2007-06-29

مقالي بالقدس العربي و مرارة الغرباء



بالتأكيد لست صحافيا و لا كاتبا محترفا ، و لست من المنادين بتحويل النت إلى ما يسمى صحافة شعبية ، رغم أنه و بكل المقاييس فرصة سانحة لكثير من الأقلام الممتازة جدا للتواجد، لأنها أبدا لا يمكنها أن تكتب في صحف ورقية مهما أدعت أن سقف الحرية عندها عال جدا.

أعتبر مثلا أن بن كريشان في أرض الرمال أو حسن الهلالي في حجاب نقاب و زبالة أخرى مثلا لا حصرا مثال جيد للقلم اللاذع الممتع في قراءته عند الأول و الحماس الراقي المتحضر عند الثاني مما لا يمكن لوسائل الإعلام التي إما يسيطر عليها رأس المال الوهابي أو تصدر و تحرر من مكاتب المخابرات أن تتواجد بها

أنا هنا لا أعمم و كدت أخرج عن موضوع الملحوظة التي وددت أن أكتبها اليوم، إحساسي بالغربة أمام نص أنا كتبته، لمجرد أن محرر القدس العربي حذف منه جملة واحدة، ، و إن كانت ليست أول مرة يحدث هذا لنصوصي عندهم ، و طبعا أنا لا ألومهم ، ربما كان موضوع غزة و جرائم حماس من المناسبات القليلة التي كان فيها عبد الباري عطوان موضوعيا و معبرا صادقا عن رفض الإجرام و القتل بلا محاكمة و التمثيل بالجثث و تصفية القضية الفلسطينية أصلا بفصل غزة عن الضفة،

و لكن الجملة التي حذفت هي تحديدا حزيران الحزين كغزة،

في رد على تعليق صديق ليبي قلت له
:
"
حالي كما البحر
و لا أشبه ربا أشعث الشعر إلا حين أكون ضجرا قليلا


هل تصدق أن باريس التي أعبرها كل يوم مرتين لا أراها إلا من خلال النافذة ، كشاشة مسطحة بصورة عالية الجودة، لكن تبقى مجرد صورة

لذلك قررت أن أتوقف عن الكتابة،
ذلك الفعل الأحمق،
البلا فائدة،
المضر بالصحة،
كالدين و التدخين،


ما فائدة أن نستبدل الله بوثن آخر

لذلك لم أعد أرى نفعا للكتابة عن جلد سلخته من زمن
فلينفلقوا
و أقسم بكتابك الأخضر سينفلقوا
"

و ها هو حذف جملة واحدة يفصلك عن نص كتبته، و فكرة عبرت ذات فجر تقيؤك على وضع جلدك الوثني الذي سلخته من زمن لتشعرك بطعم مرارة ما تخلفها الفودكا رخيصة السعر أحيانا ،


هذه شعوب تعشق الفتوة و تستلذ بدفع الإتاوة
أبطالها خريجو سجون من الجهلة البرابرة التي روضها شيوخ الكره و الحقد

لا أحد يقطع الرؤوس يوميا سوانا نحن و أنا أكتب عن قطع جملة من نص لن يقرأه أحد

من أين يأتي كل هذا الكره ؟
و كل هذا القتل
و كل هذا الإرهاب؟
و كل هذا السقوط المدوي
و تقسيم كل دولة لدويلات على رأسها عصابات يعامل سكانها كالحيوانات؟

الوطن ليس الأرض و لا الإنتماء العرقي أو العقائدي
وطني حيث أشعر بحريتي و إنسانيتي
لا حيث يقول لي أحدهم ما علمت لكم من إلاه غيري

هل سأنتظر حتى يأتي يوم يقول لي فيه أقم لي هيكلا كي ما أصعد لربك أكلمه ؟

ربي أنا في دمي و لا رغبة لي أن أنادي بحقي في العبودية

هذا زمن الفتواة

و بشيئ من نذالة أكرر سأشمت بكل من يوقفه الفتوة في زفته لأن عروسه أعجبته و قال له طلق لأتزوجها

تسمون الدمار صحوة
و العودة للخلف حلا
و تقدسون القوة التي لا تذبح إلا بناتكم
فإشربوا يا هنود القرن الحادي و العشرين الحمر

إسكروا بأمجادكم الغابرة الخيالية
و نادوا بأن إسلامكم هو الحل
و أرجموا من قال أنه المشكلة

سترجمون بعضكم البعض في النهاية

وستضربون على مؤخراتكم بعصي حثالة القوم


ساعتها ستعرفون معنى المطالبة بحقكم أن لا تكونوا أحرارا ،
و بلعنة البلاغة و بسرطان الحشو و العنعنة و حدثنا إبن كليب عن أبيه عن أمه عن أخيه أن هبل قال لا تضعوا البقدونس فوق صحن الكباب حتى يبرد

من يصدق أن أرق ما قرأت من شعر كتبه عروة ابن أذينة الفقيه الورع و شيخ الإمام مالك ، من يصدق أنه هو القائل

إن التي زَعَمتْ فؤادُك ملَّها
.........خُلِقتْ هواك كما خُلِقتَ هوىً لها
فيك الذي زَعَمَتْ بها وكلاكُما
.........يُبدي لصاحبِه الصبابةَ كلَّها
ويَبيتُُ بين جوانحي حبٌّ لها
.........لو كان تحتَ فراشها لأقلَّها
ولَعمرُها لو كان حُبُّك فوقَها
.........يوماً وقد ضَحِيَتْ إذاً لأظلَّها
وإذا وَجَدتُ لها وساوسَ سَلوةٍ
.........شَفَعَ الفؤاد إلى الضمير فسلَّها
بيضاءُ باكرها النعيمُ فصاغَها
.........بلباقةٍ فأدقَّها وأَجَلَّها
لمَّا عَرَضتُ مُسلِّماً لي حاجةٌ
.........أرجو معونَتها وأخشى ذُلَّها
مَنعَتْ تحيَّتََها فقلتُ لصاحبي
.........ما كان أكثرَها لنا وأقلَّها
فدنا فقال لعلَّها مَعذورةٌ
.........مِن أجل رِقْبَتِها فقلتُ لعلَّها


لم لم يبدع شيخ أو كاتب أو حتى متعاطف مع الفكر الإخواني حرفا كهذا ؟
لم لا نشتم سوى الموت و نتانة رائحة القبر من كلامهم حتى صار ت الدماء تبهج البعض كما الزهور و صار الكل يشعر بغربة عن الحياة

لم ؟

و لمذا قال محمد في ألم يتردد أساه عبر الأزل طوبى للغرباء

هي بداية الغربة
و بداية النهاية


من يراهن أن الحجر سينطق و يقول يا يهودي هذا مسلم ورائي تعالى فاقتله ؟

أليس القمر الصناعي الإسرائيلي و الطائرات بدون طيار هي ذلك الحجر
أليس فتواة حماس و طلبة الإخوان و كتاب القاعدة هم غربة الإسلام و نهايته ؟
ألم يقل محمد بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء ؟

لم أنا متشائم ؟

بالعكس، أنا متفائل،لأن الهدم و البناء وجهان لعملة واحدة
و إن كنت أعترف أني شامت قليلا
و لا شيئ أكثر

2007-06-19

لا شيئ


للصور التي تنطبع على شضايا الإحتمالات حضور غياب سيطول
Photo prise à la Celle Saint-Could par un simple Nokia 6611, ce matin, spécialement pour le stand by, voir la démolution
nb :
الهدم و البناء وجهان لعملة واحدة
و بعيدا عن الصيّادين تموت البحار عطشا
;)

شيئ من النذالة


صحى على وقع فيلة هانيبال المارة بعنق الألب المجاورة ، قضم التراب النيئ و لم يعثر على ندى ليشربه و كانت القهوة قد حرمت عليه أمس بتنزيل من جبريل،

فتح التلفاز على قناة الكنعانيين الجدد،

فجائته رغبة بالشماتة،


ما أجمل أن تكون حقيرا أحيانا، نذلا، بذيئا، شامتا في الضحايا ، الذين يقودهم الموتى من قبورهم، و الذين يسفون التراب لأنهم إليه سائرون، و الذين إذا أصابتهم بأيديهم مصيبة أزاحوا زهر اللوز عن نشيدهم الوطني و ذبحوا نبيهم و قالوا إنا للخلف لراجعون.


الديمقراطية الشرقية العربية الإسلامية كشرف المرأة الشرقية العربية الإسلامية كعود ثقاب يوسف بيك وهبي ، لا يشتعل إلا مرة واحدة، بعدها تحرق، تصير رمادا، ينثر على شجرة مباركة زيتونة شرقية لا غربية من عهد الروم المغلوبين الغالبين أبناء النار حتى لا تمسنا نار فلا نور يأتي و لا وحي يضيئ


يبدوا أن الحلاج معزوم الليلة عند الحجاج، أينع رأسه و مسمرت خشبته ، و أراق الفودكا السيبيرية حتى أجرى دجلة بدمه و رماده ، و أن الزحف الأسود تخلى أخيرا عن خضرته و أن من أحرقوا الكتب يتمترسون بحثا عما بقي من جذاذات سيخط عليها العشاق شيئا من شبقهم، لا شبق بعد اليوم، قد حان قطاف الرؤوس و حان زمن النذالة


فخطر له أن يشمت قليلا


هنيئا لك سيدنا و مولانا بوش و لرؤياك و للكحول، ها هي القيامة أخيرا، لكن المسيح لن يأتي، فمريم لازالت محاصرة عند المعبر السادس و الستين بعد الست مائة فلمن سيأتي ؟ هل تدرك أن ياشوا كنعاني قديم ؟ ألا يعني ذلك شيئا لمن حكموا الموتى و كمموا نسائهم ؟ لمن لا يقرأ لأنه لو فهم مات، ، و لأن الموت مخيف فقد قرر أن يموت مخدرا بالذاكرة حتى يأتي المسيح، لكن المسيح لن يأتي


شامت هو بالجميع و في الجميع


هنيئا لأصحاب العاج، و مقاهي ريش و الدراويش، و كل من شرب القهوة قليلا قبل أن تنزل آية تحريمها، في هذه المرة لن تأكلها الداجن، و لن يلمس أحد بغلا خشية إملاق، فلا رزق سيأتي و لا إنفاق ما في الجيب، قد جاء الغيب، جاء الموت و جاء الموتى من قبورهم بلا كفن ، عراة ، بلا ثمن، و عبس البحر فلم يضحك زبده، فتولوا الأمر من قبل و من بعد


بحث عن الجنوب ، و تذكر أنه قرب جبال الألب، و أن هانيبال لن يمر ثانية، فاكتفى بشيئ من نذالة و ارتكب الخطيئة الكبرى بعدها و شرب قهوته



عماد حبيب

باريس في 19 حزيران الحزين كغزة ، المهزوم كغزة من عام الفيل

2007-06-18

الإنسان قبل الفكرة / الدكتور فرج فودة

الإنسان قبل الفكرة
لولا الإنسان لما كانت الأفكار
تظهر الأفكار لتبرر وتعرف وتنظم
ولولا الإنسان لما كانت هناك أية حاجة، لا لتبرير ولا لتعيف ولا لتنظيم

خَلق الإنسان الفكرة، وفي البدء كان الإنسان، قبل أية فكرة


هذه مقدمة أراها ضرورية، لمعرفة قيمة الرموز الإنسانية الكبيرة،



هي التي تعطي للأفكار قوتها، تماماً كما تمنح الزهور للعطور نكهتها وتبقى من الإنسان أفكاره المتصالحة مع إنسانيته، بينما تهوى الأفكار المتراجعة وكذلك المتجاوزة لروح الإنسان وهي مقدمة هامة في إحتفاليتنا السنوية، بخالد الذكر، شهيد الفكر والكلمة، فرج فودة حيث تحتفل الجمعية المصرية للتنوير، بذكرى إستشهاد مؤسسها العظيم، وذلك في السابعة ش اسماء فهمي، مصر الجديدةبعد ثلاثون عاماً، ودعت
يها مصر حقبة من الليبرالية الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، وإضطرت للتعايش، خلالها، مع عقائد إنغلاق السوق والسلوكإذا بصوت قوي، واضح، صارخ، ينادي بعودة الليبرالية، وبالرجوع للمصرية، وأن تكون "المواطنة" أساس التعامل مع وبين المواطنين المصريين

كان هذا الصوت، من الجسد العملاق للدكتور فرج فودة إنتبه له الكثيرون، وسمعه الكل، وكان يمكنه الإكتفاء بذلك، مثلما يفعل الفلاسفة والحكماء، لكنه تجاوز ذلك،

إقتحم أعشاش الدبابير والغربان والبوم، التي تزن وتغوق وتنعق، أوهاماً وبؤساً وخراباًلأنه رمز كبير، يؤمن بالإنسان، عظيم كعظمة الرواد والمستكشفين، لم يكتف بأحاديث الصحف والمجلات،


طلب مواجهة ومحاورة الظلاميين، التكفيريين، بل وافق على مبارزة رموزهم، المشجعين على كبت الأفكار، الساعين للفرقة والعداوة بين أبناء الوطن الواحد بداع الدين والمذهبكانت مبارزاته تلك حاسمة كاشفة للزيف الذي يتسلحون به،

إنتصر عليهم، أكثر من مرة، وأكبر دليل على إنتصاره ذلك، أن هزيمتهم ملأتهم غيظاً وغلاً وحقداً،

حرضوا عليه الجهلاء

خمسة عشر عاماً مرت على وفاة زعيمنا وقائدنا، في حب مصر والمصريين، نمت الفكرة وأزهرت وكبرت، وسيرته بقيت، وستبقى بيننا أبدا


==============================


لا يمكن ان انسى المناظرة التى تمت بينه من ناحية و بين مجموعة من نجوم الأزهر بقيادة الشيخ الغزالى لمناقشة موضوع الدولة الدينية او الدولة المدنية. وقد كان نجما ساطعا كعادته وتمكن لوحده من الحاق هزيمة عقلانية قاسية بكوكبة رجال الأزهر بالرغم من المشاهدين الغوغاء الأزهريين الذين كانوا يطبلون ويصفرون كلما بدأ الكلام. و كما هى العاده عندما يعجزون عن ملاحقة العقل والمنطقإستعملوا سلطاتهم كممثلين عن الأله فى الأرض و استحلوا دمه و للأسف أن من استحل دمه كان الشيخ الغزالى وكان هذا كافيا لأن يقتله نقاش بياض امام منزله... و فى التحقيقات افاد النقاش انه لا يعرف اى شيئ عن فرج فوده سوى ان الأزهريون اهدروا دمه و انه يريد ان يكسب هذا الثواب


قليلة هي المرات التي أنقل فيها نصوصا ، لكني فعلا كنت سأكتب نفس الأفكار التي نقلتها أعلاه من مدونة حجاب و نقاب و زبالة أخرى

حين عجزوا عن محاورته و لأنهم فارغون فكريا و إرهابيون بطبيعتهم قتلوه و لازالوا يقتلونه لليوم لكن الكلمة لا تموت

يقول نبيل فياض، كلما زادت الفكرة هشاشة، زاد إرهاب أصحابها في الدفاع عنها

http://hegab-nekab.blogspot.com/

2007-06-16

الخمر و الرجم و طارق رمضان


ثمّة مقولة، جملة فقهيّة طالما أرّقتني، و لا أعلم لم يمر عليها الجميع مرور الكرام، أو تقريبا الجميع، إسمها آية الرجم في الإسلام. هذه في حد ذاتها محنة. لأنه و كما يعلم الجميع، و كم أرجوا أن يعلم الجميع، ليس ثمّة من آية رجم في القرآن. و الحديث لا يسمّى آية بأيّة حال من الأحوال. و مع ذلك يروى عن عمر ابن الخطاب (و لي معه عودة بخصوص إيمانه هو شخصيّا) أن آية الرجم في القرآن كانت موجودة و أنه و الرسول رجما.

إذا إمّا أن آية الرجم سقطت فيما سقط من القرآن عند تدوينه، إلى هنا و الأمر عادي جدا عند فقهائنا لأن عمر مقدس أكثر من أي شيئ آخر عند أهل السنة و حتى لو قال أن القرآنا لذي بين أيدينا ناقص، نحن من نكاد نقتل كلّ من أدعى أن حرفا واحد بدّل فيه. و لكن هذا عمر و هو من هو. أو أن عمر لم يقل ذلك، أو قالها و لم يكن على حق و هنا سندخل في متاهات إثبات الأحاديث، لكن نحن قلنا هذه آية، بل و معمول بها، رغم همجيّتها و تناقضها مع كلّ القيم الإنسانيّة و رغم أنها ليست في القرآن، معمول بها لليوم في مطلع القرن الحادي و العشرين.
فتّش عن الخطأ

حسنا، هل كان الرسول حنبليّا أم شافعيّا أم حنفيّا أم وهّابيّا ؟ ما هذا السؤال السخيف ؟ إن كان سخيفا فعلا فلم ثمة كلّ هذه الطوائف في الإسلام و ثمة حديث آخر يؤمن به الجميع عن سبعين فرقة من المسلمين كلّها في النار إلاّ واحدة. هي فرقتي أنا طبعا لذلك أدعوكم لتتبعوني حتى تنجوا من نار جهنّم التي أشعلها الله ألف سنة حنى احمرّت فألفا حتى ابيضّت فألفا حتى اسودّت، ثم ستسأله هل من مزيد، لأنها لا تشبع، فيخلق لها بشرا خصيصا ليرميهم فيها، الله الرحمن الرحيم العادل، هكذا نراه، فلا عجب أن نرجم فتاة أو إمرأة و كم هن اللواتي تم و يتم رجمهن و أرجوا أن لا يقول لي أحد ثمة شرط مستحيل هو أربعة شهود عدول رأو البتاع في البتاع كما المرود في المكحل، لم يكن ثمة يوم شاهد واحد و ليس أربعة، و لم يرجم يوما رجل، فقط المرأة هي التي يمارس عليها أشباه الرجال الذين لم يتجاوزا المرحلة القبل حيوانية ساديتهم و عقدهم الجنسية، و كل حجر يرمى عليها بحسنة في ميزان حسناته.

الرجم شريعة يهوديّة كما حد الردّة، لا نقاش في ورودها حرفيّا في التوراة. لكن لا شيئ من ذلك في القرآن. و مع ذلك ثمّة آية رجم، هكذا و مطبّقة

حين كان نيكولا ساركوزي ، رئيسنا الجديد، حفضه الله و رعاه، وزيرا للداخلية و في برنامج تلفزي مباشر، تغلّب بالضربة القاضية حسب رأيي على طارق رمضان، السويسري الذي يريد الإخوان المسلمين هنا جعله ناطقا بإسمنا نحن الفرنسيين المسلمين، شخصيا لم أطلب من أحد الحديث بإسمي و لكني رأيته في البرنامج يتكلم و الحق يقال فرنسية طليقة، و هو الأستاذ الجامعي حفيد حسن البنّاء، و ببدلة أنيقة، و لحية مهذّبة، و أفكار غارقة في ظلامها. أمام سؤال لساركوزي مباشر، ما رأيك في حد الرجم، و كنت أتوقّع منه على الأقل الإقتداء بعمّه جمال البنّاء أو الإجتهاد قليلا و مراعات موقعه، أفتى طارق رمضان بأن الرجم حق و لكن إقترح فقط إيقاف تنفيذه إلى حين.
ما الذي يجعل أستاذا جامعيّا حتى و لو كان إخوانيّا مثل طارق رمضان يسقط تلك السقطة ؟

لأنه أعلم و من معه بنوعيّة التربية و غسيل المخ التي ربوا عليه أتباعهم من الرعاع، تقديس النص، كل النصوص، و الغباء المفرط حتى لا يسال أحد يوما ، كيف آية و كيف ليست في القرآن ؟ لذلك فإنه أعجز من أن يكذّب آية الرجم حتّى لو كان هو نفسه أعلم بأنها وضعت و أقحمت كحد الردّة لأسباب سياسية بعد موت الرسول.

هل الإسلام الذي نعرفه اليوم هو الإسلام الذي ساد في فترة الرسول أو بعده ؟

كم من المسلمين اليوم يعرف أن أبا حنيفة، رابع الأئمة و أكثرهم تفتحا و اعتمادا على العقل، لم يحرّم إلّا الخمر التي ننتجها من العنب، أي أن الجعة مثلا حلال حلال، الكل لازال يعتقد أن الوسكي حرام ، بل العمل في أماكن فيها وسكي حرام، هكذا،

كم عدد المسلمين الذين يعرفون أن الخمر لم تحرم بنص في القرآن، و و أن ابن مسعود رأى أنها، حتى خمر العنب ليست حراما ؟ إسألوا شيوخ فقهم من هو ابن مسعود و لم طمس ذكره

لم يسد إلاّ الفقه الأكثر تحجّرا في الفترة الأخيرة، بل الأكثر تطرّفا في الأكثر تحجّرا، و أعني الوهّابيّة المنبثقة من فقه ابن تيميّة الحنبلي، و ابن حنبل هو من قبل بعشرات آلاف الأحاديث و أتباعه هم من بدأو السير في أسواق بغداد ليسالوا إمرأة تسير مع رجل عن قرابتها به، و هذا ما تفعله عصابات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في السعوديّة اليوم. السعوديّة التي تنفق مليارات الدولارات لطبع كتب ابن تيميّة، شيخ الإسلام كما يسمّونه ليعطونه شرعيّة ما، فثمّة رسول الإسلام و ثمّة شيخ الإسلام، و توزّع الكتب مجانيا على الحجاج و في الجوامع التي يبنيها بنو سعود في كل أنحاء العالم بينما يموت الملايين جوعا.

إبن تيميّة هذا ألف كتابا كاملا اسمه السيف المسلول في شتم الرسول، فحذار لو قلت أي شيئ عن محمد اعتبر شتيمة، يحل قتلك، و اتباع عبد الوهّاب يكفرّون و لايقرؤون السلام على من ثوبه كان أطول من كعبه، أي و الله ، لا أتكلم عن المسيحيين أو الشيعة أو حتى المالكيين، لا، الوهّابيين أنفسهم الذين لا يكون ثوبهم قصيرا أو لا يعفون لحيتهم و يحفّون شاربهم. بمثل هكذا فقه و "فكر" لا تستغرب هكذا حثالة من الإرهابيين.

الخطر اليوم ليس طارق رمضان و هو خطر فعلا، بل تحالف طارق رمضان و الإخوان عموما و هم السنة مع الوهّابيّة، و نتائج ذلك التي نعرفها حتّى في تونس، فمؤخّرا تمّ الكشف عن خليّة إرهابيّة في أيطاليا كلّها تونسيّون، و أـشكال الثوب القصير و اللحية المنتّفة كالماعز الصومالي و الحجاب المقرف الذليل بدأ ينتشر فعلا في ضواحي باريس، نفس الضواحي التي وعد ساركوزي بتطهيرها بالكارشار من الحثالة، و باعتبار شباب هذه الضواحي أمثال طارق رمضان قدوة و مرجعا، تكتمل الدائرة و تنطبق كالطوق، ليس على الحثالة فحسب بل على الجميع.

رسالة إلى كريم عامر في سجنه

صديقي العزيز الذي اشتقته فعلا، أعلم أنك لست في خير و لا تنتظر مني كلاما أواسيك به أو أواسي به نفسي فلا أعلم حتى هل ستصلك الرسالة أم أنها من ضمن الممنوعات، و في كلّ الحالات سأبدأ بشكر الأستاذة روضة أحمد محاميتك التي أنا متاكد أنها فعلت ما بوسعها ليصلك كلامي.

لم أرى أسمك أونلاين منذ يوم تركتني و أنت على موعد مع وكيل النيابة بعد أن قابلته للمرة الأولى و أخبرتني أن الأمر خطير فعلا، و أنك ستتمسك بحقّك في حرّية التّفكير و التعبير، و ها هم نفس من كتبت عنهم و سجنت بسبب فضحك لتصرّفاتهم، لازالوا لليوم يثيرون الفتن الطائفيّة في الإسكندرية بنفس الطرق التي تحدّثت أنت عنها و لكن هذه المرّة لأسباب أتفه كثيرا، بسبب إشاعة أو بسبب أن قبطيا صدم مسلمة بدرّاجته، نعم يا كريم درّاجته و ليس سيّارته و لم يحدث لها شيئ ، لكن حدث دمارلا تتخيله أو لعلّك تدركه فقد كتبت عنه و سجنت بسببه. هل تعرف أن الفاجومي صار مدوّنا و هدد بالانتحار لو لم تتوقف الفتنة ؟ و أن علاء كان الوحيد على ما أعلم الذي ذكّر الجميع أن كريم عامر كان أول من كتب عن احداث الإسكندريّة ؟ ها هي تتكرّر يا صاحبي، ألم أقل لك ليس عندي من خبر مفرح أقوله لك

حين أثار الجميع قضيّتك و تكلمت كلّ وسائل الإعلام عنك، تذكّرت حوارنا يوم فصلوك من الأزهر، عندنا في تونس مثل يقول، عاش يتمنى في عنبة، مات جاب له عنقود، و أنت لم تمت، أعلم، لكنك في سجنك بعيد عن كل من استثمر محنتك ، مصطفى بكري مثلا مثلا، اتذكره ؟ أتصدّق انه تقريبا جعلك في حوار تلفزي ألعن من إبليس اللعين و ربّما كنت الذراع الأيمن لبوش ليقضي على الإسلام ؟ أرأيت كم هو عظيم هذا الإسلام ؟ و كم هم عظماء نواب الشعب في البرلمان ؟ و كم كنت أنا غبيا أحسبك مجرد طالب و كاتب ممتاز باحث عن الحقيقة، يبدوا أني كنت مخدوعا فيك أيها العميل الصهيوني،

ولا بلاش عميل صهيوني، أنا متاكد أن هنالك من سيقرأ و سيصدق ليس لأنه فقط لا يفهم بل لأنه يريد أن يصدّق و لأن السخرية في مثل هذا الموضع ليست في محلّها، فدعنا من كل هذا و دعني أتمنى انك بخير ايها الغبي الطائش و الجميل، إكتفي أننا نذكرك أحيانا و نتكلّم عنك ؟ يا فرحتك ، بعض أصدقائك المقربين، و بعض المدونين و كثيرون منهم تونسيون الذين نشروا آخر رسائلك من سجنك، لن أطلب منك أن لا تتوقف عن الكتابة فأنا متأكد أنك لن تفعل و لا أن تجعل كل ضربة لا تقصم ظهرك تقوّيه، فذلك ما سيحدث، بل سأطلب منك أن لا يقصم ظهرك.

تحيّاتي و شكري لكل من أوصل لك الرسالة لو وصلت، شكرا صادقا و لو لمأمور السجن

عبد الكريم نبيل سليمان
سجن برج العرب
عنبر 5

عماد حبيب
باريس في 16 حزيران 2007

2007-06-15

و من اللحية و الحجاب و الجهل ما قتل

مذا يعني أن يطلق أحدهم لحيته أو تضع إحداهن غطاءا على شعرها ؟

هذا يعني إختيار مظهر خارجي للتعبير عن انتماء و عن شكل من أشكال الإيمان يضع المظهر قبل الجوهر، ما يراه الناس أو ما نريدهم أن يروه قبل ما نعتقده و نعمل به بيننا و بين أنفسنا، إنه رسالة للغير تحمل في طياتها و بالضرورة إدعاءا بالإختلاف و لكن أيضا إعلان خضوع لأكثر التفسيرات تخلفا لأكثر النصوص التراثية أثراسيئا و دمارا للحضارة، النصوص التي تلغي الإنسان و عقله.


ثمة محنة فكر في الإسلام، و لا نحتاج لمجهر إلكتروني لنتبينها أو نتبين أسبابها، ففي جثة القتيل دوما تسكن الحقيقة و في جسم هذا الوثن الذي نسميه تراث السلف الصالح و بقراءة بسيطة لكن موضوعية و محايدة نجد أسباب هذه المحنة. إنها تجارة الأحاديث و إستثمارها و فرضها بالحديد و النار على رقاب العباد حتى تصير مقدسة، و قد صارت فعلا مقدسة، رغم ما يمكن أن يكون فيها من جهل و خرافة و تبرير لظلم و قهر و قتل بل و تناقض مع النص المؤسس الأول للإسلام، القرآن. . و فعلا كل هذا موجود في الأحاديث بضعيفها و بما يسمونه صحيحها

ليست مجرد صدفة أن يمتاز ابن حنبل، أحد أئمة السنة الأربعة بتقديسه للنقل و قبوله بعشرات آلاف الأحاديث رغم تناقضها مع العقل، فالرجل قبل بحديث وضع خصيصا للسفاح أول خلفاء بني العباس، و متى عرف السبب بطل العجب. السفاح هذا فعل حين وصل للحكم و تولى الخلافة ما لم يفعله أحد قبله و لا بعده و ما يمكن أن ننافس به جرائم دراكولا و هتلر. فقد أمر بنبش قبور بني أمية و إستخراج جثث خلفائهم و صلبها و جلدها و حرقها و نثر رمادها. و إن كنتم تخيلتم أن هذا أسوأ ما يمكن أن تصله همجية الإنسان، فأنتم مخطؤون. فالسفاح نفسه بعد ذلك أعطى الأمان لمن بقي من بني أمية و دعاهم للأكل، ، و مدت البسط و طبخت الأطعمة، و حين كانوا يأكلون و في مسرحية لم يتخيلها موليير و لا شكسبير، تأثر بكلام شاعر ينكر عليه إكرامه بني أمية، فتقلب وجهه و أمر بهم، ضيوفه و في أمانه، فهشمت رؤوسهم بعناية، أتلف المخ أو جزء منه، دون أن يقتلهم، و فرش البساط فوقهم، و جلس يأكل فوقه و هم تحته يئنون في ألم حتى أسلموا الروح .

و مع ذلك يروي إبن حنبل في مسنده يخرج رجل من أهل بيتي عند إنقطاع من الزمان و ظهور من الفتن يقال له السفاح، فيكون عطائه المال حثيا، هكذا، ، ليس فقط ينسب علم الغيب للرسول بل يمجد سفاحا ساديا قاتلا، و لكنه الخليفة، فمتى عرف السبب بطل العجب

من هنا، بل منذ بدأ أبو هريرة تأليف الأحاديث ليسترزق منها و من بني أمية و ضمنها عقده من الكلاب و النساء مثلا، لا حصرا، من كل هذا بدأت محنة لم تتوقف لليوم، تراها في كل لحية غير مهذبة يطلقها أحدهم أو غطاء رأس يسمى عن جهل مضاعف حجابا تضعه إحداهن


الوقوف المقدس و نحر العقل أضحية على مذبح الأحاديث

حديث إرضاع الكبير صحيح صحيح ، و مفتي مصر لم يخطئ في حديث التبرك ببول الرسول فعنده من الأحاديث ما يكفيه ، ثم و في كل الحالات مادام ذلك يجلب الشهرة و الجاه و الأتباع ، فلم نلومهم و هم يقتدون بالسلف الصالح، ؟ لم نترك الحمار و نمسك البردعة ؟

لأن تحطيم الأوثان ليس بالأمر الهين

ليس سهلا على من أطلق لحيته كي لا يتشبه بالكفار أن يحلقها، ليس لأن الموسى من صنع الكفار، فكل حياته و ملابسه حتى لو كانت جلبابا من صنعهم، و السيارات و الهواتف و الانترنت و الدواء الذي يشفيه لو مرض من صنعهم، و لكن لأن الجهل يجعله يرى انعكاس جزء فقط من الحقيقة ، هي ما يريد أن يراه الناس عليه ، و إن خالف حقيقته و إيمانه،

و التي تغطي شعرها تحت ضغط أو إقتناع حتى أنها عورة و فتنة و حرمة في منزلة بين الحر و العبد، بين الإنسان و الكلب و الحمار بل أقرب للحمار لأنها تنقض الوضوء و تقطع الصلاة مثله، هي أعجز بعد أن إقتنعت بهذا من أن تستعيد إنسانيتها و تنزع حجابها ، و كيف تفعل و قد أعلنت لا إراديا حين وضعته أنها خير و أعف و أطهر من غيرها، إنه العجز أمام الوهم و الإطمئنان الكاذب لجهل بالحقيقة الغائبة
إنه جهل قاتل
لعل أهم تجلياته، نتائجه، أننا نتكلم عن حرية لباس بخصوص ما نقول أنه فرض، و أننا نتكلم عن مخالفة كفار فقط بإطلاق لحية أو تحريم كرة القدم، فوضى فتاوى و آراء من فقه عصور غابرة أصابت الجميع بالشلل، أو بأنين من هشمت رؤوسهم و جلس فوقهم من جاء فيه حديث أن اسمه السفاح، و هل مع الحديث و رأي الإمام مجال للنقاش ؟

2007-06-13

العشاء الأخير

للأمكنة حضور ،
أصوات ترتعش مع طيف من نور،
ضحك أطفال و لا أحد هناك،
شيطان أو ملاك ،
لا أحد سوى ما تخفيه ظلمة الأعماق التي تناكف الفجر،
و ترسم أيك تعاليم حلاج يهودي إسمه ياشوا
هذا لحمي فكلوه،
خمري فأشربوه
و غدا سأصرخ الله الله في دمي
...
لكنه تركني لوحدي
في دمي
فليغفر الله لمن حمده
و رقص على قرابين قايين
و حكماء مقهى ريش
و الدراويش
و إبن جلى و طلاّع الثنايا
و الرزايا
و ما ملكت أيمان سيدي و مولايا
فليغفر الله أيقونة التوحيد
و السكر و الثريد
و آية جهنم تصرخ
هل من مزيد
هل من مزيد
و الشوّاء فوق يضحك
يخلق الناس ليرميهم لها لتشبع
و ليرحم الله الضحايا
و لتشرع على اليم المرايا
و لتدق ساعة الساعة
قد حان موعد العشاء الأخير
فأكتب وصيتك قبل الرحيل
قال
لا تتركوا جسدي للعفن
أحرقوه
أرموا رماده للبحر
فبين الحدثين
و قبلهما و بعدهما
كان ثمة بحر
و زبد





الصور لقناة أورك
نهاية سنة 2006

عن فرج فودة

السائرون خلفا، الحاملون سيفا، المتكبرون صلفا، المتحدثون خرفا، القارئون حرفا، التاركون حرفا، المتسربلون بجلد الشياه، الأسود إن غاب الرعاة. الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة، الهائمون في كل واد، المقتحمون في مواجهة الارتداد، المنكسرون المرتكسون في ظل الاستبداد، الخارجون عن القوانين المرعية، لا يردعهم إلا توعية الرعية، ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية، ولا يحمينا منهم إلا حزم السلطة وسلطة الحزم، ولا يغني عن ذلك حوار أو كلام... (فرج فودة)

بمناسبة ذكرى أغتيال قلم
بفتوى وتحريض كنيسة الأزهر
و مباركة الثلاثي القذر
و تصفيق وزارة إعلام إخوان الخراب و اسمها الجزيرة حيث قال أبو رجل مسلوخة رحم الله من قتله
من قتل الفكر
و من حاول قتل نجيب محفوظ
و من هدد بقتل سيد القمني

و مع ذلك لن تقتل الكلمة

ولا يغني عن ذلك حوار أو كلام

حتى لا يأتي يوم يستأسد فيه رعاع القوم من مجرمين و منحرفين كالزرقاوي و ميليشيات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فتجلد لأنك لم تسرع للصلاة أو تدق عنقك لآنك تسائلت و استعملت عقلك مرة ، حتى لا تنتصر الخرافة و يحل الظلام

لا بد من حوار و كلام

2007-06-12

نحتاج الحريّة لا الديمقراطيّة

الديمقراطيّة ما هي إلاّ وسيلة لتنظيم الحياة السياسيّة في مجتمع حر لتحقيق الحريّة

و الوسيلة ليست الغاية بل ولا يجب بأيّة حال من الأحوال أن تكون الغاية. و يخطئ كثيرون في دولنا التي ورثت القهر و الإستبداد منذ قرون عديدة أبا عن جد و على كلّ المستويات، يخطئ في أعتبار الحريّة غاية و يعرّفها بأنّها حكم الشعب أوأنّها الإنتخابات و لو كانت نزيهة و خضوع الأقليّة لحكم الأغلبيّة. إن إستعمال كلمة خضوع في حد ذاته مرض يمكن فهمه بسهولة ، ذلك أن من تربّى على تقديس كلّ شيئ بدأ من الله و مرورا بالملك أو الرئيس و إنتهاءا بالأب في نظام أبوي باطرياركي لا يمكنه أن ينظر للإمور إلاّ من وجهة نظر غالب و مغلوب ، حاكم و محكوم، أمير و رعيّة.

الديمقراطيّة ليست دكتاتوريّة الأغلبيّة ، و لا حكما مطلقا لأي كان ليفعل ما يشائ حتى و لو بلغت نسبة التصويت له مائة بالمائة و صوّت الشعب له بالدم صارخا نفديك بالروح و الدم، فلا يحق في مجتمع ديمقراطي حقيقي الإنتقاص قيد أنملة من حق أية أقليّة , أو أيّ شخص مهما كان ، فللجميع أصوات متساوية ، و التداول على الحكم يتم عن طريق إنتخابات حرّة و نزيهة و شفّافة لتحقيق برامج و وعود إنتخابية و لكن لا يمكن أن تكون تلك البرامج إعتداءا على حقوق أحد من مواطني الدولة مهما بلغت درجة إختلافه، فالمواطنة أيضا ركيزة من ركائز الديمقراطية و تكريسها شرط ضروري و غير كاف لتحقيقها

الحريّة هي الغاية ، و الديمقراطيّة ما هي إلا أقل الأنظمة سوءا لتحقيقها ليس إلاّ ، و أعتبارها غاية في حد ذاتها و تعريفها ذلك التعريف البدائي بترجمة كلماتها الإغريقية بأنها حكم الشعب أو إستغلال آليّاتها كالإنتخابات لتركيز نظم مستبدّة أو ثيوقراطية لتحقيق الطموحات القوميّة أو الدّينيّة أو العنصريّة لأي شعب كان ، هو إفراغ لها من كلّ قيمة جوهرية بل تحقيق لعكس ما جعلت لأجله. فلا أحد يجب أن ينسى أنّ هتلر و النازيين وصلوا بانتخابات ديمقراطية للحكم أو ما يحدث في جمهوري إيراني حيث يحلوا لكثيرين و بسذاجة مفرطة الإدّعاء ان إيران ديمقراطية في حين أن الملالي هم من يعيّن و من يسمح بترشّح و من يرفض من يترشّح ، و لا يجب أن نغفل أن أنظمة التربية في بلادنا عامة لا تدّخر جهدا في تربية النشئ على ثقافة الكره و رفض الآخر و التعبويّة الشعبويّة ممّا يجعل من السهل التأثير على الجموع بأيّة شعارات متخلّفة لكسب الإنتخابات وسط فشل ذريع للنخب الحاكمة في دول ما بعد الإستقلال في إقامة دول حقيقية لا تدار بمنطق المزارع و العزب بعيدا عن الفساد و المحسوبية و تحقيق أدنى نسبة من النمو و الرفاه الإقتصادي كما هو حال دول كثيرة نالت إستقلالها بعدنا و تجاوزتنا بمراحل على صعيد التنمية و التقدّم

يوجد إختراع جميل جدّا، شيئ ما جدير بالدراسة و التمعّن و أزعم أنه جدير بالتقديس لو لزم تقديس الشيئ للإيمان به و العمل على تحقيقه إسمه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هذا الإعلان هو ثمرة و خلاصة ما وصلته كلّ الإنسانية من قيم تقدمية كالعدالة و الأخوّة و المساوات ، و هذا الإعلان هو العدو اللدود لكثيرين في بلاد الملح و الرمال حيث الخرافة تعلوا و لا يعلى عليها. و أزعم أن البداية تكون بقرائته و فهم ما فيه و أعتماده على المستوى الشخصى فالعائلي ، فلازلت أؤمن أنّ بناء الفرد يأتي قبل بناء الدولة و أن الحريّة تمارس في البيت بين أفراد العائلة قبل أن نطالب بها خياليا في مجتمعات لازالت تقدّس الزعيم و تألّهه ولازالت أعجز من القبول بقراءة نقديّة لمعتقداتها و تقالديها و هويّتها التي جعلتها وثنا ، غاية في حد ذاتها و ليست وسيلة.

لا يمكننا الحديث عن إصلاح و ديمقراطيّة لتحقيق حرية و عدالة و مساوات و تنمية و ثمة عدد لا يستهان به لازال يفخر أن برنامجه و ما يعمل لأجله هو الحفاظ على الهويّة و أن له الفظل في جعل اللغة العربيّة لغة الإجتماعات العامّة في الجامعة ، أي أنه ليس يهم ما ستقوله بل المهم أنك تقوله بالعربيّة،أيّ غباء سياسي هذا ، و أي عبط يخلّفه هذا التفكير الديني حين يكون برنامجنا السياسي و نحن في سنة 2007 هو ما هو معلوم من الدين بالضرورة مع العلم أنه ليس في الإسلام شيئ إسمه معلوم من الدين بالضرورة ، و اي حديث عن ديمقراطية مع من يؤمن إيمانا راسخا أن الرسول وعدنا بفتح روما و بيوم يوشي الحجر باليهودي المختبئ ورائه ؟ فكيف ستتكلم عن حقوق أقليات و هي موحدة و أهل كتاب مع هؤلاء ؟ و كيف تتخيّل مصير من شك أصلا في صحّة هذه الكتب السماوية و انتقدها ؟ يكفي أن تذكر بأن رئيسه مدى الحياة حامل مفاتيح الجنة الذي تخيل للحظة أنه بترحّمه على روح بورقيبة سيشفع الله لهذ الأخير ، زعيمهم هذا وعد بنصب المشانق في ساحة الباساج في العاصمة للعفيف الأخضر و رجاء بن سلامة

بين مطرقة هذا الإتجاه الإسلامي ، و للعلم هو إتجاه من لا فكر له ، مجموعة اليساريين السابقين الفاشلين الذين استمالتهم أموال الوهّابية العفنة و بقية باقية من الكتاتيب المتخلّفة التّي لم تتميّز إلا بثقافة الكره و الحقد و رفض الدولة الحديثة ، بين مطرقة هؤلاء و سنديان الحزب الواحد الأوحد الحاكم بأمره الغارق في كلّ مساوئ الأنظمة الإستبدادية، و هنا لا يلقى بالمسؤوليّة فقط على عاتقه بل اساسا على عاتق المعارضة الغائبة المتباكية أو المصفّقة كالأراجوزات ، بينهما يكون الحديث عن حاجتنا للديمقراطية ضربا من الترفيه عن النفس أو تجنبا للّوم، ليس إلاّ ، وسط اختلاط مفاهيم و عدم تحديد واضح للغايات و الوسال لتحقيقها.

قبل الحديث عن الديمقراطيّة لا بأس من الحديث عن الحريّة، حريّة المعتقد و التفكير و التعبير، حتى لا يقفز لك أمام كلّ حرف تكتبه من يصرخ بجهل حريّتك تقف عند حريّة الآخرين و أنا من يحدد حريّة الآخرين، حتى لا تتّهم كلّما دافعت عن أقليّة ما بأنك منهم أو تقبض منهم ، حتّى لا تتهّم في شخصك و كرامتك و إنسانيّتك كلّما كتبت عن المرأة أو عن العقل أو المثلّيين جنسيّا ، لأنه متى فهم الناس أنك بدفاعك عن الجانب الأضعف في المجتمع ، الأكثر عرضة للتهديد و التعسف و التصفية إنما تدافع عن المجتمع كلّه و عن الأغلبيّة نفسها ، لا بأس من كلام عنها و لو أنه يبدوا تمييعا للقضيّة من وجهة نظر البعض ، فنحن أساسا لم نتّفق على تعريف لهذه االقضيّة، و لكن الحوار جعل لتحديد مفاهيم و وسائل لتحقيقها، لذلك أكرّر ، و هذا رأي شخصي ، نحتاج تغييرا في الأفكار، إيمانا بالحريّة ، بحقوق الإنسان بمفهومها الكوني و من ثمة يمكننا أن نتفق على المنادات بالديمقراطية كوسيلة لتحقيقها و ليس كنسخة حديثة من براقش

ملحوظة

قالت العرب جنت على قومها براقش و براقش كلبة كانت تنبح ليلا و قبيلتها مختبئة من الغزاة فدلّتهم عليهم فقتل من قتل و أسر من أسر

في حين أنّ دور الكلب أساسا هو الحراسة و الحماية

2007-06-08

من كتب القرآن


ليس من السهل الإجابة على هذا السؤال، لكن أغلب الأبحاث و الدراسات ذهبت إلى أن للرباعي محمد و خديجة زوجته الأولى و ابن عمها ورقة ابن نوفل و أيضا الراهب النسطوري بحيرى الدور الأكبر في كتابته ، و بتقدم الأبحاث و الحفريات الأثرية في منطقة الشرق الأوسط، و كذلك الدراسات المقارنة بين النص القرآني و نصوص الكتاب المقدس بعهديه و أيضا النصوص التلمودية ، بات واضحا أن الجزء الأكبر من القصص القرآني و جزء غير هين من آيات التشريع منقولة بصفة تكاد تكون حرفية عن اليهودية.

يطرح إسرائيل فلكنشتاين في كتابه الكتاب المقدس عاريا أو بدون حجاب، الأسئلة التالية
:
هل وجد الآباء البطريارك ابراهيم و إسحاق و يعقوب أي إسرائيل فعلا و أين و متى؟
هل حكاية الخروج من مصر و الإستيلاء على أرض كنعان صحيحة أم لا ؟
من هم بني إسرائيل ؟
و من كتب الكتاب المقدس، العهد القديم ؟ و متى؟ و لمذا ؟

و يخلص إعتمادا على آخر نتائج التنقيب و البحث الأثري في مصر و فلسطين و سوريا و الأردن إلى أن العهد القديم كتب يقينا في القرن السابع قبل الميلاد و ليس في الفترة التي يدعي أن موسى كتبه فيها قبل موته، و أنه كتب في مملكة يهودا الجنوبية في زمن اتحادها مع مملكة إسرائيل الشمالية ليكون مجموعة من الأساطير التي توحد شعوب هاتين المملكتين باختراع اصول و تاريخ موحد بينهما، بل إنه ، أي العهد القديم يذكر الله باسمين مختلفين، الوهيم أو ايل الاه اسرائيل و يهوا الاه يهودا، و أنه من المؤكد أن شخصيات كابراهيم و اسحاق و يعقوب و و موسى لا يمكن أن تكون حقيقية أو وجدت في الزمن الذي تذكره نصوص العهد القديم بل إن أصل الإسرائيليين كنعاني ، و لم تنشأ ممالكهم بعد حروب و حرق و إبادة لشعوب كنعان كما تقول التوراة ،

هم قبائل استوطنت الأراضي العليا و تميزت فقط بدأ من القرن الثاني عشر قبل الميلاد عن غيرها بأنها لا تربي و لا تأكل الخنازير و الوحيد الذي يمكن أن يكون له وجود تاريخي هو داود و لكن أيضا كل ماهو مكتوب عنه و عن عظمة مملكته هو و ابنه سليمان محض خيال و أساطير. لم يكن بإمكان أحد قبل الأن تأكيد كل هذا بأدلة علمية، لذلك أعتمدت هذه الأساطير المؤسسة لإسرائيل كحقائق ثابتة، بل إلاهية،
فقط لا بد من الإشارة هنا أن إسرائيل فلكشتاين مؤلف الكتاب هو رئيس قسم التنقيب لأثري باحدى أعرق الجامعات الإسرائيلية، أي أن من مصلحته إثبات عكس كل ما وصل إليه من نتائج

المهم هنا أن هذه النتائج ، و للعلم هناك أبحاث جدية عديدة وصلت إليها، تؤكد أن كل ما ذكره القرآن عن بني إسرائيل هو فقط نقل لهذه الأساطير، بل و لنفس التشريعات كتحريم لحم الخنزير مثلا

تأثير النساطرة على القرآن بخصوص قصة عيسى و صلبه أيضا واضحة، فهم لم يكونوا يعتقدون أن عيسى صلب بل أنه شبه لهم غيره، و يعتبرون الصليب وثنا.

في غياب أية إمكانية للقيام بحفريات في نجد و الحجاز أو في مكة و المدينة تحديدا، لا يبقى من سبيل على الأق الآن للإجابة على سؤال من كتب القرآن سوى دراسة النصوص، مع ما يعنيه ذلك من شك في صحة مصدرها و تاريخ كتابتها لكن تبقى حقيقة تأثير الأساطير الشرقية عموما و الديانات المنشرة في الجزيرة و حولها في القرن السابع كالزردتشية و خصوصا النصرانية و اليهودية، تبقى هذه التأثيرات دليلا قاطعا على المصدر البشري للقرآن حتى دون الإعتماد على المعلومات التاريخية و العلمية الخاطئة التي يحتويها كوجود سماوات و تسطيح الأرض و غيرها

ملحوظة أخرى لا بد منها هنا، مذا عن بقية الأيات ؟

هي عموما نزلت أو كتبت إما في حياة محمد لتحل له مشاكل و نزاعات و اهتمامات أغلبها جنسي أو مادي، أو أضيفت بعده لأسباب سياسية، فأخذت شكل آيات نسخت تلاوتها و لم ينسخ حكمها كآية الرجم التي لا وجود لها ، أو أحاديث قدسية، أو آيات قرآنية باسلوب و ابداع أقل من غيرها لاختلاف كاتبها

2007-06-07

بلاش عروبة، بلاش إسلام


لا يحدد من نحن و ما هو دورنا من أين جئنا بل يحدده عملنا و بالتالي علمنا


من أين جئنا، أصلنا، عرقنا، تاريخنا، ديننا، أشياء أخذت قيمة وثنية بلا داع حقيقي على الأقل اليوم لأنها لم تعد تصلح لشيئ إلا الإحتماء الوهمي بها من أهوال عالم أقوى منا و لا نقدر مجاراته،

حين أحدد من أنا بمن أين جئت ؟ تونسي أوعربي أو مسلم أكون قد ألغيت نفسي بحثا عن وجود وهمي في هوية أكثر وهمية طلبا لحماية لاوجود لها أساسا

فالهوية شرط غير ضروري للحل، سواء كان الحل تنمية أو تحضرا أو أنسنة بالمعنى الدهري للمقاربة

باتخاذ الهوية بعدا غيبيا، تصبح أيضا شرطا كاف لانعدام الحل أو استحالته أو تعويضه بالحل الخرافي، أي تحديدا
:
ليس يهم ما نفعله أو كيف بل ما سنصير إليه بعد النهاية


الفرق بين الأمرين هو الفرق بين التحضر و التصحر، المدينة و البادية، الحضارة و الدمار، الوثنية و الديانات اليهودية

المدينة عاهرة بطبيعتها، بل تعريفا، ، و مصير المدن كان دوما دمارا و حرقا بيد إلاه البدو الذي وعد ابنائه، شعبه المختار، خير أممه التي أخرجت للناس، سيان، وعدهم بدمارها و إرثها و حثهم على معاقبة أهلها و تطهير الأرض منهم حتى لا تسود إلا قيم البدو، و من التفت ورائه قبل حلول الدمار تحول لصنم من ملح كزوجة لوط

هكذا تذكر أساطير اليهود في الكتاب المقدس، و هكذا تذكر سير و كتب المسلمين و هكذا انتشرت المسيحية بعد أن كانت مجرد طريقة صوفية يهودية ، من إعرف نفسك، تحولت لدين رسمي لامبراطورية بعد حلم بصليب و دم و انتصار في معركة، الجذر واحد و الكنيسة واحدة، و تصور الخلاص واحد
:
اترك عقلك جانبا
و اسلم روحك للكنيسة فخلاصك معها،

ضع مكان كنيسة أي حاخام أو شيخا أو حامل مفاتيح جنة و صكوك غفران، العداء للمدينة واحد، و تأخر أوروبا حضاريا ألف سنة منذ دخلتها المسيحية و حتى عصور النهضة ـ نهضة الوثنية ـ لا يفوقه إلا تخلف الشرق عموما منذ أربعة عشر قرنا

الفرق بين الدين السماوي و الدين الوثني هو أن الأول يضع الإلاه، في مركز الكون و دور الإنسان خدمته و تقديم القرابين له، بينما تسمح الآلهة المتعددة بالتعدد و تضع الإنسان في مركز الكون

إيل بدوي

بقية الآلهة مدنية




حين تجعل الهوية غايتك تنتمي للقرابين التي ستنحر على عتباتها بوصف هويتك صلة خلاصك و ارتباطك بإيل، الوهيم، الاه، الله،

حين يكون علمك و عملك هو وسيلتك و انسانيتك هدفك، تجعل من نفسك مركز الكون و تكون الآلهة في خدمتك ، ساعتها لن تهتم بعهرالمدينة، و إن غادرتها و التفت فلن تتحول لتمثال ملح و لن تجد حمما نازلة من السماء لتحرقها، فقط طائرة أو طائرتان من بقايا البدو المدافعين عن إيل العاجز و عن حنقهم و غيضهم لفجور المدينة و جمالها و دمامة صحرائهم و رمالها

الفرق بين المدنية و الهمجية ليس مجرد خط مستقيم يفصل بين عالمين متناقضين، فلطالما تعايش البدو و الحضر و تصارعا و أخذ كل طرف من الآخر ما يحتاجه، لكن الحضارة لا يبنيها إلا الحضر و لا يطمع البدوي في انتاجها بل فقط استيلائه عليها لأنه أعجز من أن يصنعها أو أن يقبلها
"و الذي نفسي بيده لتملكن كنوز كسرى و قيصر".

نهب،

و لليوم لا يصنع العرب الحضارة بل يستوردون قشورها


مثلا

يستمد الجنس شرعيته من المتعة التي يحققها جسديا و نفسيا و لا يستمدها بصفته وسيلة تكاثر ،

لكن وثن الهوية يجعل الهدف وسيلة لخدمة فكرة خطرت ببال كنعاني أراد يوما أن يكتب أسطورة توحد شعوب مملكتين اسموها الكتاب المقدس ، فيصير الجنس نكاحا بمعنى زواجا لتتكاثروا و أباهي بكم الأمم يوم القيامة،


تكاثروا حفاة عراة غزاة



بلاش عروبة قالها بورقيبة و لازلنا ننعم لليوم بنتائجها بعد موته و نهاية عهده فتأثير ثقافة الصحراء لم يجر على تونس الدمار الذي جره على غيرها



و بلاش إسلام دعوة صادقة لمراجعة المفاهيم و البحث عن الحقيقة و قبولها حتى لا نندثر و ننقرض مع هذه الشعوب الأيلة للإنقراض
دعوة للخروج من نوم أهل الكهف