2007-09-23

سورة عماد ، باريسية

أعوذ بالعلم من عبادة الأصنام
باسم العقل مبدد الأوهام

واذكر في البلوغ عمادا إنه كان نبيا رسولا * وكان يدعو قومه إلى العري وإلى الرقص وكان تدوينه جميلا * فكذبوه إذ قالوا : أبعث العقل تونسيا رسولا ؟ * قل بل بعث فيكم من أنفسكم ضمائر تهتدون بها وعقولا * لكنكم جعلتم بينكم وبينهم حجابا إن أكثركم كان جهولا * هو الذي بعث في الإنقليز من قبلكم اسحاق ودروين ومكسولا * ليهدوا قومهم بنور العلم وكان أمرا مفعولا * وهو الذي أوحى إلي أن اترك لعماد تعليقا مجهولا * وأيده بنصر العقل إن العقل كان مسؤولا * إن أكثر المعلقين لم يوتوا من الحكمة إلا قليلا * فاعرض عنهم وحاججهم ثم ابتغ غير ذلك سبيلا * قد تبين الحق من الوهم فلن تكون بعد اليوم ضليلا


صدق العقل العظيم


:))

تعليق من مجهول على موضوع الوصايا العصر ، يسعدني أن أورده هنا مع الشكر الجزيل لصاحبه ، و لكل من مر يوما و ترك تعليقا مهما كان قاسيا و ظالما ،

2007-09-22

الوصايا العصر


أنا نبيّ هذا الزّمان حيث لا أوثان إلاّ من وهم، بشارتي ملكوت الأرض، و وصيّتي الإنسان. تعاليمي هروب من لغتي إلى لغتي و من وهم الرب إلى قيم الأمان. أوصي بالحب و بالجنس، بالعلم حتّى لا تترك شجرة المعرفة المحرّمة إلاّ و قد أظلّت الكل. بالعمل للعيش لا للبقاء على قيد الحياة. بالعري عند الفجر فلا يلمس الجسد غير طهارة نور الشمس و لا يتدثّر أحدكم إلاّ بالبحر. أنت تملك جسدك، وحدك لا غيرك يملكه و لا تملك جسد أحد. أنت تملك نفسك و حياتك و ملكوتك بيدك لا أحد يملكه و لا تملك مصير أحد. و القيم تبرّر نفسها و ضرورتها تبيحها فلا تقتل أحدا باسم الرب و لا تهن أحدا و إن كنت بلا خطيئة. لا تسجد ليقين و لا تكره من ليس مثلك و لا تكن ظلا للغائب الأزلي و تحرّر من وهم الحقيقة. خيركم من تكلّم و خير المتكلّمين من قالوا لا. و خير المتكلّمين الراقصين فأرقص ما استطعت و لا تخجل، لا فرق إن كنت عاريا أو عارية فليس أشر من كاذب أخرس. ،أنا نبيّ هذا الزمان فلا يدثّرني فيكم أحد.

2007-09-19

صحافة بوفرنك و حيوانات بلا ثمن



الصديقة العزيزة داليا زيادة المدونة و الناشطة في مجال حقوق الإنسان ، تم إختيارها مؤخرا لرئاسة فرع المؤتمر الأمركي الإسلامي في القاهرة. إلى هنا و الخبر عادي جدا. كيف أخرج موقع العربية الخبر و مذا كان تعليق القراء عليه ؟


داليا و كما تقول هي نفسها في الفيديو أعلاه و كأغلب نساء مصر كانت ضحية لعملية البتر التناسلي للإناث، و تنشط في مجال مقاومة هذا التشويه و الإعتداء على المرأة ضمن نشاطها الحقوقي ، و ليس لهذا الأمر علاقة بفرع المجلس الجديد ، لكن العربية أخرجت مقالها كالآتي

اختارت القاهرة لفرع تترأسه مصرية "ناجية" من ختان الإناث
منظمة أمريكية مؤيدة لاحتلال العراق تفتح أول فرع لها بالعالم العربي

يعني كذب صريح و حقير لغايات دنيئة و إن كانت الأخبار ذات العلاقة بالكبت الجنسي هي خبز العربية اليومي

مذا كان تعليق القراء ؟

أحدهم و صفة حيوان شوية فيه قال


134 - ..... فى الصميم
رمضان كريم .....

19/09/2007 م، 12:15 مساءً (السعودية) 09:15 صباحاً (جرينتش)
يجب تطبيق حد الله على هذا النشوز فى مهده قبل أن يسفحل لخائنة بلادها وتلك الناجية بسلامة فرجها تريد أن تبيعه لمن يريد .... ,كل هذا أين ؟ فى قاهرة المعز .... قلب الأمة العربية ... أليس بينكم رجل رشيد يثأر لشرف أمته المهدور من نفايات الأمريكان

هل هذه صحافة ؟
و هل هؤلاء بشر ؟
و لمصلحة من نهش لحم من حاولت أن تفكر و تنشط لمصلحة كرامة وطنها و بنات جنسها؟

و إن كنت لا أستغرب من موقع و قراء كان أهم خبر فيه طرد طفلة ذات 12 ربيعا من ملعب كرة قدم و رفض الحكم بدأ المبارات حتى تخرج


يا أمة ضحكت من جهلها و كبتها الأمم


2007-09-18

من الجزيرة إلى إقرأ و تشويه الإسلام

لم يحضى تنظيم إرهابي بوزارة إعلام فعالة في قوة و تأثير الجزيرة كما حضي تنظيم القاعدة أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين العسكرية و أكثرها إرتباطا بالمخابرات المركزية الأمركية منذ زمن الجهاد في أفغانستان و ربما إلى اليوم


أقول ربما حتى لا أتهم بأني من دعاة نظرية المؤامرة و لكني أشير للإحتمال فقط لأن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية لا تبعد إلا أمتارا عن مقر الجزيرة و لأن أشرطة إنتحاريي القاعدة كانت تظهر دائما في وقت مناسب جدا لإسرائيل بتأكيد إرتباطها بالعمليات الإرهابية هناك، رغم أن الأب الروحي للقاعدة، الفلسطيني عبد الله عزام لم يطلق رصاصة واحدة لا هو و لا أي من الأفغان العرب في فلسطين ، ، و مع ذلك و رغم أنهم قتلوه و صفوه كما هي عادتهم فيما بينهم، باتت فلسطين فجأة من أولوياتهم

لكن يبدوا أن الأمر لا يتعلق فقط بتلميع القاعدة و نشر الفكر الشعبوي و القيم المتخلفة باعتبارها ثوابت الأمة، فقد انفتحت الجزيرة في قناتها الجزيرة مباشر على كل رموز التخلف و الفكرالوهابي العفن ليتكلموا ساعات و ساعات بحرية لا تتاح إلا لهم

في يومين فقط و رغم أني نادرا ما أشاهد الجزيرة، توقفت على ندوة لما يسمى بحد الردة في الإسلام و مداخلة ليوسف البدري زعيم المحتسبين الجدد

شيوخ الندوة أجمعوا على أن حد الردة موجود في الإسلام و طز في كل الآيات القرآنية التي تقول بحرية العقيدة المطلقة و حق الإختيار، و جعلوا من حديث موضوع قاعدة بني عليها حد مزعوم يجعل من الإسلام دينا ضعيفا يهتز لو خرج منه أحد أتباعه و دينا إرهابيا لم ينتشر و لم يستمر إلا بالسيف و بقتل من يخرج منه، و يجعل منه دينا تافها لا يساوي كتابه المقدس شيئا أمام كتب بشرية وآراء شخصية صارت مقدسة لأن أتباعه لا يمكنهم التفكير و التبين و لا يحق لهم ذلك مخافة التكفير و القتل

و أما يوسف البدري أخصائي دعاوى التكفير و الحسبة و مصادرة الفن و الإبداع، فل يخبرنا لمذا كذب و قال أنه في لجنة البحوث الإسلامية بالأزهر و هو أمر كذبه شيخ الأزهر، و لم يخبرنا من أين له كل تلك الأموال لرفع كل تلك القضايا، بل أصر أن من حقه هو تحديد مذا على الفنان أو المبدع أن يكتب أو يرسم أو يشعر و مذا عليه أن لا يفعل، و أن من حقه كوصي على الإسلام التفريق بين عالم إسلامي في حجم نصر حامد أبو زيدو زوجته أو الحجز على أثاث الشاعر عبد المعطي حجازي في استمرار لمسلسل قتل فرج فوده و طعن نجيب محفوظ

صورة أخرى للإسلام الإرهابي ترسم بيد شيوخه و تنشر على الجزيرة

و لسبب ما، بحثت عن قناة صالح كامل زوج صفاء أبو السعود ، قناة إقرأ، كان ثمة شريط متحرك يلعن و يكفر و يلقي في النار النامصة و المتنمصة، و يحدد بمزيد من التوضيح متى يجوز إزالة شعر الحاجبين ، و هي حالات نادرة جدا و الموضوع مهم جدا و مصيري جدا لمستقبل هذه الأمة، و كأن الله سيصاب بمغص لو قامت إحداهن بلمس شعرة من حاجبها، ثم أن جهنهم مفتوحة و تصرخ هل من مزيد

و كان ثمة أسئلة عن الإختلاط في الأعراس و الغناء و الرقص و كلها طبعا كانت حرام في حرام

استمرار لصورة الإسلام التافه الذي يطارد أتباعه في أخص خصوصياتهم و يحرم كل أشكال الحياة

إلى أين يسرون و قد اختفى فعلا الفرد المسلم في أغلب دول العالم فلا ترى إلا أشباحا ملثمة أو منقبة
و إختفت كل رغبة في الحياة أو قدرة على العمل و الإبداع و قد صار كل شيئ حرام و صار للجهلة من أدعياء الدين سلطة لم تحلم بها كنيسة بولص في عز سنوات محاكم التفتيش ؟

لم أشأ أن أرى ما يحدث على بقية قنوات الشعوذة

فالجواب باين من عنوانه و لا يمكن لأناس أن يشوهوا صورتهم و صورة دينهم كما تفعل هذه الفضائيات

و هنيئا للجان حكماء الأعداء
و فئران الجبال

2007-09-13

تغيير العطلة أم إلغاء رمضان ؟


بمناسبة طلب أحدهم تغيير العطلة في تونس إلى خميس و جمعة عودة للأصول و تقليدا لأخواننا العرب الزعلانين منا لأنا نقلد المسيحيين ، أذكره و أذكركم فقط أن هذه الدول كلها تريد تغيير عطلتها إلى الجمعة و السبت للأسباب الإقتصادية المعروفة و التي و إن غابت عن البعض فلا بأس أن نذكر بها

الدول التي تملك إقتصاد العالم ترتاح يومي السبت و الأحد و من الغباء أن نرتاح خميس و جمعة لينقطع إتصالنا بالعالم أربعة أيام في الأسبوع

حين نكون نحن الذين نتج و نصنع و نملك الثروات و البنوك و رؤوس الأموال ساعتها يمكن أن نفكر في الموضوع

لكن اليوم نحن لا نملك إلا صحة العقيدة و حتى هذه مشكوك فيها

ثلاث و سبعين فرقة واحدة فقط ناجية و الباقي في النار

و لا ننتج إلا الإرهاب و أمثال الشيخ ابن لادن و الدكتور الظواهري البسيكوبات

أعتقد من باب أولى هذه الدعوة الحمقاء السلفية الدعوة لالغاء شهر الأكل و السهر و التخمة
شهر التنرفيز و الترمضين و التكرير و التواكل بامتياز
شهر النفاق و الرياء و صلاة التراويح في الشارع من شدة الإيمان الشكلي
شهر يموت فيه الإقتصاد الميت أصلا



و كما قال بورقيبة إعتبروا أنفسكم في جهاد أكبر معركة التنمية و التطور التي يجب أخذ رخصة فيها من هذا الطقس البدائي الذي ضره أكثر من منافعه

لسنا مجتمعا بدويا رعويا يمكن أن يسمح بقطع العمل خمس مرات يوميا أو الرحة شهرا كاملا في السنة لأسباب دينية

ما صلح منذ خمس عشرا قرنا لا يصلح لنا اليوم و محاولة العودة إليه محاولة إنتحار و موت بطيئ
العالم يتقدم بسرعة مذهلة و علينا أن نختار إما اللحاق به أو العودة للماضي لندفن أنفسنا

هذه الهوية التي نحملها كصليب يجب أن لا تأخذ أكثر من حجمها

أليس من الغريب أن تنتج دبي التي كنت كثبانا رملية حين بدأنا نحن بناء العمارات و المصانع و تتقدم بمراحل و تشتري هي قطعة من أرضنا لتبني عليها تونس المستقبل و نعجز نحن ؟

ليس في دبي إيديولويا و لا عروبة و لا إسلام ثمة عمالة أسياوية و كنائس قبطية و معارض خمور و مناخ إستثمار
ما الذي كسبناه من القومية العربية أو السلفية الإسلامية ؟
الهوية ؟
طز و الله لا تساوي دورو كما صحافة الودورو

لا يحد من نحن من أين جئنا بل ما ننتجه
ليس يهم ما نتذكر بل ما نفعله

لن تقوم لنا قائمة ما لم نعترف بوجود مرض و نقبل العلاج في انتظار ذلك لن نتوقف على ترديد خرافة المؤامرة و تخدير أنفسنا بالحل الغيبي و الجنة الموعودة أو إلقاء أنفسنا في البحر للهجرة لأوروبا المسيحية التي لا تصوم رمضان و لا ترتاح خيس جمعة

الصورة لمشروع سما دبي بالبحيرة في تونس

2007-09-11

إسلاميّو تونس و سرطان الدّم

ما الّذي يحوّل مجموعة من البشر إلى قطيع من الّدواب تتوحّش أحيانا و فقط لتنهش لحم أحدها و لا تثور لمن يركب ظهرها و يحلب خيراتها ؟

هل تكفي خليّة مسرطنة واحدة لسقوط جسم كامل الحيويّة أو في طور النموّ رغم علامات صحّته الخارجيّة ؟

عدت من رحلتي لأرض الوطن الأم كما يسمّونه بتساؤلات و إنطباعات في غرابة واقعه. كنت دائما أتساء هل إقامتي بفرنسا و بمرور الوقت هي التي تغيّر من طبعي و نظرتي للأمور أم فعلا يزداد التونسيون عموما عدوانيّة و ميلا للخرافة والهمجيّة و التطرّف يمينا أو يسارا ؟

كقومي عربي سابق ربّما كان يجب أن أسعد بالمليون ليبي و قرابة المليونين جزائري الذي تركوا بلدانهم و شواطئهم و جاؤوا لقضاء العطلة بتونس، و بالعلاقات العائلية و الصداقات التي بدأت تنشأ رغم تصرفات بعضهم أو تهورهم الذي كان سببا في وفاة جاري بحادث مرور قرب المهدية تسبب فيه ليبي و هرب، فالوحدة العربيّة أو المغاربية و التي قيل أنها لن تكون إلا وحدة شعوب بدأت ترى النور من حيث لا ينتظر أحد، ببرامج من نوع ستار أكاديمي أو نشاط إقتصادي يعتمد على السياحة العربيّة. لكن إلى متى ستبقى تونس مقصدا لهم و مهربا من بلادهم و قطعة حقيقيّة من أوروربا يلوذ بظلّها ضحايا بلدان الرمل و التخلّف و الإرهاب ؟

باعتقادي أن الأمر قد يكون فقط مسألة سنين، فمناعة جسم تونس قد لا تقوى على الهجوم الضاري الذي تستعمل فيه أقوى الأسلحة، من قناة الجزيرة إلى عشراة القنوات السلفيّة مرورا بصحافة محليّة صفراء تمجّد الإرهاب و لازالت لليوم تتباكى على دكتاتوريّة صدّام، بل أنّ أحزاب معارضة تزعم أنّها ديمقراطية تلعب نفس اللّعبة و تكاد تألّه صدّام فقط لتقول أنّها تعادي أمريكا. و قبل و بعد هذا تواطئ من تبقّى من سرطان دم الجسم التونسي، الإسلاميّون، و خطر انتكاسة الجسد و السقوط مرّة أخرى في المرض.

عموما يكاد يجمع الكل أن الغرب عموما و أمريكا خصوصا هي سبب البلاء و الشر و المصائب و الحالة الإقتصاديّة التي هم عليها. عداء لم يكن يوما منذ سنين عشرة من سمات أغلب من أعرفهم، و كره لم يكن يوما قد تفشّى كسرطان يعمي الناس عن حقيقة مصدر مشاكلهم و عن البحث عن حل غيبي و بعيد بدل البحث عن حل لواقعهم. الأخطر هو بداية انتشار التفكير الديني عموما و السلفي خصوصا حتّى في أوساط المتعلّمين.

أعراض المرض يمكن مشاهدتها بسهولة في المكتبات مهما كان حجمها و في الفضاءات التجاريّة الكبرى، حيث تقريبا لا كتب تعرض و تباع إلاّ الكتب الدّينيّة، بحثت عن عنوان واحد فيها لمحمّد عبده أو جمال الدين الأفغاني كي لا أقول جمال البنّاء أو فرج فوردة فلم أجد طبعا. لا تسأل عن أي كتاب علمي. و الكتب الأدبيّة هي هي التي أعرفها منذ طفولتي و لا جديد يذكر. من يقرأ بالعربيّة في تونس اليوم لا يقرأ إلا كتبا دينية سلفيّة في أغلبها.
الأعراض تبدوا في ميل جيل من المتعلّمين لتصديق الخرافة و عيادة العرّافين و العرّافات و المداوين بالقرآن. أعرف منهم شخصيّا أساتذة تعليم ثانوي في مواد علميّة. بل أعرف أستاذة فلسفة و ما أدراك ما الفلسفة، كانت سببا في إقناع طفلة في الثالثة عشر من عمرها بقبول خطوبة رجل في مثل سنّي، أكبر منها ب25 سنة، و لا خير لا فيه و لا فيها و لا في والدها و هو قريبي و لكن لا عذر له رغم بساطته و أميّته. عبثا حاولنا أقناعه و لكن لا فائدة.

لازالت شواطئ تونس كما عهدتها أو تكاد، لازالت السّائحات يسبحن أحيانا عاريات الصدر دون أن يتسبب ذلك في سعار جنسي أو تحرّش، و قليلات هنّ اللّواتي يسبحن بلباسهن كاملا، و أغلبهن من غير التونسيات، من الجزائريات غالبا. لكن عدد المحجّبات لازال بنفس نسبته أو أقل قليلا، حوالي 20 بالمائة، أغلبهن لا يمنعها حجابها من السير يدا بيد مع صديقها أو ارتياد النزل و الجلوس على مائدة فيها قوارير جعة، إنّه أقرب لزي موضة منه لحجاب و لكن إلى متى سيستمر الأمر هكذا ؟

إلى يوم يقوم فيه بعض الصبية بمل عصي و النزول للشوارع للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، كما يحدث في باكستان مثلا أو كما حاول إسلاميّوا تونس فعله قديما بإطلاق إشاعة الشلاّط أو الذي يعتدي على كل من تلبس جينسا أو جيبا قصيرا. الأمرفقط حسب رأيي مسألة وقت. لكن المهم هو رد فعل عشرات الآلاف من الشباب الذين رأيتهم في ليل سوسة و نواديها الليليّة و كأنهم تونس أخرى، ردّ فعل هؤلاء و ليس النظام هو الذي سيحدّد المستقبل. في النهاية قد يميل النظام للمهادنة و ستسبح معه الصحافة في نفس التيّار و نفس الذين كتبوا ضد الحجاب سيكتبون معه، لكن الذي نشؤوا و عاشوا و يعيشون في شيئ من الحريّة ربّما لم تتح حتّى لجيلي أنا، و طبعا لا أتكلّم عن الحريّة السياسيّة بل الإجتماعيّة و الثقافيّة، هؤلاء هم الذين يجب أن يتحركوا حتى لا يأتي يوم يجلدون فيه في الشوارع لأنهم تأخروا في إقامة الصّلاة. أو تحفر الحفر و ترجم من فيهن أنجبت خارج إطار الزواج

لمذا يوشك الجسد أن ينتكس و يسقط في براثن المرض ؟

ليس فقط للأسباب الخارجيّة التي ذكرتها، الأسباب الدّاخلية أكثر و أهم. ثمّة مناخ فوضى و نهاية ملك و مصير غير واضح المعالم، خوف بل رعب لا يجد متنفّسا إلا في ثقافة الكره التي يبرع الإسلاميون في نشرها بكلّ السبل. ميل للفاشيّة و هي ملاذ الشعوب المستضعفة و المهزومة، أقصد الفاشيّة الإسلاميّة، قل لهم أنتم خير أمة أخرجت للناس و ليس لك إلا أن تؤمن و تتبع كلام سيدنا و مولانا فلان و ستنال الجنة و الشهادة أو النصر، قل لهم أمريكا هي السبب و اسرائيل هي السبب و بعدك عن الله هو السبب، و إياك أن تجعلهم يفكرون أو يضعون أنفسهم محل تسائل أو مراجعة، و سيتبعونك بالألوف ، فأس البلاء أعمق من حالة سياسية أو إقتصادية عابرة. إنّها ثقافة موت و قطيع ، إرهاب فكري و معنوي في انتظار الإرهاب الفعلي ،

و ليست صدفة أنّه ثمة عشرات التونسيين في الجماعات الإرهابيّة.

أعراض المرض هناك أمام أعين الجميع، هل ستكون الأنتكاسة الأخيرة و بعدها الشفاء ؟ أرجوا ذلك . هل ستكون تونس و كما قال بن كريشان آخر واحة في أرض الرمال لكنها حتما ستسقط قريبا ؟ ربّما ، يتوقّف الأمر على عوامل عدّة و أكذب لو قلت أني أملك إجابة أو حتّى تصوّرا لما قد يحدث.

2007-09-09

سورة رقيّة



و اللّيل (1) إذ يلملم زرقة البحر (2) و يرمي بلون الغدر (3) على وجه رقيّة الّذي اظلم كمثل ميت يخرج من حي (4) قالت يا أيّتها الصّارخات حولي جرت رياح اليوم بما يشتهيه بحّارة هاذي السّفينة (5) قد أرسلوا رجلا إلى قلب المدينة (6) قال يا قوم قد جاءكم رزق على ظهر مركب في المرفئ القديمة (7) فآتوا بنسائكم يعددن المعولة (8) فتكونوا من الرّابحين (9) فلمّا كنّا في جوفها نعدّ القمح كيونس في بطن الحوت لا نرى ما يصنع الغادرون (10) أبحرت و رجالنا تحت السور يقتلون الوقت كعادتهم ألا أننا اليوم نحن المقتولين (11) وإن أجد من مخرج لأقتلّن الموت على وجهي و لأرجعنّ لأهلي و إن كره الكارهون (12) على البرّ هناك ابن عمّي (13) سأسكب على دفئ ذراعيه شعري (14) و أترك في فمه طعم عسل جبلي حين ينطق اسمي (15) و القمه لو عطش نهدي (16) و أدنيه كخمر كزير كدرع على بياض جسمي (17) فأحي و أورد كنوّار دفلة بطعم شهد السنين (18) فقالت لها عجوز بثقل دهر و وجه تراب لم يذق ماءا منذ دهور (19) ستحين يا ابنت زكريّاء و سترين البر و لن تعودي لهادي و إن عدنا و نادى باسمنا المنادين (20) افحسبت أن لن يلمسك أحد هنا و إنّا اليوم لكمثل سبايا عند قون لا يرحمون (21) قالت يا خالة سأكتب ما استطعت اسمي و سأكون من الصّابرين (22) و أرتفع غناء السكارى حولهنّ و لم يفهمن شيئا ممّا يدبّر بليل بهيم (23) و جاء أحدهم ليأخذ إحداهنّ فما واناه صراخهنّ و لا تبيّنّ من منهنّ سيقت لفوق و لا كان يهمّ سوى أن لا تلقى في البحر و تكون من الخاسرات (24) و جاء نفر منهم و أشاروا لرقيّة أن تعالي فأبت العجوز إلاّ أن تحول بينها و بينهم،فأخذوها،و ألقوها في البحر، فلم يكن منها رجاء و كان صراخها يزعجهم و هم منبسطون (25) فشلّ الرعب بقيّتهنّ إلاّ رقيّة كان الحب يسري دما في عروقها و حلما بفجر (26) على شاطئ بحر (27) و قسما أن تكون من المنتصرين (28) فتبيّنت عربدتهم ، و استنشقت خمرهم ، و لحظت من كان عليه الدور بعين مريدة كأن رغبة هادي التي لبست بياض جسمه و أوقفت فرجه صهيل خيول (29) و أشار لصحبه فأمسكوا بها اثنين اثنين من ذراعين و فخذين (23) فقالت بعينها لإن أتيت إلي لتغتصبني فأني اليوم سأغتصبك و سترى يا هذا من أكون (24) ثم جعلت تمتصّ برحمها شبقه حتّى صار من المخّلدين في جنّات النشوة العظمى أو يكاد (25) لم يبلغ قبل اليوم خارج السماء نشوة إلاّ بالكاد (26) لكنّ رقيّة أغرقته في بحر من عسل إكسيري حتّى ذاب (27) قال لأصحابه سأّتخذ هذه البنت لي و لن يلمسها غيري و لن نخلص منها كالأخريات(28) قالوا يا ديمتيري ما خالف أحد منّا قبلك قسمنا إلا سؤناه سوء العذاب (29) قال كذلك قلت اليوم و إنّي لمنزلها مغي بعد غد قريتنا و لمتّخذها إمرأتي عسى تكون أمّا لولدي و خادمة لأمّي و سيكون لي فيها مآرب أخرى (30) فإن ألقيتموها في اليم فالقوني معها (31) فكتب أول حرف ليقتل الموت الذي ألقاه الليل على وجه رقيّة (32) و بان في آخر الأفق منار مرفئ قديمة (33)