العلمانية الأصل و الغاية و الوسيلة
سأزعم أن تحديد المفاهيم مرة أخرى يستحق عناء الكتابة عنه، و قد أكرر هنا ما قلته سابقا و ما يقوله كثيرون، قد أفسر بعد جهد الماء بالماء، و لكن أمام خلط متعمد للمفاهيم و عقلية غارقة في تكفيرها و تخوينها و تقزيمها لأي رأي مخالف و تكالبها القبلي على الصعاليك الجدد
فإنه يجدر مرة أخرى تحديد مفهوم العلمانية،
شرعيتها،
غايتها
و وسائل تحقيقها.
لا تتوقعوا من مدون متوسط طفولي حالم مثلي و هنا تحديدا دراسة أكاديمية غارقة في مصطلحاتها العلمية لأنه من المهم أنك حين تحل الصرة أن لا تجد خيطا و على رأي أزواو أو كما يقول ابراهيم عيسى خوذوني على قد عقلي و اسمعني للآخر و كأننا على قهوة،
موش مهم
المهم الفصل بيني و بين الفكرة التي أدافع عنها
قد أكون شيطانا رجيما و لكني حين أدافع عن العلمانية فهذا لا يعني أنها رجس من عملي
قد أكون ممن يرون ضرورة نقد الإسلام و إعادة كتابته و تنقية التراث و نزع القدسية عن تفسير النصوص المقدسة المتوارثة و لكن من السذاجة فعلا ربط هذا بدفاعي عن العلمانية
هذه نقرة و تلك نقرة كا يقول شيوخنا
أتكلم هنا باسمي و ثمة قطعا من يشاركني هذه القناعات
و لا أتكلم لا باسم الشعب و لا باسم قسم من النخبة أو باسم حزب،
أصل العلمانية تطور الثقافة و الوعي الإنسانيين تطور الحضارة البشرية و هي ليست منتجا غربيا أو مسيحيا، وإن كان تعريفها فصل الكنيسة عن الدولة، فإن لكل دين كنيسته و كهنوته و المتاجرين به و المتمعشين منه و الإسلام ليس استثناءا
فصل الدين عن الدولة لا يعني معاداة الدين أو هدم المساجد أو اقتلاع الحجاب عنوة من فوق رؤوس المحجبات، لم يقل ذلك أحد و لم يخطر ذلك ببال أحد بالعكس، الدولة الدينية هي التي تضطهد الأقليات الدينية الأخرى، و حال الشيعة في السعودية و السنة في إيران خير دليل، و لولا علمانية فرنسا ابنة الكنيسة تاريخيا لما أمكن اليوم لملايين المسلمين هنا بناء مساجدهم و قطع الطرق يوم الجمعة للصلاة أحيانا،
لمذا ؟ اي ما هي غايتها أو شرعيتها
لأنها شرط ضروري و إن لم يكن كافيا لضمان حقوق الإنسان كما وردت في الإعلان العالمي و خاصة حرية الفكر و المعتقد و التعبير
في دولة علمانية يمكن أن يعيش الملحد و المرتد و المتدين جدا معا ، متساوون أمام القانون، لا تفرق الدولة بين رجل و امرأة ، بين مسلم و مسيحي و القانون أساسا لا يفرق بين المواطنين في
دولة دينية و لتكن إسلامية لأن دستورنا ينص على أن الإسلام دين الدولة، فإنه لا يؤخذ المسلم بدم الكافر و دية المرأة نصف دية الرجل و شهادتها و ميراثها و هلم جرا ، يجلد من شرب كأس بيرة 80 جلدة، و لا يحق لأحد الإعتراض أوالنقاش لأن تلك أوامر ربانية
الدولة الدينية مستبدة تعريفا
الدولة المدنية أي العلمانية لا أحد من حقه أن ينطق باسم الله
ما هي وسيلتنا لتحقيق ذلك ؟ العمل السلمي، التوعوي، السياسي و المجتمعي في إطار المتاح من القانون لتغيير العقليات، أي ما كان بورقيبة يسميه الجهاد الأكبر
لا ندعوا لاستبداد أو عنف ، مهما اختلفت التسميات، خلافة أو دولة اسلامية كلها استبداد ، جهاد أو مقاومة الصليبيين و المرتدين و الحداثيين و أعداء الله، كله إرهاب و غياب حجة و منطق و عقل، كله جهل و تخلف و اجرام
لا نتمسح لا بالقضية الفلسطينية و هي قضية عادلة، و لا بالعراق و هو فعلا بلد محتل، و لا علاقة لذلك بمطلب العلمانية، انتهى زمن لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة و انتهى زمن اعتبار هذه الشعوب قاصرة لا تحكم إلا بالحجاج ابن يوسف، سنرفع أصواتنا مطالبين بكل هذه القيم
حرية معتقد مطلقة
حرية تعبير مطلقة
مواطنة حقيقية و مساواة أمام القانون و فصل العام عن المعتقدات الخاصة
أين هي الأصولية و التطرف هنا ؟
كيف يمكن أن لا نرى سوى أقلية تريد الجهر بالحادها أو افطارها أو ممارستها الجنس خارج إطار الزواج ؟
ملحوظة أخيرة : بخصوص اليوم العالمي لنزع الحجاب، في العربية ثمة فرق بين نزع و انتزاع و لا أحد يدعوا لنزع بالقوة ولا حتى إهانة شخصية لأي محجبة، هو يوم للتوعية و الإقناع و التعبير عن رفض الرمز و ما وراءه، ذلك أنه من المغالطة الحديث عن حرية بخصوص ما يعرف بالحجاب الفرض الديني،