عماد حبيب
البحر من بعيد يبتسم**أسنانه زبد**والشفاه من سماء
2006-11-29
2006-11-27
رسالة من خلف القضبان (3)
2006-11-26
البحث عن سعيد مرزوق
2006-11-24
مرآة
-هل تريد قليلاً من البحر ؟
-إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
البحر و المرأة الكاذبة.-سوف آتيك بالرمل منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه.
-هل تريد قليلاً من الخمر؟
-إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.
-سوف آتيك بالثلج منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه
بعدما لم أجد صاحبي
لم يعد واحد منهما لي بشيئ
-هل نريد قليلاً من الصبر ؟
-لا ..
فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة و الأوجه الغائبة.
2006-11-15
زمن النهاية
اتعلم من زارني من خلال هذيانك غوار
في مدينة لوزان بسويسرا هناك بحيرة زرقاء صافية، عميقة، سكونها صوفي، هدوئها كريبة المتحفز للحزن، ترمي عليها الشمس لون برتقالة عند المغيب يختصر كل نهار افريقيا، طيف تلك البرتقالة أضاء مع حروفك لحظة ثم خفت و خلف مرارة بطعم عسل الغرانيق
تبا لك
ما تريد من كهل مثلي ؟
و ما يريد حفيد جاجامش من القاء التحية علي ؟
أخبره أني ابعث له و لك ما تبقى في كاس فودكا بعصير خوخ كنت اسخر منها أمس
أخبره أن قطيع عميان يبحث في الفراغ عن بطولة ترك في قعر الكأس ما يشبه الندم و الحسرة، ثم غم عليك واقعك و نم و احلم، و لا تشركني أحلامك كي لا تصير كابوسا، دع سارة بنت صاحب البار تسير فيها عارية على حصان كما في الحوت الوردي، و اسكر بالمشهد كالأرض و دعك مني
2006-11-13
زمن البداية
ميدعتك تلك
تلبس جسدك
و تضمك بقوّة
لدرجة أنّي كنت أراك عارية
و ملامح الطفولة تلك
لم أخبرك قبل الآن و لكني
كنت أكاد أجن
و نهداك صيف ونجوم بحر
و الخوف و الرغبة أن نكون لوحدنا
و قبلة على شفتيك
تكون نارا مزهرة
و حلم صحو أن نمارس الحب
أحبك صدقا
أحبك أقسم
أحبك أحبك فعلا
و أنت....
أنت تنضرين لي بشك
ثم تبتسمين حين تضمينني
جدا جدا
....و أنا
أنا لم أفهم شيئا
بما أني لم أكن أرى شيئا
و أنك كنت
حبا صغيرا عضيما
انت فقط حب صغير عظيم
و لا شيئ أكثر
لا شيئ أكثر
و أنا أشتاقك حد الموت
أشتاق
هذا الحب الصغير العظيم
الآن أعرف مذا أقول
لآن أعرف مذا أفعل
الآن حيث أريد حبا صغيرا عظيما
2006-11-10
يجب إنقاذ كريم عامر
في آخر حوار لي مع كريم عامر قبل ايقافه بيوم واحد، أي بعد التّحقيق الأوّل معه، أخبرني بشيئ لم أستوعبه ساعتها كما يجب. دار حوار بينه و بين المحقّق حول واقعة يهود بني قريضة، و كان كريم كعادته مندفعا، صريحا، قاطعا و موضوعيا، كما في كتاباته، و لم يجد المحقّق ما يقوله أمام اصراره أن نساء و أطفال و عوام القبيلة الذين بلغوا الحلم و تمّ قتلهم كلّهم، أنما لا ذنب لهم لأن القادة هم من يتّخذ القرار و لأنّ القادة هم من استسلم بعد أن أخذوا الأمان. قلت له باستهزاء: ما كان يجب أن يحقّقوا معك أصلا، ثم بقلق حقيقي: لا أطمئن لأسئلة من هذا القبيل، خلي بالك من نفسك.
هاتفته من الغد فكان هاتفه مغلقا، ثمّ علمت أنه رهن الإيقاف، لم أصدّق، فليس في القضية كلّها ما يستوجب الإيقاف. هل سيتهمونه بتهمة التفكير ؟ ربّما. هاتفت محاميته بعد أن أكّدت لي صديقة مشتركة أنّه سيقضي ليلته في السجن. حاولت المحامية طمئنتي قائلة هو بخير، فقط رهن الإيقاف لمدّة خمسة عشرا يوما على ذمّة القضيّة. هكذا و بكلّ بساطة.
عبد الكريم نبيل سليمان ليس موقوفا بتهمة التكفير. و لو كان تكفيريّا لقامت الدنيا و لم تقعد دفاعا عن حقوق انسان لا يؤمن بها اصلا، و لكن انتمائه لهذا الفكر كفيل بتفعيل كلّ شبكتهم الإعلامية. هو فقط متّهم بالتفكير، فرقت ترتيب حرفين، و هذا يعني ببساطة، أنه أخطر بنظر البعض من كلّ التكفيريين الذين يكتبون و يذيعون و ينشرون و تستضيفهم الفضائيات كنجوم. أنّه أخطر و أنّ جرمه أكبر. و أنّه تجاوز خطّا أحمر اسمه : الأزهر.
كريم عامر لم يدعوا يوما إلى كره، أو تفرقة طائفيّة، بل كان دوما مدافعا عن الأقليات، بدون استثناء. عن حقوق الإنسان و عن الحريّات. عن قداسة الإنسان، و قداسة حريّة التفكير بعيدا عن الخرافات و سلطة الدولة و سلطة العمائم، و الغريب أن العمائم هي التي كان لها اليد العليا في سجنه هذه المرّة. لذلك يجب إنقاذ كريم عامر.
أعلم أنّّها ليست سابقة في مصر أو في كلّ شرقنا المنكوب. و لكنّ هذا المسلسل السخيف يجب أن يتوقّف يوما. فمن الغير معقول أن يتم ايقافه لمقال انتقد فيه الأزهر، في حين لم ينبس أحد ببنت شفة و نائب إخواني يفتي بقتل رئيس الوزراء و وزيرين آخرين لأنهم من وجهة نظره يهاجمون الإسلام، في سابقة خطيرة جدا و ذات دلالات لا تخفى على أحد، و غياب مريع للدولة. لذلك و إن عجزنا أن نتصدّى لنائب يفتي بالقتل و الارهاب و الفتنة لأنّ سيادته رأى أن الإسلام يهاجم، و أن رأيه هذا يستحق إراقة الدماء و طظ في مصر و الي جابو مصر، فليس أقل من أن ننقذ كريم عامر، على الأقل لأنه رمز و أمل.
كريم رمز جيل من الشباب يفكّر بطريقة صحيحة، قد لا نوافقهم على كلّ أفكارهم لكنّنا ننحني احتراما لموضوعيّتهم أو على الأقل لقبولهم للآخر و للرأي المخالف و لشجاعتهم. و هو و أمثاله من المدوّنات و المدوّنين أمل حقيقي في التحرّر من سيطرة قمع الدولة و احتكارها و كذلك الرقابة الدينية المتخلّفة التي آلت على نفسها خنق كلّ ابداع أو تفكير مختلف، ربّما ، بل حتما، للحفاظ على مناخ فكر هي لا تعيش الا به.
أكتب و ليس عندي ما أفعله من هنا سوى الكتابة و مهاتفته يوميا لعلّه قد تمّ الافراج عنه. عزائي أنّه أكّد لنا أنّه بخير و يحسنون معاملته. و لكني مصرّ أن مكانه ليس في السجن، و ليس في ما كتبه و انتقد فيه الأزهر ما يستوجب اعتقاله، هو لم يدعوا لا لكره أو تعصب أو قتل، هو لم يكفّر، هو فقط فكّر. لذلك وجب اخراجه من هناك، فبإنقاذه، ننقذ أنفسنا و احترامنا لأنفسنا.
2006-11-08
مثلما تكونون يجزّر عليكم
سأشرب اليوم نخب نظرية المؤامرة حتى الثمالة،هل وصلنا إلى تلك الدرجة من الانحطاط حقّا ؟ لم أصدّق أنه مرّ علينا و على مدى عشر سنوات كل ذلك الكم من القاذورات على قناة الجزيرة. ألا تبّا لثقافتنا و تاريخنا و تراتثنا و نخوتنا و شهامتنا حين تكون النتيجة أن نجعل الزرقاوي قديسا و نفخر برثائه، و ابن لادين مجاهدا مثله مثل حسن نصر الله، و طالبان أخوة اجتهدوا و اقاموا دولة. لمصلحة من يتم ذلك ؟ مجرّد رغبة في الشهرة ؟ هل حالنا أفضل الآن ؟ و هل قدّمت الجزيرة اجابة واحدة أو حلا لأي مشكلة تواجهنا أم كانت عونا لاسيادها الأمريكان و الاسرائيليين علينا.
ان كنت من السذاجة بحيث تصدق أن الجزيرة مستقلة حقا، و أنها تمثل مشكلة لأمريكا و بريطانيا و أنهم فعلا أرادوا قصفها يوما. فأرجوك لا تواصل قراءة الموضوع و لا تقلق نفسك. هنيئا لكم بطولاتكم الاعلامية.
حلقة فيصل القاسم الأخيرة، وجدت فيها منجما للبرهنة على صحّة كلّ التهم التي تكال للجزيرة، برهانا على أنّهم وجدوا مرّة أخرى كيف يجهضون حلما و أملا و كيف يزرعون موتا و ارهابا و كيف يزوّقون كل ذلك بشعارات فارغة جوفاء لم تجلب سوى التخلف و الجهل و سوى آلاف الذين يرمون أنفسهم في البحر للفرار من جحيم هذا الشرق البائس. سوى ثوابت الأمة من تحجّر و معلوم من الدين بالضرورة و حكم عدم في الشرع و شريعة غاب تحت حكم الملالي أو جهلاء الأمة.
العربي المسلم في الجزيرة عادة يكون حافيا ملتحيا متأزرا أو لابسا جلبابا قصيرا، يحمل سلاحا او لافتة كتب عليها الى الجحيم ايتها الحرية، مستعد للقتل و الموت و تشويه الجثث، و كبار العرب هم الأبوات من أبو قتادة لأبو رجل مسلوخة و شيوخ جهلة لا تفقه غير كتب صفراء كتبت من قرون يسمون ذلك علما. أين احمد زويل أو فاروق الباز أو أي عالم حقيقي أو جراح حقيقي ؟ الطبيب الوحيد الذي تعرفه الجزيرة و تقطع برامجها لتصريح تافه يقول فيه أنه سيحرر الأندلس هو الظواهري، ما رأيكم ؟ هنيئا لكم الجزيرة. مثلما تكونون تكون الجزيرة أو يجزّر عليكم.
لطالما كنت متأكدا أن هناك تحالفا موضوعيا و مصلحيا بين الاخوان بكل تفرعاتهم و بين الامريكان، تخالفوا ضد عبد الناصر و ضد كل الانظمة القومية، الفاشية الدكتاتورية قطعا و المدانة و لكنها على الأقل كانت عروبية و حاولت أن تنمي أوطانها و لو قليلا، أو هكذا حاول جمال. اجتمع هؤلاء مع شيوخ جهلة يعيشون في غياهب التاريخ، جمعهم البترول، و حلم عقيم بالسلطة، و مصلحة أكيدة لأمريكا، اجتمعوا على مشروع واحد : دفن هذا الشرق في بؤس التاريخ و العادات و التقاليد المتخلّفة و التحجّر، في فتن و معارك كيخوتية و كلّ شيئ، كلّ شيئ يجعلنا خارج التاريخ و دائرة تقرير المصير و ، و هذا هو الأهم، التنمية و الاستفادة من ثرواتنا.
لطالما شككت في وجود الزرقاوي بدوري، و لكني أشهد لأمريكا أنها عرفت كيف تهزم صورة المقاومة اعلاميا و أنها وجدت منا من بارادته أو بجهله من خدمها و نفّذ لها ما أرادت. أشهد لها أنها حين أخرجت صدّام من حفرة، و أطلقت الجزيرة، حطّمت أشياء و فتحت الباب لتحطيم الباقي، لانتحار جماعي، لنقتل بعضنا، فدمنا رخيص و دم مرتزقتها أغلى كثيرا.و نحن نطبّل لحريّة اعلام و كسر احتكار السلطة له. نستحق الجزيرة اذا، بل و نستحق أكثر من ذلك.
2006-11-05
أدريانو - الملك
ancora vivo
لازلت حيا
تقول كلمات الأعنية :
لا يجب اللعب بالأحاسيس
أنا لم ألعب قط
لكن لو اطلقت احاسيسك
فأية أضرار
لم أشأ أن أجرح أحدا
لكني فعلت
تعلمين
من يدري مذا ستعطين
فقد فات الأوان
كل ما بقي أعطيتك اباه
و اخذت مقابله
كما تعلمين
أكثر
أنت جئت حين لم أكن أنتظرك
أنت حياتي
أنت كل النساء
///
لازلت حيا
لازلت حيا
متوتر بداخلي لكن
عاشق
باعمق اعماقي
قليلا قليلا
متألم
لكني لازلت حيا
لكني أحبك
و حضورك يهوّن عليّ
////
دهشة الطفولة
تعود احيانا لتنفجر بقلبي
كلّما كنت قريبة مني
و احسست بنسمة عشق
و لازلت حيا
لازالت حيا
2006-11-03
الحوت ألوردي
السماء مزيّفة كما في الحكايات القديمة. و البحر يلملم زبده و يستعد لموعده مع السكون. أغلقت الباب خلفها و ألقت جسدها المترهّل على الأريكة فتموّج الشّحم الذي يكتنز في عجيزنها كما الموج. أطلّ عليها وجهها من المرآة المقابلة و ألقى عليها تحيّة بشعة. بعد حين تتحرّر من زمن المسخ، قالت لنفسها ساخرة بنصف ابتسامة، و قامت لسرّ كلّ ليلة.
حين يخلوا النوم من الحلم، و ككلّ ليلة، تلملمها خيوط العنكبوت كما شرنقة. و كما شرنقة بدأت تنزع عنها جسدها. تساقطت أجزاء مفتّة على الأرض، و تراكمت بلون حنطي، و خرجت من كلّ ذلك بجسد رشيق كنسمة صيف، أبيض كرائحة الياسمين، و وجه بجمال يقطع الأنفاس. سارت خفيفة نقيّة على ندى الغيمة التي تحمله لحصانها على الطرف الآخر من الوجود. امتطته عارية فلامس فخذاها رشاقته و شموخه.
تسائلت الأرض أيهما أجمل ؟ و أجّلت الجواب إلى حين، لتسكر بالمشهد.
واصل الحصان خببه و كبريائه، و فخره بما يحمل نحو الملكوت. و أنتفى الحد الفاصل بين شعرها و أحراش الغابة الظلماء التي تفصلها عن البحر.
(يتبع)