مقالي بالقدس العربي و مرارة الغرباء
بالتأكيد لست صحافيا و لا كاتبا محترفا ، و لست من المنادين بتحويل النت إلى ما يسمى صحافة شعبية ، رغم أنه و بكل المقاييس فرصة سانحة لكثير من الأقلام الممتازة جدا للتواجد، لأنها أبدا لا يمكنها أن تكتب في صحف ورقية مهما أدعت أن سقف الحرية عندها عال جدا.
أعتبر مثلا أن بن كريشان في أرض الرمال أو حسن الهلالي في حجاب نقاب و زبالة أخرى مثلا لا حصرا مثال جيد للقلم اللاذع الممتع في قراءته عند الأول و الحماس الراقي المتحضر عند الثاني مما لا يمكن لوسائل الإعلام التي إما يسيطر عليها رأس المال الوهابي أو تصدر و تحرر من مكاتب المخابرات أن تتواجد بها
أنا هنا لا أعمم و كدت أخرج عن موضوع الملحوظة التي وددت أن أكتبها اليوم، إحساسي بالغربة أمام نص أنا كتبته، لمجرد أن محرر القدس العربي حذف منه جملة واحدة، ، و إن كانت ليست أول مرة يحدث هذا لنصوصي عندهم ، و طبعا أنا لا ألومهم ، ربما كان موضوع غزة و جرائم حماس من المناسبات القليلة التي كان فيها عبد الباري عطوان موضوعيا و معبرا صادقا عن رفض الإجرام و القتل بلا محاكمة و التمثيل بالجثث و تصفية القضية الفلسطينية أصلا بفصل غزة عن الضفة،
و لكن الجملة التي حذفت هي تحديدا حزيران الحزين كغزة،
في رد على تعليق صديق ليبي قلت له
:
"
حالي كما البحر
و لا أشبه ربا أشعث الشعر إلا حين أكون ضجرا قليلا
هل تصدق أن باريس التي أعبرها كل يوم مرتين لا أراها إلا من خلال النافذة ، كشاشة مسطحة بصورة عالية الجودة، لكن تبقى مجرد صورة
لذلك قررت أن أتوقف عن الكتابة،
ذلك الفعل الأحمق،
البلا فائدة،
المضر بالصحة،
كالدين و التدخين،
ما فائدة أن نستبدل الله بوثن آخر
لذلك لم أعد أرى نفعا للكتابة عن جلد سلخته من زمن
فلينفلقوا
و أقسم بكتابك الأخضر سينفلقوا
"
و ها هو حذف جملة واحدة يفصلك عن نص كتبته، و فكرة عبرت ذات فجر تقيؤك على وضع جلدك الوثني الذي سلخته من زمن لتشعرك بطعم مرارة ما تخلفها الفودكا رخيصة السعر أحيانا ،
هذه شعوب تعشق الفتوة و تستلذ بدفع الإتاوة
أبطالها خريجو سجون من الجهلة البرابرة التي روضها شيوخ الكره و الحقد
لا أحد يقطع الرؤوس يوميا سوانا نحن و أنا أكتب عن قطع جملة من نص لن يقرأه أحد
من أين يأتي كل هذا الكره ؟
و كل هذا القتل
و كل هذا الإرهاب؟
و كل هذا السقوط المدوي
و تقسيم كل دولة لدويلات على رأسها عصابات يعامل سكانها كالحيوانات؟
الوطن ليس الأرض و لا الإنتماء العرقي أو العقائدي
وطني حيث أشعر بحريتي و إنسانيتي
لا حيث يقول لي أحدهم ما علمت لكم من إلاه غيري
هل سأنتظر حتى يأتي يوم يقول لي فيه أقم لي هيكلا كي ما أصعد لربك أكلمه ؟
ربي أنا في دمي و لا رغبة لي أن أنادي بحقي في العبودية
هذا زمن الفتواة
و بشيئ من نذالة أكرر سأشمت بكل من يوقفه الفتوة في زفته لأن عروسه أعجبته و قال له طلق لأتزوجها
تسمون الدمار صحوة
و العودة للخلف حلا
و تقدسون القوة التي لا تذبح إلا بناتكم
إسكروا بأمجادكم الغابرة الخيالية
و نادوا بأن إسلامكم هو الحل
و أرجموا من قال أنه المشكلة
سترجمون بعضكم البعض في النهاية
وستضربون على مؤخراتكم بعصي حثالة القوم
ساعتها ستعرفون معنى المطالبة بحقكم أن لا تكونوا أحرارا ،
و بلعنة البلاغة و بسرطان الحشو و العنعنة و حدثنا إبن كليب عن أبيه عن أمه عن أخيه أن هبل قال لا تضعوا البقدونس فوق صحن الكباب حتى يبرد
من يصدق أن أرق ما قرأت من شعر كتبه عروة ابن أذينة الفقيه الورع و شيخ الإمام مالك ، من يصدق أنه هو القائل
إن التي زَعَمتْ فؤادُك ملَّها
.........خُلِقتْ هواك كما خُلِقتَ هوىً لها
فيك الذي زَعَمَتْ بها وكلاكُما
.........يُبدي لصاحبِه الصبابةَ كلَّها
ويَبيتُُ بين جوانحي حبٌّ لها
.........لو كان تحتَ فراشها لأقلَّها
ولَعمرُها لو كان حُبُّك فوقَها
.........يوماً وقد ضَحِيَتْ إذاً لأظلَّها
وإذا وَجَدتُ لها وساوسَ سَلوةٍ
.........شَفَعَ الفؤاد إلى الضمير فسلَّها
بيضاءُ باكرها النعيمُ فصاغَها
.........بلباقةٍ فأدقَّها وأَجَلَّها
لمَّا عَرَضتُ مُسلِّماً لي حاجةٌ
.........أرجو معونَتها وأخشى ذُلَّها
مَنعَتْ تحيَّتََها فقلتُ لصاحبي
.........ما كان أكثرَها لنا وأقلَّها
فدنا فقال لعلَّها مَعذورةٌ
.........مِن أجل رِقْبَتِها فقلتُ لعلَّها
لم لا نشتم سوى الموت و نتانة رائحة القبر من كلامهم حتى صار ت الدماء تبهج البعض كما الزهور و صار الكل يشعر بغربة عن الحياة
لم ؟
و لمذا قال محمد في ألم يتردد أساه عبر الأزل طوبى للغرباء
هي بداية الغربة
و بداية النهاية
من يراهن أن الحجر سينطق و يقول يا يهودي هذا مسلم ورائي تعالى فاقتله ؟
أليس القمر الصناعي الإسرائيلي و الطائرات بدون طيار هي ذلك الحجر
أليس فتواة حماس و طلبة الإخوان و كتاب القاعدة هم غربة الإسلام و نهايته ؟
ألم يقل محمد بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء ؟
لم أنا متشائم ؟
بالعكس، أنا متفائل،لأن الهدم و البناء وجهان لعملة واحدة
و إن كنت أعترف أني شامت قليلا
و لا شيئ أكثر