البرهنة عن أي شي ويعتقد أنه بمجرد التصريح بأنه يدرس بأحسن الجامعات التي بها أحسن الأساتذة هي حجة لإقناع الآخرين.فلنتصور للحظة أن مهندسا يستعمل حجة أنه كان من طلبة أنشتاين لإقناع محاوريه بصحة الدراسة التي قدمها بغرض إنجاز جسر أو سد.
هفجدّية مقاله يستمدها من كونه ظهر بمجلة الآداب متجاهلا أن مجلة الآداب تستمدّ جدّيتها من الكتـّاب الذين تتوجه لهم بالدعوة إلى الكتابة لها. أما الباحث الشاب فقد سعى بنفسه إلى الكتابة بهذه المجلة التي كان يجهل ما إذا كانت المجلة شهرية أم تصدر كلّ شهرين كما كان يجهل حتى ما إذا كان سماح إدريس رئيس تحريرها رجلا أم امرأة، ثم و بقدرة قادر، أصبح صديقه الذي أعطاه وعدا بنشر مقال له قبل شهرين من صدور العدد، و ذلك حتى قبل الاطّـلاع على نص المقالسيتذكـّر الباحث الشاب أنه بصدد الكتابة عن العلمانية في السطور الأخيرة وفي ما أطلق عليها أنها خلاصة لترديد الفكرة الشائعة لدى رجال الدين وكل خصوم العلمانية بدءا من السيد قطب إلى القرضاوي بالقول بأن العلمانيين يريدون استنساخ التجربة الأوربية المسيحية.ولابد من إضافة مسيحية لتكون وطأة العلمانية أشد على المسلمين والمتأسلمين. فهؤلاء منزعجون من استنساخ التجربة الديمقراطية لكنهم لا ينزعجون من استنساخ الحروب الدينية التي مرت بها أوربا.فكل شئ مقبول من الغرب وهو مصدر اعتزاز للباحث (بكونه بأحسن جامعات ويدرسه أشهر الاساتذة ا)فقط علمانيتها مرفوضة.كل شئ يقع استنساخه من برامج تعليم من طرقات من شكل المساكن ونمط العيش وشكل السيارة ولايتذكرون المسيح المقيت .يتذكرونه فقط حين يقع الحديث عن أسلوب الحكم

2007-10-09

اللائكيّة هي الحل

سأعتمد تعريب الكلمة الفرنسيّة بدل استعمال علمانيّة. لا لأنّ لكلمة علمانيّة وقعا سيّئا على نفوس كثيرين، و معنى غائبا على أغلبيّة لا من العامّة فقط بل و الخاصّة أحيانا، فلكلمة لائكيّة ربّما وقع أسوأ. و شخصيّا أحبّذ كلمة دهريّة العربيّة الأصيلة أو صنوها الفارسي، كلمة زندقة. لكنّي سأستعمل كلمة لا ئكيّة لغاية في نفس يعقوب.

كم عدد الذين سيتجاوزون ثقل قرون من أستبداد الدين و دمويّته حتّى صارت كلمة زنديق تعني الكافر الذي يحلّ دمه.

أنا علماني حتّى النّخاع ، أي أنا زنديق ، دهري ، و للعلم بالشيئ لا الجهل به ، كبار علماء ما يسمى بالحضارة العربيّة الإسلامية، الكبار فعلا و العلماء الذين يشهد لهم العالم كله لليوم بدورهم و إضافتهم للإنسانيّة، كابن سيناء و ابن خلدون و ابن رشد ، كانوا زنادقة ، قاسوا و طوردوا في حياتهم و لليوم لا يخجل تجّار الدين و فقهاء الإرهاب من تكفيرهم.

لا أحبّ التوقّف عند السياق التاريخي كثيرا ، لا تهمني تاريخانيّة العلمانيّة ، لكن فقط أشير إلى أنّ المفهوم ليس وليد القرون الأخيرة و لا هو مؤامرة من الغرب الصليبي الكافر للقضاء على الإسلام. لم يكن محمّد قد دفن بعد حين قامت أولى الخلافات لخلافته، فالإسلام الذي لم يترك كبيرة و لا صغيرة إلاّ و بيّنها للمسلم ، حتى كيف يشطف مؤخّرته في الصحراء، لم يترك حرفا حول خلافة محمّد و كيف يتم اختيار الخليفة. الإسلام لم يتكلّم عن خليفة أصلا. من هنا يمكن أن ندرك أولى إشارات الفصل بين الدين و السياسة.

لكن ، لكن واقعيّين، هذا الفصل لم يحدث وقتها، باسم الدين ، باسم الله ، انقض عمر و عثمان و علي و من بعدهم كل الخلفاء على كرسي الحكم. الخلافة كانت كنيسة إسلاميّة مبكّرة. و ليس صحيحا أنّه لا كنيسة و لا رهبنة في الإسلام. كانت مؤسّسة الخلافة هي الكنيسة ، و كان الخليفة يعين الولاة و السلاطين تماما كما كان بابا روما يعين أو يبارك أو يلعن ملوك أوروبا

و لأنّ التّاريخ يكتبه المنتصرون ، فقد سمّي أولى المعارضيين السياسيين بالمرتدين و تمت إبادتهم. لم يكونو مرتدين، كانوا يصلون و يصومون لكن منعوا الزكاة عن أبي بكر لأن أحدا لم يشاورهم في اختياره. أبادهم خالد ابن الوليد عن بكرة أبيهم و قد استسلموا له ، و أعطاهم الأمان، و دخل بإمرأة مالك ابن نويرة الفاتنة ليلة قتل زوجها ، الفارس المسلم. لم يكونوا مرتدين أصلا ، لكن باسم الدين ترتكب الجرائم و تكتب بطولات على صفحات التاريخ الرسمي.

الدين كان و لا زال سيفا بيد السياسة.

لليوم يستمد ملوك المسلمين شرعيتهم من خلفية دينيّة، إمّا لآنّه حفيد محمد أو لآنه حامي الحرمين، و يصرّ الرؤساء على لعب دور الرئيس المؤمن و حامي الحمى و الدين. حتّى بورقيبة و هو من هو ، مرّر أصلاحاته التّاريخيّة من باب أنّه أمير المؤمنين و أنّه يجتهد.

هل يعني هذا أن فصل الدين عن السياسة أمر مستحيل أو غير ضروري ؟

هل تعني العلمانيّة فعلا محاربة الدين، أو محاربة الله و رسوله كما يحب بعضهم أن يردّد ؟

بالقطع لا.

لكتّها تعني تحييده. فصله عن السياسة. بالنسبة لي أعتمد التعريف الذي يذهب إلى حد فصله عن الفضاء العام ككل.

لمذا ؟

العلمانيّة ليست هدفا في حد ذاته، تماما كالديمقراطيّة أو الإنتخابات، ليست هدفا، بل وسيلة ، لتحقيق قيم كونية ، اسمها حريّة و حقوق انسان.

يعتقد كثيرون أن الديمقراطيّة تعني انتخابات و خضوع الأقليّة للأغلبيّة. هكذا يعرّفها الإسلاميون ، و لأكون دقيقا ، سأعطي مثلا، هكذا عرّفها القرضاوي ، بابا المسلمين و منظّر الأخوان و إمام المائة عام حسب مريديه : الديمقراطية هي الاسلام لآنها إرادة الأغلبية و الأغلبية تريد حكم الإسلام. هذا تعريف خاطئ تماما و فيه من الاستبلاه و الجهل ما يحق لي وصف من يعتمده بالغباء.

الديمقراطيّة هي طريقة تسيير الحياة السياسية في مجتمع حر لتحقيق الحريّة.

الحريّة هي الهدف، الانتخابات هي الوسيلة. و لا يحق لأغلبيّة سلب أيّ جزء من حريّة الأقليّة. و لو كان فردا واحدا. هذا تعريف قد يكون مثاليّا، صعب التحقيق، لكتّي أعتقد أن المقاربة الفرنسيّة، و قانون سنة 1905 هي أفظل ما وصله الغرب في هذا المجال.

لمذا الحريّة ؟

و لمذا باسمها نمرّر كل هجوم على الدين و على الاسلام، و مذا عن الآخرة و عن أوامر الله و شريعته ؟

لانّ الحرية و الكرامة و المساوات، لآن كلّ ما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو أرقى ما وصلته البشريّة جمعاء و تحقيقه هو الغاية. و اللائكيّة و الديمقراطية هي وسيلتنا لتحقيق ذلك.

و أمّا اليوم الآخر فشأن شخصي بحث لا علاقة له بعلاقتي بك أو بغيرك أو بعلاقة أفراد المجتمع بعضهم ببعض، لا علاقة له بالسياسة، لا يحق لك أن تقودني إلى الجنة بالسلاسل، و لا أن نقحم جدلا دينيا في أمور دنيانا. في المجتمع الذي أطمح إليه، يحق لي و لغيري مهما كان فكره أن يعيش و يفكر و يدعوا لفكره سلميا دون دعوة لقتل أو إرهاب أو عنف. في هذا المجتمع ، لا يحق للأغلبيّة و إن كانت مسلمة تطبيق أي شيئ من الشريعة هو مناف لحقوق الانسان ، أو للحريّة ، و ليس يهم أن الله قال ذلك، لا لآنّه لا وجود لله في العلمانية بل لاتّه لا يحق لأحد الحديث ياسمه.

أن تمنع عن الكنيسة و الكهنة و مريديهم كل هذه السلطة التي يتمرغون فيها منذ قرون ليس بالأمر الهيّن، لن يمر بدون صدام ، بدون دم ، أريق و لازال يراق ، ليس أولهم فرج فوده و ليس آخرهم نجيب محفوظ. هم ينصبون المشانق لكن الفكره لا تموت ، الكلمة لا تموت ، مات عيسى و يقيت منه الكلمة ، مات محمد و بقيت منه الكلمة ، و سنّة الحياة التطور و التغيّر ، و الثبات يعني التحجّر و يعني الموت.


لا أحد ينكر المصدر البشري لحقوق الإنسان، بل أنا قلت أنّها نقيض للشّريعة ، لكن النقاش حول أفظليّة هذه المفاهيم البشريّة على مفاهيم و قوانين المفروض أنها ربّانيّة غير مجد ، غير منطقي و غير بتّاء. فقط اخترت الحريّة و حقوق الانسان ، بها نتخلص من الكبت و القهر و الاستبداد الملازمين للدين و نبني فردا مقيلا على الحياة و مجتمعا متحرّرا و منتجا.

يمكن أن يوجد نموّ في ظل دكتاتورية ، حتّى لو كانت دينيّة، شكل من أشكال البناء ، لكن الثمن فادح و التوازن غير مستقر. و البناء و النمو في الآخر سيكونان نتيجة طبيعيّة للحريّة و الديمقراطيّة. فلا يستحق الأمر أن نضحي بالحرية على أمل استقرار و نمو قد لا يتحققان ، و لعل وضع الأقليّات في منطقتنا و على رأسهم المرأه هو الحجّة الأيرز و الدليل الأوضح لحاجتنا لللائكية.


كلمة أخيرة لمن لازال يؤمن أن لآلام اليسار نهاية

كان الاسلاميون و لازالوا الكلاب التي نهشت لحم اليسار لحساب الدكتاتوريات
آل لهم الأمر و إن لم يصلوا للحكم فعلا ، و كما أن ساركوزي تكفل بتنفيد برنامج لوبان هنا ، فالحكومات المتخلفة المستبدّة تحفر قبورها بيدها و تّنفذ برنامج الإسلاميين ، تحت اسم سحب البساط حينا أو المزايدة حينا آخر. و برنامج الإسلاميين مجتمع جاهل متخلف مؤمن تسهل قيادته. و انسحاب اليسار الذي يؤلمني و إن لم أك يوما يساريّا ، لا يعود لتكالب الفساد و الاستبداد و الاخوان فقط و لا لقابليّة المسلم للتخلّف أصلا، بل يعود لتخلي اليسار عن قيمه ، و كأنّه يخجل منها أو يداهن الشعوب في موجة تدروشها الجديدة.

اليسار ليبيرالي بالضرورة
اليسار تقدمي بالضرورة
اليسار علماني بالضرورة

و قيم تقدميّة كالحريّة ، كامتلاك الانسان لجسده، كشرعيّة الجنس من متعته لا بوصفه وسيلة تكاثر، كقيمة العمل للعيش لا للبقاء على قيد الحياة، وقوف اليسار أمام صحوة الموت الأخيرة للإسلام هي الأمل في اختصار مدة الثلاث قرون التي لازالت تفصلنا عن نهضة حقيقيّة لمدّه أقصر، و إلا فإنّ الظلام الذي بدأ يحل سيستمر طويلا جدا ، و لا بواكي لنا و لن يلتفت إلينا أحد


قبل أن أختم، لا علاقة لإيماني أو نقدي للإسلام بما كتبته عن العلمانية ، بل أساسا العلمانية هي فصل الدين ـ أي دين و لو كان معتقدا وثنيّا أو إلحادا - عن السياسة. العلمانية هي النظام الوحيد الذي يسمح لي و لغيري مهما اختلف أو آمن أو كفر بالعيش معا في سلام و احترام متبادل، هذا أنا أعيشه يوميا هنا في فرنسا حيث لا أحد يسأل عن أو يقحم الدين. في دولة غير لائكية ، و بالضرورة ، ستكون ثمة خطوط حمراء تكلّف الموت و أقليات مقهورة و مناخ استبداد

2007-10-08

موسم الحج إلى جهنم

في الليل تحتضن الجبّانة قبور من مرّوا أمامها يوما. و لم يضربه أحد في حياته بوحشية كيوم فطن به جده يحاول إعادة رصف عضام بشرية وجدها بالحمادة المجاورة للمقبرة. و ذات يوم تحدى الأولاد أنهّ قادر أن يعبر الجبّانة ليلا من بابها القبلي حتى الطاحونة القديمة ، و جرى بكل قوّته و مات الرعب مع خروجه منها و ماتت أيضا أشياء أخرى. و لكن التساؤل كان يؤرّقه ، كيف لهذه العضام أن تسمع سلام جدتي في العيد ؟

وأمّا كوم الحجارة الممتد فقيل له أنه خط حجري يربط مكة بالقيروان و أتّها توقفت بأمر من عقبة بيده و قد أتم البناء. سيتبعه يوما حتى يصل الكعبة و في جوفها سيدرك الحقيقة و يرفع عنه الحجاب، كسيدي عبد السلام.

الخمر المراقة على أغصان الزيتون نور على نور. الخطاف يعلن ضاحكا مغيب الشمس ، و يتحدى أهل الدار و خط الحجارة المقدّس ، و يقول أنه كان هنا قبل أن يزرع جدكم أول ظل و أنكم ستعودون من حيث جئمتم ، حيث الجحيم. حيث أشجار اللوز بلون الجمر و رائحة الماء المقدّس. لا أحد سيصحبه في رحلته الأولى و لا أحد سيكون هناك حين يحلّ موسم الحج إلى الجحيم لمن استطاع إليه سبيلا.

جرى بكل طاقته عابرا الجبّانة ، لم يتوقف إلا للحظة ، توقّف فيها الزمن ، فلم يدرك أصدقائه أنه توقّف دهرا خارجه ، رفع عينه خارج السماء و خرج من جسده عابرا المجرّات نحو الملكوت ، و كان في انتظاره هناك تماما كما تخيّله

يتبع




2007-10-07

الإسلام هو المشكلة

لمذا يتميّز المتديّنون المسلمون بالنتاقض و الحمق و قلّة الأدب ؟

لأنّ الخصال الثلاث من صميم دينهم و تربيتهم.

يبدأ التناقض من البداية مع شهادة أن لا إلاه إلاّ الله و أن محمّدا رسول الله. لكن المسلمين واقعيّا يعبدون محمّدا و يؤمنون برسله الذين يسمونهم صحابته و يقدّسونهم . لا يقول المسلم شيئا حين يذكر الله امامه إلا ما ندر، لكتّه يسارع بحركة لا إراديّة كلعاب كلب بافلوف إلى الصلعمة كلّما ذكر محمّد أمامه ، لا بل قد يوقف الحوار و يصرّ أن تصلعم مثله. ردّ فعله على أي نقد لمفهوم الله لا يقارن مع عصبيّته و دمويّته مع أي نقد لشخص محمّد. من كفر بالله يستتاب لمدّة ثلاثة أيّام و لكن من شتم الرسول يقتل دون إستتابة.

يعبد المسلمون محمّدا و الأصح تسميتهم المحمّديون. لكني أرى أنه يمكن أيضا تسميتهم البخاريّون.

يعتقد المسلمون أن كتابهم الذي أرسله لهم الله هو القرآن. و أن هذا القرآن لم يحرّف. و حين تسألهم ما هو دليلكم يقولون لك : القرآن نفسه يقول أنّه غير محرّف. هنا يبدأ الغباء الذي سيخلّف الحمق و لكنّه لا ينتهي هنا. يستمرّ التناقض المضحك في المسلمين حين يؤمنون بالبخاري الذي يقول صراحة أن القرآن غير كامل ، بل ثمّة أيات نسخت تلاوتها و لم ينسخ حكمها كأية رجم الزاني ، و الحديث الذي يعتمد عليه في إثبات هذا العقاب اليهودي الهمجي حديث لعمر و ليس حتّى لمحمّد. أكثر الإسلاميّين إدّعاءا للإعتدال و التجديد يقفون عاجزين أمام هذا الحديث لعمر ، ذلك أنه يبدوا أن المسلمين يعبدون أيضا عمر و الدليل ، أنهم و لليوم يطبّقون ما قاله رغم أنه لا يوجد في القرآن و رغم أنهم يؤمنون أنّ القرآن كامل لم يحرّف و فيه كلّ شيئ، كلّ شيئ.

ينشأ المسلم على أنه من خير أمّة أخرجت للناس، و أنه دينه هو الدين الحق، و أن القرآن كريم لم يحرّف و أن السنة مطهّرة دون أن يترك له مجال للفهم من طهّر هذه السنّة و ما هي مواد التطهير التي تم استعمالها ، بل يدق عنق كل من شكّك في حرف منها دون إستتابة، ثم بمرور الوقت يكتشف أنه من أمة امتازت بالجهل و التخلف و الهزيمة و الهمجية و عدم المشاركة في إنتاج الحضارة. فيجد ملاذا في التاريخ. و لآنّه أصلا تربّى على المدرسة النقلية التي تقدّس النقل و تجرّم العقل، فإنّه لا يفكّر كثيرا بل يصدّق تلك الصورة المثالية لزمن الإسلام الأول و يتمنى أن يعود إليه أو يعود به إلى زمنه. و حين يقرأ مصادفة أنّه حتّى ذلك الزمن الأول لم يكن مثاليا بل مقرفا و أنه هو المشكلة، حين يقرأ ما معناه أن الإسلام هو المشكلة، تنتابه نوبة غضب عارمة ، و لأنه غير قادر لا على التحليل و لا على الاستنتاج و لا على أي مجهود فكري ، لأن عقله نقلي أساسا و لأن إيمانه أعمى و لأنّه أعجر من أن يحطّم وثنه، فإن يلجأ للعنف ـ للإرهاب الذي هو من صميم دينه أو للشتيمة و الضوضاء حين يكون مختبأ وراء جهاز.

و لأنّ المسلم المتديّن الذي يهب لما يراه دفاعا عن دينه يتصوّر أنّه على حق و في صف الله و بالتالي يحق له كلّ شيئ، فإنّه يكشف دون أن يشعر على غباءه و نتاقضه و قلة أدبه و كلّها من صميم دينه.

ثمّة ردّ يتكرّر كثيرا من الإخوة المسلمين هنا أو في مواقع كثيرة ، و قرأته مؤخّرا في تعليق على ما أكتبه و هو :

من أنت يا هذا حتى تسخر من مشاعر مليار مسلم
....

ثم طبعا ما تيسّر من الشتائم.

بالنسبة للشتائم فإن تراثنا يزخر بها و لم نبدع إلا فيها، و حتى أبو بكر الهادئ جدا قال لأحد المشركين بحضور محمد أمصص بضر اللات، و لم يعاتبه صاحبه طبعا، بل أنه هو نفسه يقول في أحاديثه أنكت ؟ أو كمن نكح أمه سبعبن مرة. كيف يمكن أن يكون سويّا من يقدّس هذا القرف؟ و إن كان ثمّة قرف أكبر في المدارس القرآنية و المعاهد الأزهريّة حيث يعلمونهم أن الأرض يحملها حوت و أسمه بمشك و أن من ناك قردا فإن عليه أن يغتسل، و إن تصورتهم أن جنس المحارم و الحيوانات و الأطفال استثنائي في ثقافتنا فأنتم فعلا تتكلمون و تدافعون عن الإسلام عن جهل به. و لا أستغرب جهل من لا يتقن العربيّة من لا يتكلم إلا بالدارجة أو الفرنسيّة و الذي يكرر كالببغاء عن مكارم الأخلاق و الرحمة و لا يلتفت حوله أو بقرأ شيئا من التاريخ حتى في روايته الرسمية. إبحثوا عن أفلحت الوجوه لتفهموا.

و أما المليار مسلم الذين أهينت مشاعرهم الرقيقة جدا، فإن صاحبنا يحتمي في ردّه بالكثرة. و ثقافة الكثرة في صميم الإسلام، لا تجتمع أمتي على ظلالة، و تكاثروا تناكحوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة. سيباه الأمم بالكثرة. الكم و لا يهم الكيف.

يوجد أيضا مليار بوذي. و مليار كاتوليكي . فما العمل إذا ؟

لمذا يكون المليار مسلم بفقرهم و تخلفهم و عيشهم عالة على الشعوب المنتجة خير من بقية خلق الله ؟ و لمذا لا ترتكز الحروب و لا ينشأ الإرهاب إلا حيث ثمّة إسلام ؟

لا يثور المليار مسلم دفاعا عن كرامتهم و لا خبزهم و لكن دفاعا عن دينهم و يدافعون عنه بالإرهاب و الهمجية و جز الرقاب. شوية بدو رخاص,

شويّة بدو رخاص هذه قالها باراك للملك حسين في مفاوضات كامب دافد، أنت ملك على شويّة بدو رخاص. فهل أخطأ باراك ؟

حسنا، جد حسين، عبد الله الأول هو من جاء إلى الأردن و قال أنه من أحفاد الرسول فعينه البدو ملكا عليهم ، و لأن طاعة ولي الأمر مهما كان ظالما من صحيح الإسلام و الخروج على ولي الأمر يهز عرش ياهوه، عفوا الله، فأن سيدنا و ابن سيدنا باع أرض فلسطين للوكالة اليهودية، انسحب جيشه من القدس في ساعات سنة 67 و عمل هو نفسه جاسوسا لإسرائيل و افتخر بذلك وأشهد بنفسه فيما بعد أن قاد طائرته ليحذر جولدا مائيير من هجوم مصري سوري مشترك. حين مات سار ملايين خلفه يبكونه بحرقة ، أوليسوا شوية بدو رخاص فعلا ؟

الإسلام هو المكوّن الثقافي الأبرز لهذه الشعوب ، قد يكون من الغباء تحميله وحده كل المسؤولية ، و لكن بالتأكبد أنه من الحمق تبرأته تماما لأن البخاري قال كذا أو كذا

موجات الدروشة و قلّة الأدب الأخيره ستكون فرصة لأبرهن في مواضيع قادمة ما ذهبت إليه

و للحديث صلة


2007-10-06

سورة المتديّنون

هل أتاك حديث غزّة و المتديّنين، إذ قام صبية بالمعروف يأمرون و عن المنكر كما يرونه هم ينهون، فقاموا بضرب الناس و سحل مطرب شعبي غلبان و الغناء يحرّمون، و إن قيل لهم لا تعاملوا الناس كالأغنام قالوا بل نحن بامر ربّك ملزمون، ألا فإنّ الدين لو زاد عن حدّه جعل من أتباعه حمقى و جعل الناس يقاسون، و لو قلنا أحذروا تجّار الدين فهم من قبل و من بعد مجرمون ، سيضربونكم و ينصبون المشانق و بدمائكم لربّهم بتقرّبون، و أحموا حياتكم و لا تجعلوا دعاة الموت منكم يسخرون، كلّ نفس ذائقة الموت و لكلّ فرد ما سعى و لم يضع ربّك خليفة له أو حارسا على جنّته و لكن أغلب الناس لا يعلمون، أفلا يرون مذا حدث في إيران و لليوم ألاف الآلاف يعدمون، أو ما حدث في إفغانستان بيد الجهلة فحتّى الضحك يحرّمون، أم يريدون أن يتخلّو عن يقيّة إنسانيّتهم فيصيرون كما في أرض الرمال أغناما بالعصيّ يساقون، إنّ الحريّة لا تعطى و إنّ الجهل لا يرقى، لنور العلم و إن بنصوص صفراء يغلّفون، قد عطّلوا فيكم العقل لغاية في نفس يعقوب، و زيّنوا لكم التخلّف فصار عدد كبير منكم متدروشون ، و قالوا لكم هويّة و تاريخانية و احذروا العلملنيين أو اقتلوهم لكي يركبوكم و من معهم فهل أنتم مدركون ؟ قد أفسدوا الدين و أفسدوا السياسة الفاسدة أصلا و حيث حلوّا حلّ الخراب و صرنا أضحوكة العالم فطوبي للأمريكان و لإسرائيل فهم من ساندوهم و بهم على ظهورنا سيركبون و أرجلهم سيدلدلون، و ما دام الشعب متمسّكا بأفيونه فيستحق من بالخرزانات سيضربونه كيما بالمعروف يأمرون و عن المنكر بأمر ياهوو ينهون

2007-10-05

الخصيان لا يدخلون الجنّة

أشفق عليه. من قبل و من بعد أنا فعلا أشفق عليه. معجون مركّز لأسوأ أمراض الرجل الشرقي المعقّد ، الذي يحلف بحلق شنبه و هو مخصي. يقف النسر على شاربه، فيقع ضاحكا حين يرى وجهه. ينخيّل أنّه شيئ ما. و لآتّه عاجز فقد لبس قناع الأراجوز حتّى التفّ رهط من المارّين حوله ، و لآنّه معقّد أخذ في رمي الحجارة على كثيرين ممن ساقهم الزمن السيئ عنده. ما أسهل أن ترمي الناس بالطوب، حين لا يكون لك بيت أصلا. حاول كثيرون غسله، لكنّه كان طينا و الطين عادة لا يغسل.

و أمّا الخصيان فلا يدخلون الجنّة.

للخصيان صوت ناعم كتدويناته الصوتيّة، و كثيرون قديما في عصر النهضة و بعدها كانوا يبترون خصيّهم فيتغيّر صوتهم و تفتح في وجوههم أبواب الأوبرا، و أبواب القصور. لكن صاحبنا مخصي وراثيّا و ليس إراديّا ، ككلب بافلوف ، أو كتلك الحشرات الطائرة التي وضعوها في وعاء بغطاء، تعوّدت ان لا تطير فوق مستوى الغطاء، حتّى حينما نزعوا الغطاء، إستمرّت في الطيران دون أن تتجاوز مستواه. الحاجز وهمي و لكن تجاوزه بات مستحيلا. و هو ورث العنطزة الكذّابة و ما بلزمها من قلّة أدب. لكتّه زاد رمي الطوب على من لم يقف مكانه لا يبرحه مثله ، و تحقير من أبدع شيئا و لم ينقل كلاما متفق عليه مثله، و وزّع الألقاب على الجمبع، فهذا متوسّط و هذا دون المستوى. و أمّا هو فربّكم الأعلى أو يكاد ، لا برقى أحد لكعبه ، و هو مسكين لكنّه لا بعلم.

ّأيّة صورة حقيرة بعطيها لنفسه، و للدين الذي يدّعي أنه يدافع عنه، و أيّ مستوى سوقي يستحقّ الرثاء. أفلا يدرك أنّه ثمّة فرق بين الكاتب و الناقل، و أن كلمة واحدة أو جملة تصتّف إبداعا خير من كلّ الخليط الهحين من دارجة الشّارع و فرنسيّة البلدييّن. و أنّه حتّى و إن مات كبار الحومة فلن يصير من الشرفاء، فيوفّر سمّه لنفسه. و مع ذلك لن ينزل من يسري دم الحلاّج في دمه إلى مستواه رغم أنه قادم من حي تستوي فيه بيوته بالأرض وناسه بأديم الأرض. و تستوي فيه لغتهم بأقذر ما يمكن تخيّله، و أقسم أنه ليس أسهل من رد بمستوى خريته الكبيرة التي خراها دون مناسبة، و لكنّي لا أجب الشجاعة الوهميّة خلف الجهاز ، و لا تهزّني تلميحات الخصيان بل أشفق عليهم، فهم لا يدخلون الجتّة. و من قبل و من بعد أنا فعلا........ أشفق عليه.

2007-10-01

الذين ينصبون المشانق

لمذا لا أساند ميّة الجريبي و نجيب الشّابي في إضرابهما عن الطّعام ؟

لأنّي لا أريد أن أكون حمّال حطب، أو لنقل خشب ، كالآخرين، فهذا خشب ستنصب به مشانق قادمة على يد حلفائهم الجدد ، الذين تحطّب لهم الرياح أصلا في هذا الزمن السيئ.

حين شنق صدّام حسين، كتب السيّد الشابي مقالا رفعه فيه لدرجة إلاه. المعارض الديمقراطي جدّا ، لم يلتفت للمقابر الجماعيّة ، للدكتاتورية الدمويّة، للإبادة العرقيّة، لم ينتبه أن صدّام مجرم قاتل مستبد ، و أعتبره شهيدا. استدرك الأمر بعد يومين و حذف مقاله من موقع جريدته، لكن بعد سقوط القناع, حين يكون رمز الاستبداد و الفساد و الخراب مثلا أعلى لمعارضنا الديمقاطي جدّا، فثمّة خلل ما. يعني على الأقل أن مفاهيمنا للحريّة و الديمقراطيّة مختلفة.

و كم تمنيّت أن يحتجّ أحد أعضاء الحزب، أن نرى ديمقراطيّة داخله، أن يكتب مثلا الصديق غسان بن خليفة معارضا لزعيمه، لكن شيئا لم يحدث.
في صدر الصفحة الأولى لجريدة الموقف المصادرة بصفة غير رسميّة، كتب السيد رشيد خشانة فخورا أن السيد راشد الغنوشي قد ساند يإضراب جوع لمدّة يوم. و قدّمه على أنّه الشيخ فلان رئيس حركة النهضة.
حركة النهضة هذه متفرعة عن جماعة الإخوان مثلها مثل القاعدة، مارست الإرهاب و قتلت و فجّرت و لا زال كتّابها يتعبرون الإرهابيين الذين قاموا بذلك و أعدموا شهداء، للآن. السيد الغنوشي وعد بنصب المشانق في حديقة الباساج للعفيف الأخضر و رجاء بن سلامة، و ربّما إمتدّت القائمة لتشمل سلوى الشرفي، و الأكيد أنها ستشمل حتى حلفائهم من غير الإسلاميين كما حدث في إفغانستان و إيران، و على رأسهم المرزوقي و الهمامي و الشابي ، قبل أن يقتتلوا فيما بينهم على تل خراب البلد.
حركة النهضة هذه بشيوخها و كتابها ليست حركة ديمقراطية و لا يمكنها أن تكون يمقراطيّة لآن الديمقراطيّة كفر صريح ، فلا علاقة لحاكميّة الله ، أسوأ ما تقيّأ سيّد قطب و أغبي، بحاكميّة الشعب ، لا معنى لبرلمان و سلطة تشريعيّة عندهم فالله هو الذي يشرّع، و لا يحق لمخلوق، و ضع سطرا تحت كلمة مخلوق، في نقاش ما أراده الله لنا و هم وحدهم من يفهم ذلك, و هم وحدهم من وكّلهم الله لتنفيذ مشيئته، لذلك لن يرف جفن أحدهم و هو يضع حبل المشنقة على أي معارض لهم ، أي معلرض لله أو لإرادة لله و شرعه.
لم يراجع أحد منهم و لن يفعل مفاهيم مدمّرة كالحاكميّة، و الولاء و البراء، و علوية العقيدة على الوطن، و إقامة الحدود ، بدونها سيصبحون مسخا، كفارا، و قراءة ما يكتبونه لليوم كفيل بإلقاء الضوء على ضجيج الخشب الذي يتم تحضيره لنصب المشانق.
عن أية ديمقراطيّة و حقوق إنسان و حقهم في العمل السياسي كغيرهم نتحدّث ؟ و هم أساسا لم يعترفوا يوما لا بحرية و لا بديمقراطية بل لا يريدون سوى سماع ولولة ضحاياهم منهم في انتظار لحظة نصب المشانق و الإنتقام، فهل يدرك الكتّاب و المثقّفين و بعض السياسيين أنهم بدفاعهم عنهم و تحالفهم معهم إنّما يشاركون في جمع الحطب الذي سيحترق به الجميع، و أنه لا حل للسرطان سوى استئصال الورم و الحرص على عدم تسرّب أية خليّة مسرطنة.
لأجل ذلك أطالب بوقفة تأمل ، مراجعة للقيم و المفاهيم التي تعمل لاجلها ، لا التصفيق مع القرقوشيين، فالأمر أخطر من ذلك بكثير، و كم أتمنّى أن أكون مخطئا و مبالغا، لكن.............غدا لناظره قريب